جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 03:02
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
خلال الأيام القليلة الماضية، اطلعت على خبرين مهمين يرتبطان بتاريخ نضال شعبنا العربي الأهوازي ضد ديكتاتورية الأسرة البهلوية، وهو تاريخ حُرمنا من تدوينه بسبب الرقابة المفروضة عليه.
الخبر الأول يتعلق بتاريخنا الشفهي، حيث سُجلت شهادة لسيدة مسنة أهوازية كانت شاهدًا عيانًا على معركة الونج. ذكرت أن هذه المعركة شهدت استشهاد عدد من وجهاء وكبار العشائر الذين شاركوا فيها، ومن بينهم: حيدر من بيت فرج الله، وكوكز الزامل من أجنانة، وبريج من خسرج، ومهيدي من بيت منان، حيث تم إعدامهم في مدينة الأهواز.
أما الخبر الثاني، فهو اطلاعي على منشور كُتب باللغة الفارسية ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه كاتبه عن صدور كتاب لباحث أهوازي بعنوان “أبطال في أزقة الموت”، لمؤلفه الأستاذ السيد حبيب الزبيدي. الأسماء والأحداث المذكورة في الكتاب مستوحاة من الواقع الاجتماعي والسياسي الأهوازي. وبما أنني لم أطلع على الكتاب بعد، سأكتفي بترجمة ما ورد عنه في المنشور الفارسي، حيث جاء فيه:
قبل 85 عامًا بالضبط، وفي ظل غياب وسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات الدولية الفاعلة، أصدر رضا خان، مؤسس السلالة البهلوية، أمرًا غادرًا وعنصريًا يقضي بإجبار سكان منطقة شاوور على مغادرة منطقتهم. كان الهدف من هذا القرار الملكي الاستيلاء على الأراضي الزراعية العربية الخصبة في شاوور، وإبرام صفقات مع شركات استثمارية أوروبية لاستغلالها في مشاريع زراعية مربحة. وأولى الخطوات لتنفيذ هذا القرار كانت تهجير السكان الأصليين، وهم العرب، بالقوة من أراضيهم.
إلا أن سكان شاوور الأحرار رفضوا هذا القرار، فدخل جيش رضا خان بقيادة العقيد باقري إلى المنطقة، لكنه فوجئ بأن عشيرتي كعب ومزرعة، بقيادة حيدر الطليل، كانوا له بالمرصاد وعلى أهبة الاستعداد لمواجهته. وهكذا اندلعت معركة شرسة بين الجانبين، وعلى عكس توقعات الحكومة، قاوم أهل شاوور ببسالة. ولتجنب الفضيحة والهزيمة، لجأ رضا خان إلى بريطانيا طالبًا المساعدة.
على إثر ذلك، بدأت الطائرات البريطانية بقصف المنطقة وسكانها، لكن رغم القصف العنيف، لم يرضخ المقاومون ولم يستسلموا. وفي نهاية المطاف، وبعد معركة ضارية، تكبد جيش رضا خان هزيمة مذلة واضطر للفرار من ساحة القتال، بينما طاردهم فرسان شاوور حتى مدينة دزفول!
جاء في التعريف أيضًا أن الكتاب يحتوي على وصف دقيق للأحداث الدامية، من مواجهات مباشرة وإعدامات ميدانية وقصف وحشي ومجازر مروعة ارتكبها جنود رضا خان ضد المدنيين العزل. بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب الدور البطولي الذي لعبته النساء في تلك المواجهات، حيث كان الألم والغضب ينهشان أرواح الضحايا العرب، نساءً ورجالًا، في مشهد لم يُشهد له مثيل من قبل.
في ستينيات القرن الماضي، زرت أقاربي الذين يسكنون في منطقة الونج، وشاهدت طائرة جاثمة على الأرض دون أن أعرف قصتها. لكنني علمت لاحقًا أن القرية سُمّيت باسمها، فأصبحت تُعرف بقرية الطيارة، وتبين لي فيما بعد أن هذه الطائرة قد أسقطها المنتفضون من أبناء شاوور الأبطال
#جابر_احمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