أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سعد - لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة والمدنية















المزيد.....


لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة والمدنية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراقيون قد جربوا مختلف الأيدولوجيات والحركات السياسية على مر التاريخ، بما في ذلك الاحزاب والحركات الشيوعية والقومية والحركات الإسلامية ؛ ومع ذلك، فشلت هذه المحاولات في تحقيق التغيير المطلوب والنهوض بالواقع العراقي المتردي ، حيث تلاشى الحماس والدعوة لها والاهتمام بها بمرور الوقت ؛ اذ سرعان ما تخبو نارها وتنطفئ شعلتها امام التحديات الداخلية والخارجية ... ؛ ولان المرء بطبعه يميل الى عشق وطنه ومسقط رأسه, ويهتم بشؤونه وقضاياه المحلية اولا وبالذات , واما القضايا الخارجية فتأتي ثانيا وبالعرض ؛ الا ان المنكوسين قد قلبوا المعادلة المنطقية , وشوهوا السليقة العراقية والغيرة الوطنية , وعملوا على تغييب الهوية الوطنية وتعطيل الطاقات البشرية في الوطن .
نعم الفشل السياسي يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل اخرى ايضا ، الا ان من اهمها عدم قدرة هذه الأيدولوجيات والحركات العابرة للحدود على تلبية احتياجات المجتمع وتطلعات الشعب العراقي.
منذ النشأة الهجينة للدولة العراقية المعاصرة على يد الانكليز وبقايا العثمنة والغرباء ؛ وطوال تاريخ العراق الحديث ، كانت الأنظمة السياسية في البلاد تحاول أن تبرز دورها في الشؤون العربية والإقليمية والاسلامية ، وتحشر انفها فيما لا يعنيها , وتعقد الاتفاقيات والمعاهدات الخارجية التي لا تصب بمصلحة الوطن والمواطن قط ؛ اذ كانت تلك التحركات والمحاولات البائسة تنطلق من رؤى منكوسة وعلى حساب مصالح العراق والعراقيين.
ففي فترة حكم الذيل الناصري والطرطور الطائفي عبد السلام عارف كان العراق يدار من قبل المصريين وجمال عبد الناصر, والوطن يدور في فلك السياسة المصرية الحاقدة , وكذلك في فترة حكم البعث الغاشم ، كان النظام الهجين يركز على دور العراق كقوة عربية رئيسية ، ولكن هذه السياسة أدت إلى تدهور العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وتعريض العراق للكوارث وحروب الوكالة ومعارك النيابة والنكبات والعقوبات الاقتصادية والسياسية ... ؛ اذ بددت ثروات العراق على الدول العربية واصبح العراق ملاذا لشذاذ البلدان العربية وشراذم الانظمة , ومرتزقة الشتات من الناطقين بالعربية , بحيث اضحى المصري والفلسطيني والاردني والسوداني مواطنا من الدرجة الاولى والعراقي الاصيل مواطنا من الدرجة العاشرة , بل صار العراقي اضحوكة للعرب حتى ان البعض منهم , تفاخر قائلا : ان العراقيين اصبحوا خدما للأردنيين او ان الكويتي يمارس الجنس مع المرأة العراقية مقابل دنانير معدودة او ان المصريين حلوا محل الرجال العراقيين ابان الحرب العراقية الايرانية ...!!
ولعمري هذه التصرفات والقرارات يترفع عنها حتى القوادين وسماسرة الدعارة , لانهم اكثر وطنية من سفلة البعث واراذل القومجية وبقايا العثمنة ...!!
وبعد سقوط النظام البعثي، حاول البعض من السياسيين العراقيين إعادة السيناريو القومي والبعثي ولكن بصيغة مختلفة، أذ حلت الشعارات الإسلامية والمذهبية والطائفية محل الشعارات القومية والبعثية ؛ ودفع العراق ولا زال ثمن هذه المغامرات والتدخلات في الشؤون الخارجية او الانخراط ضمن المحاور العابرة للحدود بما لا يرجع على العراق والامة والاغلبية العراق بخير قط .
ومع كل تلك المحاولات المشبوهة والمخططات المنكوسة، ظل الشعب العراقي متمسكًا بتراثه وتاريخه وقيمه الحضارية وثقافته، وازداد إصرارًا على ضرورة الاهتمام بشؤون المواطن العراقي وقضاياه المحلية... ؛ ولم يجانبوا الصواب في ذلك ؛ اذ ان هذا الاهتمام بالشؤون المحلية والقضايا الوطنية يعتبر عاملاً هامًا في تحديد مستقبل العراق، حيث يحتاج الشعب العراقي إلى حلول محلية تلبي احتياجاته وتطلعاته.
لذلك، يعتبر من الضروري أن تركز الأنظمة السياسية في العراق على مصالح العراق والعراقيين، بدلاً من محاولات استجداء العلاقات الخارجية أو استعراض العضلات الفارغة في المؤتمرات العربية أو حشر العراق في القضايا الخارجية وإهمال الداخل والمصالح الوطنية العليا... ؛ وهذا يتطلب أن تكون الأنظمة السياسية في العراق أكثر انفتاحًا وشفافية وبراغماتية في سياساتها، وأن تركز على تحقيق مصالح العراق والعراقيين فحسب.
