أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - ملك كاليفورنيا : شام ، ميساء سميح ادريس















المزيد.....

ملك كاليفورنيا : شام ، ميساء سميح ادريس


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 22:17
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ملك كاليفورنيا : شام رواية ل ميساء سميح ادريس تقع على متن 303 صفحة من القطع المتوسط، صدرت بطبعتها الاولى في عمان /الاردن عن الدار : الأهلية للنشر والتوزيع سنة 2018.

ليلك فتاة مقدسية تعيش مع جدتها المصابة بالزهايمر، ،يغيب عنها صديقها عمرو، تحاول الاتصال به جاهدة إلاّ ان رسالة هاتفه الصوتية تجيب بان الهاتف مغلق. تتسائل ليلك اين عمرو؟ وتصيبها الحيرة ويتملكها الضجر.

تمشي ليلك في القدس متثاقلة ص ١٣ تهيم في شولرع القدس ترقب التفاصيل وتنتظر ركوب الباص. يتدافع الناس للركوب ويفوتها الباص تلو الاخر الى ان تنجح في حجز مقعد لها في احد الباصات. ثم تصعد الى الباص امرأة ترتدي شالا قديما وتحمل بيدها كتاب وتسال ليلك عن المقعد الفارغ بجانبها، :"عفوا، في حد هون؟" وتاخذ مكانها بجانب ليلك ..ص ١٥ ويدور بينهما حديث مقتضب...عماده شال المرأة القديم والكتاب الذي تقرأ.

ومن هنا تبدا الكاتبة بنثر احجيات روايتها ومع مضي الصفحات نجحت الكاتبة بتأثيث روايتها حدثا حدثا حتى راكمت الاحداث بشكل محكم، وانتجت الحبكة في ذروة تصاعد الاحداث وتشابكها والتي تحبس الانفاس، حتى تبدا بفكفكة العقد الواحدة تلو الاخرى وتتولى جمع الخيوط والاحداث حتى تخرج لنا بتلك الخاتمة التي لمت شتات الرواية وتشعبها في نهاية درامية تخيلية تصلح لعرض مسرحي اسر.

يغالب النعاس ليلك ويتمكن منها فتنام في الحافلة وتفوتها محطتها المرجوة الى ان يوقظها السائق في المحطة الاخيرة طالبا منها النزول لاكمال عمله. فتعتذر وتلملم اغراضها وتنزل من الباص، ينبهها السائق الى عدم نسيان الشال والكتاب على الكرسي..ادركت ليلك الامر وان تلك المراة نسيت هذه الاغراض او تناستها عمدا لتاخذها ليلك...

الرواية تسير بثلاث خطوط وفضاءات متوازية، تتوالى فيها خيوط الاحداث وتتباعد ، ثم ما تلبث ان تلتقي في نهايتها معلنة عن نهاية جمعت خيوطها بيد شام وليلك في حدث معقد لكنه فائق الروعة والجمال.

تبدا شخصية العلي بالظهور، العلي ابن المختار ذلك القروي ابن بلدة متخيلة اسمتها الكاتبة تل الاسمر، ومع مضي سطور شخصيته تظهر حكاية ابو جلدة والعرميط، ص٤٣ وتضفي روزنقا وزخما على الاحداث يدفع بسطور الرواية الى الامام.

يذهب العلي للقدس للدراسة في الكلية العربية وهناك تتفاعل الاحداث مع صديق طفولته محمد عزية من القرية المجاورة وزميله في الكلية العربية حديثا ص ٦٤.

يتصاعد دور العلي ويصبح اكثر حضورا ومساهمة في الاحداث وهذا ما نجده ص ٨٥ حيث يقول العلي: "بعد انتهاء الصلاة تجمعت حولي مجموعة من الشباب ورجال الدين وكبار القدس...سألني ابو احمد: اهلا بك يا العلي، لقد افتقدناك اول امس، كنا بحاجة لمعرفة رايك فيما وصل اليه وضع البلاد، وانت الاقرب الى نابلس، وكنت هناك، اخبرنا تفاصيل الحادثة، كيف فعلها ابو جلدة والعرميط؟".

ص ١٠٢ تبدا شخصية عمرو بالظهور وهي تمثل الخط او القسم الثالث في الرواية. يصل عمرو الى امريكا ويستقبله صديقه يوسف، وفي حوار داخلي يبوح باسباب سفره لامريكا وحتى هجرته اليها ...

