أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - رياض سعد - استحالة العيش مع التكفيريين والطائفيين















المزيد.....


استحالة العيش مع التكفيريين والطائفيين


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:55
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


لقد أثبتت التجارب التاريخية والأحداث السياسية والجرائم الطائفية والمجازر التكفيرية التي شهدها العراق خلال القرن الماضي والحالي، وما حدث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أن التعايش مع الجماعات والحركات والتيارات التكفيرية والطائفية، سواء على مستوى القيادات أو القواعد الشعبية، أمر مستحيل وغير ممكن.
فالتناقض بين هذه الجماعات وسكان سوريا الأصليين والأغلبية والامة العراقية بلغ حدًا يهدد النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية التاريخية، وأصبح أشبه بالتنافر بين الصهاينة والفلسطينيين، إن لم يكن أشد وأقسى.
فلم يكتفِ الساسة الطائفيون في العراق بإقصاء وتهميش الأغلبية العراقية طوال 83 عامًا من الحكم الهجين، بل حرموهم من أبسط حقوق المواطنة، ثم انغمسوا في تعذيب أبناء الأغلبية، حيث زجوا بهم في غياهب السجون والمعتقلات، وتعرضوا لأبشع صنوف العذاب في غرف التحقيق، ثم سيقوا إلى مقاصل الإعدام فرادى وجماعات... ؛ وبعد ذلك، صودرت أموالهم وممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، وأُجبروا على المشاركة في حروب خاسرة ومعارك نيابية ووكالة حارقة... ؛ كما تم قمع ثوراتهم وتظاهراتهم وانتفاضاتهم بعنف، ودفنوا أحياء في مقابر جماعية، وأكلت كلاب الشوارع وضباع الصحاري جثثهم، وأُحرقت أجسادهم بالنار و(التيزاب ) ، وأُلقي بهم من مرتفعات شاهقة... إلخ.
ثم استكمل الإرهابيون والتكفيريون مسيرتهم الإجرامية بعد سقوط صنم الطائفية عام 2003، حيث شنوا هجمات غادرة وحملات شعواء، وأعلنوا حربًا لا هوادة فيها ضد أبناء الأغلبية والأمة العراقية... ؛ و فتحوا أبواب العراق وحدوده أمام جحافل الإرهاب وشذاذ الآفاق من المجرمين والقتلة والجلادين ... ؛ فذبحوا الأطفال وفجّروا الشباب وأحرقوا الرجال وعذّبوا الشيوخ وسبوا الصبايا واغتصبوا النساء ودمّروا البلاد وأهلكوا العباد.
وشكّلوا أبشع تنظيم هجين عرفته المنطقة، وهو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)... ؛ ثم انتقلت عدوى داعش والإرهاب من العراق إلى سوريا عام 2011، حيث تم استنساخ التجارب البشعة والجرائم المروعة هناك، وذاقت الأقليات السورية من كأس الإرهاب السني والإجرام التكفيري أيضًا.
وتجلّى هذا الإرهاب بأوضح صوره في أحداث ومجازر الساحل السوري تحت حكم "الجولاني" وعصاباته الإرهابية السنية الإخوانية والسلفية والوهابية التكفيرية الإجرامية... ؛ ولا عجب في ذلك، فالكثير من أتباع المذهب السني يؤمنون برؤية وعقيدة دينية متشددة تجاه الشيعة وسائر الأقليات في العالم العربي والإسلامي؛ حيث يعتقد هؤلاء بكفر الشيعة وبقية الطوائف والمذاهب والجماعات والأديان، وبالتالي يجوز لهم قتلهم وذبحهم وسبي نسائهم وتملك أطفالهم ونهب أموالهم وهدم دورهم وإحراق قراهم... إلخ. وهذه عقيدة راسخة لا يستطيعون التخلي عنها إلا إذا خرجوا من هذه المصفوفة الطائفية والتكفيرية وانسلخوا عنها تمامًا.
هذه المصفوفة الدينية المتصلبة والمنتشرة بين أبناء الطائفة السنية أدت إلى شعور أبناء الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى، فضلًا عن أتباع الديانات الأخرى، بالخوف والقلق من هذه "الوحوش البشرية" التي لا تتردد في الفتك والبطش والقتل بمجرد توفر الظروف المناسبة لها للخروج من جحورها وأوكارها، لتنقض على أتباع المذاهب والأديان الأخرى. وأصبح المواطن ( غير السني) يعيش بين مطرقة الأنظمة السياسية العربية الطائفية الغاشمة وسندان القواعد الجماهيرية والبيئات الشعبية التكفيرية المتعطشة لسفك الدماء.
والا كيف يمكن تفسير محاربة الشيعة العرب في دول المغرب العربي وتضييق الخناق عليهم؟ أو كيف نفسر هجوم المتطرفين المصريين على رجل الدين الشيعي المصري حسن شحاتة، وقتله مع أبنائه، وسحل جثته في الشوارع والتمثيل بها، وذلك في ظل حكومة مرسي الإخوانية؟
وكيف نفسر خروج التظاهرات أمام السفارة الإيرانية والعراقية لشتم الشيعة وتهديدهم، بينما كان الشيعة من أتباع الحركات الإسلامية يؤيدون حكومة مرسي باعتبارها حكومة إسلامية؟!
