|
الجذور التاريخية للنهج الخياني للمارونية السياسية
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 22:15
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يدعي المنظّرون الاكاديميون للمارونية السياسية، وعلى رأسهم "المايسترو" الدكتور وليد فارس والدكتور اندريه كحالة والدكتور هشام بوناصيف، وجود "قومية لبنانية مسيحية مارونية"، تمثل المكون الاساسي للكيان اللبناني، او "دولة لبنان الكبير" على امتداد الـ10452 كلم مربع (+ منطقة البيال التي استولت عليها شركة سوليدار الحريرية بعد ردم مزبلة النورماندي السابقة). ويتشدق ابواق المارونية السياسية، امثال الاساتذة شارل جبور وطوني ابي نجم ورامي نعيم والدكتور شارل شرتوني، بأن ممثلي المارونية السياسية، بقياداتها واحزابها والقسم البارز من "الاكليروس" الموالي لايديولوجيتها الطائفية، هم "حراس القلعة"، وهم "الوطنيون اللبنانيون" الاقحاح، وهم الذين دافعوا ويدافعون عن "استقلال وسيادة لبنان"، ضد الخطر الداهم الفلسطيني، ثم السوري، وحاليا الايراني بشخص حزب الله. وهم ينفون تماما ويستهجنون اتهامهم بانهم عملاء لاسرائيل واميركا، وصهاينة، وخونة؛ ولكنهم في الوقت ذاته يتبجحون ويتفاخرون بأنهم تعاونوا مع اسرائيل، ولا يزالون مستعدين للتعاون مع الشيطان في اي وقت، دفاعا عما يسمونه "استقلال وسيادة لبنان!" ومكونه الاساسي: "القومية اللبنانية المسيحية المارونية"! ولاجل هذه الغاية "الوطنية العليا!" فإن المارونية السياسية ــ حسب رأي منظّريها وابواقها ــ بمواقفها الحالية المعادية للمقاومة و"المحايدة ايجابيا" تجاه العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، فهي لا تقوم بخدمة اسرائيل، بل على العكس هي "تستغفل" اسرائيل، وتستفيد من اميركا، و"تستخدم" العدوان الاسرائيلي و"توظفه" لاجل قطع "الذراع" الايرانية في لبنان، بشخص حزب الله، وسحق بيئته الحاضنة، المأسوف عليها، ولكن المخدوعة والمضللة والمُتَبَّعَة لايران والمعادية، عن وعي او بدون وعي، "لاستقلال وسيادة لبنان!" حسب مفاهيم المارونية السياسية! وبالعودة الى مجريات الاحداث تتكشف امامنا الوقائع التالية: ان الاحزاب والهيئات والقيادات التابعة للمارونية السياسية لم تكن على الدوام ضد المنظمات الفلسطينية بالمطلق، بل كانت تضطلع بدورها في التآمر على المقاومة الفلسطينية، واقامة العلاقات "الودية" مع بعض قياداتها بهدف "زحلقة" تلك القيادات وتوريطها وحرفها عن الخط التحرري، وجذبها نحو خط التفاهم و"السلام" مع اسرائيل والاستسلام للهيمنة الامبريالية الاميركية. كما ان هذه الاحزاب والهيئات والقيادات لم تكن على الدوام ضد النظام الاسدي السوري بالمطلق، بل انها هي بالتحديد (وبايعاز من اميركا واسرائيل) التي توجهت نحو ذلك النظام المنحرف والعاق، الذي كان يزحف على بطنه امام اميركا، ودعته لاجتياح لبنان، حيث قامت قواته بطعن قوات الحركة الوطنية اللبنانية في ظهرها، وبقصف مخيم تل الزعتر واسقاطه عسكريا وتسليمه للوحوش الطائفيين للمارونية السياسية الذين ارتكبوا اول مجزرة فظيعة ضد المدنيين الفلسطينيين البائسين. وعند سقوط مخيم تل الزعتر رقص ممثلو الكتائب وممثلو الاسد فوق الطاولات كما يشهد زياد الرحباني. وكانت مجزرة تل الزعتر مقدمة للمجازر الطائفية ضد جميع السكان المسلمين الذين يحملون الهوية "اللبنانية!"، في احياء برج حمود والنبعة والمسلخ والكرنتينا وحاجين وشرشبوك وخليل البدوي. وقد نشرت الصحافة العالمية حينذاك صور بعض "المقاتلين" الكتائبيين المنحطين، خريجي "مدرسة" بشير الجميل واضرابه، وهم يتحلقون حول كومة من جثث ضحاياهم التي اشعلوا فيها النار، وهم يعزفون على الغيتار ويغنون ويرقصون. (انها "ثقافة الحياة!" التي يبشر بها ويتباهى بها وتنفرج لها اسارير عطوفة الاستاذ شارل جبور!). (صبرا آل ياسر!). ثم، وللتقرب من اميركا واسرائيل والمارونية السياسية، قامت اجهزة النظام السوري باغتيال القائد الوطني العربي والاممي التاريخي المعلم كمال جنلاط، وحينها قرع "ابطال" المارونية السياسية اجراس بعض الكنائس في