أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نجاح محمد علي - المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل الوحيد؟















المزيد.....

المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل الوحيد؟


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 18:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في ظل التطورات السياسية المتسارعة في المنطقة والتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها العلاقات الدولية، أصبحت قضية المعارضين الإيرانيين في الغرب واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل. بعد سنوات من اللجوء إلى الدول الغربية، بدأ العديد من هؤلاء المعارضين يدركون أن الغرب لم يعد يوفر لهم الملجأ الآمن الذي كانوا يبحثون عنه، بل تحولوا إلى ورقة ضغط في لعبة سياسية أكبر تهدف إلى تحقيق مصالح غربية على حساب قضاياهم الوطنية.

منذ سنوات، استضافت العديد من الدول الغربية معارضين إيرانيين بدعوى دعم حقوق الإنسان وحرية التعبير. لكن الواقع يشير إلى أن هذه الدول لم تكن تهدف إلى مساعدة المعارضين الإيرانيين بقدر ما كانت تسعى إلى استغلالهم كأداة للضغط على الحكومة الإيرانية. القضية الإيرانية، وخاصة ما يتعلق ببرنامجها النووي ودورها الإقليمي، كانت دائمًا في صلب اهتمامات الغرب، الذي يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة في المنطقة. فالغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة والدول الأوروبية، يرى في المعارضين الإيرانيين ورقة يمكن استخدامها للتفاوض مع طهران حول برنامجها النووي، الذي تصفه إيران بأنه سلمي وتؤكد أنه يهدف إلى تلبية احتياجاتها الاقتصادية والطاقية. كما أن الغرب يسعى إلى الحد من الدور الإيراني المتنامي في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بدعم إيران للقضية الفلسطينية ودورها في تعزيز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

كانت احتجاجات عام 2022 في إيران بمثابة اختبار حقيقي لقوة المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج. فقد شهدت تلك الاحتجاجات تحركات شعبية واسعة، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، وهو ما أظهر ضعف المعارضة الإيرانية وعدم قدرتها على حشد الدعم الكافي لتغيير النظام. هذا الفشل أدى إلى تراجع الثقة في المعارضة الإيرانية، سواء داخل إيران أو خارجها، وأظهر أن الغرب لم يكن جادًا في دعمها، بل كان يستخدمها كأداة لتحقيق أهدافه الخاصة.

مع فشل احتجاجات 2022، أصبحت المعارضة الإيرانية في الغرب تُعتبر "ورقة بالية"، كما يصفها العديد من المحللين السياسيين. فالدول الغربية لم تعد ترى في هؤلاء المعارضين أداة فعالة للضغط على إيران، خاصة بعد أن أثبتت طهران قدرتها على الصمود في وجه الضغوط الدولية والمحلية. كما أن الغرب بدأ يدرك أن استمرار دعم المعارضين الإيرانيين قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات مع إيران، خاصة في ظل الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي وتخفيف التوترات في المنطقة.

في إطار التغييرات السياسية الأخيرة، أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب الثاني عن قرارها بإيقاف الدعم عن الإذاعات والقنوات الفارسية الأمريكية، مثل "صوت أمريكا" الفارسية و"راديو فردا". هذا القرار يُعتبر ضربة قوية للمعارضة الإيرانية في الغرب، حيث كانت هذه القنوات تُعتبر منصات رئيسية لنشر أفكار المعارضة والتأثير على الرأي العام الإيراني. القرار الأمريكي بإيقاف الدعم عن هذه القنوات يُظهر بوضوح أن الغرب لم يعد يرى في المعارضة الإيرانية أداة فعالة لتحقيق أهدافه السياسية. كما أنه يُشير إلى تغيير في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران، حيث أصبحت تركز أكثر على التفاوض المباشر مع طهران بدلاً من الاعتماد على المعارضة الإيرانية كوسيلة للضغط.

في السنوات الأخيرة، تم نقل العديد من قيادات المعارضة الإيرانية من دول الغرب إلى إيران، ربما في إطار صفقات سياسية بين طهران وحكومات غربية. وهؤلاء القادة تمت محاكمتهم في إيران، وأُعدِم بعضهم بتهم تتعلق بـ"الإرهاب" أو "التخابر مع دول أجنبية". ومن بين هذه الحالات البارزة روح الله زم، وهو ناشط إيراني معارض كان يعيش في فرنسا، حيث كان يدير موقع "آمدنيوز" الذي ينشر أخبارًا عن الاحتجاجات في إيران. تم اختطافه من قبل السلطات الإيرانية في عام 2020، وحُكم عليه بالإعدام بتهمة "إثارة الفتنة". أثارت قضيته جدلاً دوليًا، حيث اتهمت منظمات حقوق الإنسان إيران باختطاف المعارضين من الخارج.