ووضع الشيعة العرب في السعودية ودول الخليج لا يقل سوءًا عن ذلك، حيث تُرفض شهادة الشيعي ويُحرم من الوظائف الحساسة، ويُعامل كمواطن من الدرجة الثانية... ؛ وتُقطع رؤوسهم بالسيوف لأدنى مخالفة بسيطة أو ممارسة سياسية... ؛ والكارثة الأكبر هي أن البحرين، ذات الأغلبية الشيعية، يحكمها غرباء وأجانب يتولون قمع وتعذيب شيعة البحرين. وأصبح إعدام المراهقين والشباب الصغار أمرًا اعتياديًا في السعودية والبحرين، حتى وصل الأمر ببعض التكفيريين إلى مهاجمة طفل شيعي في المدينة المنورة وذبحه أمام أمه دون ذنب أو جرم...!!
أما حال الشيعة في أفغانستان، فلا يسر عدوًا ولا صديقًا... ؛ فهم يعيشون في بؤس يفوق ما عاناه اليهود في ظل الحكم النازي، حيث يُذبح رجالهم وتُسبى نساؤهم، ويُعتدى جنسيا على أطفالهم بحجة "ملك اليمين"... ؛ وتُهدم منازلهم، وتُفجر مزاراتهم الدينية وتجمعاتهم البشرية، ويُهجرون من ديارهم. وها هم يملؤون إيران، حيث بلغ عددهم الملايين، بينما تتحرك العناصر التكفيرية والإرهابية الأجنبية بحرية في أراضيهم، كما هو الحال في سوريا اليوم.
هذه الصورة القاتمة تُظهر مدى المعاناة التي يعيشها الشيعة في العديد من الدول، حيث يتعرضون للاضطهاد والقتل والتشريد، بينما تتحرك القوى التكفيرية بحرية وتُمارس جرائمها دون رادع. فهل هذا هو العدل؟
أم أن هذه هي النتيجة الحتمية لسياسات التمييز والكراهية التي تُمارس ضدهم؟!
لقد وصلت الكراهية إلى أوجها في الأوساط السياسية العلمانية والنخب الثقافية والإعلامية السنية، حيث أصبح الملحد السني أكثر طائفية من الوهابي نفسه... ؛ كما أصبح السني العلماني متشدداً تجاه الشيعة أكثر من عناصر القاعدة.
ويؤكد هذا الواقع الطائفي المرير : الفنان السوري مازن الناطور الذي اقترح نقل مقام السيدة زينب من سوريا إلى إيران، وهو اقتراح يظهر مدى الانحراف والشذوذ الذي وصل إليه البعض من المحسوبين على الاعلاميين والمثقفين والفنانين ؛ والشيء بالشيء يذكر ؛ يشهد الله أني سمعت مثل هذا الاقتراح العجيب من أحد بقايا العثمانية أيام حكم الفئة الهجينة من اهالي سامراء، حيث قال : "خذوا ائمتكم من سامراء وخلصونه، خلولهم تايرات (اطارات) واسحبوهم"... ؛ فلن تجد لانحراف وشذوذ التكفيريين والطائفيين تبديلاً ولا تغييراً.
من المهم أن نلاحظ أن هذه النظرة الدينية ليست شائعة بين جميع المسلمين، وأن هناك العديد من المذاهب الإسلامية التي تؤمن بنظرة أكثر إيجابية تجاه الاخرين ؛ فها هم الشيعة وطوال تاريخهم السياسي وفي بلدانهم التاريخية التي يمثلون فيها اغلبية مطلقة ك ايران والعراق والبحرين ؛ لم نسمع او نرى شيعيا قام بذبح جاره او اغتصاب زوجته او سبي اطفاله او تهجيره ؛ ولعل هذا التسامح والتساهل هو الذي دفع الكثير من الاجانب والغرباء من المنتمين للطائفة السنية والذين يعملون لدى الحكومات العثمانية والسنية الاخرى ان يقطنوا في المناطق الشيعية بأمن وامان , ومن ثم يحسبوا من ابناء تلك المناطق التي لا يربطهم بها اية رابطة ثقافية او وشيجة عرقية ؟!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة ...
- تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب ...
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)
- ويستمر التحريض الطائفي في سوريا : وين الزلم يا حسين !!
- ابو عبيدة يكسر جدار التعتيم : ابادة العلويين ليست هدفا لثورت ...
- عدالة حكومة الجولاني المزيفة
- هم عراقيون ولكن بالمواطنة لا بالأصالة
- الجمهورية السورية التركية – كيانٌ مُتعدد الجنسيات مُتنافرٌ ا ...
- تهافت خطاب الجولاني وتفاهته
- الحشد الشعبي العراقي بين الاجندات والمؤامرات الخارجية وبين ا ...
- التغلغل السوري في العراق ومخاطره على الامن الوطني والسلم الا ...
- ضرورة منع العراقيين من السفر الى سوريا في ظل الاوضاع الراهنة
- ايها الراحل لا ترحل !!
- انت مو انت , انت ؟!
- لواعج الغائب , نيران في القلب تأبى الانطفاء
- تزوير الدينار العراقي أداة لاستنزاف العملة الصعبة و تدمير ال ...
- التغيير ضرورة من ضرورات الحياة
- رفقا بنا ايها الدرب
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (3)
- لا تراهنوا على الحصان الخاسر


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - رياض سعد - استحالة العيش مع التكفيريين والطائفيين