أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - تطبيع على الطريقة الامريكية















المزيد.....


تطبيع على الطريقة الامريكية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 18:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


العالم يمر الان بمحنة انهيار القيم الإنسانية ومنها : الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والاستقلال السياسي للأمم , واحترام القوانين الدولية , وعدم الاعتداء . جميع هذه القيم قد خرقت هذه الأيام . تصور ان اعرق جامعة أمريكية , وهي جامعة كولومبيا , اودع بعض طلابها السجن لانهم خرجوا يتظاهرون لنصرة أطفال غزة . وان الولايات المتحدة الامريكية قد طردت سفير دولة جنوب افريقيا لان دولته طالبة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي على الجرائم التي قام بها جيشه ضد المدنيين في قطاع غزة . وتصور ان الإدارة الامريكية تريد تسفير ما يقارب نصف مليون مهاجر الى بلادهم بحجج مختلفة , وانها تريد فرض سلام على أوكرانيا بدون اخذ راي سكانها , وكان أوكرانيا ولاية من الولايات المتحدة , وتريد من لبنان وسوريا الاعتراف بإسرائيل , لان قادة البلدين قد تغيرا. كل هذا و الغرب "المتحضر" يتفرج ولا يحرك ساكنا !
تصريحات قادة الإدارة الامريكية الجديدة تؤكد المضي نحو خرق القيم الإنسانية التي نادت بها الإدارات السابقة . فهذا تصريح المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وهو يقول " ان الرئيس السوري احمد الشرع تغير عما كان عليه في السابق , وان تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل اصبح احتملا حقيقيا". لا حظ كيف ان المبعوث الخاص قد قفز على راي شعب البلدين , وكان النزاع العربي – الإسرائيلي نزاع قادة وليس نزاع شعوب . وانظر كيف تجاوز حضرت المبعوث على القيم الديمقراطية التي ينادي بها نظامه . هل يستطع الرئيس الأمريكي إقرار مشروع صغر او كبير بدون موافقة الكونغرس , فلماذا يريد المبعوث من كلا البلدين التطبيع مع الكيان الصهيوني دون الرجوع الى الشعب من خلال البرلمان الذي يمثله؟
نعم , حزب الله قد سقط من فرسه , ولكن لم تكسر عنقه , ولكن هذا الحزب ليس وحده من يرفض التطبيع مع إسرائيل وانما هناك كتل بشرية ضخمة من كافة مكونات الشعب اللبناني ترفضه أيضا , الامر الذي لا يستطع البرلمان اللبناني طرحه للمناقشة و الموافقة عليه , على الرغم من وجود عملاء لإسرائيل في داخله . شعب لبنان معروف بعروبته و وطنيته ولن يتخلى عن أراضيه الذي احتلها الكيان الصهيوني . كما وان حكومة احمد الشرع , حكومة مؤقته حسب ما يصرح به هو وانصاره , فكيف يطالب المبعوث من احمد الشرع بالتطبيع والبلد لا يوجد به دستور ولا برلمان ولا حكومة منتخبة ؟
ملاحظة أخرى وهي ان طيلة حوار المبعوث مع الصحفي تاكر كارلسون , لم يذكر مصير المناطق المحتلة من لبنان وسوريا . بكلام اخر , المبعوث يريد سلام و وئام مع إسرائيل وهي جاثمة على أراضي لا تعود الى الأرض الفلسطينية المغتصبة . ومن يقرا تصريحات الإسرائيلية لا يفهم منها الا شرط واحد , احتلال مقابل وقف الهجمات الجوية , وهذا ما ترفضه الشعوب العربية رغم انوف قادتهم .
