أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - كيف تصبح قائداّ














المزيد.....

كيف تصبح قائداّ


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتاب الإنسان في بعض الأحيان حالات مجهولة السبب فقد يشعر بحالة من الفراغ وهو محاط بالعشرات من الأصدقاء أو يشعر بحالة من الملل رغم انهماكه الشديد في العمل وقد يشعر بحالة من الإحباط واليأس رغم كل اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية العلنية والسرية واللقاءات الفلسطينية - الفلسطينية ورغم كل المبادرات بين الاخوة الأعداء التي تشعرنا بالاختناق لبعدها عن المصالح الوطنية العليا بحكم مراعاتها للمصالح الفصائلية والعصبوية الضيقة والتي تصب أولا وأخيراّ في المصلحة الإسرائيلية فقط .
مجموع تلك الحالات كانت تنتابني وأنا أرد بفتور على تحية صديق لم ألتق به منذ فترة طويلة مما أثار استغرابه ودهشته : يبدو لي إن لقائي يضايقك يا صاحبي !!!
بفتور ايضاّ أجبته : أجلس يا رجل ودعك من هذا الكلام الفارغ فما يضايقني لاعلاقة لك به وبعيد كل البعد عن كلامك السخيف هذا .
بتردد قال مازحاّ : على شرط ان تطلب لي فنجان قهوة على حسابك وتخبرني عما يضايقك وبصراحة .
وبنفاذ صبر : ألا تسمع ؟ ألا تشاهد ما يحدث من سفك دماء فلسطينية بأيدي فلسطينية ؟
فما يحدث يكاد يصيبني بالجنون ... تصور يا رجل أننا نقبل الأيادي والأرجل لتزويدنا بالسلاح والذخيرة ونحن نهدرها في صدور بعضنا البعض وفي الاحتشادات المشبعة بالفصائلية وكل منا يتسابق لحشد العدد الأكبر ضد الطرف الآخر ونقف بعدها على المنصات ووراء الميكروفونات كالديوك المنتوفة الريش نهدد ونتوعد بعضنا البعض !!
تصور يا صاحبي أننا استطعنا إيجاد قواسم مشتركة مع الإسرائيليين ومع الأمريكيين ومع الأوروبيين ومع الشرق ومع الغرب ومع العفاريت ومع ذلك لم نستطع إيجاد قواسم مشتركة وبشكل فعلي بيننا نحن أبناء القضية الواحدة كما ندعي!!
قاطعني صاحبي بقوله : هدئ من روعك يا صاحبي .. مادام الربح أو الخسارة الفصائلية أو الشخصية تتحكم في عقولهم سيبقى الحال في انحدار مستمر ولأننا نعيش في المقلوب ونهوى أن نكون مستغفلين سيبقى تقدمنا نحو الوراء مستمراّ.. على كل حال دعنا من السياسة أهل السياسة .. تعال يا فادي احضر لنا فنجانين من القهوة ودعنا نشاهد إحدى المحطات الغنائية بدلاّ من تلك المحطة الأخبارية فأخبارنا والحمد لله لا تجلب لنا إلا أمراض القلب وارتفاع الضغط .
أشعلت سيجارتي والتفت إلى مشاهدة وسماع إحدى المغنيات الجدد تتمايل وتتباهى بأردافها مرددة كلمات تصفعك صفعاّ لسخافتها ورداءتها بصوت أشبه بصوت بائعي الخضراوات .. عدت إلى سيجارتي وفنجان قهوتي مترحماّ على الطرب والمطربين .
قال صديقي مازحاّ : أتدري يا أبو ادهم أن مهنة الرقص والغناء أصبحت المهنة الأكثر رواجاّ وسهولة وربحاّ هذه الأيام .
تجاهلت مزاحه بقولي : بالعكس هناك مهنة اكثر سهولة واكثر ربحاّ .
أعتدل في جلسته : معقولة !! دلني عليها بالله عليك فأنا عاطل عن العمل في هذه الأيام؟
تجاهلت سخريته ومزاحه مرة أخرى : نعم مهنة قائد .. فكل ما تتطلبه تلك المهنة هي قدرتك على حشد عشرين أو ثلاثين شخصاّ من عائلتك أو من أصحابك أو من فصيلك المنتمي له وأصدر البيان رقم ( 1 ) مهدداّ ومتوعداّ إسرائيل وأمريكا مشفوعاّ بقسمك بالقضاء على الفساد والمفسدين وعلى المتلاعبين بالمصير الفلسطيني .. وبعد ذلك قم بخطف أحد الأجانب لمدة أسبوع أو أسبوعان فتتوافد عليك المحطات الفضائية وأصحاب القرار متوسلين إطلاق سراح المخطوف مقابل الاستجابة لمجموع طلباتك السرية طبعا فالعلنية منها هي للاستهلاك الإعلامي فقط لاغير وبعد ذلك تقدم لك الأسلحة والأموال ويعترف بك كمناضل برتبة قائد . وبما انك عاطل عن العمل اتكل على الله واشتغل قائد .
وقبل أن يستيقظ من ذهوله لملمت أوراقي وقلت له مودعاّ : سلام يا صاحبي .
وفي طريقي إلى الباب الخارجي للمقهى تذكرت نصيحة عادل امام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة إلى حاجب المحكمة بقوله : اتكل على الله واشتغل رقاصة .

سليمان عباسي --- دمشق



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فلسطينية
- أجيبونا— ياهوووووووو
- حمقى وحماقات
- ثرثرة قائد فلسطيني
- أحذروا البكاء
- ثرثرة في مقهى شعبي 3
- ثرثرة في مقهى شعبي ( 2 )
- قف- إنتبه- إننا قادمون
- أمة تعشق الانتصارات
- دماء فلسطينية
- يستفزني قائد
- آمنّا بالله واليوم الآخر
- أحلا م فلسطينية مبعثرة
- أقلام غبية
- العري الأمريكي
- حماس مابين الأكاذيب والتهديدات
- الانتصار المؤلم
- الانتخابات التشريعية والمجهول
- كاد يما – إلى الوراء دّ ر
- وطن من الرمال


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - كيف تصبح قائداّ