الجبل، اغتباطا. ثم قام النظام الاسدي السوري بإشراك نظام معمر القذافي وعصابة عميل المخابرات ابو نضال (صبري البنا) في تنظيم مؤامرة تغييب واضع حجر الاساس للمقاومة الوطنية الاسلامية في لبنان الامام السيد موسى الصدر. ولكن بالرغم من كل شيء علينا ان نعترف بأن منظّري وابواق المارونية السياسية هم على حق في مسألة اساسية وهي ان مواقفهم ليست وليدة المرحلة، وليست نابعة عن تبعية ظرفية لاسرائيل، ايا كانت الدوافع، بل هي "وجهة نظر اصيلة!" لاصحابها، و"موقف وطني لبناني ــ ماروني سياسي" اصيل وعريق، نشأ قبل قيام اسرائيل بمئات السنين. وهذا ما نريد التوقف عنده بشكل خاص. ونعرض النقاط التالية: ــ1ــ واقعيا وتاريخيا، وخلافا لكل ادعاءات منظّري وابواق المارونية السياسية، وجوقتهم الاعلامية المأجورة الضخمة، المرتبطة عضويا بآلة البروباغندا العالمية الامبريالية ــ الصهيونية ــ "العربو ــ نفطية"، لا يوجد معطى سياسي ــ قومي ــ حضاري ــ تاريخي اسمه "قومية لبنانية" او "قومية مسيحية لبنانية" او "قومية مسيحية مارونية لبنانية". فجميع هذه المفاهيم هي مفبركة ومستحدثة، أعدتها المطابخ الاستعمارية "الاستشراقية"، وبدأ إقحامها في الحياة الفكرية والسياسية في "دولة لبنان الكبير"، بعد الاعلان عنها بموجب التقسيم الاستعماري الغربي للشرق العربي، في اعقاب انهيار السلطنة العثمانية الهمجية والمنحطة. وقد استنبطت المطابخ الاستعمارية الفرنسية والغربية هذه المفاهيم الغريبة، لاجل إضفاء "طابع وطني" على الاصطفاف المكشوف للمارونية السياسية الى جانب الاستعمار الغربي للشرق العربي ــ الاسلامي، وعلى حركة انضمام متطوعين عبأتهم المارونية السياسية للقتال الى جانب القوات الاستعمارية الفرنسية، ضد "الثورة السورية الكبرى". ومن صفوف أولئك المتطوعين شكل الفرنسيون ما سمي "فيلق الشرق" في الجيش الفرنسي. وتأسيسا على هذا "الفيلق" تكوّن فيما بعد الجيش النظامي لـ"الجمهورية اللبنانية" (يدوم عزها!) الخاضعة للانتداب الذي صنعها. ومثلما قاتل اجدادهم في حينه مع الصليبيين ضد العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين، فإن اولئك المتطوعين "اللبنانيين! الاشاوس"، المسمّمين بافكار المارونية السياسية، قاتلوا ضد "الثورة السورية الكبرى"، التي امتدت الى البقاع وجبل عامل، والتي كانت قد انطلقت شرارتها الاولى منذ قيام الثائر البطل العربي الجنوبي الشيعي ادهم خنجر بمحاولة اغتيال "عرّاب دولة لبنان الكبير" الجنرال الفرنسي هنري غورو، سنة 1921، وقد فر ادهم خنجر الى "جبل العرب" او "جبل الدروز" في سوريا الجنوبية ولجأ الى دار الزعيم الدرزي سلطان باشا الاطرش. وقد طوق الجيش الفرنسي حينذاك الدار واقتحمها وأسر ادهم خنجر الذي اقتيد الى بيروت حيث تم اعدامه في مكان مجهول في الرملة البيضاء سنة 1922. وكان أسر ادهم خنجر في دار سلطان باشا الاطرش الشرارة التي ادت الى اشعال "الثورة السورية الكبرى" في 1925 ــ 1927. وكتب التاريخ الرسمي "اللبناني" تطمس تماما مأثرة هذا البطل الوطني الحقيقي: ادهم خنجر. ولا يوجد حتى زاروب صغير باسمه تكريما له في بيروت. ولكن لا يزال يوجد الى اليوم العديد من الشوارع الرئيسية باسم الجنرالات والشخصيات الاستعماريين غورو واللنبي وكليمنصو وغيرهم، بالرغم من الهيمنة المزعومة لحزب الله و"الثنائية الشيعية" على الدولة اللبنانية حسب ادعاءات ابواق المارونية السياسية. واذا كان علينا ان نعترف جدلا بوجود "قومية لبنانية" او "قومية مسيحية" او "قومية لبنانية مسيحية مارونية"، فهي على وجه التحديد هذه التركيبة السلطوية ــ الحزبية ــ الشعبوية الطائفية التابعة لمعسكر الاستعمار والامبريالية والصهيونية والعربونفطية والعثمانية الجديدة والداعشية، المسماة: المارونية السياسية. ــ2ــ ان الاصل "القومي" او "العرقي" للطائفة المارونية الكريمة يغوص في الغموض والتكهنات والافتراضات. وحتى هذا القرن الحادي والعشرين لم يستطع جميع المؤرخين الجادين، بمن فيهم المؤرخون الموارنة ذوو الاعتبار، التوصل الى اجابات واضحة وصريحة حول "الاصول القومية" للموارنة، التي تميزهم عن باقي "العرب" و"اللبنانيين" و"المسلمين" و"المسيحيين الشرقيين": ـــ هل الموارنة هم جزء من قبائل عربية قديمة ارتحلت من اليمن وشبه الجزيرة العربية واستوطنت في ما يسمى اليوم سوريا ولبنان وفلسطين والاردن؟ ـــ هل هم "سريان" (بالمعنيين القومي والديني) ارتحلوا من سوريا الشمالية والوسطى نحو جبال لبنان بصرف النظر عن الدوافع والاسباب؟ ـــ هل هم جزء من سكان السواحل القدماء: الفينيقيين ــ الكنعانيين ــ الاراميين (كباقي "الفلسطينيين" و"السوريين") صعدوا من الساحل الى الجبل؟ ـــ هل هم جزء من سكان جبل لبنان الاقدمين، الوثنيين، الذين كانوا يقدسون ويتعبدون للعضوين التناسليين للرجل وللمرأة، وكانوا يمارسون الطقس "الديني" للسكر والعربدة و"الدعارة المشاعية المقدسة" في الاديرة والهياكل، قبل ان تأتي المسيحية وتقضي على هذه العادات الهمجية البدائية التي كانت تجري باسم الدين؟ ـــ وهل أولئك الجبليون الاقدمون نزلوا الى الساحل في غرب الجبل، والى سهل البقاع والسهول السورية والفلسطينية في شرقه وجنوبه، واندمجوا فيها؛ ومن هذه السواحل والسهول نقلوا المدنية والحضارة المسيحية و"الفينيقية" الى الجبل؟ ـــ وهل الموارنة هم من رواسب المقاتلين، الذين سُمُّوا الجراجمة (او المردة)، المتحدرين من ذلك الشعب المجهول من بلاد فارس او محيط بحر قزوين، والذين استقدمهم البيزنطيون الى جبل لبنان لمواجهة ومقاتلة الامويين، ثم عادوا فأجلوهم الى ارمينيا بعد ان حصلوا ــ اي البيزنطيون ــ على جزية من الامويين؟ ـــ وهل الموارنة هم خلطة من كل او بعض هذه المكونات، بالاضافة الى ترسبات الصليبيين الافرنجة الذين تقطعت بهم السبل ولم يعودوا الى اوروبا، لاي سبب كان، فتوطنوا في الشرق بعد انهيار الحكم الصليبي فيه؟ ـــ وهل؟ وهل؟ وهل؟ ان كل الاسئلة الخاصة بالاصل "العرقي" او "القومي" للموارنة بالتحديد، وبمعزل عن المكونات الاخرى لـ"الشعب اللبناني"، تبقى الى اليوم معلقة في علامات الاستفهام. ــ3ــ ولا يمكن لاي باحث عن الحقيقة فهم "الظاهرة" او "الحالة المارونية" الا في سياقين: الاول ــ سياق ظهور وتبلور مختلف المذاهب المسيحية، قبل وبعد ان اقدمت روما (قاتلة المسيح ويوحنا المعمدان وبطرس وبولس والرسل وتلامذة المسيح وملايين المسيحيين الاوائل ابناء الكنائس "الوطنية" الاورثوذوكسية) على التبني الظاهري الديماغوجي الاستغلالي السياسي للمسيحية، وطرح وتأسيس صيغة المسيحية الكلية الشمولية (الكاثوليكية) المكرِّسة و"المقدِّسة" للهيمنة الرومانية "الغربية" على العالم المسيحي: "الشرقي" جغرافيا وحضاريا ودينيا. ففي مناخ الحوار العقائدي ــ اللاهوتي ــ المذهبي ــ الفئوي، والتقاطع والاختلاف، والتلاقي والائتلاف، بين مختلف الجماعات المسيحية القديمة المتناظرة، ظهرت "الحالة المارونية" كجزء منفصل او منشق عن السريانية الاورثوذوكسية (دينيا وقوميا وجغرافيا). وقد استقر هذا الجزء في جبل لبنان. ومنذ ظهور "الحالة الطائفية المارونية"، وحتى يومنا الراهن، ظهر فيها، تعايَشَ وتآلَفَ، تناقَضَ وتخالَفَ، عقائديا وليتورجيا، لغويا وثقافيا وسياسيا وحتى عسكريا، تياران: ـــ أ ـــ تيار يدعو الى التمسك بجذور الهوية المسيحية الشرقية والوطنية السريانية (واستطرادا: العربية). والى جانب انجازاته وميزاته المذهبية والليتورجية، اضطلع هذا التيار بدور تاريخي مميز (على النطاق العربي كله) في الحفاظ على اللغة والثقافة العربيتين، وفي بواكير النهضة العربية الحديثة، التي أُجهِضت تحت ضغط التدخل الاستعماري والهيمنة الامبريالية الغربية على الشرق. وقد قدم هذا التيار كوكبة كاملة من النجوم من الشعراء والادباء والكتاب والفنانين والفلاسفة والمفكرين والمناضلين الكبار ومعلمي الاجيال العربية. وحينما كان اسلاف "الدواعش" و"الاردوغانيين" الحاليين، "حراس الاسلام" الدجالون: الاكراد الايوبيون، والمماليك، والسلاطين العثمانيون، والامراء "الوهابيون"، و"الإماميون" اليمنيون، واضرابهم، يحرقون المكتبات، ويذبحون اصحاب كل بيت يجدون فيه كتبا، في مصر وفلسطين وسوريا وجبل عامل والبقاع (في "لبنان")، ويحرّمون (بفرمانات سلطانية) دخول آلات الطباعة الى "البلاد الاسلامية" بحجة انها "رجس من الشيطان"، ويحرّمون تعليم العلوم الطبيعية باعتبارها "علوما شيطانية"، ويجرّمون تعليم البنات كنوع من الزنا، ويقطعون ألسنة ورقاب المفكرين واصحاب الكلمة الحرة؛ في كل تلك الازمنة السوداء كانت الاديرة المسيحية والمارونية ملاذا للغة والثقافة والاداب والكتب والمخطوطات العربية، ومدرسة لتعليم اللغة العربية وآدابها واللغات الاجنبية والعلوم المختلفة. وكانت اديرة الراهبات المتبتلات مدرسة موازية لتعليم البنات من كل المذاهب والطوائف. ومن الثابت تاريخيا ان الاديرة هي اول من ادخل آلات الطباعة الى سوريا ولبنان ومنهما الى باقي البلدان العربية. ـــ ب ـــ والتيار الثاني هو تيار "اللَيْتَنَة"، اي تحويل الكنيسة المارونية العريقة من اصالتها السريانية الاورثوذوكسية، الى كنيسة لاتينية: لغويا، وليتورجيا، وعقائديا، تابعة كلية للبابوية الرومانية. وبالتلازم مع هذا التوجه المُرَوْمَن، فإن هذا التيار اتبع، وعلى الطريقة اليهودية تماما، نهج الانفصال والتباعد والتعالي والتشاوف على "الشرق" بشكل عام، وعلى الشرق العربي الاسلامي والروسي الاورثوذوكسي بشكل خاص، بوصفه ــ اي "الشرق" ــ منافيا للتمدن والحضارة(!!!)؛ ومن جهة مقابلة، اتبع هذا التيار، نهج الالتحاق والتبعية والعمالة والتصاغر امام "الغرب" بشكل عام، وامام الدول الاستعمارية والامبريالية الغربية بشكل خاص، بوصفه ــ اي "الغرب" ــ عالم التمدن والحضارة والرقي والازدهار وــ لا ننسى ــ "الدمقراطية"! وكمحصلة طبيعية لهذا النهج المُرَوْمَن، اتبع هذا التيار ستراتيجية المعاداة المسبقة الجذرية لجميع حركات التحرر الوطني والاجتماعي، وجميع الحركات التقدمية والثورية، والدعم الدائم للحركات والانظمة الموالية للاستعمار والامبريالية والرأسمالية المتوحشة و"المتمدنة"، في جميع انحاء العالم. وهذا التيار هو الاساس الفكري والسياسي والاخلاقي و"الوطني!" الذي انبنت فوقه تاريخيا المارونية السياسية. وتجدر الاشارة الى ان العلاقة لا تنقطع بين التيارين آنفيْ الذكر، بسبب ارتباطهما ببيئة اجتماعية ــ مذهبية واحدة لا يزال جمهورها "اللبناني" حائرا بين الاتجاهين. وفيما خص القيادة الاكليروسية المارونية فهي ــ وبكل ذكاء ودهاء ــ تضطلع بدور "ابوي" جامع ومترفع، من حيث الشكل، الا انها في العمق والمضمون تميل سرا وعلنا الى التيار الثاني المُرَوْمَن. والثاني ـــ والسياق الثاني لبروز "الظاهرة المارونية" هو السياق التاريخي السياسي المرتبط اولا بالحروب البونية (264ق.م ــ 146ق.م) بين روما وقرطاجة القديمتين، والمرتبط ثانيا وبالاخص مع قدوم الحملات الصليبية الى الشرق في 1096م. التي أنشأت "مملكة القدس الصليبية" وعددا من الكونتيات الصليبية الاخرى، والتي دامت 200 سنة. ففي هذا السياق التاريخي السياسي والعسكري انقسم العالم الى "عالمين": ـــ "الشرق"، الذي تحول الى هدف دائم للعدوان والعبودية والاستعمار والامبريالية والنهب والسلب والمجازر والابادات الجماعية والمظالم والوحشية الغربية. ـــ و"الغرب" كقوى ودول عدوانية استعبادية استعمارية وامبريالية تعيش وتغتني وتزدهر على حساب شعوب "الشرق" المستعمرة والمستعبدة والمظلومة والمنهوبة. وعلى خلفية هذا الانقسام، وارتباطا بترسخ الانقسام الطبقي في المجتمع، وظهور النظام العبودي ــ العنصري على انقاض النظام المشاعي البدائي، ظهرت الطبقات المالكة التي تضع مصالحها الطبقية الانانية فوق مصالح الجماهير الشعبية الكادحة والقوى المنتجة، وفوق مصالح "الامة" و"الوطن". وفوق هذه القاعدة الطبقية، "اللاوطنية" موضوعيا، بدأ يظهر في الشرق ما يمكن تسميته جدلا "الحزب الغربي" او "الشرقي الموالي للغرب" الاستعبادي الاستعماري والامبريالي. واتخذت هذه الظاهرة شكلها الاكثر تبلورا بظهور فئات اتنية ودينية وطائفية ذات اصول شرقية، ولكنها تحولت الى موالية للغرب، وكان ابرز هذه الفئات تاريخيا اليهود العبرانيين المتصهينين. كما تدخل في هذا التصنيف المارونية السياسية. ويرتبط