|
ايتها البشرية الشعب العراقي يخوض معركة تحررك الكبرى يتعرض للابادة
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يخوض الشعب العراقي اليوم معركة البشرية الكبرى ضد اعدائها . فلم تكن الحرب ضد الشعب العراقي مجرد حرب امبريالية ترمي الى احتلال بلد يمتلك ثروات غزيرة وموقع استراتيجي كما كانت الحروب الامبريالية السابقة . وتشكل خسارتها خسارة موقع يمكن التعويض عنه في مناطق اخرى او التخلي عنه لتحتله دولة امبريالية اخرى كما حصل للامبريالية البريطانية بعد ثورة 14/تموز/1958. ولا كخسارة الامبريالية الامريكية للفيتنام في السبعينات من القرن الماضي باعتبارها خسارة معركة مع المعسكر ااشتراكي. حيث يمتد الصراع بينهما على ساحة شاسعة : اقتصادية وعسكرية ، سباق تسلح وصراع ايديولوجي . يمكن تجاوزه بتحقيق انتصارات في المجالات الاخرى . كما حصل فعلا. فقد ساعدت الثورة العلمية التكنولوجية الامبريالية الامريكية على الانتصار في المجالين الاقتصادي وفي سباق التسلح. وبعد ذلك مكنت الثورة العلمية التكنولوجية الراسمالية وانهيار المنظومة الاشتراكية من سيادتها على العالم من ناحية ولكن من الناحية الاخرى طورت وسائل الانتاج وخلقت الظروف الموضوعية لتحرر البشرية منها ومن جميع اثامها . فطورت الاقطاب الراسمالية استراتيجيتها لتضع حماية النظام الراسمالي في مقدمة اهدافها الى جانب الصراع من اجل اقتسام مناطق النفوذ فيما بينها كما جرى في الحربين العالميتين الاولى والثانية . وتنظيم التعاون فيما بينها من اجل الهيمنة على العالم ضد الخطر الداهم في القضاء على اسس النظام الراسمالي. ولتحقيق ذلك التعاون في توسيع استعبادها للطبقة العاملة وشل نشاطها الى استعباد البشرية وشل كفاحها من اجل التحرر من الاستعباد. فحلف الاطلسي الذي اسس لمواجهة المعسكر الاشتراكي واقتصر تعاون دوله الامبريالية ضد توسع المعسكر الاشتراكي في اوربا اصبح يشمل نشاطه العالم. وقواته اليوم تعمل على تحطيم مقاومة الشعب الافغاني ومقره في بغداد لتدريب الجيش العراقي على خدمة اهداف الامبريالية الامريكية. فالحرب على العراق والعمل بكل السبل لتركيع الشعب العراقي، وتقديمه مثلا لشعوب العالم، لم تكن حرب الامبريالية الامريكية وحدها ، وطبقا لاستراتيجيتها في الهيمنة على العالم باعتبارها القطب الاكبر للعولمة الراسمالية وانما حرب العولمة الراسمالية وبناء على استراتيجيتها في ادامة استعباد البشرية عموما ، ولذلك تدعم القوات الامريكية في حربها ضد الشعب العراقي كل الدول الامبريالية مباشرة مثل بريطانيا او غير مباشرة من خلال حلف الاطلسي ، بل وتدعمها كل فصائل الراسمالية التابعة وانظمتها الرجعية . ورغم ذلك لم يصمد الشعب العراقي فقط بل وتصاعدت مقاومته ، فجاءت الخطة الامريكية الجديدة تصعيدا لجميع جرائم الابادة ضد شعبنا التي اقترفتها خلال اربعة اعوام، مسنودة علنا او بالمواربة من جميع اقطاب العولمة الراسمالية لادراكهم خطورة هذه المعركة على مصير النظام الراسمالي عموما .