تظهر سخصية شام وتضفي على الاحداث زخما اخر اكثر ديناميكية وتصبح الاحداث اكثر تشويقا. تتزوج شام من العلي وهو الذي يسميها شام ص ١١٣ ويشرح لها الاسباب الذي استدعت هذا الاسم.وبحيث تنبؤنا الصفحات بكيفية تعرف العلي عليها اثر عملية فدائية في القدس...فينقذها ويذهب بها لقريته ويسعفها ويتعهمد لها بالحماية والزواج منها وهذا ما تم "لقد القوا قنبلة على الحافلة التي جائت بنا من القدس، كلنا هربنا، الكبير والصغير،....وظل كتابي في الحافلة، عدت لاحضره، فرأيتها مغشيا عليها، ساعدتها وذهبنا الى الحجة مسعودة، وهناك ظنت الحجة انها زوجتي، وعندما استيقظت لم تستطع الكلام....لم اعرف الى اين اخذها، فجئت بها الى هنا". ص ١٢١.

في خضم الاحداث يعترض الجميع على زواج العلي منها لعدم معرفة اهلها ولانها لا تتكلم ولا تنطق، "انظر الى ابني الوحيد، سندي، يجيء لي الى البيت بفتاة غريبة، ارسلتك للقدس لتعود لي بشهادة افتخر بها، ولبس بفتاة لا نعرف عنها شيئا. كيف تجرأت على ادخالها للقرية؟" ص ١٣٤.

لكن يتدخل القدر ويلقي بظلاله الاحداث، فتحصل معركة اخرى مع مجموعات ابو جلدة والعرميط ص ١٤٨ ، ويصاب الفدائيون فينقلهم اهل القرية لمساعدتهم ومداواة جراحهم، وتساعدهم بذلك شام الملمة بامور الطبابة والاسعافات، والتي يتضح ان اسمها الحقيقي فاطمة...والتي تتعرف الى احد المقاومين سليمان المصاب بصدره، وسليمان بدوره صديق الاعور المصاب برجله، والذي يتضح ان سليمان شقيق شام فتنفرج الاسارير ص ١٥٣ " نهض الجميع من حول سليمان، وعلى وجوههم علامات الاستغراب والمفاجأة. هتف سليمان: فاطمة؟ تدفقت عينا شام، شكلت بركانا ثم انفجرتا، ووقعت كل عدتها من يدها وارتمت في حضنه. صرخ متوجعا، فنهضت بسرعة وراحت تعالجه وهي تجهش بالبكاء..." ص١٥٣.

"سال العلي صديقه الاعور ص ١٥٤، من سليمان هذا؟ اجابه : انه قائد مجموعتنا،قبضاي، يعجبك، لقد قتل على يده نحو ٣٠ فردا من الاحتلال..."

ويتزوجوا بسرعة ص ١٦١ بعد ان اوصى سليمان العلي ص ١٥٥ ان يحميها ويكون سندا لها فأوصاه قائلا:" كن اخا لها بدلا مني، كن عائلة كاملة، لا تتركها وحيدة، لا تمت قبلها، فكلنا متنا قبلها، ابق معها الى النهاية، واياك ان تتخلى عنها. اختي فاطمة في امانتك يا العلي. ودار بوجهه نحوها وقال لها وهو يمسح الدمع عن وجنتيها: تزوجوا بسرعة."ص ١٥٦ ويرحلوا للقدس للاقامة والعلاج هناك، ويستشهد اسماعيل بعد شهر.

في ص ١٧٦ و ١٧٧ يبوح محمد عزية للعلي باسباب رغبته الحقيقية في الهجرة لامريكا ، وفي سبب كرهه للقرية، وسبب رغبته الجامحة لكي يكون ملك كاليفورنيا هروبا من فضيحة والده الذي باع بيت جده في يافا لليهود...

في ص ١٨٢ يعود محمد -ملك كاليفورنيا- الى قريته وهو يقول:" ساحمل ثأر وطن كامل من ابي، سأثار لاخواتي وامي واعيد لهن كرامتهن وشرفهن. سأتوجه الى الاعور فقد يساعدني في الانضمام للثوار، وربما اكون ملكا على راس الثورة". وفي ص ٢٢٣ ينضم محمد لصفوف الثوار ويخبر العلي بانه نفذ وعده وقتل والده الخائن.

تحمل شام اكثر من مرة وتجهض بسبب قرين الجدة من الجن ودعوات وفعايل النسوة واعمال السحر والشعوذة...يقرر العلي وشام الرحيل للقدس هربا من العين والقرين والخزعبلات وبناء على نصائح المختصات والعارفات من النسوة...

