أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - رواية - حلم العم- للشاهق الشامخ دوتويفسكي أو قصة الأمير وما جرى له مع المرأة الأقوى في مورادسوف















المزيد.....


رواية - حلم العم- للشاهق الشامخ دوتويفسكي أو قصة الأمير وما جرى له مع المرأة الأقوى في مورادسوف


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يبدو مؤكدا للوهلة الأولى عدم اكتمال لذة النص والاستمتاع العميق بتفاصيله عند القراءة الأولى للمنجز الأدبي كان قصة أو رواية. ويرجع ذلك في تقديرنا إلى الإنشغال الانبهاري بأحداث القصة وبنائها الدرامي الجذاب. من هنا تتجدد لدينا الرغبة في القراءات المتكررة لنفس المنجز الأدبي مرة ثانية وثالثة. الأمر الذي يجعلنا نلتقط تفاصيل جديدة، ونكتشف معان خفية، ونستمتع بأسلوب الكاتب بعد التحامنا الدافئ بحبكته السردية، واقتفائنا مشواره الدرامي بجاذبية أكثر فأكثر. ذلك أن بعض الروايات والقصص التي يبدعها العظماء تحمل رموزا أو طبقات متعددة من المعاني، وقد لا ندرك عمقها إلا بعد إعادة القراءة أكثر من مرة، وهو ما حدث ويحدث معي على نحو عام ،و مع رواية "حلم العم" للكبير دوستويفسكي على نحو خاص وهذا من حسن الحظ تماما.
في القراءات المتكررة، يمكن أن نتحدث عن نوع من الارتباط العاطفي القوي والتأثر العميق بأجواء الرواية وبشخصياتها، بعض الكتاب -الأدب الروسي على نحو خاص - لديهم سحر خاص في الكتابة، يجعلنا نعيد قراءة أعمالهم ليس لمجرد الاستمتاع بطريقة السرد والوصف. بل بتعزيز لذة القراءة المتكررة كلما شعرنا برغبة عارمة في العودة إلى مجاريها وروافدها الخصيبة كل مرة، وكأنها عالم مألوف لدينا، ومتساكن معنا، يمنحنا على الدوام بداهة التماهي النفسي ،ويزرع فينا نسغ السكينة اللذيذة التي تفضي بنا إلى عالم الراحة المشتهاة. ولعل استعادة مشاعر معينة عند إعادة القراءة لاحقا، يشعرنا بنفس الأحاسيس كما يجعلنا نفهمها بطريقة جديدة ومذهلة تبعا لتجاربنا وأطوار حياتنا المتقلبة.
لا جدال في كون الأديب الروائي والمفكر وعالم الاجتماع فيودور دوستويفسكي واحد من أكبر رواد التحليل النفسي على مدى العصور. لنقل واحد من أعظم كتاب الرواية الواقعية والنفسية فوق الكرة الأرضية على حد الوقت ولعل ما يضفي المصداقية على قولنا هو ما يميز أسلوبه العميق في توصيف الشخصيات ، فهو لا يكتفي بإضفاء هالة متقدمة نفسيا واجتماعيا ،ودمغ المتعة واللذة على شخصيات رواياته ووسمها بأبعاد ومستويات نابضة بالحياة ضمن أدوار واقعية تنهل من صميم الواقع تؤدى من وريد الروح فحسب، بل يجعلها تنهض نابضة بالحياة متفاعلة مع تناقضاتها بصدر رحب كما لو كان ذلك قدرا رجيما . يحدث ذلك، على الرغم من كون حال الشخصية بالغ المرارة ،وعلى جانب كبير من التعقيد إلى درجة التفرد المؤلم الحزين. وقد لا يسمح المجال هنا بعرض جميع السمات التي تميز توصيفه للشخصيات حتى يجعلها نسخا طبق الأصل للواقع المعاش .لكننا سنقتصر على نماذج منتقاة بعناية، تجسد عمقها النفسي، واضطرابها الداخلي، وانسجامها أو معارضتها مع السياق الاجتماعي التاريخي لروسيا القرن الثامن عشر.