ظهور هذا "الحزب الغربي" او "الموالي للغرب"، ذي الاصول الشرقية، بجدلية الحياة السياسية شديدة التعقيد والتوتر في الالفية الاولى قبل التاريخ الميلادي. ففي هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ البشرية ظهرت الدول الامبراطورية التي تتجاوز الاقليم او القطر او القومية، ومنها في "منطقتنا!": الامبراطورية الفارسية الاخمينية، وامبراطورية الاسكندر المقدوني، وقرطاجة وامبراطورية روما القديمة. وقد نشبت الحروب بين هذه الامبراطوريات والدول عابرة القوميات. ووقعت سلسلة الاحداث التاريخية الكبرى التي قررت مصير البشرية حتى يومنا هذا، واهمها: ــ أ ــ الحروب البونية بين روما وقرطاجة (264ق.م ــ 146ق.م) التي انتهت بالتدمير التام لقرطاجة وابادة نصف اهلها واسر واستعباد النصف الاخر (اكثر من 300 الف). ــ ب ــ ظهور المسيحية وصلب السيد المسيح (حسب الرواية المسيحية). ــ ج ــ اكتساح روما لاوروبا الجنوبية والوسطى والاطراف الجنوبية لاوروبا الشمالية وشمال افريقيا ووادي النيل والتلة الاريترية واثيوبيا واليمن وشبه الجزيرة العربية وما بين النهرين وسوريا الطبيعية واسيا الصغرى والقوقاز وشبه جزيرة البلقان وجزء من اراضي روسيا الجنوبية، وحوض البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر ومحيط البحر الاسود من البوسفور حتى رومانيا الحالية. ــ د ــ وكانت الخطة العليا للاباطرة والجنرالات الرومان العظام تقضي باختراق الاراضي "الروسية" من البحر الاسود وصولا الى بحر البلطيق، ومنه الالتفاف من الوراء على جرمانيا (المانيا)، ووضعها بين فكي كماشة من الشمال والجنوب، وسحق مقاومة القبائل الجرمانية شديدة المراس ومنها الوندال. وبعد ان تستتب السيادة الرومانية على كل اوروبا وشمالي افريقيا واسيا الغربية ومحيط حوض البحر الابيض المتوسط وكل المساحة البرية ــ البحرية من البحر الاحمر جنوبا حتى بحر البلطيق شمالا، الانطلاق نحو اكتساح العالمين الصيني والهندي، وكل افريقيا، واقامة نظام عبودي ــ عنصري روماني "مقدس" يسود على كل البشر، ولآلاف السنين، بانتظار مجيء المسيح مرة ثانية، وهو ذاته المشيح ــ الملك من نسل داود (حسب العقيدة اليهودية) الذي ينتظر اليهود مجيئه. ــ هـ ــ ولكن الجحافل الرومانية فشلت في اختراق الاراضي التي سميت في ما بعد "روسية". وتحطمت خطة الهيمنة الرومانية على العالم على اعتاب "روسيا"، وبالضبط في محيط المنطقة التي تسمى اليوم "اوكرانيا"، تماما كما تتحطم اليوم خطة الهيمنة الآحادية الاميركية على العالم، في حرب الاستنزاف الروسية طويلة الامد ضد الغرب الامبريالي، في اوكرانيا، بمشاركة ودعم المقاومة العربية والاسلامية في غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن وغيرها، مع فارق ستراتيجي ملحوظ هو انه اذا كانت روما القديمة قد استطاعت هزيمة الجيش القرطاجي ثم التدمير الكامل لقرطاجة في القديم، فإن اسرائيل واميركا استطاعتا اليوم تدمير غزة وقرى حافة الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية تدميرا شبه كامل، وقتل عشرات الالوف من القادة والمقاتلين والمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، الا انهما فشلتا فشلا ذريعا في القضاء على المقاومة اينما وجدت. واذا كانت "عدالة" الشرعية الدولية الغربية تقوم بشيطنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحماس وحزب الله وكل المقاومة العربية ــ الاسلامية، فلأنها تعتبر انهم "يؤخرون في مجيء المسيح"(!!!). اي ان صمود الجيش الروسي بوجه حلف الناتو، وصمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعربية والاسلامية بوجه اسرائيل واميركا "يؤخر في مجيء المسيح او المشيح"، اما ابادة النساء والرجال والمدنيين وتمزيق اجساد الاطفال في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان والساحل السوري فهو ما "يعجل عودة المسيح او مجيء المشيح" حسب التخرصات والهلوسات اليهودية التوراتية في اسرائيل والمسيحية الصهيونية في اميركا، وحليفتهما العضوية: المارونية السياسية في لبنان. ــ و ــ بعد