في القدس تستعيد شام النطق وتحمل بابنها الحسن ويولد بصحة جيدة وتتبعه بحمل اخر...تتصاعد الاحداث فتقع النكبة ويهرع الناس عبر نهر الاردن ليقطعونه هربا وخوفا من جرائم ومجازر الصهاينة...ص ٢٦٢

تحاول شام وزوجها عبور النهر ص ٢٧١ وتفقد الحسن غرقا وهلعا من صوت الرصاص المتطاير فوق الرؤوس في مشهد مأساوي فظيع اعتلته صيحات ودموع ملئت سطور الصفحة ٢٧٢ بشكل مفزع...

يقرر العلي وشام العودة للقدس بغية علاج شام من عدم النطق الذي اصابها للمرة الثانية بعد فقدها لابنها الحسن... يعاود الزوجان العلي وشام زيارة الطبيب القديم، وهو نفسه الذي عالجها المرة الاولى قبل سنوات في القدس، وفي القدس تستمر مراجعة الطبيب بعد ان انجبت شام بنتا اخرى اسمتها حورية، وتجافيها شام وتنفر منها...ورويدا رويدا تستعيد شام النطق والحديث..وخلال زياراتهم ومراجعتهم للطبيب في القدس تحدث جلبة ص ٣٠٠...يتوقف العلي وشام عند بياع عصير الرمان على زاوية باب العامود للنظر ومتابعة الاحداث..

يلحظ العلي صاحبه محمد عزية [الذي كان قد هاجر لامريكا لتحقيق حلمه هناك -ملك كاليفورنيا-] ص ٣٠١ يلحظه محاطا بشباب يحاولون حمايته من قوات الاحتلال، يحاول العلي الوصول لصديقه لنجدته، فتثنيه زوجته شام عن ذلك، وتندلع اصوات الرصاص والصراخ لتملأ المكان ص ٣٠١. وهنا بالذات مكمن الرواية وعقدتها حيث يقول العلي في اتون ذلك المشهد:" غبت دقائق عن المشهد الحقيقي الذي نحن فيه الان، وذهبت للماضي، للحظة جسدت مشهد النهر....
عُدت لما انا عليه الان، ولكني مقيد، وقدماي متسمرتان. اسمع صوت استنجاد الناس وهروبهم وصوت الرصاص ..... اين انا؟ سمعت صوتا يخاطبني بقوله: سامحني يا علي.
أكان صوت شام؟ بحثت عن الصوت مكانه في الاسفل. ماذا افعل انا في الاعلى؟
عادت شام تخاطبني ووجهها امام وجهي:
سامحني يا علي، لم استطع والله لم استطع.
شام، هل ترينني؟
اراك، ولا احد يراك غيري.
لم امت، وها انت تتحدثين؟
لم تمت، انت لست في السماء يا علي، انت في السور.
اي سور ماذا اعمل في السور، كيف صعدت هنا؟
- سامحني يا علي ، لقد وعدتك ووعدت نفسي ان لا استخدم هذا الشيء، لكن لم يتركوا لي متسعا لان امنع نفسي.
اي شيء؟ هل تقصدين خزعبلات جدتي؟ هل تمزحين شام؟
- قل لهم ان يعثروا على احد غيرك ليضحوا به وينقذوا البلد. لقد فقدت الجميع، ابوي وعائلتي واخي اسماعيل/سليمان وابني حسن. لن اخسرك انت ايضا. كلهم رايتهم يموتون امام عيني. لا اريد خسارتك، لا اريد ان تموت مثلهم، لا اريد مراقبتك وانت تموت، واعرف اني اقدر ان افعل لك امرا، سامحني لاني سجنتك، سامحني.لكنك هنا في السور، ستكون في امان، لن يصيبك احد بسوء، ولن يراك احد غيري" ص ٣٠٢.

ونتيجة لاصراره ونتيجة لما اصابها من اهوال وفواجع باستسهاد ابيها وامها واخيها وابنها اخيرا تقرر منع زوجها بطريقتها، فتستخدم امكانياتها ومعرفتها بطرق السحر والشعوذة فتحبسه في جدار القدس بجانب باب العامود خلف تلك الزيتونة المجاورة للباب... معتذرة منه قائلة: لا استطيع ان احتمل الفقد اكثر مما ابتليت، سابقيك هنا في السور، وساراك واكلمك وحدي وساطمئن عليك دائما..في مشهد درامي ذي مجازات وتخيلات ورمزيات عالية...