ذلك أن رسم الشخصيات عند دوستويفسكي، ليست مجرد كائنات سطحية تؤدي أدوارها في الحبكة الدرامية بتواتر ، بل هي أرواح آدمية مضطربة تعيش صراعات داخلية معقدة في تفاعل متزن في إيلامه، ومؤلم في توازناته. كثير من شخصياته تشكل بارادوكسا مدهشا ومريبا في آن واحد . وتبدو للقارئ علامات فارقة، تجمع بين الحقيقة والوهم، الخير والشر، النور والظلام، الإيمان والإلحاد، الغنى الفقر، الثقافة والأمية، في تناغم وجودي يمنح الحياة ديمومتها السرمدية الأمر الذي يجعلها قابلة للتعايش بمنظار أقرب إلى الواقع تماما. وهنا تحديدا تتجلى عبقرية دوتويفسكي حين يدخل في أعماق النفس للشخصية ويسبر عقلها، يكشف عن أفكارها السرية مخاوفها، هواجسها، وانفعالاتها قراراتها نواياها التي تحكم أفعالها وتجبرها قسرا أو طوعا على اتخاذ القرار.
وباقتضاب شديد. فإن شخصيات دوستويفسكي ليست مجرد أبطال روائيين من نسج الخيال ، بل هي نماذج إنسانية تمشي على الأرض لتعجن أقوالا وحكما خالدة بآلامها وآلامها منسجمة مع سياقها الاجتماعي السياسي والتاريخي. متساكنة مع حاضرها المريب متطلعة لمستقبلها الحالم ، تحمل أفكارا، وتخوض صراعات وجودية تجعلها قريبة من القارئ رغم بعدها وتوغلها العميق في التاريخ. والأجمل من ذلك أنها تظل راهنية حية نابضة وقابلة للتعايش حتى بعد مرور قرون من كتابتها. إن توصيف دوتويفسكي للشخصيات هو دعوة مهيبة للغوص في أعماق النفس البشرية بكل تعقيداتها، وهو ما يجعل رواياته من أعظم الأعمال الأدبية الأكثر تجسيدا للواقع على الإطلاق.
في روايته اللذيذة "حلم العم " نشرت في عام 1859. بصدد قراءتها للمرة الثالثة والصادرة حديثا في 275 صفحة عن منشورات الأهلية عمان في طبعة دون تاريخ. ترجمها بدر شكري وراجعها ضياء المسعود. يقوم دوستويفسكي بإبداع قصة تجري أحداثها في بلدة تدعى مورداسوف. وفي سيناريو الأحداث يخطط أحد الأمراء الأغنياء الطاعنين في السن لزيارتها. يتعلق الأمر أمير عجوز كل أعضائه الجسدية مستعارة من العين الزجاجية حتى حاجبيه. سبق وأن بدد ثروته الأولى على الشهوات ليرث في ظروف متفاوتة ثروة أخرى . ولأنه زير نساء، سيقع الأمير فريسة بين نساء هذه البلدة الطامعات في ثروته. فنتعرف على الداهية ماريا أليكسندروفنا زوجة المستشار المتقاعد أفاناسي أهم سيدات مورداسوف وأذكاهن على الإطلاق ، ولأنها ذات مكانة عالية القدر في المجتمع الروسي، ستحاول جلب الأمير والاستحواذ على ثروته عبر استغلال ابنتها "زينا" ذات ال 23 ربيعا الفائقة الجمال . فترسم خطة رهيبة لتوقع بالأمير العجوز وتزوجه لابنتها رغما عنها. على أمل أن ترث ثروته بالكامل عندما يحتضر. وبذلك تحقق حلمها في أن تصبح بعد موته أغنى نساء البلدة و السيدة الأولى في مورداسوف. ولكن الأمور لم تسر كما تم التخطيط لها. بعد أن يتدخل موجلياكوف العريس المرفوض من طرف زينا، ويبعثر آمال ماريا بعد إفشائه جزء من خطة ماريا .فتتطور الصراعات ،وتتناسل الأحقاد، وتنمو الدسائس وفي النهاية تتحول المشاريع إلى أضغات أحلام يتسلى بها الجميع في مورداسوف .
تتوزع الرواية على 15 فصلا - 1 ماريا الكسندرفنا -2 المومياء المراهقة -3 عرض زواج-4 جثة متحركة 5-محاولات مستميتة-6 زوجة الكولونيل -7 المشروع الكبير-8 الإغراء-9 مناورات رهيبة -10 الزوج المبعد -11 الحلم الجميل 12- العدو اللذوذ -13 الحلم والحقيقة -14مفاجآت مثيرة 15-اللقاء الأخير. يقترح الشامخ دوستويفسكي الكثير من صور الحياة الاجتماعية الروسية في تأملاتها وأوهامها تناقضاتها في أعطابها وانتكاساتها لتعكس صورة حقيقية عن الحياة في روسيا القرن التاسع عشر.
