أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء السلامي - التوازن الاسري ..مفتاح الاستقرار وحل ازمة














المزيد.....

التوازن الاسري ..مفتاح الاستقرار وحل ازمة


علاء السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 18:41
المحور: المجتمع المدني
    


حتى عام 2003 كانت مسؤوليات الاسرة تتوزع بين الاب الكادح عن لقمة العيش خارج المنزل وبين الام ربة البيت لادارة شؤونه الداخلية ومتابعة امور الجميع على ان هذا النمط الاسري الذي سار لسنوات وسنوات رفضه الجيل الجديد بسبب التغيرات التي طرأت على البلاد لاسيما في وقتنا الراهن ، باعتبار ان تنوع المسؤوليات لابد ان تستند على اساس التساوي بين الجنسين ، "فمثلما للرجل طموح ، فللمرأة طموح ايضا ، فلماذا نسلب الحقوق مادمنا بشر سواسية خلقنا الله تعالى من طينة واحدة رغم الاختلاف البايلوجي الذي لايؤثر اطلاقا على الانماط العقلية" وبالتالي الوصول الى اعلى سلم للنجاح الذي يتفاوت بين شخص واخر ، هذا الامر لايختلف عليه اثنان مع التغير الحاصل " ولا اسميه تطورا كون للتسمية معاني كثيرة" في كل مفاصل الحياة العامة ومن ضمنها الاجتماعية ، وهنا يفرض السؤال نفسه لماذا اذن كثرة نسب الطلاق عن السابق ولماذا وصلنا في بعض الاحيان الى التفتت الاسري الذي اثر سلبا على البنية الرئيسية للمجتمع ؟ لربما يعود الامر الى عدة اسباب ابرزها غياب الوعي وضياع تلك الادوار الرئيسية بين الاب والام اللذان يشكلان العمود الفقري للاسرة واي خلاف او اختلاف بينهما يؤدي بالتالي الى اعتلالها وتفاقم الاوضاع بداخلها ما يوصل الى ابغض الحلال وتفرق جميع الافراد..
ان المعرفة الحقيقية بالحقوق والواجبات الاسرية وبالتالي تبني الادوار بشكل طبيعي دون تعدٍ سيؤدي بسير سفينة الاسرة وسط امواج بحر هادئة ورياح خفيفة نحو الامان والاطمئنان العائلي ، وبالتالي استقرار المجتمع ، باعتبار ان الاسر السليمة هي الاساس الحقيقي لأي مجتمع سليم ومعافي فرغم الظروف الحياتية المختلفة لابد للطرفين من معرفة ذلك والاخذ به على محمل الجد وتطبيقه حرفيا وبالتالي يتولد شعور ايجابي عند الاطفال وتتميز الادوار لا شعوريا من خلال تحولها الى سلوك جمعي يؤخذ به مستقبلا في اختيار شريكة حياتهم المستقبلية ، هذا الامر ليس مثاليا بل واقعيا الى حد كبير من خلال التفاهم مع المقابل قبيل الارتباط على الخطوط العريضة وتطبيقه فور الارتباط ، اذ لامشكلة من تعاون الجميع في بناء الاسرة فسابقا كانت المراة لا تعمل في خارج المنزل والان اصبح دورها مشاركا في الدخل البيتي (والحديث هنا عن العائلة السوية) ولابد من تعاون الرجل بأعمال البيت كي تمضي الامور ، حتى لا نصل الى الفوضى المنزلية التي تسبب مشاكل عديدة ، ولابد للمرأة ان تكن الاحترام لذلك الرجل الذي شمر عن ساعديه لمعاونتها والتخفيف عن كاهلها ، وايضا عدم اشعاره بان تلك الامور اصبحت من مسؤولياته المباشرة ، ولابد ايضا عند اسهامها بشراء بعض الامور عدم بيان الامر على انها اصبحت كحاله في امور الصرف ، وان يؤخذ بزمام الامور المنزلية كون ذلك سيؤدي الى تخبط الادوار عند الابناء وتتحول الى ردود فعل سلبية ضد بعض الامور التي يطرحها الاب او الام لاسيما المصيرية منها ولايؤخذ برأييهما بعين الاعتبار ، لذا لابد ان تُشعر المرأة اولادها بان مايقوم به زوجها هو من سبيل المساعدة والتعاون " اذا كان ابيكم من يقوم ببعض الاعمال المنزلية للمعاونة فلابد من الجميع ان يتعاون لتمضي الامور " وبالمقابل يجب على الرجل احترام راي زوجته وعدم الاستهانة به خصوصا امام الاطفال وان يعطي زوجته المكانة التي يهابها الاطفال ويحترمونها كي لا يقللوا من شانها سيما في مرحلة المراهقة .
ان عملية البناء الاسري وحساب بعض السلوكيات التي تقلل من شان الوالدين امام الاطفال لابد من عدم الاستهانة به ، كي يعلم الاولاد حدود ومكانة الاب والام ، وهنا يتبادر الى الذهن لو جعلنا للتعامل حدودا لربما ستتوّلد هوة بين الوالدين وابنائهم خصوصا في مرحلة عمرية تعد خطيرة هي مرحلة المراهقة ..
نقول سواء شاء الوالدين ام ابوا فهناك امورا شخصيا لا يحب الابناء مشاركتهم بها وهنا يبرز دورهم في عملية المراقبة باختيارهم للأصدقاء بحذر شديد دون ان يشعروا به ، وايضا مشاركتهم الى حد كبير في عملية القرارات المصيرية التي يتخذونها دون اجبار ..
ان عملية بناء الاسرة السوية ليس سهلا لكنه في الوقت ذاته ليس بالمستحيل فالإرادة الحقيقية ان تولدت للطرفين بشكل جدي واحترام الادوار لكل منهما وفهم الحقوق والواجبات سيتحول بمرور الوقت الى سلوك عند الاطفال وبالتالي نستطيع تدارك الخطورة التي وقع بها المجتمع الى حد ما وتقليل تلك النسب المخيفة من الطلاق والفراق ..