ولابد للنخب الوطنية والجماهير العراقية من التركيز على بناء مستقبلهم بناءً على قيمهم وتقاليدهم الوطنية العريقة، بدلاً من الاعتماد على الأيدولوجيات الخارجية والحركات والاحزاب الغريبة والمرتبطة بخارج الحدود... ؛ والضغط على الحكومات العراقية على السير في هذا النهج السياسي الوطني والواقعي .
وما تجرأ هؤلاء الساسة والمنكوسون وطوال كل تلك العقود , من طرح بضاعتهم القومية والاممية والانفصالية والخارجية الكاسدة ؛ لولا جهل الجماهير وتغييب الوعي الشعبي واستبعاد الهوية العراقية العريقة ... الخ .
وبعد البحث والقراءة التاريخية الواعية، تبين أن السبب الرئيسي في عزوف العراقيين عن الدعوات والحركات والفعاليات المحلية وتذمرهم الدائم منها ؛ والانخراط في الدعوات والاحزاب والأيديولوجيات الخارجية والعابرة للحدود ؛ هو ضياع الهوية الوطنية الحقيقية وتشظي الذات العراقية الجمعية... ؛ وهذه المخاضات والتداعيات افضت الى ظاهرة ما يسمى "بالذات الجريحة" أو "العراق الجريح"... ؛ وهذا الجرح في الذات العراقية أدى إلى ضبابية الرؤية والهوية.
هذا الجرح في الذات العراقية أدى إلى ضبابية الرؤية والهوية، ولعل أحدهم يسأل: "أيعقل أن يكون سبباً للجرح ومنتجاً له بنفس الوقت؟" ألا يعد هذا من الدور الباطل في المنطق؟ ولكن ليس بهذه الصورة، نعم جرح الذات العراقية نتج عن غياب الحس الوطني والهوية العراقية الحقيقية... ؛ إلا أن استمرار الجرح وطول مدته أدى إلى تفاقم الحالة واتساعها بمرور الزمن، إذ أضحت كالسرطان الذي يتلم الخلايا السليمة واحدة تلو الأخرى بمرور الوقت، مما أبقى العراقي في دوامة من الشك والارتباك والضياع والحيرة والتردد... ؛ وان لم نسارع في علاج الذات الوطنية الجريحة فسوف يسقط الوطن ميتا ويضحى المواطن بلا هوية تميزه عن خلق الله الاخرين ورعايا الدول ؛ وعليه لابد من اعادة صياغة الثقافة العراقية وبلورة هوية وطنية حقيقية جامعة منبثقة من عمق تاريخه الطويل وهويته التاريخية المميزة.
ولتحقيق ذلك، لابد من تسخير جميع الامكانيات للبحث والتنقيب والتحليل والاستقصاء والاستنتاج العلمي... ؛ و هذا الامر سيساعد في الخروج من الحفريات التاريخية والفلكور الشعبي والثقافة المحلية بمشتركات وطنية وعلامات فارقة عراقية، تميز الدخيل من الاصيل والوطني النبيل من الخائن العميل... ؛ كما ان هذا الجهد سيساهم في تعزيز الهوية الوطنية العراقية وتحقيق الوحدة والاستقرار في العراق ؛ وسيساعد في تعزيز الوعي التاريخي والثقافي عند العراقيين، ويعزز من شعورهم بالانتماء إلى تراثهم وتاريخهم , ويحفزهم نحو بناء الحاضر والتطلع للمستقبل .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب ...
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)
- ويستمر التحريض الطائفي في سوريا : وين الزلم يا حسين !!
- ابو عبيدة يكسر جدار التعتيم : ابادة العلويين ليست هدفا لثورت ...
- عدالة حكومة الجولاني المزيفة
- هم عراقيون ولكن بالمواطنة لا بالأصالة
- الجمهورية السورية التركية – كيانٌ مُتعدد الجنسيات مُتنافرٌ ا ...
- تهافت خطاب الجولاني وتفاهته
- الحشد الشعبي العراقي بين الاجندات والمؤامرات الخارجية وبين ا ...
- التغلغل السوري في العراق ومخاطره على الامن الوطني والسلم الا ...
- ضرورة منع العراقيين من السفر الى سوريا في ظل الاوضاع الراهنة
- ايها الراحل لا ترحل !!
- انت مو انت , انت ؟!
- لواعج الغائب , نيران في القلب تأبى الانطفاء
- تزوير الدينار العراقي أداة لاستنزاف العملة الصعبة و تدمير ال ...
- التغيير ضرورة من ضرورات الحياة
- رفقا بنا ايها الدرب
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (3)
- لا تراهنوا على الحصان الخاسر
- الزيارات المصرية المشؤومة الى العراق , ما لها وما عليها (3)


المزيد.....




- سرايا القدس تعلن إطلاق رشقة صاروخية على مستوطنات غلاف غزة
- مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكن ...
- روسيا تطور درونات لتدمير المروحيات العسكرية والطائرات المسيّ ...
- لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة الم ...
- إسرائيل تطلق سراح مخرج فلسطيني حائز على جائزة أوسكار
- رئيس وزراء كوسوفو يقع في فخ مخادعين روسيين ويفضح ما يحضره ال ...
- مجلة -وايرد-: إدارة ترامب تتجه لإقالة مجموعة من العلماء في م ...
- مكتب نتنياهو ينفي تلقية أي تحذير بشأن -الأموال القطرية-
- موسكو تعلق على توقيف مولدوفا لرئيسة غاغاوزيا
- -تجربة أولية-.. قناة إسرائيلية تتحدث عن ذهاب دفعة من الغزيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سعد - لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة والمدنية