تأسيس الكنعانيين لقرطاجة، فإن اليهود العبرانيين ارتحلوا من المشرق العربي وقُبْطِيّا (مصر) الى المدينة الجديدة، وانتشروا ومارسوا تجارتهم، بمعية القرطاجيين وفي ظلالهم، في جميع مناطق افريقيا الشمالية واوروبا التي وصل اليها واستوطن فيها القرطاجيون سلميا وبالتفاهم والانسجام والتعاون مع شعوب وسكان تلك المناطق. ومع نشوب الحروب العدوانية والتوسعية الرومانية القديمة، ضد السكان الاصليين في مختلف المناطق الاوروبية، وضد الاغريق، وخصوصا ضد القرطاجيين، مارس اليهود التجارة بين الاعداء، على الحدود بين الاطراف المتحاربة، ومارسوا خصوصا تجارة العبيد، حيث كانوا يرافقون الجيش الروماني محملين بالاموال والاغلال، ويبتاعون منه الاسرى بالجملة، ويقيدونهم ويأخذونهم "ليروضوهم" ويحولوهم الى عبيد، رجالا ونساء واولادا، ويبيعوهم بالمفرق. وقد جنوا من هذه التجارة ارباحا اسطورية، تمثل "الرأسمال الاولي" او حجر الاساس للامبراطورية المالية اليهودية العالمية الماثلة الى اليوم. وعندما دمر الجيش الروماني قرطاجة العظيمة تدميرا كاملا، كان اليهود هناك، ومارسوا تجارتهم النخاسية. وربما كانت اكبر صفقة تجارة عبيد قاموا بها حينما اشتروا الاسرى القرطاجيين. وحينها تخلوا كليا عن اصولهم الشرقية، وانحازوا الى جانب الرومان، فاتحين الطريق لنهج الانحياز "الشرقي" الى جانب "الغرب" الاستعماري، والخيانة الوطنية، وطعن شعوب الشرق المظلومة في ظهورها وصدورها. ــ ز ــ مع اندلاع الحروب البونية نشأ في قرطاجة حزبان هما: الحزب الشعبي بقيادة عائلة برقة الذي قاد الجيش القرطاجي في الحرب ضد روما؛ والحزب الارستقراطي بقيادة عائلة حنون الذي كان يسيطر على مجلس الشيوخ والسلطة السياسية ومقدرات الدولة باستثناء الجيش، والذي كان يعارض الحرب ضد روما ويدعو الى "التفاهم" معها. وقد منع حزب السلطة الارستقراطي تقديم اي مساعدة للجيش، الذي اعتمد فقط على الامكانيات المحدودة للحزب الشعبي، بحيث تضاءلت قوة الجيش القرطاجي بالتدريج بفعل الخسائر في المعارك والمواجهات المتواصلة، مما ادى اخيرا الى اضطرار البطل الاسطوري هنيبعل برقة الى ان يخوض بجيش ضعيف معركته الاخيرة الخاسرة في زاما (على الحدود التونسية ــ الجزائرية، سنة 202ق.م). وبعد الهزيمة عاد هنيبعل الى قرطاجة، واخذ يدعو للتعبئة والتحضير لمعركة وطنية شاملة ضد الخطر الروماني الداهم. وخشي الارستقراطيون ان يحظى هنيبعل بشعبية واسعة ويسيطر حزبه على مجلس الشيوخ، فيفقدون السلطة. فأخذوا يدبرون المكائد للايقاع بهنيبعل واعتقاله وتسليمه لروما. ولتجنب المكائد ضده والصراع الداخلي غادر هنيبعل قرطاجة الى المملكة الارمنية حينذاك، في آسيا الصغرى، التي كانت لا تزال في حرب مع روما، وشارك في تلك الحرب. وحينما توقفت تلك الحرب طلب الرومان من المملكة الارمنية تسليمهم هنيبعل، فعمد الى الانتحار بالسم قائلا "لندع روما ترتاح من عدوها العجوز!" وذلك في 182ق.م. وبعد 221 سنة (في 39م) فضلت ايضا كليوبترا القبطية ان تنتحر بسم الافعى على ان تقع اسيرة في ايدي الرومان. وللعبرة فقط نقول ان عدم تحضير قرطاجة لشن حرب وقائية ضد الجيش الروماني الغازي، بعد معركة زاما، كانت نتيجته المنطقية: تمكين روما من تدمير قرطاجة تدميرا كاملا في 146ق.م. ــ ح ــ منذ نهاية القرن الحادي عشر شرع الصليبيون، بتحريض وتنظيم البابوية في روما، في تحضير وشن حملاتهم العدوانية الاستعمارية ضد الشرق العربي الاسلامي ــ المسيحي، كما ضد بيزنطية الاغريقية وروسيا الارثوذوكسيتين. وفي تلك الظروف التراجيدية ظهرت المارونية السياسية على المسرح السياسي ــ العسكري، لاول مرة، بشدة، بدون اقنعة وبوجهها الاساسي ...