أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( أحمد الشرع ودستوره / عبقرى / نُكرا )















المزيد.....


عن ( أحمد الشرع ودستوره / عبقرى / نُكرا )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 18:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال من الاستاذ راغب الهيثم :
كثرت الأقاويل فى الدستور الجديد لسوريا والذى وافق عليه الرئيس أحمد الشرع الجولانى . ما رأيك فى هذا الدستور ؟
الإجابة
نأسف على التأخر فى الرد . واقول :
1 ـ هو ليس دستورا ، بل إعلان دستورى ، يمهد لدستور دائم . وهذا معتاد فى الثورات وقيام نظام حكم جديد بعد إسقاط حكم سابق . والمعتاد أيضا أن يعبّر هذا الاعلان الدستورى عن الحكم الجديد ورئيسه وتوجهاته السياسية والدينية . ومن المعتاد أيضا أن يحتوى الاعلان الدستورى والدستور الذى يأتى بعده على مواد يهلل لها السُّذج ، ثم عندما بترسيخ سلطان المستبد يتخطاها ويستبعدها ويمسح بها مؤخرته .
2 ـ رأيي فى احمد الشرع إنه إرهابى عريق ، ولكن يختلف عن الارهابيين الصُّرحاء . يمكن ان تقول إنه إرهابى ( مرد على النفاق ) . تربى فى القاعدة وانتقل منها الى داعش ثم ظهر فى سوريا بجبهة النصرة . ثم استولى على معظم سوريا وتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) ، وتم تقديمه إعلاميا فأبهر السُّذج بحلاوة منطقه وهدوئه وقدرته الهائلة على التمثيل . والذين أتاحوا له الوصول الى أن يكون رئيسا لسوريا هم الذين لا يثقون فيه ، فلا هم يرفعون العقوبات عن سوريا ،وإسرائيل تقوم بإحراجه بتصريحاتها وبعدوانها ، هذا مع إنه يخطب ودّهم . يكفى حديثه مؤخرا فى صحيفة يديعوت أحرونات الاسرائيلية . الذى أتوقعه أن أحمد الشرع ونظامة هو مرحلة لتقسيم سوريا ، ثم العراق ، ومن يدرى ، ربما إيران بعدها ،وليس ذلك ببعيد .
3 ـ القنبلة الكبرى فى الاعلان الدستورى والتى تفضح أحمد الشرع هى المادة التى تقول : ( الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيس للتشريع ) . لوقال ( الشريعة الاسلامية ) فهو أهون من قوله ( الفقه الاسلامى ). ( الشريعة الاسلامية ) مجال واسع ذو شرائع مختلفة ومتضاربة بين سُنّة وشيعة وتصوف . وصلتها ونسبتها الى الاسلام أكبر تشويه للاسلام ، فهى أديان أرضية شيطانية ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . الأبشع قوله : ( الفقه الاسلامى ). نسبه هذا الفقه الى الاسلام أفظع كفر بالرحمن جل وعلا . والواضح طبعا أنه يقصد كتب الفقه السنية . وهى بالمئات ، ما بين المذاهب المختلفة من مالكية وشافعية وأحناف وحنبلية . وفى كل مذهب إختلافات ، بل فى الصفحة الواحدة من كل كتاب فقهى يتكرر قولهم ( إختلف فيها العلماء ) فهم جميعا أجمعوا على الإختلاف فى كل شىء ، فكيف يكون هذا الفقه السنى مصدرا للتشريع تُصاغ منه القوانين ؟ من الطبيعى أن الإنتقاء هو الحل . أى أن ينتقى من الفقه السنى كتب الفقه الحنبلى بالذات . فأى كتب الفقه الحنبلى توافق من تخرج فى القاعدة وتنقل منها الى داعش ؟ سيكون بالتأكيد فتاوى إبن تيمية ، الذى جعل القتل عقوبة التعزير ( وهو أخف العقوبات فى المذاهب السنية ) . إبن تيمية كان يفتى بقتل الجميع ممّن يصلى ومن لايصلى . وستكون أمام الرئيس الشرع فتوى قتل الزنديق ، وهو العالم السنى المؤمن بالأحاديث ولكن له وجهة نظر فى هذا الحديث أو ذاك، ولأنهم لا يستطيعون مواجهته بالحجة فقد أفتى إبن تيمية بقتله حال العثور عليه ،وقتله ولو تاب ،وكرّر هذا مفتى الاخوان الشيخ سيد سابق فى موسوعته ( فقه السنة ) والشيخ أبو بكر الجزائرى فى كتابه ( منهاج المسلم ) ، وهما من ( معتدلى الدين الوهابى ) الذى أنتج الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش . ثم هناك الفتوى ذائعة الصيت فى أروقة الفقهاء الحنابلة ، ومنذ العصر المملوكى ، والتى تجعل من حق الإمام ( أى الحاكم السُنّى ) أن يقتل ثلث الرعية لاصلاح الثلثين .
2 ـ هذه المادة عن مصدرية ( الفقه الاسلامى ) تنسف كل العبارات المنافقة الى جاءت فى هذا الاعلان الدستوى ، ومنها ( وحرية الاعتقاد مصونة والدولة تحترم جميع الأديان السماوية.)
3 ـ ثم :وضعت مواد الدستور كل السلطات الفعلية بيد ( أحمد الشرع ) بلا مساءلة . أى جعلوه إلاها لا يُسأل عما يفعل . وأشاعت كذبة كبرى أن ( دين رئيس الجمهورية الإسلام.) ودينه الحقيقى هو دين داعش ، ومنشور لنا بالعربية والانجليزية كتاب ( دين داعش الملعون ).
أخيرا :
نستعيد ما قلناه سابقا :
1 ـ أن وجود الشرع ونظامة مجرد مرحلة مؤقتة ، وسيظل الصراع الداخلى الدموى محتدما ، الى أن يصل بسوريا الى التقسيم ، وانتهاء مرحلة سايكس بيكو التى تسبّبت فى أقامة دول سوريا ولبنان والعراق والآردن ، وأن تتكون على أشلائها دويلات مؤقتة أخرى .
2 ـ مهما بلغت روعة العبارات فى أى دستور مؤقت أو دائم فإن العبرة فى التنفيذ . الدساتير المصرية تؤكّد وتُجرّم التعذيب ، وأنه جريمة لا تسقط بالتقادم . ومع هذا فالتعذيب أساس المُلك فى مصر منذ تولاها العسكر . وحاليا ، فبدون التعذيب يسقط الفرعون المصرى القزم فى بضعة أيام .

