أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - تأخرت علينا كثيراً.. يا أبا بريار














المزيد.....

تأخرت علينا كثيراً.. يا أبا بريار


فاروق حجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 10:48
المحور: القضية الكردية
    


تمر الأيام وما زلنا نعيش على أعصابنا، ولعل تأخيرك عنا يا صديقي الغالي (شيخ آلي أبا بريار) بالإضافة إلى انه يزيد من ضجرنا وخوفنا فهو يعذبنا وهو محل السؤال لدى الجميع.. حيث أصبحنا في موقع لا نريد أن نكون فيه.... لا نريد أن نتخذ موقعا لا ناقة لنا فيه ولا جمل، حيث عبئ الثقافة يعذبنا أكثر.. ثقافة المدنية لها وضعها ورجالاتها، فمن يريد أن يلتزم بها ويعوّد نفسه على ممارستها يتعذب أكثر حينما يرى أمثالك يسجنون ويختفون عن الأنظار بلمح البصر... نعم لست الوحيد في تلك الأمكنة، حيث غيرك كثر يقبعون في الظلام. لم أكن أتوقع يا صديقي بان جمهورك ومن تأثر باعتقالك كثر إلى هذه الدرجة.. شبّان، وفتيات، كهول ورجال ونساء، عرب، وكرد، آشوريين وكلدان، وسريان، كلهم تضامنوا معك وأحسوا بمتاعبك وضجرك، وبغيابك...
أيها الصديق العزيز أبا بريار، حقيقة، حلب بدونك مدينة - بالنسبة لي على الأقل- خراب، أنا فقدتك بالفعل، وبالرغم من محاولتي أن أنساك لكن يبدو إن ما كان يربطنا أقوى من النسيان. قل لي: من بعدك مع من سوف أناقش أوضاع الملة والوطن، ومع من أتبادل الهواجس والمخاوف. بدونك لا احد يستطيع أن يوقعني في خانة الاطمئنان والتفاؤل. أنت الوحيد كنت متفهما لكل الأوضاع والظروف. البكاء لا ينفع والسهر الليالي لا ينفع، والرجاء لا ينفع يا صديقي. مع إني لا اعرف أترجى من؟. الكل ينفون خبرك وخبر مكانك. الذي يحيرني بأمرك وبشكل أكثر هو انهم اختاروك لتكون ضحية الرسالة،ل ماذا.؟ لا اعرف..! هل كنت خطراً بالفعل.. يا صديقي العزيز؟ لو كنت اعرف انك كنت خطيرا لما كنت أتواصل معك، وأنت علمت حولك ان يتحلوا بالشفافية، ولعلك أردت أن تكون الشفافية سلوك يمارس دائما. يا صديقي، لا اعرف كيف يعيش بريار (الذي اعرفه من بعيد) ولا اعرف كيف تعيش والدته. التي عاشرتك، حتى وان كانت مدة المعاشرة قصيرة فهي تشعر بالغربة والحزن بغيابك. وبدوري اشعر بالقلق، ولعل القلق يقتلني ولم يعد لي اهتمام وتفكير الا بك. لا اعرف كيف استطعت ان تكون حاضراً معنا دائماً في أذهاننا، وفي وجداننا، غيابك طال كثيرا، واعرف ان الوطن هو الوحيد هاجسك الان، واعرف بأنك الآن تفكر كيف تسير الأمور من بعدك، الأمور عندنا تسير وفق قانون العاصفة والسفينة. في ليلة العيد راقبت جهازي "الموبايل" عسى أن ترسل لي رسالة المعايدة، لكن وحتى وقت متأخر لم يأت شيئا يفك قلقي، ولا اعرف هل تحس بأيام وبأعياد وبمرور الليالي ام لا؟ أخبرك بان الكثيرون ذكروك في ليلة رأس السنة، ولعلهم ارادوا ان تكون معهم. الوقت يمر بصعوبة يا صديقي ولا استطيع نسيان ما حدث، وما حدث كان غريبا وغير متوقعا مع ان السجن للمناضلين والساسة أمثالكم بيت آخر. والسجن جزء من الحياة كما يقول الروائي السوري حنا مينا. هكذا يقول المجربون، اما بالنسبة لي فلا اريده.. لا لصديقي ولا لخصمي، إنما اريد ان يكون الكل أحرار، ويعملوا للاستقرار والأمن. أما كنت مقتنعا بان للاستقرار قيمة؟!
نعم للاستقرار قيمة، ومن خلاله يمكن التفكير بشكل سليم يا صديقي، لماذا اخذوك؟ ولماذا يخفون مكان اعتقالك؟ انه فعلا امر غريب، من كان حولك يطلب الاطمئنان ويريد العافية لك، هل سيطول غيابك أم لا؟ لا أريد من الدنيا شيء... فقط أريد أن اعرف سر اعتقالك؟ انت لا تستحق الذي انت فيه، وانا لا استحق عذاب غيابك، والوطن لا يستحق ان يكون ابنائه معذبون ومقهورون وفاقدي الحيلة والقدرة، انه القدر يا صديقي، الذي أحبه يغيب عني وتطول غيبته، اتمعن في مقهى الروضة لا أرى ميشيل كيلو، وأتمعن في جغرافية كرداغ، لم اسمع غير كلام غيابك ولا يوجد أي سؤال غير سؤال عنك، انت اصبحت على كل لسان، وأصبحت تشغل بال الجميع من محبيك وحتى من يحسدك، الكل يتمنون لك الفرج لكي لا يصبح السؤال سؤال دائم ويزيد من الأعباء المتراكمة.

كاتب وصحافي كردي سوري-حلب



#فاروق_حجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء تطورات الأكراد أمام تحديات المحاور
- الكرد والعنصرية الكامنة
- تركيا والاكراد
- الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و الس ...
- المجتمع المدني ودور المنظمات غير الحكومية في سوريا :
- «دولتان ديمقراطيتان» في الشرق الأوسط...«إسرائيل» وتركيا
- حياة«شيركوبيكه » في فيلم سينمائي
- زيارة المالكي الى كردستان
- ماذا عن تقاطع المعارضة الكردية مع السلطة السورية
- الكرد والمجتمع المدني
- حوار مع قيادي في حزب العمال الكردستاني
- مقتل الزرقاي... قطع رأس الفتنة
- الحركة الكردية والمجتمع المدني في سوريا
- مشكلة نساء كردستان، ومتى الخروج من الأفق الذكوري؟
- قضاة مصر ... الشعب يحدد المسار


المزيد.....




- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...
- عاجل | المرشد الإيراني: إصدار قرار الاعتقال لقادة إسرائيل لا ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - تأخرت علينا كثيراً.. يا أبا بريار