أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - أيها الطغاة أفيقوا قبل فوات الآوان















المزيد.....

أيها الطغاة أفيقوا قبل فوات الآوان


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 07:29
المحور: حقوق الانسان
    


الحاكم المستبد إنسان محدود التفكير لأنه يكسب القليل الفانى ويخسر الكثير الخالد لأنه بإستبداده يتحمل كل الذنوب والآثام والجرائم التى يرتكبها نظامه الفاسد حتى ولو كان بغير علمه لأنه أعطى الموافقة المسبقة لجميع أذناب حكمه أن يفعلوا ما يشاءون فى الشعب المقهور دون الرجوع إليه ضمانأ لإحتفاظه بالحكم والكرسى والعرش والأمر والنهى ولكن العكس تمامأ هو الذى يحدث لانه يتحول إلى دمية تافهة تتمسك بالكرسى والحكم والملك دون أن تهتم بالتفاصيل التى على أساسها يبنى الملك وتقام الدول وتستقر الحياة وهذه التفاصيل تقوم على العدل والمساواة بين فئات الشعب المختلفة أمام دستور طاهر متطور يكفل كرامة النفس البشرية وحقوقها وسلامتها وحق كل إنسان فى الحياة والحرية والعزة والكرامة والمشاركة بكافة أنواعها من إجتماعية إلى سياسية إلى دينية إلى فكرية إلى علمية وغيرها






غباء الحاكم المستبد يجعله فى مواجهة دائمة مع شعبه ومع المجتمع الدولى لأن كل جريمة وكل مصيبة تنتج عن نظامه لابد أن يكون هو المسئول عنها أمام شعبه وأمام المجتمع الدولى والأعظم من ذلك كله أمام الله سبحانه فى يوم لا ينفع فيه مال ولا جاه ولا سلطان ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , فإذا قدر الله وسقط النظام الفاسد على أى شكل من أشكال السقوط كان الحاكم الطاغى وأذنابه المجرمون هم أول من يطالب الشعب بقطع رؤسهم وتعليقها على مداخل المدن حتى يكونوا عبرة لأى حاكم تالى.






لو كان هذا الحاكم المستبد ذكيأ لكسب كل شىء لو كان ذكيأ لآمن بالشعب الذى يحكمه وبحقوقه الكاملة ولأرسى قواعد العدل والمساواة والديموقراطية فى بلده فمثلا يدعو الشعب لإنتخاب ممثلين عنه فى كل شبر من الوطن بطريقة قانونية سليمة خالية من الغش والفساد والتزوير وفى هذه الحالة سيتكون مجلس ممثل للأمة بطريقة شرعية يكون همه الأول هو خدمة الوطن والمواطن وليس التقرب والتزلق للحاكم وأعوانه حتى يفوزوا بالإستمرار فى المجلس بل يتعين على المجلس الشرعى المنتخب من قوى الشعب المختلفة أن يتفانى من أجل رفعة الوطن والمواطن ناسيأ مصالحه الخاصة ومكاسبه الشخصية.






كما أن هذا الحاكم المستبد لو كان ذكيأ لأنشأ قضاءأ مستقلأ لا يتبعه ولا يتبع وزارة بعينها ويسميه مثلأ المجلس الأعلى للقضاء يترأسه أحد القضاة بالإنتخاب القانونى الشرعى دون تدخل من الحاكم أو الحكومة أو أى جهة أخرى وعندئذ سيضمن الحاكم إرساء قواعد العدل وسيادة القانون ولن يتهمه أحد بتسييس القضاء أو التلاعب به من أجل توطيد حكمه وتدعيم مراكز أذنابه ولكن ترك القضاء حرأ طليقأ يؤكد على المساواة والعدالة وحقوق الإنسان فلا ترفع القضايا بالآلاف ضد الحاكم على تستره على قضايا التعذيب فى السجون والمعتقلات وأمن الدولة ومراكز الشرطة التى قد تصل من شدة العذاب الواقع بالضحية لدرجة الموت مما يخزن أحقادأ وضغائن فى النفوس ضد الحاكم المستبد وأعوانه لا يمحوها الزمان ولا تؤثر عليها السنون.