ثم ان المضحك من تصريح المبعوث الأمريكي هو عندما يقول " ربما اصبح الجولاني في سوريا شخصا مختلفا . لقد طردوا ايران من هناك". هل ان سوريا ملك الجولاني ؟ الا يعلم ان السوريين يرفضون التطبيع وارضهم ما زالت محتلة من إسرائيل ؟ وهل بقى للتطبيع متنفس والشعب السوري ينظر الى مدنه تدمر بسلاح الجو الإسرائيلي ؟ وهل يعلم حضرت المبعوث ان تجارب العالم اثبتت ان سلام بالقوة لا ينتج منه الا الحروب المتكررة ؟ لقد فرضوا السلام على المانيا في الحرب العالمية الأولى فكانت نتيجة هذا السلام هو اندلاع الحرب العالمية الثانية .
ثم ان المبعوث الأمريكي يريد التطبيع دون الإشارة الى مستقبل الشعب الفلسطيني , فهل يا ترى يريد ان يرسلهم الى احد جزر المحيط الهادئ او يرميهم في المحيط الأطلسي ؟ الا يفكر هذا المبعوث ان الشعب الفلسطيني موجود منذ ان ارسل الله السيد المسيح ؟ وان اسم فلسطين قد تردد في الانجيل عدة مرات بعد ان حذف اسمها وحل محلها إسرائيل !
وهل احد يعرف ما ذا يعني المبعوث وهو يقول ان تطبيع سوريا ولبنان والسعودية " من شانها ان تؤدي الى انشاء تحالف بين دول الخليج , التي ستعمل معا لضمان الاستقرار الإقليمي في المنطقة". ضمان المنطقة من من ؟ ايران ليست حمل بطيخ صيفي تنقله من سوق الى اخر . ايران دولة شرق أوسطية وستبقى دولة أوسطية قبل بها المبعوث ام لا يقبل . وتبقى علاقة ايران بالدول العربية رغبت بذلك أمريكا او رفضت .
ليس لدي عداوة مع احمد الشرع , وأتمنى للشعب السوري كل الخير والتقدم تحت قيادته , و لكن عندي مشكلة مع حديث المبعوث وهو يقول ان الناس تتغير طبائعهم و تفكيرهم مع مرور الزمن . ان التلاعب بمفردات الكلام هو الذي يجعل عدم الاطمئنان من سياسة أمريكا الخارجية . البارحة كان احمد مطلوبا للعدالة الامريكية ومتهم بقتل ناس ومنتمي الى منظمة اعتبرت إرهابية ووضعت الإدارة الامريكية مبلغ كبير على من يلقي القبض عليه , واذا نفاجئ ان احمد اصبح من " الثوار" , وانه معتدل وانه يصلح لقيادة سوريا ! كان احرى بالمبعوث الأمريكي يقول ان معلوماتنا كانت خطا من الأساس وان احمد الشرع بريء براءة الذئب من دم يوسف وبذلك يسهل على الكثير من المجتمعات العربية قبوله . الا ان تعلن الإدارة الامريكية فجأة ان الشرع اصبح ثائرا بعد ان كان إرهابيا , هو امر غير مقبول و يضع السياسة الامريكية في حرج .
الإدارة الامريكية صدقت عندما تقول انها تريد سلاما دائما في منطقة الشرق الأوسط , ولكن هذا السلام الذي تريده الى حدا بعيد يشبه السلام في أمريكا اللاتينية , دول منزوعة السلاح تتحكم بها أمريكا , وفي الشرق الأوسط تريد دول منزوعة السلاح تتحكم بها إسرائيل , وهذا الى حدا بعيد لا تستسيغه شعوب المنطقة لانهم ينحدرون من اعرق الحضارات التي حكمت البشرية , وما زالت هذه العظمة تجري في دمائهم .
مواطنو الشرق الأوسط يحبون السلام , وسوف يقدسون الشخصية التي تعمل من اجل هذا الهدف , وسوف يعملون له التماثيل الضخمة لتزين بها شوارعها , ولكن أبناء الشرق الأوسط يريدون سلاما عادلا , لا سلاما مفروض بالقوة والتهديد , سلاما يهان به إخوانهم من الفلسطينيين واللبنانيين . يريدون سلاما يحفظ الحقوق و يضمد الجراح , لا سلاما يطرد شعب بكامله من ارضه الى ارض غيره . القضية الفلسطينية أصبحت توخز ضمائر الاحرار في العالم , لانهم يعلمون ان بناء متحف "هولوكوست فلسطيني" سوف لن ينجيهم من لعنات الأجيال القادمة على سكوتهم على الجرائم التي ترتكب بحق العزل من أبناء فلسطين هذه الأيام .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - تطبيع على الطريقة الامريكية