من المهم التأكيد هنا على براعة دوستويفسكي في رسم الشخصيات الهامشية وإعطائها أدوارا محورية، حيث يعبر من خلالها عن أفكاره العميقة حول المجتمع والإنسانية. ولابد من التأكيد أيضا على مسالة غاية في الأهمية بحيث لا توجد شخصية "عادية" عند دوستويفسكي، فكل شخصية لديها هواجسها وأحزانها وصراعاتها التي تجعلها استثنائية. حتى الشخصيات الثانوية تترك في الذاكرة بسبب تصويرها النفسي العميق، مثل مارميلادوف في الجريمة والعقاب، الذي يجسد الانكسار الإنساني واليأس.
هكذا نجد شخصية ألكسندرفنا موسكاليفا من الشخصيات النسائية القوية التي تعاني من التضخم في الشخصية. بوصفها أهم سيدة في مورداسوف. رغم أنها ليست محبوبة جدا، ويكرهها أكثر سكان البلدة. ولكنها امرأة مرهوبة الجانب كيسة وذكية. وهي على قدر كبير من الفضول. ولا تستطيع أن تنعم بنوم هادئ إذا لم تعرف جديدا في يومها. إن شخصية ماريا كامراة تستطيع بكلمة واحدة أن تقهر من لا يروق لها وتمزقه أشر تمزيق ولكن دون أن تمسه. إنها شخصية مطابقة تماما لواقع محدد. تعرف كثيرا من الفضائح عن بعض سكان مورداسوف وهي في نفس الوقت ذكية تعرف تماما كيف تذكرها في الوقت المناسب كي تحدث زلزالا، قد لا يقل عنفا عن زلزال لشبونة. ورغم كل ذلك هي مقبرة للأسرار. توحي لكل من حولها رجلا كان أو امرأة بأن يرهب جانبها على الدوام ويقدرها حق قدرها بدلا من أن تسحقه بضربة واحدة. وهذا هو الذكاء وحسن التصرف بعينه ص8 . فبعد إقناع زينا بالزواج من الأمير على مضض ،يستفيق الأمير وتستضيف ماريا نساء البلدة لإعطاء الزواج طابعا رسميا . لكن موجايكلوف يلعب لعبته القذرة بعد أن رفضته زينا للزواج .
أما شخصية الأمير لنقل الإنسان الآلي في نفس الرواية حين تفحصه عن قرب ،تجد أنه جثة غمرها "الزملكات" وقد استعمل الفن الإبداعي في المختبرات ومراكز التجميل كل الحيل الصناعية المعروفة لتحويل هذه المومياء إلى إنسان مراهق. هو يلبس "باروكة" مدهشة وسوالف منتظمة ويغطي نصف وجهه شارب مستعار، وخدان مطليان بطريقة ماهرة للغاية، ووجهه خال من التجاعيد. وهو يرتدي ثيابا على أحدث طراز، ويبدو كنموذج من النماذج التي يروضها الحاقون لتفصيل الملابس. إنه يرتدي الآن حلة الزيارة كما يرتدي قفازا وتصديرية وربطة عنق ناصعة البياض تنم عن ذوق رفيع."
من جهة ثانية تجسد شخصية الأمير الشيخ المراهق نموذجا للإنسان الروسي الحالم والمتفائل بتطاول وفق متطلبات عصره . ويبدو عليه شيء من الخمول الذي ينتج في العادة عنج الأثرياء . علاوة على كونه إنسان آلي ، فهو زير نساء عجوز يشرب الخمر بمقادير قليلة للغاية له أسنان صناعية كأحد مقتضيات الموضة. عينه اليسرى اصطناعية وكله مضمخ بالعطور والمراهم الطبية والعشبية وغيرها، يتلعثم حين ينطق ببعض الكلمات، وتتحول الحقائق عنده إلى أحلام فيما لا تكف الأحلام عن البروز كحقائق .وربما كان ذلك بسبب تداعيات الشيخوخة المدمرة .

في السياق ذاته نلاحظ في شخصية راسكولنيكوف في الجريمة والعقاب ذلك الكائن الذي يعاني من صراع داخلي بين فكرة التفوق الأخلاقي وتأنيب الضمير بعد ارتكابه جريمة القتل .مثال آخر شخصية إيفان كارامازوف الإخوة كارامازوف، الذي رغم ذكائه وشكه الفلسفي، يعاني من عذاب داخلي بسبب مواقفه الفكرية. شخصية الأمير ميشكين في رواية الأبله هي مثال لرجل طيب وبريء في عالم قاس لا يفهمه.
