أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - التشريب طعام أهل الجنّة..














المزيد.....

التشريب طعام أهل الجنّة..


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عام 1999، كنت أعمل أستاذًا للتّاريخ واللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية، بمدينة فيصل آباد في باكستان، وكان زميلي حكيمي البلتستاني، أستاذ الفقه والمنطق يزورني في غرفتي بالجامعة كل مساء تقريبًا.. ليعزّز لغته العربية ونحن نتحدَّث في التاريخ الإسلامي وفي الشئون العامة.. كان زميلي وككل الباكستانيين مغرمًا بتناول أحوال الجنّة " الباكستانيون الذين انفصلوا عن الكَفَرَة الهندوس ليأسس محمد علي جناح باكستان، الأرض الطاهرة" يرون أن الجنَّة هي عالمهم لما بعد الموت..
ذات ليلة سألني حكيمي عن طعام أهل الجنة؟! لم أجد جوابا يماشي أحلامه فقلت: فيها مايشتهون..
قال: قرأت، وقد ثبت في السنة الصحيحة أن كبد الحوت والثريد هو سيد طعام أهل الجنة!
أجبت بعد صمت قصير: لم آكل ولا أحب أكل كبد الحوت..فالحوت حيوان عاطفى، له مشاعر وأحاسيس مثله مثل باقي البشر، فهو يتألم ويبكي ويتوجّع عند فقدان أحد افراد أسرته أوشعوره بالوحدة.. لا أريد أكل كبد الحوت، لا في الأرض ولافي الجنة! أما الثريد فله أهمية عند العرب، وهو طعام يعود إلى أيام الجاهلية الأولى.
قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يحبّ الثريد بشكلٍ خاص، حتى جعل فضل عائشة رضي الله عنهاعل ىسائر نسائه كفضل الثريدعلى سائرالطعام، بحديث متفق عليه..
وتابع:
- وفضل أم المؤمنين عائشة كفضل الثريد على سائر الطعام، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .. كان الثريد هو الطعام المفضل للنبي!
قلت: الثريد، تشريب من المرق والخبز واللحم وهي أكلة مشهورة في العراق.. تطوّرت تركيبتها عن زمن السلف الأول، باضافة الحمص والبطاطس والبصل و نومي بصرة والطماطم ومعجون الطماطم والبهارات..
وعدت زميلي حكيمي باعداد طبق من التشريب إذا سنحت لي فرصة.. ولم أتذّكر وعدي له إلا بعد عام تقريبًا، فقد نقلنا سوية للعمل في جامعة أهل البيت في إسلام آباد.
ذات ليلة خرجت لشراء العشاء من سوق F-7 القريب من الجامعة، وعند عودتي وأنا أحمل خمس قطع" "KFC في طبق كارتوني، كان صديقي حكيمي في الممر حيث غرفتي، بعد السلام عرف أنني أحمل عشاءا من السوق وليس من مطعم الجامعة المشترك، فذكَّرني بوعدي له باعداد طبق الثريد. اصطحبته لغرفتي وطلبت منه الانتظار لعشرة دقائق..
مضيت إلى مطبخ الجامعة، وكان لا يزال في حلة الطبخ كمية صغيرة من مرقة الدال" حمص" واللحم. قطعت نصف رغيف من الخبز الافغاني ووضعته في صحن، شرّبت الخبز بحساء الدال ووضعت قطعتين من اللحم فوقه وعدت بالطبق إلى غرفتي..
وضعت الطبق أمام زميلي الذي كان جالسًا على فراشي على الأرض ينتظرني وهو يتصفح في الكتب. عدت ووضعت إلى جواره قدح من الماء وأنا أقول:
- بسم الله..
- ما هذا؟!
- هذا هو الثريد، طعام أهل الجنة..
جلست بجانبه وفتحت علبة كارتون الكنتاكي..
سألنني: ماهذا الطعام؟!
قلت له: اسمه كنتاكي وهو طعام الكفرة..
تناول صديقي لقمتين من الثريد، ثم نظر إلى طعامي واستأذنني ليجرِّب الكنتاكي، قربته أمامه، فتناول قطعة، ثم أخرى وأخرى..
لم يكمل طعامه من الثريد.. قام وأخذ الطبق ليعيده إلى المطبخ.. سألني قبل أن يغادر الغرفة:
- كم سعر طبق الدجاج المقطّع هذا؟
قلت له مازجًا:
- خمسة قطع من طعام الكفرة بمائة وعشرون روبية.

يقول الشيخ السلفي سعيدبن مسفر: ذكرابن كثيرحديثًا،قال: (يطوف على رأس كل رجل من أهل الجنةعشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان: صحفة من ذهب وصحفة من فضة، في كل صحفة لون من الطعام ليس في الثانية مثله)،يعني: عشرة آلاف في صحفتين كم تصبح ؟عشرين ألف نوع من الطعام، يأكل من أوله حتى يصل إلى آخره، فيجد لآخر لقمة من الطعم واللذة مثل ما لأول لقمة.
لم يذكر ابن الأثير ولا الشيخ المسفر، ماهو حال العدد الهائل من خدم أهل الجنة ؟ وماهو طعامهم؟!



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- رسائل تهنئة عيد الفطر مكتوبة بالاسم للأصدقاء والأقارب 2025 . ...
- الإمارات تحكم بالإعدام على 3 أوزبكيين قتلوا حاخاما يهوديا
- بزشكيان يهنئ الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر
- بن سلمان يبحث مع سلام مستجدات الأوضاع في لبنان ويؤديان صلاة ...
- أهالي غزة.. صلاة العيد على أنقاض المساجد
- المسلمون يؤدون صلاة العيد بمكة والمدينة
- هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأس ...
- إقامة صلاة العيد بجوار المساجد المدمّرة على وقع مجازر الإحتل ...
- أديا صلاة العيد بالمسجد الحرام.. محمد بن سلمان يستقبل رئيس و ...
- 120 ألف مصل يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - التشريب طعام أهل الجنّة..