#علاء_السلامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الدولية ..الأمل العراقي الأخير
- إرهاب الماء
- بين الامتناع عن شراء اللحوم في احدى الدول والإرهاب في العراق ...
- قضية مروة الشربيني ..وازدواجية المواقف!!!
- سياسة الإذن الطر شاء !!!
- أحداث إيران ..أكثر من رؤية
- لعنة الجوار العراقي
- نحو بناء صحيح ...
- صحوة برلمانية أم دعاية انتخابية..النتائج واحدة ....
- شيزوفرنيا الحنين إلى زمن صدام ...
- التدخل الخارجي والإرهاب في العراق وجهان لعملة واحدة ...
- الرجاء أيها السادة ....لاتصنعوا ديكتاتورا اخر !!!
- جعجعة بلا طحين ..!
- المسلسلات التركية والشيزوفرنيا العراقية
- كربلائي...مع وقف التنفيذ !!!!
- الانتخابات التشريعية المقبلة..ومستقبل العراق
- دجاج الكفيل...هل دق ناقوس الخطر عند المتحكمين في السوق العرا ...
- أسس المعارضة السياسية في العراق
- رؤية في النتائج الاولية للانتخابات المحلية ...كربلاء انموذجا
- مدارس كربلاء الاهلية ...خطوة الى ماذا


المزيد.....




- عميد الأسرى الفلسطينيين: عيدنا الحقيقي هو عيد التحرير الكامل ...
- هيئة شئون الأسرى: المعتقلون بسجون الاحتلال لم يكونوا على علم ...
- آلاف اليمنيين يتظاهرون ضد الإبادة الإسرائيلية بغزة عقب صلاة ...
- اعتقال لبنانيين مشتبه في إطلاقهم صواريخ نحو إسرائيل
- الأقليات والعقوبات.. ما هي حظوظ حكومة الشرع في تجاوز تحديات ...
- هيئة الأسرى: الاحتلال لم يبلغ الأسرى بأن اليوم أول أيام عيد ...
- تواصل عمليات الإغاثة في ميانمار وهزات ارتدادية في ماندالاي
- كارثة إنسانية في ميانمار: ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1700 ...
- منظمة حقوقية: الحوثيون اختطفوا 75 شخصا بتهمة التخابر مع أمري ...
- الأونروا: قدمنا 8 ملايين استشارة صحية في غزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء السلامي - التوازن الاسري ..مفتاح الاستقرار وحل ازمة