نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 19:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"لا يوجد دين علماني، فالعلمانية هي فصل الدين عن الدولة..... إن إطلاق تعبير "اسلام علماني" يرجع الى زلة اللسان الكاشفة أكثر من كونه ايجازا فكريا واختصارا" شاهدروت جافان.
تقول المذيعة لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في لقاء تلفزيوني: "بدأت إسلاميا وانت الان زعيم ائتلاف النصر، وهو تيار وطني وعلماني نوعا ما".
في بعض الأحيان لا تغضب من كذب المسؤولين وادعاءاتهم وتزييفهم للحقائق بقدر ما تغضب ممن يلتقي بهم، خصوصا إذا كان هذا المذيع-ة غاطس في وحل هؤلاء السياسيين؛ تقول له "بدأت إسلاميا"، وهل تحول الى شيء آخر؟ هل صرح بذلك يوما؟ هل بدا عليه أي سلوك احتجاجي او تصريح رسمي على القوانين الإسلامية والطائفية؟ هل بدت عليه سمات، علامات تدل على انه صار علمانيا؟ ثم كيف يكون ائتلاف النصر تيار وطني وعلماني؟ ما الذي فعله هذا التيار على الصعيد الاجتماعي، الحقوقي، السياسي؟ حتى هذه المجاملة السخيفة "نوعا ما" لا توجد؛ نظن ان اعداد مثل هذه الأسئلة هي لتحسين صورة من يلتقون بهم ليس الا، لأنها تخلو تماما من الحقيقة، فأغلب القنوات تتربح من هؤلاء السياسيين اما عبر الابتزاز او تجميل الصور.
المذيعون ممن التقوا بحيدر العبادي اما انهم كانوا لا يفهمون شيئا مما يقول، او انهم قد اتبعوا تعليمات القناة التي يعملون بها؛ يقول العبادي "فرض الفكرة والسلوك على الناس فهذا ليس منهج اسلامي"!! منذ ان تسلمت القوى الإسلامية الحكم في العراق وهم يفرضون بالقوة أفكارهم وسلوكياتهم الدينية، فأسلمة المجتمع بالقوة هي من صميم السياسة المتبعة منذ 2003، قول العبادي هو سخافة وتفاهة، انه يسوق الإسلام السياسي بوجه آخر.
قضية الحجاب التي يدلل بها العبادي على "اعتدالية" الإسلام السياسي هي محض خرافة، كان على المذيع-ة ان يقاطعوه ويقولوا له: طيب وهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي انتشرت بالعراق بعد مجيئكم؛ وقانون زواج الصغيرات دون سن ثمان سنين، ومدونة الأسرة التي يتم مناقشتها في كواليس البرلمان، والتي هي النسخة المصورة من قانون الاسرة في إيران، والتعديلات على قانون الأحوال الشخصية. ومنع النساء السافرات في النجف وكربلاء والكاظمية. اليست كل تلك سلوكيات إسلامية تم فرضها على الناس.
حتى هروبه من هذه الأسئلة عبر قضايا تاريخية كانت سيئة جدا، ان لم نقل انها الأسوأ، فهو يريد ان يقول ان الحجاب كان للفرق بين النساء "الشريفات"، عن النساء "الإماء"؛ أي ان من تلبس الحجاب هي "السيدة والشريفة وابنة الأصول"، والسافرات فهن "المملوكات والعبدات"؛ انه اسقاط تاريخي قذر ومنحط، يعبر عن تفكير ديني هرم.
المشكلة بهذه اللقاءات انها مستفزة جدا، فهذه القنوات التلفزيونية همها كم تكسب، فهي بالدرجة الأولى مشروع تجاري، والسياسيين الإسلاميين والقوميين والطائفيين هم مجموعة نهابة لثروات هذا البلد، بالتالي فهم مكسب لها، وبالعكس. لا يوجد حزب ديني علماني، انها سخافة وضيق افق.
طارق فتحي
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