أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - أزمة الكنيسة القبطية الكاثوليكية















المزيد.....


أزمة الكنيسة القبطية الكاثوليكية


ألفى كامل شند

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ القرن الخامس عشر كان هناك عدة محاولات من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التقرب للكنائس الشرقية: القبطية والسريانية والارمنية للشركة في الايمان والانطواء تحت السلطة البابوية الرومانية ، ولم تنجح هذه المحاولات. ولكن في القرن 18 غيرت الكنيسة الروماتية من سياستها،حيث لجئت إلى إرسال بعثات تبشيرية إلى تلك الكنائس في سوريا والعراق ومصر لاعتناق الكاثوليكية . فقدم الى مصر الرهبان الفرنسيسكان بعد زيارة خاطفة للقديس فرتسيس الاسيزي للحوار مع ااسلطان الكامل الايوبي سنة 1219م . وتوافد الى مصر اثناء حكم أسرة محمد على باشا الرهبان اللعازرين والليسوعيين، وارساليات راهبات مثل الفرنسيسكان والمحبة والراعي الصالح لخدمة أبناء القنصليّات الأوروبيّة التجاريّة حسب معاهدة فرساي التى وقعت بين فرنسا والعثمانيين الاتراك سنة 1871 وقدوم الاجانب بصفة منتظمة مستمرة في القرن الثامن عشر بعد أنشاء ممرّ قناة السويس ، وازدهعار التجارة ، وبدء خطوات محمد على تأسيس مصر الحديثة . ويذكر الدكتور نبيل عبد الحميد، في كتابه "الأجانب وأثرهم في المجتمع المصري من سنة 1882 إلى سنة 1992"، أن محمد على لباشا رحّب بقدوم الأجانب للاستفادة من خبراتهم في بناء دولته الحديثة،.وإدخال التعليم الحديث محل التعليم الديني السائد، وخاصة تعليم البتات. ولعب الارساليات الكاثوليكة دورا محوريا في الميادين الخيرية والتنموية و الثقافية والصحة والفنون. اما النشاط الاساسى دعوة الاقباط الى شركة ايمانية مع لكنيسة الرومانية وسلطة بابا روما. بعد قطيعة دامت 13 قرنا في مجمع خلقيدونية عام 541 ميلادية، بسبب خلاف في الظاهر حول طبيعة المسيح كإلاله وإنسان في آنٍ واحد .وفي الحقيقة رفض الاقباط الانصياع لسلطة بابا روما .و ولاجل اتأسيس كنيسة قبطية كاثوليكية تكون بمثابة قناة اتصال بين الكنيستين و"كوبري" بين الغرب والشرق. وبالفعل نجح الاباء الفرنسيسكان - خاصة في الصعيد أكثر البيئات الفقيرة اقتصاديا - من جذب عدد قليل من العاءلات القبطية ارتات مصلحتها في اعتناق الكثلكة .وبعض الفئات الفقيرة التى حظيت برعايتهم الاجتماعية، لا عن تمييز عقائدي.
وفي عام 1829 م سمحت دولة الخلافة لجماعة الاقباط الكاثوليك ببناء كنائسهم لاداء صلواتهم حسب اليتروجيا والتقليد اللاتيني .وكان يقدر عددهم وقتئذ حسب المؤرخين يترواح بين خمسة أو ستة ألاف (800 منهم في القاهرة والباقين في مصر الوسطى) . . وعدد الاكليروس 21 كاهن تلقوا تعليمهم اللاهوتي في لبنان وروما ، 6 منهم فى القاهرة لخدمة 12كنيسة فى كل البلاد . ونصّب لهم الكرسى الرسولى الروماني الاسقف أغابيوس بيشاي . هذا الاسقف أوقف وأرسل الى روما من أجل محاكمة طويلة . وبعد موته سنة1886 حّل محله ثلاثة مبعوثين أو زائرين رسوليين.
. ووفى 21 نوفمبر 1895 م وافقت دولة الخلافة العثمانية على طلب الكرسى الرسولى الروماني بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك، وفي ذات العام قسمت الطائفة إلى ثلاث أبرشيات (ابرشية البطريركية الفاهرة وابرشية المنيا وابرشية طيبة الاقصر). وفي عام 1899 م أًقيم الأنبا كيرلس مقار بطريركا للإسكندرية على الأقباط الكاثوليك ، ومقره القاهرة . ولكن لم يظل على الكرسى 9سنوات وعزل من من منصبه بعد محاكمته في روما . وهو أمر تكرر في غضون فترة زمنية قصيرة مرتين . وذلك بسبب تجاوزهم السلطة الممنوحة لهم من روما . وظل كرسى البطريركية شاغرا مدة أربعين عاما ! حتى تم تنصيب البطريرك مرقس خزام عام 1947م، وتوالىعلى الكرسى من بعده 4 بطاركة.
ولخدمة الكنائس الشرقيىة الجديدة في مصر وبلدان الشرق الاوسط ، خصصت السلطة البابوية منذ سنة 1862 دائرة حبريّة خاصّة تسمى"مجمع الكنائس الشرقية". تُعنى بشؤون البطريركات الكاثوليكية الشرقية، فتهتمّ بأحوالهم وقضاياهم. ويعد مجمع الكنائس الشرقية بمثابة السّلطة العليا أو المرجعيّة العليا لكلّ الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، وهو يمارس سلطته على الأشخاص والأشياء؛ إذ له بحكم القانون الكنسيّ القرار النافذ على البطريركيّات والأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرّهبان والرّاهبات والعلمانيّين .
حالت العدواة القديمة بين الكنيستين الرومانية والقبطية ، وعوامل أخرى في حدوث التقارب المنشود . وبحلول الفرن الحادى والعشرين الميلادي تراجع دور ومنحنى نمو الاقباط الكاثوليك . للاسباب الاتية : تغيير نظرة الكنيسة الكاثوليكية بعد المجمع القاتيكاني الثاني (1962 – 1965) تجاه ألاديان الاخرى و الكنائس غير الكاثوليكية من الاعتقاد ان لاخلاص خارج الكنيسة الى تضمن الدستور العقائدي في الكنيسة "نور الأمم" ي في الفقرة الثامنة على أنّ ملء الكنيسة موجود في الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة إلاّ أنّ هذه الكنيسة بالذات تقرُّ بأنّ “عناصر عديدة القداسة والحقّ توجد خارج هيكلها.أي ان ا لكنيسة لديها بوجه كامل وسائط الخلاص، وذلك لا يمنع أنّ بعض عناصر الحقيقة والخلاص هي موجودة خارج حدود الكنيسة. . ودخلت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية منذ السبعيتينات من القرن الماضى في حوار لاهوتي مباشر مع الكنيسة القبطية الكاثوليكية .
من ناحية أخرى، توقف تدفق الارساليات الغربية الكاثوليكية ، بعد الووصول للسلطة في مصر حكومة اشتركية سنة 1952 معادىة لللغرب ، وتناقص الوجود الاجنبى من اللاتين والكلدان والروم الملكيين والموارنة . وتراجع الدين ونفوذ الكنيسة في الغرب ، وتناقص عدد الكهنة إلى درجة أنه لم يعد من الممكن أن يكون لكل رعية كاهن خاص . وانعكس ذلك على البعثات الكاثوليكية. فعلى سبيل المثال كان عدد رهبان أخوة المدارس المسيحية (الفررات) في مصر في الاربعينينات من القرن الماضى300 مُرسل ، الان عددهم لايتجتوز عدد أصابع الايدي في مصر .ويكاد ينحصر نشاط الارساليات الكاثوليكية الموجودة على خدمة المجتمع في حقل التعليم وتعزيز التعايش الدينى وحضور الكنيسة الجامعة في العالم . وفي ظل تلك المستجدات ، تعانى الكنيسة القبطية الكاثوليكية كاقلية داخل أقلية مسيحية من تراجع دورها في المجتمع المصرى ومن أزمة الهوية مع أنهم جزء أصيل من تكوين المصريين، حتى بعد إقرار المجمع القاتيكاني الثاني في الوثيقة المجمعية "الكنائس الشرقية" : ان الاتحاد بين الكنائس الشرفية والكنيسة الرومانية لا يعني أبدا التّخلّي عن الفكر اللاهوتيّ المشرقيّ، والطّقس الليتورجيّ، والتّراث العريق، والتّقاليد القديمة، والثّقافة الخاصّة بتلك الكنائس، الا ان الكنيسة القبطية الكاثوليكية بسبب الرابطة العضوية الروحية والثقافية والسلطة البابوية الرومانية واعمال قانون الكنائس الشرقية وقرارات المجامع (الوزارات) في الفاتيكان تعاني من أزمة هوية ومن رياح التبعية لكنيسة غربية الايجابية والسلبية معا . وتبدو للبعض مستعمرة بابوية رومانية قريبة الشبه بالمستعمرات الاوربية التي صعدت للسطح في القرن الثامن والتاسع عشر الملادي.



