مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 20:13
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الصين عودة قوة عالمية، كتاب يقع على متن 581 من الصفحات والكتاب من تاليف كونراد زايتس والمترجم: سامي شمعون والصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنة 2003.
كتاب ضخم يتناول سيرة ومسيرة الصعود الصيني العظيم، ويتناول الكتاب سيرة الصين منذ عهد الامبراطوريات وحتى عصر النهوض الحالي والذي تبوأت فيه الصين مكانها كقوة عظمى.
الكتاب يتناول ابرز معالم كل عهد من العهود التي حكمت الصين، ولا يغفل عن ذكر ابرز السلبيات ايضا، لكن كل ذلك في سياق انتاج الصين الحديثة او ما وصلت اليه الصين الان.
هذا الكتاب الضخم كتب بلغة سلسة ومركزة ومليئة بالارقام والبيانات والاحصائيات التي تسعف القاريء والباحث المختص على استباط واشتقاق الدروس المرجوة من تلك التجارب.
هذا الكتاب وضمن اقسامه الخمس وفصوله الاثنان واربعون يطرح عدة اسئلة ومحاور رافقت ولاتزال ترافق صعود الصين كقوة عالمية صاعدة وهذا ما ييتشفه القاريء من هذه الاسئلة والمحاور :
كيف تمسك الصين بزمام القوة لتصبح قوة العالمية؟ القوة العسكرية والسياسة للصين والقوة الاقتصادية العالمية . القوة العاملة في الارياف والخبرات المتراكمة والاصلاحات الاقتصادية والحزبية الجذرية ومراعاة حاجات السوق المحلية والعالمية . القدرة التنافسية والتطور العلمي والبحثي والصناعي. مفهوم القوة في العلاقات الدولية. برامج الاصلاح الحكومي والسياسات المعتمدة. الصراعات الداخلية في الحزب وتوليد وتصعيد القيادات الشابة وتمكينها من تولي المسؤولية ضمن برامج وخطط معدة مسبقا. التخطيط المركزي للدولة والعلاقة الشائكة مع برامج السوق المفتوح والاشكال الناجم عن الخروج عن مباديء الحزب والمعتقدات والمباديء الاشتراكية، علاوة على الصراع المحتدم مع المحافظين والقوى التقليدي النافذة في الحزب مع اطلالة واسعة في صفحات الكتاب على هذه الصراعات واثرها على السياسات المعتمدة وعلى الشعب والاقتصاد الصيني. السلطة الحاكمة والمتنفذة في الحزب والدولة مع متابعة التطورات في الفكر السياسي الصيني، اضافة لاطلالة على موازين القوة في العالم وتاثر وتأثير الصين بها .
عندما يتحدث المرء عن "عودة الصين" فإنه لا ينطلق من كون هذا البلد يضم خُمس سكان المعمورة، وكيف كان يعتبر في الماضي أقوى قوة اقتصادية في العالم، بل لأن الصين كانت تشتهر بتقنياتها المتطورة وبرقي تنظيماتها الإدارية. وفي القرن التاسع عشر انغمر هذا البلد الغني المتطور فجأة من بحر من الفقر المدقع وقام الغرب وروسيا واليابان باستباحة أراضيه ونهب خيراته. لقد كان القرن التاسع عشر قرن إذلال للصين لا زالت تداعياته وويلاته حية في نفوس جميع الصينيين حتى يومنا هذا.
وفي القرن العشرين شهدت الصين فظائع حكم ماو، بيد أن الصين بدأت تتعافى تدريجياً منذ إصلاحات دنج هسياوبينج في عام 1978 وأخذ اقتصادها يسجل أعلى نسب نمو في العالم. ويبلغ حجم اقتصادها حالياً ضعف حجم اقتصاد روسيا والهند سوية، ويتفوق على الاقتصاد الياباني من ناحية القوة الشرائية.
واذا استمرت الصين بهذه القوة وهذا التطور من المتوقع أن تشهد أسواق العالم خلال العقود القليلة القادمة ظهور قوة اقتصادية جبارة تتفوق على جميع الدول الآسيوية مجتمعة. ومن جهة أخرى، فإن قوة الصين ستجعلها من جديد قبلة أنظار الصينيين الموجودين في الخارج وجاذبة لكفاءاتهم، لكن في نفس الوقت من المرجح ان يشهد الصعود الصيني مجابهة مع القوى المهيمنة في العالم وعلى راسها امريكا وهذا ما يلمسه المتابع للاحداث جليا في الفترة الحالية.
هذا الكتاب يتكون من خمسة اقسام واثنان واربعون فصلا، وبحيث يتناول القسم الاول:
القسم الاول يتحدث عن الحضارة المتكاملة في الصين حتى نهاية القرن الثامن عشر : ويتضمن ستة فصول بحيث يتحدث الفصل الاول عن الابحار من ليوجيا. الفصل الثاني اقوى حضارات العالم واكثرها رقيا.
الفصل الثالث اخلاقيات قائمة على الفكر .
الفصل الرابع الحكم من خلال قوة اشعاع الفضيلة. الفصل الخامس نظام العالم المتمحور حول الصين الفصل السادس الصين في مخيلة الاوروبيين.
