أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - خطاب حالة الامة العراقية














المزيد.....

خطاب حالة الامة العراقية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 18:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا يوجد مثل هذا في العراق , ولكن من الضروري التفكير به , لان في ظل النظم الديمقراطية يحق للمواطن التعرف على إنجازات حكومته الداخلية والخارجية . انه يريد معرفة علاقة بلاده مع دول الجوار وما بعدها , عن حال اقتصاده , حجم إيرادات الدولة ومصاريفها , كيف تصرف ومن المسؤول عن طرق صرفها , ويريد فهم العقبات التي تواجه بلده ومن المسؤول عنها وكيفية حلها . كل هذا يمكن إنجازه في وقفة ساعة من رئيس البلاد امام برلمان بلاده , كما هو موجود في الولايات المتحدة الامريكية .
في كل عام ما بين كانون الثاني وشباط يقف رئيس الولايات المتحدة الامريكية امام نواب الشعب الأمريكي , مجلس النواب والشيوخ من كلا الحزبين , و أعضاء المحكمة العليا , وقادة الجيش , يسرد إنجازاته خلال العام المنصرم ويضع الخطوط العامة للعام القادم . وعلى ضوء هذا الخطاب والذي يسمى " خطاب حالة الامة" تخرج الالاف المقالات والتحليلات التي تؤيد وترفض بعض نقاط الخطاب . ولكن بالمجموع يصبح لدى المواطن الأمريكي كنز من المعلومات عن حالة بلاده , وعلى ضوء الخطاب يخطط مستقبله .
فعندما يصرح الرئيس بان بلاده في حاجة الى اختصاص ممرضات , فان المعاهد العلمية تستلم الرسالة بالتوسع في قبول اكبر عدد ممكن من الطلاب الراغبين بهذا الاختصاص , ويفتح المجال للطلاب باختيار مستقبل عمل لهم وعوائلهم . وعندما يعلن الرئيس , على سبيل المثال , انه قرر فرض 25 % على قيمة الحديد المستورد من أوروبا , فعلى معامل الحديد الامريكية اغتنام هذه الفرصة والتوسع بإنتاج الحديد وزيادة عمالهم , وهكذا. ان الخطاب السنوي للرئيس يعد خارطة طريق للمجتمع الأمريكي بكافة طبقاته.
اعتقد هذا ما يجب العمل به في العراق , حيث اصبح له برلمان منتخب يمثل المجتمع العراقي , وله رئيس وزراء منتخب من قبل البرلمان , وبالتالي من حق المجتمع العراقي معرفة مستقبله على لسان رئيس الحكومة . خطابات رئيس الوزراء وان كانت كثيرة , حسب عدد المناسبات , ولكنها غير جامعة , انها تتركز على موضوع واحد , افتتاح جسر , طريق عام , او مستشفى عام . العراقيون بدأوا يستنسخون كل ما هو موجود في أمريكا , فلماذا لم يستنسخ رئيس الوزراء التقليد الأمريكي , وهو خطاب حالة الامة كل عام ؟
لقد ذكرت ان العراقيون بدأوا يستنسخون كل شيء امريكي وانا غير مبالغ. بعد سنوات قليلة سوف لن تحتاج ربة البيت الى مطبخ , بعد انتشار المطاعم بكل اشكالها . وبعد سنوات سوف تلغى الملابس الشعبية ليحل محلها البنطلون , لو احصيت من يمشي في شارع مدينتك سوف لن تجد الا القليل من بقى يلبس ما يلبس والده . اما استخدم التكنلوجية الحديثة , فقد اصبح الشاب العراقي يعاني نفس معاناة زميله الأمريكي , وهو الانزواء عن المجتمع والانطواء على نفسه , وقلة التواصل وضعف الحديث . العولمة ماشية على قدما وساق , والعراق في وسطها .
ولكن تبني خطاب حالة الامة من قبل رئيس الوزراء العراقي , على الأقل , له منافع بدون اضرار . ان الخطاب سيكون موجه الى كل افراد الامة , وليس لمكون معين او لمناسبة معينة , وان الخطاب يعطي الفرصة لرئيس الوزراء التحدث مباشرة الى الامة , وان الخطاب يكون جامعا شاملا يتضمن مواضيع مثل الاقتصاد , الإنجازات , النظام السياسي , الامن الوطني , الاستعداد لمواجهة الأعداء , السياسة الخارجية , ما هي اولياته , والحاجة الى تشريع القوانين جديدة تهم البلاد.
العراقيون مغرمون بنظرية المؤامرة , وان خطاب رئيس الوزراء الى الامة قد يزيل بعض من شوائب الاعتقاد و خاصة هذه الأيام والتي كثرة الشائعات عن هجمات متوقعة من قبل الكيان الصهيوني و حرمان العراق من موارده النفطية التي تمر ببنوك الولايات المتحدة الامريكية .خطاب جامع شامل لرئيس الوزراء على الأقل يقلل من هذه المخاوف وربما يؤدي الى انعاش السوق العراقية ويعطي للمستثمر المحلي و الأجنبي سببا لدخول السوق العراقية .
والاهم من كل ذلك , فان الخطاب يعطي المجال للصحافة العراقية والعربية وربما حتى الأجنبية مناقشة محتوى الخطاب و تحدد مصادر القوة والضعف فيه . ان تجارب الأمم كشفت اكثر من مليون مرة ان سبب سقوط الديكتاتوريات في العالم هو اختصار آراء المجتمع بشخص القائد , على وزن " عندما يقول الرئيس يقول العراق " , ولكن في النهاية سقط الرئيس و تخلف الشعب , ومن القدم ظهر شعار يقول " ما خاب من استشار".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - خطاب حالة الامة العراقية