حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 07:08
المحور:
المجتمع المدني
الثقافة الرياضية ليست مجرد لعبة، بل هي مرآة تعكس وعي الشعوب وطريقة تفكيرها.
أدلجة الشعوب فكريا او رياضيا تجعل منها تنظر إلى العالم بعيون محددة، سواء في السياسة أو في الرياضة، لكن الوعي الحقيقي يكمن في إدراك الفروق في معرفة متى تكون العاطفة مجرد ثقافة رياضية، ومتى يكون الموقف مبدأ لا يقبل التردد.
فالأدلجة تُشكّل وعي الأفراد والمجتمعات بطريقة تجعلهم يرون العالم وفق منظومة فكرية محددة، سواء كانت سياسية، دينية، أو حتى رياضية.
المشكلة ليست في وجود الأدلجة ذاتها، بل في غياب القدرة على التمييز بين الانتماء العاطفي وبين القناعات الراسخة.
في الرياضة، يمكن للعاطفة أن تكون دافعا للحماس والتشجيع، لكنها لا ينبغي أن تتحول إلى تعصب أعمى أو عداء غير مبرر، أما في السياسة والمواقف المبدئية، فالوعي الحقيقي يظهر عندما يكون الشخص قادراً على تجاوز تأثير الأدلجة ليرى الحقيقة كما هي، حتى لو كانت مخالفة لانتماءاته السابقة.
كرة القدم اليوم ليست جبهة سياسية، ولا طقساً ديني، هي مرآة حضارية تظهر سلوك الشعوب لا قبحها، تظهر وعيها لا شتائمها وخير مثال قطر كيف نجحت في تنظيم بطولة كأس العالم وبطولات أخرى وبدأت دولة عربية تلتحق بمضمار قطر.
من المعيب العبث بعواطف الناس واشعال الحطب في موقد الشحن الغريزي، ما يؤدي انحدار الوعي الى مستوى التنابز الطفولي ومصطلحات السفهاء.
بعض الجماهير الاردنية والفلسطينية كشفت لنا عن حقدهم الدفين تجاه العراق العظيم، وما صنعه الجمهور العراقي هو تشجيع وما صنعته بعض الجماهير الاردنفلسطينية اساءة للعراق وهذا معيب جدا، للأسف.
فما حدث يوم مباراة العراق وفلسطين ليس خلافاً رياضياً، بل انكشاف أخلاقي لبعض الجماهير، إذ بعض سفهاء المنصات من كِلا الطرفين جروا جمهوراً بأكمله إلى قاع سحيق من العداء المجاني على مدى أشهر من التصفيات.
لا ننسى، نحن أيضاً بأيدينا أشعلنا فتيل نزاع مجاني مع الجماهير العربية، وفتحنا على أنفسنا بوابات النفور والقطيعة عندما عمد البعض الى تمويل صفحات تنفث احتقاراً وتستعرض سفاهة باسم الوطنية!!
السؤال هنا : كيف يمكن للإنسان أن يحقق هذا الوعي، ويتحرر من الأدلجة التي قد تكون متجذرة في وعيه منذ الصغر؟؟
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