في امريكا فضاء الرواية الثالث واحد خطوطها الموازية حيث عمرو صديق ليلك يفقد شغفه باحلامه الامريكية ويتخلى هو الاخر عن حلمه الاثير في ان يكون ملك كاليفورنيا نتيجة عدة ظروف منها وضاعة الوظائف وموت اصدقاء فلسطينييون مثل يوسف ووليد بالرصاص ص ٢٦٩ دون ذنب من قبل عصابات السلب، فيتسائل عمرو في ص ١٩٠ :" القضية اكبر بكثير من ان اعبر كل تلك المسافة لانظف مؤخرته، هذا اللعين لا يعرف شيئا عن الاحلام. وهذا الوطن كلما هربت منه عاد لي. اخرجت هويتي الفلسطينية من حقيبتي وخاطبتها: لا ارغب بنسيانك، وترعبني فكرة تذكرك".

فيقرر عمرو العودة...وقبل ان يشرع بها يبعث رسالة الى حبيبته ليلك ص ٢٩٢ يعلمها برغبته بالعودة ويطلب رايها في ذلك...

تحتار ليلك بشأن ان تختار عودة عمرو من كاليفورنيا وبين رجل اخر في السور...
وتحسم امرها على ظهر ص ٢٩٤ :" عمرو لم يعد يعنيني في شيء".
وتتابع ليلك طريقها نحو السور في ص ٢٩٥ فتقول:" وصلت الدرجات. تلهف العلي لسماع الحل الذي يُمكنه الخروج من السور. ادعيت كاذبة: للاسف اوقدت جدتي النار في الاوراق، لقد وضعت الشال والدفتر وبعض حاجيات في النار ليزيد لهيبها.... وهمستُ:
اعذرني يا العلي، اعذرني لا احد لي هنا سواك، ولا مفر لي من الحياة هنا غيرك... اعذرني فوالله لست احتمل قوة التفريط بك. اعذرني وابق معي.
كلما عبر عن امله وتفاؤله في الخروج من السور، زاد قلقي وخوفي من فقدانه". ص ٢٩٥

وبالمحصلة تتجمع خيوط الرواية لدى ليلك حتى تقبض بيديها على عقدة الرواية الكبرى ، ففي ص ٢٧٤ تراود الاحلام والكوابيس ليلك وتبدا بسرد الحلم وتعريفنا على خيوطه والغازه فتقول:" انها المرة الثالثة او الرابعة التي ارى فيها هذا الكابوس... والذي يطالبها فيه الاسمر قبل ان يرحل بان تغطي جراحها بالشال الممزق، وان تعطيه الدفتر...ص ٢٧٤. وفي ص ٢٧٨ وفي تلك الاثناء تتذكر شام تلك المراة الدمشقية العتيقة التي جلست الى جانبها في الحافلة والتي وضعت شالها عليها وتركت بين يدي شام ذلك الدفتر اللغز...

ص ٢٨٠ يقرر العلي الانضمام للثوار وينضم لرفيقه محمد عزية -ملك كاليفورنيا- ويقول :" الحقيقة اني خسرت ، خسرت ابني وشام وحياة باكملها. حتى اني خسرت نفسي، لم اعد املك شيئا اخاف عليه من موتي وفقداني. لم يعد هناك ما يستحق ان اكون عاجزا امامه، كل شيء ذهب مع الريح وكأنه لم يكن لي يوما".

وبعدها تبدا تتضح معالم النهايات الكبرى، واولى هذه النهايات تبدا مع ليلك في ص ٢٩٠ وص ٢٩١ وفيها تقول:"
نهضت مسرعة الى خزانتي ،فتحتها واخرجت الشال منها،وضعته على كتفي ، شعرت بحضن احدهم يدفئني، حملت الدفتر وجلست اقرأ: شام المراة الجميلة العتيقة زوجة رجل السور، العلي...
علقت مذهولة.
للمرة الاولى يجهل قلبي كيف يتصرف، باي مشاعر يشعر، أحببتها مثلما فعل العلي عند الخيل، ثار فضولي لاعرف ماذا فعلت في غرفة الشعوذة لجدته، غرت وسعدت لانهما تزوجا، بكيت لانها فقدت النطق، وعجزت دقات قلبي لان الحسن ذهب مع النهر، فرحت لانهما عادا الى القدس للعلاج، وخفت مما فعلته للعلي في المرة الاخيرة.
نهصت مذعورة.
احقا هذا ما فعلته!؟
تابعت القراءة. كانت الحروف تدور في راسي وتخبرني بالحل الوحيد لتحرير العلي من قيده....
هربت من دفتر شام ، اغلقته ونهضت من جديد ابحث عن اوراق الملكية. بعثت نظراتي في كل زوايا البيت، حتى وقع نظري على العلية العتيقة، وبكل قواي دفعت المقعد الخشبي ووقفت عليه كي ازيد طولي حتى تمكنت من الوصول اليها، في الاعلى عثرت على ثوب مطرز قديم يخبيء في جيوبه شهادات مدرسة وشهادة وفاة والدي وشهادة الملكية..".ص٢٩١

