أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حول النظرات اليسارية والعلمانية إلى الاسلاميين:هل كأس البيرة هو المقياس؟














المزيد.....

حول النظرات اليسارية والعلمانية إلى الاسلاميين:هل كأس البيرة هو المقياس؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايطبق الحداثيون العرب الحداثة الغربية في نظراتهم للاسلاميين,حيث يلاحظ عبر التاريخ الغربي الحديث,وخاصة في القرنين الماضيين,بأن النظرة التي سادت في الغرب لمقاييس التقدم والتحضر,قد بُنيت على التتالي التالي,وعبرها يُقاس الانسان:1-تعامله مع الأشياء(الطبيعيات+الاقتصاد),2-طريقة تعامله مع البشر الآخرين,3-الأفكار,وليس العكس كما يظن الكثير من المثقفين العرب,كماأن الحقول الثلاثة المذكورة يُنظر لها,كلاً أوجزءاً,من خلال رؤية,تخضع فيها تعاملات وسلوك وأفكار البشر إلى نظرة وظيفية لاترى شكل الفكر أوالسلوك بل وظيفيته ودور حامله الاجتماعي في لحظة ومرحلة تاريخية محددة ومدى انسجامه أوتناقضه مع المهام والطبيعة المرحلية التي يمر بها المجتمع المعني.
نرى عند غالبية الماركسيين العرب,ولدى الكثير من الليبراليين العلمانيين الذين رفدهم الكثير من أتباع موسكو القدماء بعد عام1989,معايير شكلانية في النظرة للأفكار الاسلامية وحامليها,تختلط مع استقطابات كان ينظر اليساريون من خلالها إلى الاسلاميين من الخندق الآخر المقابل في فترة الحرب الباردة,الشيء الذي نراه الآن عند الليبراليين العرب الجدد ولكن عبر موقع حدَدته استقطابات مابعد11أيلول التي وضعت واشنطن,زعيمة المشروع الليبرالي العالمي,في موقع متصادم مع الاسلاميين,حيث يتجاوز الليبراليون الجدد بغالبيتهم حدود العداء للاسلاميين ليصلوا إلى الاسلام ذاته.
تتحدد هذه المعايير عبر مقاييس شكلانية:الحجاب,طول التنورة,ثمَ عبر مقاييس سلوكية تجاه أشياء معينة,مثل الخمور,وليس عبر مقاييس تقاس بها حداثة الانسان المعاصر,مثل درجة استيعابه للعلوم,أواتقانه للتقنية,أومدى انخراطه الناجح والمثمر في العملية الاقتصادية,مع غض نظر عن شكل ومضامين فكره واعتقاداته, حيث كان إسحق نيوتن متديناً,وكان أبو القنبلة الهندية النووية هندوسياً متديناً يعبد البقرة,فيما كان أحد الصانعين الأساسيين للقنبلة الذرية الاسرائيلية هو يوفال نائيمان وهو شخص شديد التدين والتعصب القومي ساهم في انشاء حزب(هاتيحيا) الذي انشق عن (الليكود)بسبب رفضه اتفاقيات كامب دافيد,في تأكيد- من قبل هذه الأمثلة العملية- للفكرة السائدة في الغرب حول انفصال (المعقولية الذهنية) عن (المعقولية العملية)من حيث أن ميدان الأخيرة هو العلم والاقتصاد والسياسة,فيما مجال الأولى هو الأفكار,وهو انفصال مكرَس معرفياً منذ كانط عبر كتابيه"نقد العقل المحض" و"نقد العقل العملي".
نلاحظ هنا- عند اليساريين العرب وعند العلمانيين الليبراليين-نظرة يتم فيها تغليب الفكري على ماعداه,وفق رؤية قياسية معيارية لما يراه أصحابها أنه الحداثة,يتم من خلالها تحديد محتوى النظر إلى الآخر,وفي الحالتين,أي حالة يساريي موسكو المتضادين مع الاسلاميين في فترة بريجنيف وأندروبوف وحالة ليبراليي واشنطن العرب الجدد,تُوضع مقاييسهم للحداثة في واجهة خطابهم,مغلِفةً استقطاباً سياسياً محلياً مع مركز دولي ضد الاسلاميين,وخافيةً وساكتةً عن انخراط عملي في الحداثة-عبر العلوم والتقانة والاقتصاد- تفوق عبره الاسلاميون العرب على الاتجاهات الايديولوجية الأخرى خلال العقود الثلاثة الماضية,يمكن قياس مداه من خلال خريطة توزعهم الغالب في الكليات العلمية الجامعية العربية,فيماكان غيرهم متركز أساساً في كليات الآداب والفنون, حيث يلاحظ أن الاتجاهات الايديولوجية صاحبة المد السياسي تكون ممتدة في العلوم والاقتصاد والتقنية,فيما المتركزة في الآداب والفنون تكون في حالة جزر سياسي,وهو مايمكن ملاحظته من الفوارق بين امتداد الماركسيين العرب في جامعات الأربعينيات والخمسينيات بالقياس إلى مابعد السبعينيات ,حيث يلمس هنا -عند من هم في حالة جزر سياسي - النزعة الحالمة وغير العملية, وحتى عندما يهتمون بالاقتصاد فإنهم لايتجاوزون الإطار النظري إلى الميدان النظري-التطبيقي,كماأنهم يعطون للأفكار والألفاظ دوراً أساسياً في العمليتين الفكرية والسياسية,وليس للوظيفية العملية للأ فكار أو للتوازنات والمصالح وتوازن القوى في اللعبة السياسية,بعكس من هم في حالة مد سياسي. .
هل يمكن قياس الشيخ الشهيد أحمد ياسين من خلال أشكال الزي التي ترتديها بناته,أومن خلال موقفه من الخمور,أومن قضايا قانون الأحوال الشخصية,أم عبر مقاييس أخرى في مجتمع وشعب هما تحت الإحتلال,ومايعنيه هذا من أن التناقض الرئيسي للمرحلة التاريخية لهذا الشعب متحدِدُفي(الوطني), وأن كل الحقول الأخرى ,بمافيها (الديموقراطية)و(التحديث), تتحدد من خلال التوافق أوالتناقض مع المحدِد الرئيس؟...............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: ضخامة الجهد وهزال الحصيلة
- بين استراتيجيتين
- البنية الاجتماعية وعملية الإنتقال إلى الديموقراطية
- تربيع السياسة العربية
- هل صعود الإسلاميين هو مجرد ملءٍ للفراغ؟
- الماركسية والليبرالية:هل هما غرفتان في بيت واحد؟.........
- إلى أين يتجه السودان؟
- فراغ القوة عند العرب
- التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية
- -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-
- مواقف القوى السورية المعارضة من حرب12تموز
- لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-
- مأزق حزب الله:تباين الجهد والنتائج
- الشرق الأوسط:إلى أين يتجه صراع الاقليمي والدولي؟
- آلام المخاض والقابلة الجديدة:هل حصل اجهاض للمشروع الأميركي؟
- في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي
- -هل كانت الفلسفة الإسلامية مجرد جسر بين أثينا والغرب؟.... –
- مسار التسوية:محاولة للمراجعة-
- في النزعة الأميركانية
- هل هناك أفغنة للصومال؟-


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حول النظرات اليسارية والعلمانية إلى الاسلاميين:هل كأس البيرة هو المقياس؟