الحاكم المستبد لو كان ذكيأ كان سيحكم شعبه بكرامة ويكسب حبه وصداقته بشهامة ويترك الحكم لغيره بشرف وسلامة ولكن الحاكم المستبد يحكم شعبه بالجبروت والسجون والحديد والنار وأمن الدولة والتعذيب وسيادة الحاكم وأعوانه وليس سيادة القانون والعدالة كما أنه يكسب عن جدارة حقد شعبه وكراهيته ولعناته التى قد تظهر من شدة الخوف والقهر على شكل هتافات بحياته وهى فى حقيقتعا لعنات يقلبها الخوف والرعب والقهر من العذاب إلى هتافات تقنع المستبد أنه الحاكم الأوحد والملك الفرد وكل ما عداه عبد , ولذلك فإنه لا يترك الحكم فى سلامة ولنا فى هتلر وموسولينى وعيدى أمين وصدام حسين أروع أمثلة على نهاية الطغاة وكيف أنتهوا وكيف لعنتهم شعوبهم ولعنهم العالم اجمع وفوق كل ذلك لعنهم الله العظيم على جرائمهم ومظالمهم التى ملؤوا بها الأرض فسادا وجورا ودماءأ بريئة ذكية.






الحاكم المستبد لو كان ذكيأ لجعل المساواة فى الحقوق تقوم على أساس المواطنة وليس على أى أساس آخر مثل الدين أو العرق أو اللون أو الجنس وترتفع قيمة الفرد بقدر ما يقدمه للوطن من عمل صالح مخلص وتقدم علمى وبحوث ومشاريع ترفع من قيمة الوطن بين الأمم وتعلى قيمة الإنسان وعلى هذا الأساس فقط يجب تكريم الإنسان , ولكن فى دولة الإستبداد يتم تكريم الخاملين والفاشلين والتافهين لأن لهم اقارب يمسكون بذمام قطعة من الحكم ولأن لهم سندا وظهرأ يرفعهم وهم نائمون ويكرمهم وهم غافلون ويعطيهم الهدايا والمنح والمناصب وهم فاشلون فى ذات الوقت الذى تحرم فيه الكفاءات ويطرد المكافحون ويضطهد المفكرون ويحارب العلماء الأصليون وترمى أبحاثهم فى الأدراح تحبس فيها إلى يوم يبعثون فتضيع الحقوق وتتأخر الأمة ويقف فوق رأسها هؤلاء الفاشلون يمثلونها فى كل مكان وهم عاجزون عن شرف تمثيل الأمة العريقة والشعب الصابر العظيم فلو كان الحاكم المستبد ذكيأ لأعطى كل ذى حق حقه وأعلى شأن العلماء الحقيقيين وليس المزيفين ولأنشأ مجلسأ من حكماء الأمة من كافة طوائف العلم والمعرفة يكون شغله الشاغل هو إكتشاف العلماء والمفكرين والفلاسفة و الموهوبين والفنانين والشعراء والكتاب والمؤلفين والباحثين وتقديمهم للمجتمع و توفير الدعم المادى والعلمى والنفسى لهم حتى تكثر إبداعاتهم ويتضاعف نشاطهم وتزداد بحوثهم وإكتشافاتهم وتتحسن معاملهم وترتقى أفكارهم فى مؤسسات خاصة بهم ويتم نشر كل أعمالهم كنوع من التكريم لهم وكحافز لغيرهم لكى يسير فى طريقهم ويلحق بركبهم فيكثر العلماء ويتطور الطب ببحوث الأطباء ويرتقى الفكر وتعلو الثقافة وتثرى الحوارات البناءة بجهود المفكرين والكتاب والشعراء والفنانين والمبدعين فى مختلف المجالات فيعظم شأن الوطن ويلحق بركب التطور وسباق العلم والثقافة والمعرقة التى تأخر كثيرا عنها بسبب ما حدث من سيطرة المستبدين على كل منابع التطور والرقى دون أى وجه حق فتسببوا للأمة فى الـتأخر ولمعظم الناس فى الجهل والتخلف والمرض حتى صار المجتمع صريع الإستبداد لمجموعة جشعة من الناس لا يهمهم غير السلطة والثروة ونهب الخيرات وقتل المواهب وكبت الحريات.