وثاني تلك النهايات التي تتضح ويتفاجا منها القاريء هي شخصية ليلك والعلاقة بينها وبين شام وكيفية تعارفهما والتقائهما!!؟ ص ٢٩٠

والنهاية الثالثة والمفاجأة الكبرى التي تبوح بها آخر صفحات واحداث الرواية هي شخصية تلك الامرأة التي وردت في اول صفحات الرواية والتي صعدت الباص متاخرة لتشغل المقعد الفارغ بجانب ليلك، هناك في تلك الحادثة حين غلب النعاس ليلك واستفاقت وسائق الباص يذكرها بان هذه اخر محطة مذكرا اياها بان لا تنس شالها وكتابها على المقعد المجاور!!؟

رواية ماتعة وشيقة وكتبت بلغة رشيقة وذات مضامين وطنية واجتماعية وعائلية وسياسية غاية في الاهمية، وتتضمن خطاب نقدي ومقاربات غير معتادة لكثير من العادات والمواقف المسلم بها والتي تسري بالمجتمع كالنار بالهشيم .

الرواية ذات جوهر ومضمون وشكل وادوات فنية متعوب عليها، ولا يتقن جمعها إلا من كان او كانت تتقن فن التطريز الكنعاني الاصيل. فالكاتبة في هذه الرواية طرزت روايتها باجمل العروق والحكايات والالوان، حالها كحال اجدادها الكنعانييون اصحاب الارض الاصلانيين.

بقي ان نشير ان عنوان الرواية [ملك كالفورنيا] جاء خادعا للرواية ولا يعبر بالصورة المثلى عن احداث الرواية ومضمونها، وكان بالامكان ان تشتق الكاتبة عنوانا افضل منه، بحيث يشكل المدخل الافضل للرواية، والعتبة الامثل للولوج الى النص، والمعبر بدقة اكبر عن مضمون الرواية، وبخلاصة: العنوان افقد الرواية كثيرا من قيمتها وحقها بالانتشار، واخاله اضعف تسويقها ايضا.

العنوان البديل كان طافحا على السطح بصورة جلية وفي متناول يد الكاتبة، لكنها اضاعته خلف احلام امريكا وايامها الضائعة، تماما كما اضاع عمرو ليلك وتركها وذهب لامريكا ليبحث عن احلام وايام زائفة..



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين عودة قوة عالمية، كونراد زايتس
- عين خفشة ، رجاء بكرية
- نواعير الذاكرة ، توفيق فياض
- فرحة الاغاني الشعبية الفلسطينية، نهى قسيس
- النفوذ الصهيوني في العالم بين الحقيقة والوهم [الولايات المتح ...
- مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] عدنان بدر
- اسرائيل من الداخل ، مجموعة مؤلفين
- هكذا نجوت ، بسّام جميل
- جورج حبش قراءة في التجربة
- احمد القدوة (الحاج مطلق) من الهجرة الى الثورة؛ عرابي كلوب
- المسافة بيننا شهيد ، يامن نوباني
- طيور الصبار وذكريات السنين ، جميل شموط
- ايران وحماس من مرج ‏الزهور إلى طوفان الأقصى،فاطمة الصمادي
- جيل التاج ، مصطفى القرنة
- الشهيد ناجي العلي ، فؤاد معمر
- سعدية ، اسيا خولة عبد الهادي
- العرس الابيض ، هيثم جابر
- مذكرات حمدي مطر؛ حمدي مطر
- أسد يهودا : صراع داخل الموساد، فكتور أوستروفسكي
- نُص أشكنازي ؛ عارف الحسيني


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - ملك كاليفورنيا : شام ، ميساء سميح ادريس