ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 22:59
المحور:
المجتمع المدني
في عالم يتوق إلى الاستقرار والأمن، تبرز فكرة إقرار السلام العالمي كحلم إنساني راود البشرية لقرون. لكن اليوم، مع تطور وسائل الحوار والقانون الدولي، لم يعد هذا الحلم مستحيلاً. فماذا لو اتجهنا نحو تفكيك الجيوش، وتدمير الأسلحة الفتاكة، واستبدالها بقوات أمنية مدنية تعمل على حفظ السلام وحل النزاعات عبر القضاء والمحاكم الدولية؟
نهاية عصر الحروب
لطالما كانت الحروب أدوات لتسوية النزاعات، لكن ثمنها كان دائماً دماراً واسعاً وخسائر لا تُحصى في الأرواح والممتلكات. في القرن الحادي والعشرين، لم يعد من المعقول أن تظل الدول تنفق المليارات على التسلح بينما يعاني الملايين من الفقر والمرض. تفكيك الجيوش ليس ضرباً من الخيال، بل خطوة ضرورية لإعادة توجيه الموارد نحو التنمية والتعليم والصحة، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
دور قوات الأمن والمحاكم الدولية
بدلاً من الجيوش، يمكن تعزيز قوات الأمن الداخلي المدربة على حفظ النظام وحماية المدنيين دون اللجوء إلى العنف. كما يمكن حل النزاعات بين الدول عبر المحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، التي توفر آليات قانونية عادلة وشفافة.
أما على مستوى الأفراد، فيجب تعزيز ثقافة التسامح والحوار، واعتماد القضاء المحلي والدولي كوسيلة وحيدة لحل الخلافات. فالقانون هو الضامن الوحيد للحقوق، وليس القوة.
التآخي بين الشعوب: الطريق إلى السلام الدائم
لا يكفي إلغاء الجيوش والأسلحة لتحقيق السلام، بل يجب بناء جسور الثقة بين الشعوب عبر:
التعاون الثقافي والعلمي بين الدول.
تبادل البرامج التعليمية التي تعزز قيم التسامح.
إشراك المجتمع المدني في مبادرات المصالحة.
إن السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل وجود نظام عالمي قائم على العدل والمساواة. وقد حان الوقت لأن تتحول البشرية من منطق الصراع إلى منطق التعايش، ومن ثقافة العداء إلى ثقافة التآلف والأخوة الإنسانية.
الخاتمة: خطوة نحو المستقبل
إن إقرار السلام العالمي يتطلب إرادة سياسية وشعبية قوية. فبدلاً من انتظار كارثة جديدة، لم لا نبدأ اليوم في بناء عالم خالٍ من العنف؟ عالم تُحل فيه النزاعات بالكلمة لا بالرصاصة، وبالقانون لا بالسلاح.
كما قال المهاتما غاندي: "ليس هناك طريق للسلام، بل السلام هو الطريق." فلنختر هذا الطريق معاً، من أجل مستقبل آمن للأجيال القادمة.
السلام هدف وطريق، وأسلوب حياة. اتمنى تحقق هذا النهج قريبا جدا
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