الصليبي. وتفيد المرويات التاريخية بالوقائع التالية: ــ*ــ لدى وصول جحافل الصليبيين الى محيط طرابلس (شمال لبنان الحالي)، في ايار 1099، فإن قسما من الاكليروسيين و"الرعايا" الموارنة (وأولئك هم المؤسسون والآباء الروحيون الاوائل للمارونية السياسية المعاصرة) التقوا مع الصليبيين، ووقفوا الى جانبهم بذريعة الحجة المزعومة والمسمومة حول "وحدة العقيدة الدينية" والدفاع عن "مسيحيي الشرق" ضد الغزو العربي ــ الاسلامي وضد البيزنطيين الارثوذوكس "الخارجين!" على المسيحية الكاثوليكية البابوية الرومانية. ــ*ــ وقد انضم الى الجيش الصليبي الافرنجي 40 الف مقاتل وفارس ماروني، وبحسب المؤرخ الماروني فؤاد افرام البستاني بلغ عدد النبّالين الموارنة في الجيش الصليبي 30 الفا. واكتسب هؤلاء المتطوعون الموارنة لاحقا صفة "الصليبيين الشرقيين". وزحف الجيش الصليبي من طرابلس باتجاه القدس، وفي مقدمته الرماة والادلاء الموارنة الذين يعرفون تماما الارض وتضاريسها. ووصل الغزاة الى القدس في اوائل حزيران 1099، فضربوا الحصار على المدينة المقدسة وتمكنوا من اقتحامها في اواسط تموز من السنة ذاتها، واستباحوها واعملوا السيف في اهلها مدة يومين كاملين. وتقول غالبية المرويات التاريخية انه تم تجميع عشرات الوف المسلمين في المسجد الاقصى وذبحهم كالنعاج على ارضه لاجل "تطهيرها بالدم من النجس الاسلامي!" قبل تحويل المسجد الى كنيسة كاثوليكية لاتينية بابوية. كما تقول المرويات ان "الصليبيين الشرقيين" (الموارنة) كانوا يشكلون طليعة مقتحمي القدس وجزاريها. ــ*ــ لا يوجد اي طرف سياسي في لبنان، ولا سيما في القوى والتنظيمات والاحزاب الوطنية والعروبية، يدافع عن او يبرر التجاوزات التي ارتكبتها بعض اطراف او قيادات المنظمات الفلسطينية في لبنان في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وهي التجاوزات التي تحججت بها المارونية السياسية لاجل تبرير التعاون المكشوف مع اسرائيل، المستمر الى اليوم. ولكن الوقائع التاريخية تقول انه، قبل حدوث هذه التجاوزات الفلسطينية بأكثر من ألف سنة، فإن المارونية السياسية "سلّفت" اهل القدس وعموم فلسطين "قرضا" ينضح بالدماء، لا يشبهه الا "القرض" الذي "يسلّفه" اليوم ترامب ونتنياهو وما يمثلان، لاهل غزة، من اجل تحويل غزة الى مشروع سياحي اميركي ــ يهودي ــ نفطوخليجي وربما، بالمعية، ماروني سياسي. وهذا كله يطرح الاسئلة التاريخية المنطقية التالية: ما علاقة الموارنة بالبابوية الرومانية الصليبية؟ وما علاقة البابوية الرومانية الصليبية بالمسيحية الحقيقية، "الشرقية" في الاساس والجوهر: مسيحية الحرية والعدالة والكرامة الانسانية؟ وما علاقة الموارنة بالمسيحية الشرقية؟ واخيرا ما علاقة المارونية السياسية اصلا وفصلا بمسيحية السيد المسيح الذي علقته روما ويهودها على الصليب وطعنته بالحربة في جنبه لتتأكد من موته؟ (ولكنه يبعث حيا يا ابناء الابالسة واولاد الافاعي! اما اليهوذا فالى المشنقة!). ــ*ــ بعد ان استتب وضع الصليبيين في القدس واسسوا فيها مملكة لهم، زحفوا رجوعا على خط الساحل، من غزة الى طرابلس، وتمكنوا من السيطرة على تلك المنطقة كلها باستثناء طرابلس، التي توقفوا عند اسوارها في 1102، وضربوا عليها الحصار من سنة 1102 حتى سنة 1109، مدة سبع سنوات كاملة من الحصار الشديد حتى تمكنوا من اقتحامها، فأعملوا فيها السيف والسلب والنهب وهدم المساجد والكنائس المسيحية الشرقية وغيرها من المعالم الحضارية. وكان أشد الموغلين في القتل والسلب والنهب "الصليبيون الشرقيون" (من ابناء المنطقة الموارنة) الذين كانوا يحملون المنهوبات الى بيوتهم الاصلية القريبة في القرى والبلدات خارج مدينة طرابلس. ان اغتيال المرحوم رشيد كرامي بعد حوالى الف سنة من تلك الاحداث الفاجعة، لم يكن حدثا مأساويا استثنائيا كصاعقة في سماء صافية، بل هو استمرار تقليدي لنهج خياني تاريخي للمارونية السياسية ضد طرابلس، كما ضد جميع القوى والقطاعات الوطنية والاهلية الاخرى في "لبنان". وقد أكدت المارونية السياسية تمسكها بهذا النهج الخياني في اغتيالها للمرحوم طوني فرنجية وعائلته. ــ*ــ في 1249م وصلت الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك الفرنسي (القديس) لويس التاسع الى مصر. وفي معركة المنصورة في 1250م بين الصليبيين وبين المماليك والمصريين، هزم الصليبيون وتم أسر الملك لويس التاسع. ولكن المماليك سرعان ما اطلقوا سراحه مقابل فدية ضخمة. فذهب الى مملكة القدس الصليبية بدون اي جيش حيث اقام 4 سنوات. ولكنه كان من كبار الاغنياء ويملك ثروة هائلة. وقد التقى في عكا بالصليبيين الشرقيين، اي الموارنة، الذين جندوا له منهم 25 الف فارس، فقويت شوكته من جديد، وقام بتدعيم المواقع الصليبية في انحاء مملكة القدس، ثم رجع الى فرنسا للتحضير لحملة صليبية جديدة لاحتلال مصر وشمال افريقيا. 