السؤال الثانى من الاستاذ عوف فهمى :
ما معنى ( عبقرى ) فى آية ( مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) الرحمن )؟
إجابة السؤال الثانى :
العبقرى من الناس هو المتفوّق جدا على غيره . وفى الآية الكريمة وصف لنعيم فى الجنة لا يدانيه شىء.
السؤال الثالث : من د . سناء الشاهد :
ما معنى ( نُكرا ) فى قول موسى للعبد الصالح : ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)الكهف ) ؟ وهل هذا مبررلقتل غلام برىء بتهمة أنه عند الكبر سيفعل معصية كبرى ؟ هل مثلا كان يجب قتل هتلر فى طفولته لتجنب الحرب العالمية ؟
إجابة السؤال الثالث :
أولا : عن : ( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)الكهف )
1 ـ التشريع الاسلامى لا يؤخذ من القصص القرآنى عن السابقين .
2 ـ العبد الصالح الذى إلتقاه موسى بأمر إلاهى كان نبيا يوحى اليه . قال عنه جل وعلا : ( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (65) الكهف ). ومن علمه هذا قال فى تعليل قتل الغلام : ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) الكهف ). وفى النهاية فقد كان ينفّذ أوامر الله جل وعلا . وقد قال لموسى : ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) الكهف )
3 ـ ( لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) أى شىء يستحق الانكار الشديد .
ثانيا : كلمة ( نكرا ) جاءت أيضا فى قوله جل وعلا :
1 ـ فى قصة ذى القرنين : ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87)الكهف ) .هنا وصف عذاب الآخرة بالشديد الذى لا مثيل له
2 ـ ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا (8)الطلاق ) نفس الوصف للعذاب ( الاهلاك ) الذى حدث للأمم السابقة .

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الحسن والأحسن
- السؤال عن ابراهيم عليه السلام
- الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : القاعدة والاستثناء
- عن ( التوبة الآن / زوجة لا تصلح للزواج / الانسان العجول )
- الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الخاص والعام
- عن ( السعادة الزوجية / البلد الطيب والبلد الخبيث )
- الفصل السادس : حدود الاجتهاد فى الشريعة الاسلامية ( الميراث ...
- عن ( وقار وقور / جحد )
- الفصل الخامس : المعروف والشريعة الاسلامية
- عن ( جُناح وجناح وأجنحة )
- الفصل الرابع : الشورى
- عن ( عبادتهم الملائكة / خُلُق الأولين وما وجدوا عليه آباءهم ...
- عن ( دُبُر وأدبار )
- الفصل الثالث : مجال الاجتهاد
- عن ( خُلُق الأولين / نُكُرا / القلة والكثرة / البكرة والعشية ...
- عن ( فدية الافطار فى رمضان / نبوة يوسف / زلفى / يحبرون )
- القاموس القرآنى عن ( الاستعجال )
- عن ( العمل الصالح / ليست زانية / ختار / عندك حق / الشكر أوال ...
- الفصل الثانى : الاجتهاد فى التدبر القرآنى وفى الاسلام والكفر ...
- عن ( اليوم الاول وايام اليوم الآخر / غمام الدنيا وغمام الآخر ...


المزيد.....




- طريقة الوصول الى محطة قطار الحرمين في مكة من المسجد الحرام و ...
- من يدير الأقصى الآن؟ المسلمون أم الكهنة اليهود؟
- صور.. 100 ألف مصل يؤدون صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى ...
- أفضل الأعمال الصالحة في أواخر شهر رمضان المبارك.. ليلة القدر ...
- وعكة صحية مفاجئة تصيب شيخ الأزهر
- 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- دار الإفتاء تحدد قيمة زكاة الفطر 2025.. 3 حالات لا تجزئ فيها ...
- مقتل مؤسس أول تنظيم للحركة الإسلامية داخل السجون الإسرائيلية ...
- المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهمي ...
- دار الإفتاء تكشف للمسلمين ما هو أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 2 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( أحمد الشرع ودستوره / عبقرى / نُكرا )