أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين جحيم غزة وجحيم المهجر














المزيد.....

ما بين جحيم غزة وجحيم المهجر


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 20:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


ا
نتفهم حجم معاناة أهلنا في قطاع غزة وهي معاناة حتى مصطلح حرب الإبادة والتطهير العرقي قاصر عن التعبير عن حقيقة ما يجري لهم طوال ١٧ شهرا من موت وجوع ومرض وانعدام الرؤية لمستقبل غزة ومستقبل الأبناء الذين يعيشون للعام الثاني دون مدارس، كل ذلك يدفع كثيرين للتفكير بالهجرة إلى أي مكان وفي اعتقادهم أنهم سيستقرون في دول أوروبية أو آسيوية مستقرة تؤمن لهم حياة كريمة إلى حين استقرار الأوضاع في فلسطين ثم يعودون للقطاع.
نعلم أن فلسطينيي القطاع ادرى بظروفهم والقرار لهم وليس من حق أحد ان يتحدث نيابة عنهم ،أو مطالبتهم بالصبر والصمود ممن يتاجرون بدمائهم ومعاناتهم والزعم أن أهالي القطاع منتصرون ومشاريع شهادة الخ وخصوصا ممن يقيمون خارج القطاع.
ولكن من الواجب علينا التنويه ان واشتطن وتل ابيب ،في ظل الواقعية السياسية الفجة حيث أصبح فيه حق القوة يعلو على قوة الحق ،يستطيعون تغيير الوضع البولوتيكي والاستراتيجس ليس في قطاع غزة فقط بل في فلسطين والمنطقة كلها،ولكن مسألة تهجير ٢ مليون ونصف وحتى مليون إلى دولة أخرى خارج المنطقة ليس بالأمر السهل ليس لفقدان القوة العسكرية للدولتين ولا حتى لرفض الفلسطينيين الهجرة بل لاستحالة أن تقبل أية دولة باستقبال هذا هذا العدد الكبير دفعة واحدة إلا اذا كانت دولة دون سيادة أو دولة فاشلة تقودها حكومة ضعيفة .
ومن هنا فأن تسريب اخبار عن اتصالات تجريها واشنطن مع عديد الدول للقبول باستقبال مهجري غزة قد يكون هدفه التهويل والتخويف لتحقيق أهداف أخرى أو إخفاء المخطط الحقيقي للتهجير والجهة التي سيتوجهون لها غير الدول المعلن عنها كمكان للتهجير.
بالنسبة للدول التي يتم تداولها كمكان للتهجير مثل دولة ارض الصومال وسوريا فإننا نتمنى على أهلنا في القطاع التفكير جيدا بالأمر ،حتى في حالة قبول اي من الدولتين باستقبال الفلسطينيين،
مهما كانت الوعود ،لأنهم سيتعرضون هناك لحرب إبادة لا تقل عن حرب الإبادة الصهيونية وآنذاك لن يكون في استطاعتهم العودة لقطاع غزة أو التنقل لأية دولة أخرى، لأنه سيتم حال وصولهم مكان اللجوء تجريدهم من كل أوراقهم الثبوتية وتوقعيهم على تعهد بعدم العودة لفلسطين وسيتم وضعهم في كانتو
بالنسبة لدولة أرض الصومال،من الجمهورية الصومالية التي شهدت لعقود حربا أهلية دامية بين الحكومة وجماعات اسلاموية متطرفة وقراصنة، وانفصلت دولة أرض الصومال عن الدولة المركزية عام ١٩٩١ ولكن دون أن تعترف بها الأمم المتحدة وغالبية دول العالم، والوضع في الصومال عموما غير مستقر وقد تعود الحرب الأهلية مجددا وآنذاك سيقع الفلسطينيون في جحيم هذه الحرب بالإضافة الى فقر الدولة وقلة امكانياتها والاختلاف في العرق واللون والثقافة بين الفلسطينيين واهالي البلاد مما يجعل الاندماج والتعايش مستحيلا. وسبب اختيار واشنطن لهذه الدولة أنها تعتقد بإمكانية قبولها الفلسطينيين مقابل اغراءات مالية كبيرة والأهم من ذألك مقابل اعتراف واشنطن بها ومساعدتها في الحصول على عضوية هيئة الأمم المتحدة.
اما سوريا فمن المعروف أنها خرجت حديثاَ من حرب أهلية دامية وحكومتها ما زالت ضعيفة ولا تسيطر على اجزاء كبيرة من البلاد واقتصادها ضعيف واحتمالات عودة الحرب الأهلية واردة حتى إمكانية تقسيمها. فكيف سيكون حال المُهجرين الفلسطينيين الجُدد وما زالت أحداث ومصير مخيم اليرموك وبقية مخيمات سوريا عالقة في الاذهان؟ وكيف سيعيش الفلسطينيون وسط مجتمع تنخره الصراعات الطائفية؟ وإذا كان السوريون أصحاب البلاد غير قادرين على التعايش معا فكيف سيتعايش معهم من هم من خارج البلد؟
حتى الآن الدولة السورية ترفض استقبال مهجري غزة ولكن واشنطن تضغط عليها بإغراءات مالية كبيرة ووعد برفع العقوبات ودعم سياسي وعسكري.
لكل ما سبق يمكن القول بأن مخطط التهجير وبالرغم من كونه حديث الساعة ومحل اهتمام وقلق محلي وعربي ودولي وإسرائيل شكلت إدارة خاصة بتهجير أهالي غزة وكأن الأمر بات محسوما، إلا أن التهجير الجماعي خارج المنطقة صعب التحقيق على الأقل في المدى القريب. ما يثير القلق هو مخطط التهجير الى سيناء الذي ما زال مطروحاَ وينم الاشتغال عليه أمريكيا بصمت بالرغم من المعارضة المصرية رسمياَ وشعبياَ،وهو مخطط ممكن إنجازه بمزيد من القوة والتهديد والاغراءات لمصر ولدول المنطقة، وفي هذا السياق يمكن احياء مخطط دولة غزة الموسعة تجاه سيناء،واذا نجح التهجير من غزة الى سيناء فسيتم الانتقال للتهجير من الضفة أيضا .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تنقلب المقاومة على أصولها وتخرج عن سياقها الوطني
- رد الاعتبار للمقاومة الوطنية الحقيقية
- الإسلام والمسلمون: بين التماهي والافتراق
- القمة العربية ما بين ابو عمار و(الجولاني)
- قمم رفع عتب وقرارات مع وقف التنفيذ
- استمرار الغموض حول لجنة ادارة غزة
- أين أهالي قطاع غزة ممايخطط لهم ؟
- حركة حماس في مفترق طرق
- لماذا تُصر حماس على الاستمرار في حُكم غزة؟
- الجولاني في قمة القاهرة!!
- لا تتوقعوا الكثير من قمة القاهرة
- حضور فلسطين عالميا وتراجعها عربياَ واسلامياَ
- عدالة قضية وصمود شعب وبؤس النخب السياسية
- المشروع الصهيوني ومئة عام من الفشل
- ما بين قرار طوفان الأقصى وقرار حرب الإبادة الإسرائيلي
- مرة أخرى حول تمايز دور المثقف عن دور رجل الدولة
- القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخا ...
- أما آن لفلسطينيي غزة أن يستريحوا؟
- حماس والخروج المشرف من المشهد
- مخطط التهجير يكشف الهدف الحقيقي من الحرب على غزة


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين جحيم غزة وجحيم المهجر