حالة أخرى بارزة هي حبيب أسيود، الزعيم السابق لحركة النضال لتحرير الأهواز، الذي تم اختطافه من تركيا ونقله إلى إيران. و كان أسيود "الشخص الرئيسي في الهجوم الإرهابي في العرض العسكري في سبتمبر 2018"، حيث قتل ما لا يقل عن 25 شخصا وجرح 70 بينهم طفل في الرابعة من العمر.
ففي سبتمبر 2018، فتح إرهابيون تنكروا بزي جنود النار في عرض عسكري سنوي في الأهواز، عاصمة خوزستان الغنية بالنفط.

وفقًا لتقارير إعلامية، تمت عملية الاختطاف بأوامر من الاستخبارات الإيرانية وبمساعدة مهرب مخدرات معروف يدعى ناصر شريفي زيندشتي. تم خداع أسيود وجره من السويد إلى تركيا عبر امرأة تدعى "س. صابرين"، حيث تم اختطافه ونقله إلى إيران. هذه الحالات تُظهر أن الغرب لم يعد يوفر الحماية الكافية للمعارضين الإيرانيين، بل أصبحوا عرضة للترحيل أو الاختطاف.

من الواضح أن عمليات الاختطاف هذه لم تكن لتتم دون توافق مع السلطات المحلية في الدول المستضيفة. ففي كثير من الحالات، كانت الحكومات الغربية تتعامل مع إيران في إطار صفقات سياسية، حيث يتم تسليم المعارضين الإيرانيين مقابل تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية. هذا الأمر يُظهر أن الدول الغربية لم تكن جادة في حماية المعارضين الإيرانيين، بل كانت تستخدمهم كأداة للتفاوض مع طهران.

في ظل هذه الظروف، أصبحت العودة إلى إيران خيارًا مطروحًا أمام العديد من المعارضين الإيرانيين في الغرب. فالحياة في المنفى لم تعد توفر لهم الأمان أو الدعم الذي كانوا يبحثون عنه، بل أصبحت مصدرًا للإحباط وخيبة الأمل. كما أن العديد من هؤلاء المعارضين بدأوا يدركون أن الغرب لم يكن يوفر لهم الدعم إلا لتحقيق مصالحه الخاصة، وأنه لم يكن مهتمًا بحقوق الإنسان أو الديمقراطية في إيران بقدر ما كان مهتمًا بتحقيق أهدافه السياسية.

من ناحية أخرى، يرى العديد من المحللين أن الدور الإيراني المتميز في المنطقة، وخاصة دعمها للقضية الفلسطينية، كان أحد الأسباب التي دفعت الغرب إلى استغلال المعارضين الإيرانيين. فإيران، ومن خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية، أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الصراع العربي-الإسرائيلي، وهو ما أثار قلق الغرب، الذي يسعى إلى حماية مصالح إسرائيل في المنطقة. وبالتالي، فإن استغلال المعارضين الإيرانيين كان جزءًا من استراتيجية غربية أوسع تهدف إلى الحد من الدور الإيراني في المنطقة.

في النهاية، يمكن القول إن المعارضين الإيرانيين في الغرب أصبحوا أمام مفترق طرق. فإما أن يستمروا في العيش في المنفى، حيث لم يعد الغرب يوفر لهم الدعم أو الحماية التي كانوا يبحثون عنها، أو أن يعودوا إلى إيران، حيث يمكنهم المساهمة في بناء مستقبل بلدهم من الداخل. فالتجربة أثبتت أن الغرب لم يكن يوفر لهم الملجأ الآمن الذي كانوا يبحثون عنه، بل كان يستغلهم كأداة لتحقيق أهدافه الخاصة. وبالتالي، فإن العودة إلى إيران قد تكون الخيار الأفضل لهم، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران بين التزامها النووي ومخاطر التصعيد
- لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النو ...
- العهد العالمي الجديد وأفول الكيان الصهيوني
- “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...
- وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نجاح محمد علي - المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل الوحيد؟