محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 00:12
المحور:
المجتمع المدني
في الجزائر اليوم، تُعاد نفس المسرحية الرديئة كل عام، حيث يتحول الفقير إلى وسيلة دعائية، ويصبح الفقر مشهدًا يُعرض على الملأ تحت لافتة "العمل الخيري". فجأة، يخرج علينا تجار الدين، بأفكارهم المستوردة، لينظّروا لزكاة الفطر وكأنها منّة، لا حقًّا للفقير.
هل عادت طيور الظلام لبثّ سمومها، محاولةً إذلال المواطن الفقير ببضعة كيلوغرامات من الغذاء؟
هل هذا جزاء الشعب الذي ضحّى من أجله مليون ونصف مليون شهيد؟ أن يُعامل كمتسوّل، يُفرض عليه ما يأخذ بدل أن يُعطى ما يحتاج؟
إن ما يحدث اليوم ليس اجتهادًا بريئًا، بل هو تنفيذ واضح لأجندة فكرية دخيلة، تحاول قتل روح التكافل الحقيقي وإحلال الصدقة المهينة مكان التضامن العادل. المدخلية والسلفية الوهابية، التي تغلغلت في المجتمع الجزائري بأموال النفط الخليجي، تريد أن تحول الفقير إلى كائن خانع، يقبل الفُتات، بدل أن يُطالب بحقه في العيش الكريم.
في الماضي، كان الجزائريون يعطون الزكاة سرًّا، بكرامة، نقدًا، حتى لا يشعر المحتاج بأنه أدنى من غيره. أما اليوم، فقد أصبح الأمر أداة لإذلال الفقير باسم الدين.
من أراد مساعدة أخيه المواطن، فليستره، وليعطه المال بكرامة، دون إذلال، دون استعراض فارغ. المحتاج ليس بحاجة إلى صفعة على كرامته، بل إلى يد حانية تمتدّ إليه دون أن يشعر بأنه أدنى من غيره. الفقير ليس بحاجة إلى "إحسان" يُظهره كمتسوّل، بل إلى دولة تحترمه، وتكفل له حقوقه، وتمنحه منحة شهرية تحفظ ماء وجهه.
إن كان لا بد من إخراج الزكاة والفطرة، فلتكن مالًا لا مواد غذائية مفروضة، لأن الفقير أدرى بحاجته، ولأن كرامة الإنسان ليست للبيع!
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