يؤمن دوستويفسكي إيمانا شديدا أن الخير والشر ليس مجرد قوى خارجية، بل صراع داخلي في أعماق النفس البشرية. يتجلى ذلك في شخصية سميردياكوف في الإخوة كارامازوف، الذي يرمز إلى الشر الناتج عن القهر والتهميش. أغلب شخصياته تحمل بعدا فلسفيا، تناقش قضايا كبرى مثل الحرية، الإيمان، الأخلاق، والعدالة، وتتحول الرواية إلى ساحة جدلية عميقة.شخصية كيريلوف في الشياطين تمثل الإنسان الذي يسعى إلى تأليه نفسه عبر إنكار وجود الله، ما يقوده إلى الانتحار.
رغم أن الأدب الروسي في ذلك العصر كان يظهر المرأة في أدوار محدودة، إلا أن دوستويفسكي منحها عمقا نفسيا وروحيا مميزا. وقدم نماذج من الشخصيات النسائية القوية. شخصية سونيا مارميلادوفا في الجريمة والعقاب تمثل نموذج التضحية والخلاص، حيث تواجه البؤس بطيبة قلب وإيمان قوي.
في الفصل 15 والأخير من الرواية ،تحصل مفاجآت مثيرة . فبعد أن يتحول مشروع زواج زينا من الأمير إلى مجرد حلم . تتبخر أحلام ماريا في تحقيق حلمها في الميراث بعد موت الأمير. فتبيع كل ممتلكاتها بمورداسوف وتهاجر كما هاجر موجلياكوف سيحصل على وظيفة عسكرية حيث تقوده الى حفل يظهر ماريا وابنتها في وضع مغاير يدعو إلى الدهشة والاستغراب .
ويرسل الشاب فاسيا حبيب زينا الأول، المصاب بمرض صدري مزمن والدته كي تستعطف زينا لحضور الساعات الأخيرة من حياته .أما ماريا التي كانت تشعر بقلق عميق لغياب زينا فقد أرسلت تستدعيها عشرات المرات كي تعود دون جدوى . كانت زينا مصرة على قضاء الليل إلى جوار فاسيا حتى فاضت روحه مع اختفاء آخر شعاع من الشمس.
وعاد موجالياكوف يطلب الصفح والغفران من زينا معبرا عن استعداده لينسى كل ما مضى . واشترط أن يظل زواجه هذا سرا إلى حين مغادرتها للبلدة ويتبعها ثم يتزوجا في مكان آخر دون أن يعرف أحد ذلك . وأمام رفضها اختفى في أول زقاق قابله .
ونتابع سير الأحداث بسرعة في مدينة مورداسوف، فالأمير الذي اصطحبه “جلياكوف” إلى أحد الفنادق أصيب في نفس الليلة بمرض خطير.علم سكان مورداسوف ذلك في الفجر. وكان الأخ الشقيق كليست ستانزلافتش لا يفارق الأمير المريض. وقرر الأطباء: أنه مصاب بالتهاب في المعدة سببه كثرة الطعام والشراب نتيجة كرم أهل مورداسوف . كما ذكروا في تقريرهم أنه كان على وشك الموت منذ زمن طويل. وبالفعل مات الشيخ الأمير القصيرالمراهق في مساء اليوم الثالث. حتى أن ماريا وابنتها زينا لم تحضرا جنازته.
كانت ماريا قد اصطحبت زينا إلى الريف، وبعد ذلك بثمانية أيام، رحلت ماريا إلى موسكو مع ابنتها وزوجها وعرضت قريتها وبيتها في مورداسوف للبيع.إذ رأت أن الموقف في مورداسوف أصبح لا يحتمل. وكانت وهي في معقلها الصيفي الجديد تجمع أخبار مورداسوف في قلق ووجل وترسل خدمها إلى هناك للاستعلام والاستفسار.أما سكان مورداسوف الذين أذهلهم نبأ وفاة الأمير فقد ظلوا يتناقشون ويتغامزون ويهزون رؤوسهم وانتهى بهم الأمر بأن لمحوا بتوجيه التهمة إلى ماريا وابنتها.