لو كان الحاكم المستبد ذكيأ لكان للتعليم نصيب الأسد من فكره وتخطيطه ولأنشأ مجلسا هائلأ من العلماء والمفكرين يكون همه الوحيد هو إختراع نظام للتعليم يقوم على أساس الدراسة والبحث العملى وليس على أساس التلقين والتقليد حتى لا يتحول المجتمع إلى نسخ مكررة من الحاصلين على شهادات تافهة لا تسمن ولا تغنى من جوع وكل همها الحصول على وظيفة والجلوس على مكتب يتناول عليه طعام الإفطار ويشرب عليه الشاى والقهوة وينام بقية الوقت حتى آذان الظهر فتكون الفرصة متاحة لإنهاء الساعة الأخيرة من العمل بحجة الصلاة ثم يغادر العمل مرهقأ إلى منزله من كثرة ما حقق من إنجازات وما قدم للوطن الأم من أبحاث وتجليات وهكذا يسهم النظام التعليمى التلقينى التقليدى فى إيجاد أجيال مكررة ومستنسخة لا ترقى بالمجتمع ولا ترتفع بالوطن بل تعود به للوراء مئات السنين والعيب ليس فى المساكين الحاصلين على تلك الشهادات المكررة ولكن العيب فى النظام التعليمى الذى لا يجد من يطوره ويحدثه من أجل صناعة مواطن صالح يبحث بدأب عن منابع العلم والمعرفة وأصول البحث.






الحاكم الذكى هو الذى لا يجعل أحدأ يخدع الناس ويلعب بعقولهم ويصدر لهم الفتاوى والأحكام الدينية وهو الذى يجعل المؤسسات الدينية فى مكانها الطبيعى وهى المساجد والكنائس والمنازل حيث لا يوجد من يتحدث فى الدين بالحق الإلهى وكل بشر كلامه قابل للموافقة عليه أو رفضه ولذلك فلا وجود لما يسمى بالمؤسسة الدينية التى قد تخرج فتاوى وآراء وأحكام لا تعدو كونها إجتهادات ثم تتحول إلى معلوم من الدين بالضرورة ويصبح المجتمع مطالبأ بها كأنها دين الله الحق , فالحرية الدينية يجب أن تكون مكفولة للجميع دون تفرقة ودون قسر أو قهر والحوار الدينى البناء الذى يحترم الآخر يجب أن يكون موجودا للتواصل الفكرى مع القضاء الكامل على كل أشكال التمييز والتفرقة والقضاءعلى العنف الفكرى وحب السيطرة وأن يكون الحوار بالتى هى احسن دون إكراه من طرف لآخر على إعتناق دين أو عقيدة أو فكر بأسلوب يبعث على الخوف أو الإرهاب فهذه كلها من أبشع الجرائم التى ترتكب فى حق الدين والفكر والإنسانية وهى جرائم العنف والقهر الفكرى والإرهب تحت ستار الدين.






ما سبق هو قليل من كثير لو فعله الحاكم المستبد فى لحظة صدق يعود فيها لنفسه ويتذكر أنه إنسان ضعيف لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعأ ولا ضرا ولا موتأ ولا حياة ولا نشورأ , لحظة يعود فيها لنفسه ويتذكر ضعفه البشرى وانه يمرض ويموت ويترك الدنيا بما فيها لمن فيها فى لحظة قد تكون قريبة منه قرب حبل الوريد , لحظة سيقف فيها أمام مالك فماذا يقول له ؟ وكيف يبرر مظالمه وجرائمه ؟ وهل سيخدع الله تعالى كما خدع المساكين من الناس وحكمهم عقودا طويلة بالعذاب والقهر والسجون والحرمان دون خوف من الله ودون عمل أى حساب لليوم الآخر فاليرجع كل حاكم مستبد لعقله ويسال نفسه أين ذهب طغاة التاريخ ؟ وما مصيرهم ؟ لقد عاشوا دنياهم تسبح ألسنة الناس بحمدهم بينما تلعنهم قلوبهم ويلعنهم الله وملائكته واللاعنون , فليعد مسرعأ تائبا إلى مولاه مالك الملك كل حاكم طغى وتجبر وتكبر وليرجع ما إستطاع من الحقوق المسلوبة لأصحابها وليصلح من نفسه ويصلح كل ما أفسدت يداه قبل أن يأتيه يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نكتب ؟؟
- حلم قديم وواقع أليم
- ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان
- ممنوع ضرب الأطفال
- أبطال خلف لوحة المفاتيح
- التعليق من حق القارىء
- لكل كاتب غاية ولكل قارىء هواية
- نعم لا بد أن نكتب
- هل لا بد ان نكتب؟؟
- ملفات العقل البشرى
- تهميش الآخر..لماذا؟؟
- ثقافة الميكروباص
- زمان الحب
- حرية الرأى بين الإختيار والإضطرار
- أحلام كاتب مصرى
- وطنية على الورق
- كلام من فضة
- كائنات أخرى فى القرآن
- أبرار وأشرار
- ألمرأة الصخرية


المزيد.....




- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - أيها الطغاة أفيقوا قبل فوات الآوان