اما القسم الثاني من الكتاب فيتحدث عن عنوان رئيسي انهيار الصين القديمة ويتكون من ستة فصول ايضا بحيث جاء الفصل السابع تحت عنوان انتهاء دور السلالات. الفصل الثامن يتحدث عن ناي لوان الفصل التاسع يتحدث عن نهاية الامبراطورية الكونفوشيوسية. الفصل العاشر يتحدث عن الجمهورية التي لم تكن كذلك من عام 1912 الى عام 1937 . الفصل الحادي عشر يتحدث عن الحرب ضد اليابان والحرب الاهلية من عام 1937 الى عام 1949. الفصل الثاني عشر يتحدث عن الاحتضار الطويل لثقافة عظيمة من عام 1861 الى عام 1949.
اما القسم الثالث فيتحدث عن فتره الغليان وتصفية الحسابات، وجاء تحت عنوان الصين تحت حكم ماو تسي تونج من عام 1949 وحتى عام 1976، وضمن سبعه فصول يتحدث الكتاب ويتناول الموضوعات التالية:
في الفصل الثالث عشر يتحدث عن الثورة البرجوازية المستدركة من عام 1949 الى عام 1952. وفي الفصل الرابع عشر يتحدث عن الثورة الاشتراكية من عام 1953 وحتى عام 1957. الفصل الخامس عشر ويتحدث عن الطفرة الكبرى وتمتد من عام 1958 وحتى عام 1960 بداية الثورة الماوية. الفصل السادس عشر ويتحدث عن فترة استراحة قصيرة من عام 1961 الى عام 1965. الفصل السابع عشر ويتحدث عن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى من عام 1966 وحتى عام 1969. الفصل الثامن عشر ويتحدث عن نهاية عهد ماو ويمتد من عام 1970 الى عام 1976. الفصل التاسع عشر ويتحدث عن ارث ماو.
اما في القسم الرابع من الكتاب والذي جاء تحت عنوان ولادة الصين الحديثة: الصين بقياده دينج هسياو بنج ويمتد من عام 1978 الى عام 1997، وجاءت فصوله تحت العناوين التالية:
الفصل 20 جاء تحت عنوان القائد الفذ. الفصل الحادي والعشرون الفلاحون يحررون انفسهم ويمتد من عام 1979 الى عام 1983. الفصل الثاني والعشرون ويتحدث عن الاصلاحات في المدن من عام 1984 وحتى عام 1988. الفصل الثالث والعشرون يتحدث عن الانفتاح على الخارج. الفصل الرابع والعشرون يتحدث عن بعث شانغهاي. الفصل الخامس والعشرون حركة الديمقراطية من عام 1978 وحتى عام 1981. الفصل 26 وجاء تحت عنوان الشعب ينتفض تيانانمين 15 نيسان الى اربعه حزيران 1989. الفصل 27 جاء تحت عنوان العصر الجليدي من خمس حزيران 1989 الى نهاية 1991. الفصل 28 من رحلة الجنوب التي قام بها دينج حتى وفاته كانون ثاني 1992 وحتى شباط 1997. الفصل 29 ارث دينج السياسي: الديكتاتورية نامية اسيوية. الفصل 30 ارث دينج الاقتصادي: الصين في طريقها لتصبح اكبر قوة اقتصادية في العالم.
القسم الخامس من الكتاب وجاء تحت عنوان السير على الحافة باتجاه المستقبل، حقبه جيانج زمن وتمتد من عام 1997 وحتى عام 2002، وجاءت اقسامه تحت العناوين التالية: الفصل 31 جيل القيادة الثالث يتسلم مقاليد السلطة. الفصل الثاني والثلاثون نهاية نموذج دينج للتنمية. الفصل الثالث والثلاثون الانكماش الاقتصادي وازمة اسيا من عام 1997 وحتى عام 1999. الفصل 34 تفجر ازمة الصناعة التابعة للدولة من عام 1995 وحتى عام 1999. الفصل 35 التقدم نحو المرحلة الثانية للاصلاح ايلول 1997. الفصل السادس والثلاثون يتحدث عن اقتصاد السوق حتى عام 2010. الفصل 37 وجاء تحت عنوان النجاحات والاخفاقات من عام 1988 وحتى عام 2001. الفصل 38 يتحدث عن حزب تقدمي لفترة ما بعد الشيوعية .الفصل 39 يتحدث عن: داشو نجوا: الصين، هونغ كونغ، تايوان. الفصل 40 هل تستطيع الصين تحقيق الهدف المنشود. الفصل الحادي والاربعون جاء تحت عنوان الصين في عام 2020 اكبر اقتصاد وطني في العالم. الفصل الثاني والاربعون وجاء تحت عنوان الصين في عام 2020 شريك ام مهيمن.
وصفحة 565 حملت الهوامش وصفحة 579 حملت قائمة بالاشكال البيانية والخرائط والجداول الموجودة في الكتاب وصفحه 581 مصادر الصور.
كتاب غني وقيم ويشكل مدخلا مهما للدارسين والمهتمين بالصين على حد السواء.
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