وانقضى عام، وثلاثة أعوام أخرى، ونسي الناس “ماريا الكسندرفنا”. ومع ذلك، فإنهم كانوا يتناقلون أنها اشترت قرية أخرى في إقليم آخر، وأن عاصمة مقاطعة أخرى سترتعد بين يديها القويتين، وأن “زينا” ستظل على الدوام معروضة للزواج. ولكن ينبغي ألا نردد هذه الشائعات النابضة، فكل ذلك غير صحيح..يقول المتن الروائي لحلم العم.
اقترب “موجيلياكوف” بعفة وفتح فمه لينطق بالتحية أمام الحاكم العسكري جمد فجأة وقد تصلب من فرط الذهول. كانت “زينا” تقف أمامه في فخر وكبرياء، وهي جميلة للغاية وترتدي ثياب السهرة، ومرصعة بأغلى الجواهر.فقد علم موجلياكوف أن الحاكم قد تزوج من عامين أثناء سفره إلى موسكو. تزوج فتاة قريبة جدا ومن أسرة ممتازة، وأن زوجة الحاكم هذه غاية في الرفعة والكبرياء، ولا ترقص إلا مع من يحملون رتبة الجنرال. ومعها أمها، وهي سيدة لامعة الذكاء، ومن أرفع المستترات، ولكنها تخضع لإرادة ابنتها. ومن جهة أخرى، فإن الجنرال الحاكم كان يشعر نحو زوجته بتقدير بالغ."ولما أفاق “موجيلياكوف” لبعض الشيء، من ذهوله، قام بجولة في الصالونات، فلمح “ماريا” وهي ترتدي أفخر الثياب وتبادل الحديث في حماس مع شخصية هامة، وكانت تتزاحم من حولها سيدات كثيرات يطلبن رضاها. وكانت “ماريا” لطيفة مع الجميع. وخاطر “موجيلياكوف” وتقدم نفسه إليها، فأحست “ماريا” بشبه تناقض.وسألته عن أخبار أصدقائه في بطرسبورغ ولكنها لم تشر إلى مورداسوف بكلمة واحدة.
كتب دوستويفسكي روايته القصيرة "حلم العم" في منفاه بسيبيريا ما بين عامي 1856 و1858 بعد أن خرج من معتقل أومسك الذي عاش بين جدرانه على امتداد أربع سنوات تجربة اعتقال مريرة ومضنية، نشرت هذه الرواية لأول مرة في روسيا سنة 1859، وبدت أقرب إلى الكوميديا منها إلى التراجيديا. لأن دوستويفسكي على الأرجح، آثر الابتعاد قليلا عن كتاباته التراجيدية بعد كل ما عرفه من معاناة نفسية في المعتقل. "



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر التقنيات الرقمية على مستقبل صناعة المحتوى الإعلامي بالمغ ...
- -معاً من أجل فاس: تأريخا للماضي، وتقويماً للحاضر، واستشرافاً ...
- البروفيسور أحمد شراك : ثورة رقمية بأربع مقاربات
- قراءة في كتاب -السينما والفكر النقدي - لخليل الدامون - سينما ...
- الغرافيتيا من المادي إلى الرقمي –أسئلة سوسيولوجية حول الكتاب ...
- الفيلم المغربي - تباين- DISPARITY- يفوز بالجائزة الكبرى للنس ...
- مركز الجزيرة للدراسات وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مؤتم ...
- التربية الإعلامية والرقمية، ومستقبل التعليم محور ندوة وطنية ...
- إطلالة على منظومة الأجور في مجال السينما والتلفزيون في المغر ...
- التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد
- خبراء مغاربة وأجانب بالجديدة يتدارسون افضل السبل لإدماج الذك ...
- لا يعذر أحدهم بجهله القانون
- نجم الأكشن جيسون ستايثم Jason Statham من غطاس إلى مقاتل متوح ...
- تفاصيل أمسية شعرية احتفاء بصدور ديوان -نبش ذكريات محرمة- فكر ...
- التحول الرقمي المفهوم والتحديات
- كيانو ريفز نجم أفلام - John Wick - أو النجاح المشحون بالصدما ...
- معرض للفن المعاصر يطرح آسئلة الهويات و التنقل
- سعادة الجنرال في حفل زفاف موظفه البسيط بسلدومينوف دون أن يوج ...
- تخزين الأحلام رغبة مستحيلة
- توجعني الرطوبة ..


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - رواية - حلم العم- للشاهق الشامخ دوتويفسكي أو قصة الأمير وما جرى له مع المرأة الأقوى في مورادسوف