000 كل ذلك يدل على ان الحزب "الشرقي" الموالي للغرب الاستعماري، وأبرز تجلياته: اليهودية (التوراتية والصهيونية) والمارونية السياسية ونهجها الخياني، ليس وليد جديد لجدلية الصراعات الجيوسياسية في القرن التاسع عشر وما بعده، بل هو ظاهرة "اصيلة" متجذرة تاريخيا منذ الحروب البونية (264ق.م ــ 146ق.م) بين روما وقرطاجة، حتى اليوم. ومن ذلك نخلص الى التوجه الى كل الشامتين اليوم بالمقاومة، المهللين للعدوان الامبريالي الاميركي ــ اليهودي على شعوبنا، الراقصين فوق اشلاء الاطفال الممزقة بالقنابل الاميركية، المبتهجين "بانتصار" الدواعش والعثمانيين الجدد في سوريا، والمطالبين بنزع سلاح محور المقاومة وتدمير ايران الثورة والاستسلام لاميركا واسرائيل "بالدبلوماسية" و"الشرعية الدولية"، ونقول لهم: ما اشبه الليلة بالبارحة! ولكن خسئتم! =*= ان قرطاجة في الزمن القديم، وغزة وجنوب لبنان ويمن الفقراء الاباة في الزمن الجديد، يمكن ان تدمر مرة واثنتين وثلاث... ولكن المسيح يموت ثم يحيا ثم يموت ثم يحيا ثم يموت ثم يبعث حيا!... =*= وان روح هنيبعل تبعث في المقاومة، وهو لن يتجرع السم مرة ثانية! =*= وان ارادة الشعوب ووعيها هما الريح والشراع! =*= وان الاستعمار والاحتلال الى زوال! والمقاومة الشعبية حتما ستنتصر!
#جورج_حداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب الوجودية اللبنانية ــ الاسرائيلية والـدروس التـاريخية
...
-
في المفهوم الاجتماعي التاريخي للمسيحية
-
التقسيم الحضاري للتاريخ والصراع الانساني ضد انظمة العبودية ا
...
-
المعركة الوجودية بين الحضارية الشرقية العربية والوحشية الغر
...
-
اليهودية الصهيونية والمارونية الصليبية: توأمان تاريخيان
-
اليهودية، الصهيونية واسرائيل.. على المشرحة
-
العنصرية الوحشية الاسرائيلية والواقع العربي
-
الدولة اليهودية ودولة المارونية السياسية الى مزبلة التاريخ
-
الجذور التاريخية للعلاقات بين المارونية المرتدة والبابوية وا
...
-
اللاوطنية -الكيانية- للمارونية السياسية
-
حق تقرير المصير لشعوب الشرق على الطريقة الاورو ــ اميركية
-
الطابور الخامس وأكذوبة الوفاق الوطني في الكيان اللبناني المص
...
-
نظام رأسمالية الدولة الروسي بمواجهة النظام الرأسمالي الامبري
...
-
مقدرات الانتصار الحتمي لروسيا في الحرب الاقتصادية ــ الاجتما
...
-
العوامل غير السماوية لنشوء وزوال الطغمة المالية اليهودية ودي
...
-
هل تستغني الامبريالية الاميركية ــ اليهودية عن اسرائيل؟
-
طريق النصر... حرب استنزاف شعبية طويلة الامد
-
لبنان لن يكون للطابور الخامس عميل الامبريالية والصهيونية وال
...
-
غزة اولى ضحايا المشروع الاميركي: طريق الهند ــ الشرق الاوسط
...
-
الازمة الوجودية للنظام الطائفي العميل للكيان اللبناني
المزيد.....
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي
...
-
في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
-
مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض
-
تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإتمام تبادل
...
-
إعادة إعمار السيادة بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني
-
49 عاما على ذكرى -يوم الأرض- الخالد
-
في يوم الأرض الفلسطيني (30 آذار) آن الأوان ليتمتع الشعب الفل
...
-
صربيا: بالرغم من الحراك الشعبي الرئيس فوسيتش يحظى بثقة حلفائ
...
-
في يوم الأرض: فلسطين أرض لها شعب… لن يفرّط فيها
-
يوم الأرض، الأرض اليوم
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
-
نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم
...
/ بندر نوري
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
المزيد.....
|