أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 08:14
المحور:
حقوق الانسان
تقديم:
إسهاما في الحوار حول الحريات الفردية، ارتأيت نقل ما كتبه بالفرنسة محمد حافظ في مدونته "ماغدور7" حول هذا الموضوع إلى لغة الضاد.
للإشارة، فمحمد حافظ صحافي مغربي ذو قلم سيال؛ بالنظر أولا إلى الوتيرة القياسية التي ترى بها تدويناته ومقالاته النور، وثانيا إلى الكم الهائل منها الذي راكمه منذ افتتاح مدونته الناطقة بلغة موليير.
إلى ذلك، يلاحظ السابح في بحر النيت أن صاحبنا أمازيغي المذهب، كيف لا ومقالاته يعاد نشرها بدون استثناء في الموقع الإلكتروني"أمازيغ وورد"؟
نص التدوينة :
في كتاب "روح القوانين" ، اعتبر مونتسكيوه أن "الحرية هي الحق في فعل كل شيء يسمح به القانون". صحيح أن الحرية بدون حدود سوف تؤدي إلى الفوضى والفتنة الكبرى. لكن الأمر الذي ينبغي أن يكون واضحا على نحو جيد هو أنه يتعين مناقشة القوانين التي يجب على الجميع احترامها قبل أي حديث عن حدود المعرفة.
ذلك أننا لو انطلقنا من تعريف مونتسكيوه للحرية فسوف نجد أنفسنا في وضع تكون فيه حرية الفرد محددة بإحكام وفق قوانين بلاده، حتى لو تعلق الأمر ببلاد ليست ديموقراطية بالكامل. إذن، هل تكون القوانين ملزمة باحترام حرية الفرد أم أن الحرية هي التي ينبغي عليها احترام القوانين؟
لنفترض (جدلا) أن على الحرية احترام القوانين، في مثل هذه الحالة يكون الفرد خاضعا لقوانين دينية وأعراف وعوائد، أو بكل بساطة يكون خاضعا لقوانين فرضها ملك أو دكتاتور أو فرضتها مجموعة مصالح (ضاغطة). في ظل أوضاع كهاته، عن أي حرية يمكن أن نتحدث؟
على القوانين أن تكون (بمثاية) قواعد تروم احترام الإنسان وحريته. نريد قوانين تضع نصب أعينها حماية المواطنين، ولا نريد قوانين الغاية منها هي فقط الدفاع عن النظام ومراقبة الفقراء.
في بلد مثل المغرب، يصعب حقا تناول هذا المشكل (المتعلق) بالحريات الفردية، أولا لأن الدولة تفرض دائما قوانينها كما تشاء. فهي طورا تشهر ورقة "نحن نعيش في بلد مسلم"، وطورا آخر تضرب بقوة استنادا إلى قانون مكافحة الإرهاب. لكن من مصلحة السلطة، كما هو حالها دائما، زرع أسباب الفرقة بين المواطنين وخلق نزاع أفقي. للأسف، تستغل بعض التيارات المتطرفة هذا الوضع من أجل فرض أفكارها وإيديولوجياتها ...
صحيح أن للجميع الحق في التعبير وأن كل واحد حر في ضميره، إنما ينبغي أن نتفق على أن حريتي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخر، غير أن (المنتمين) إلى بعض المجموعات الدينية يجعلون من أنفسهم أوصياء على الدين، ويحاولون توجيه الناس نحو ما يسمونه "الطريق المستقيم". كيف يمكن، بعد ذلك، فتح نقاش مع أناس يعتقدون أنهم المدافعون الوحيدون عن الحقيقة؟
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