أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رقية الخاقاني - التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.














المزيد.....

التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.


رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة

(Ruqaya Alkhaqani)


الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 08:18
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الخريجين الجدد عند دخولهم سوق العمل، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة تقييم دور وزارة التعليم العالي في تهيئة الطلاب لمتطلبات الواقع المهني. فالشهادة الجامعية، رغم أهميتها، لم تعد كافية لضمان الاندماج السلس في سوق العمل، خاصة مع تزايد الفجوة بين ما يتعلمه الطالب في قاعات المحاضرات وما تطبقه المؤسسات والشركات على أرض الواقع. هنا، يصبح من الضروري أن تتبنى وزارة التعليم سياسة إلزامية لتوفير دورات تدريبية متقدمة لجميع الخريجين ضمن تخصصاتهم، بحيث تكون هذه الدورات جسراً يربط بين الجانب النظري والتطبيق العملي.
لا يخفى على أحد أن كثيراً من الخريجين يعانون من صعوبة التأقلم مع بيئة العمل بعد التخرج، ليس بسبب نقص في المعرفة الأكاديمية، بل بسبب غياب الخبرة العملية التي تؤهلهم للتعامل مع أدوات العمل الحديثة، أو فهم آليات السوق المتغيرة. فمثلاً، خريج كلية الهندسة قد يكون متمكناً من الناحية النظرية، لكنه يجد نفسه عاجزاً عن استخدام برامج التصميم المتطورة التي تتطلبها الشركات. وكذلك الحال بالنسبة لخريجي الإعلام الذين قد يمتلكون المعلومة الصحفية، لكنهم يفتقرون إلى المهارات التقنية في إدارة المنصات الرقمية أو تحرير الفيديوهات الاحترافية. هذه الفجوة يمكن سدها لو أدرجت الوزارة تدريباً عملياً مكثفاً كشرط أساسي للتخرج، بالتعاون مع مؤسسات القطاعين العام والخاص.
التجارب العالمية أثبتت نجاح هذا النهج. ففي دول مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية، تُدمج التدريبات العملية ضمن المنظومة التعليمية منذ المراحل الجامعية الأولى، مما يضمن تخريج كوادر مؤهلة وقادرة على الإنتاج منذ اليوم الأول لالتحاقها بالعمل. بل إن بعض الجامعات هناك تتعاقد مع شركات لتدريب الطلاب على مشاريع حقيقية، مما يعزز فرصهم في التوظيف بعد التخرج. فلماذا لا نستفيد من هذه النماذج الناجحة؟
من الناحية الاقتصادية، فإن استثمار الوزارة في مثل هذه البرامج سيكون ذا عائد مضاعف. فبدلاً من أن تظل شهادات الخريجين حبيسة الأدراج، أو يضطرون إلى قضاء سنوات في اكتساب الخبرة عبر دورات خاصة قد تكون مكلفة، سيكونون جاهزين لسوق العمل، مما يقلل من معدلات البطالة بين الشباب، ويرفع من كفاءة المؤسسات التي تستقبلهم. كما أن القطاع الخاص سيكون أكثر تقبلاً لتعيين خريجين لديهم خبرة مسبقة، بدلاً من تحمل تكاليف تدريبهم من الصفر.
أما الجانب الاجتماعي، فتأهيل الخريجين عملياً سيعزز ثقتهم بأنفسهم، ويحد من إحساسهم بالإحباط الذي ينتج عن رفضهم المتكرر في المقابلات الوظيفية بسبب "قلة الخبرة". كما أن ذلك سيشجع الطلاب على الالتحاق بتخصصات يحتاجها السوق، بدلاً من التكدس في كليات نظرية لا توفر فرصاً واضحة بعد التخرج.
في الختام، فإن إلزام وزارة التعليم العالي بتوفير تدريب متقدم للخريجين ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية في ظل اقتصاد معرفي يتسم بالتنافسية العالية. فالاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأكثر ربحية، ولا بد أن تتحمل الوزارة مسؤوليتها كاملة في إعداد جيل قادر على مواكبة التحديات، وتحويل الشهادات إلى فرص حقيقية، بدلاً من أن تظل حبراً على ورق.



#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)       Ruqaya_Alkhaqani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الموبايل وتطبيقاته على الأطفال وعزوفهم عن الدراسة
- احتفاء بالتراث وتجديد للأمل .. عيد نوروز في العراق
- الذكاء الصناعي ودوره في تعزيز التعليم والتدريب للنساء في الم ...
- الأم العراقية صبر يُجاهد المحن وصمود يصنع الأمل
- المرأة النجفية بين التراث والحداثة
- دور المرأة القيادي في المجتمعات المعاصرة
- تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على تربية الأبناء
- العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع
- حواء العراق في عيدها السنوي
- كوبرا المخدرات .. تزحف رويدا- والعوائل تدق ناقوس الخطر
- التربية الإعلامية ضرورة ملحة لتقويم الطالب العراقي
- هل يرى العراقيين النور في نهاية النفق ..؟؟


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رقية الخاقاني - التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.