#ألفى_كامل_شند (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية والحياة على الكواكب الاخرى
- -تقاليع-رومانية في الكنيسة
- الكنائس الكاثوليكية الشرقية ( الكنيسة القبطية الكاثوليكية)
- خصائص المدارس الكاثوليكية
- الكاثوايك على أرض مصر
- هل تغير موقف الكنيسة الكاثوليكية من المثلية الجنسية؟
- مصر أم الحضارات و ألاديان والخلود
- اللاهوت المسيحي والفلسفة
- الإرساليات الكاثوليكية ونهضة التعليم في مصر
- العثمانيون أيقظوا أوروبا وأصابوا الدول الإسلامية بالتخلف
- المعمودية بالماء من منظور تاريخي وديني
- رأى العلماء ورجال الدين عن فرضية وجود كائنات عاقلة في الفضاء
- قرأءة علمية للتطور من منظور مسيحي
- حقيقة الاساطير في الكتاب المقدس
- توماس مور القديس الكاثوليكي الشيوعي
- الاتحاد الأوربي والهوية المسيحية فى قكر المؤسس روبرت شومان
- اشكالية المرأة في الأديان الإبراهيمية
- لميلاد المسيح تاريخ عند الله
- العقائد الإيمانية في الأديان القديمة والكتابية ( القريان الم ...
- تجربة المسيح على الجبل وحياة الكنيسة


المزيد.....




- طريقة الوصول الى محطة قطار الحرمين في مكة من المسجد الحرام و ...
- من يدير الأقصى الآن؟ المسلمون أم الكهنة اليهود؟
- صور.. 100 ألف مصل يؤدون صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى ...
- أفضل الأعمال الصالحة في أواخر شهر رمضان المبارك.. ليلة القدر ...
- وعكة صحية مفاجئة تصيب شيخ الأزهر
- 100 ألف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- دار الإفتاء تحدد قيمة زكاة الفطر 2025.. 3 حالات لا تجزئ فيها ...
- مقتل مؤسس أول تنظيم للحركة الإسلامية داخل السجون الإسرائيلية ...
- المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهمي ...
- دار الإفتاء تكشف للمسلمين ما هو أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 2 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - أزمة الكنيسة القبطية الكاثوليكية