لان مجرد مقاومة الشعب العراقي للاحتلال طوال اربعة اعوام وتكليفه كل تلك التضحيات والتكاليف رفعت وعي الشعب العراقي وشعوب العالم وعززت ثقتها بقدرتها ليس فقط على مقاومة الهيمنة الامبريالية على العراق بل واحباط هيمنتها على العالم . وعرت جرائمها بحق الشعب العراقي وزيف كل ادعاءاتها وكشفت كل ادواته وسبل تحريكها بدءا من فصائل الارهاب وفرق الموت الى الطائفية ومليشياتها. وكل محاولات الباس جرائم الابادة التي يقترفها بحق شبيبة شعبنا وعلمائه بل واكثر ما يمكن من قواه العاملة لقتل حاضر ومستقبل الشعب العراقي، بالحرب الاهلية . فقد استطاع الشعب العراقي بسليقته الثورية وتجاربه القديمة والحديثة كشف الهدف الرئيس من جميع هذه الجرائم ليس فقط ابادة حيويته بقتل اكبر عدد ممكن من قواه الفعالة بل وتحطيم وحدته. وبرهن على وعيه بما اجترحه شباب الاعظمية من بطولات لانقاذ جماهير الكاظمية في كارثة جسر الكاظمية، وتلبية مئات الالاف من الجماهير اليوم للتبرع بالدم لشهداء جامعة المستنصرية الذين يضمون جميع طوائف الشعب ومكوناته. فقد اتضح ان جرائم الابادة خلال اربعة اعوام شملت العناصر الحيوية من جميع فصائل وطوائف ومكونات الشعب العراقي . ورغم كل ادوات التضليل الاعلامي والسياسي وكل وسائل شل طاقات الشعب العراقي من خلال حرمانه من كل وسائل العيش الطبيعي ولاسيما الحرمان من العمل الا في مجال الاجرام ومن الكهرباء والوقود والامن فضلا عن الكرامة وحق الحياة، فقد اشتدت مقاومته للاحتلال. فجاءت خطة بوش الاخيرة باعادة نيغوبونتي خبير حروب الابادة ضد الشعوب الطامحة للتحرر، الى وزارة الخارجية ليشرف وينظم عملية ابادة اكبر عدد ممكن من القوى الحيوية للشعب العراقي من ناحية واستخدام تصاعد هذه الاعمال كأداة لاثبات فشل العملية السياسية، في تحقيق الامن للشعب العراقي وعدم قدرة الشعب العراقي على ادارة شؤونه بصورة حضارية وكشعب موحد ولابد لانقاذه من الحرب الاهلية من تقسيمه على اسس طائفية الى كانتونات تحميها القوات الامريكية من الحروب فيما بينها وفي داخلها . نعم هذا هو المثل الذي تقدمه الامبريالية الامريكية ، قطب العولمة الراسمالية لشعوب العالم ولعموم البشرية ، بل وما يمكن ان يدفعها اليأس في تركيع الشعب العراقي من ابادة شاملةله ولشعوب المنطقة، بل والعالم ، بما تضمنته خطة بوش الحالية من تهديد لايران بنشر حاملات الطائرات في الخليج وتهديد اسرائيل لها بضرب المفاعلات النووية. فمعركة الشعب العراقي اليوم هي معركة البشرية التي على مصيرها لا يتقرر فقط مصير الشعب العراقي بل مصير البشرية عموما. واذ لم يحرم الشعب العراقي من دعم جميع قوى البشرية الواعية بما فيها الشعب الامريكي فان تصعيد اعداء البشرية لجرائمهم بحق شعبنا تتطلب تصعيد البشرية نضالها ضد العولمة الراسمالية وتصعيد دعمها للشعب العراقي سعاد خيري في 17/1/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استراتيجية بوش تعمق ازمات الامبريالية الامريكية قطب العولمة
...
-
تسليم الادارة الامريكية ملهاة صدام الى ادواتها
-
تحية لفصائل الجيش العراقي المقاومة للاحتلال في عيدها
-
نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية
-
اتركوا العراق لشعبه
-
رسالة شكر للاستاذ احمد الناصري
-
انقذوا بغداد من خطة امن بوش -المالكي
-
اليسار العراقي والحزب الشيوعي
-
الاهمية الآنية لتجربة حركة الانصار الشيوعية ضد النظام الدكتا
...
-
تغييب الاستراتيجية الوطنيةالسبب الرئيس لفشل جميع مؤتمرات الم
...
-
اليسار والحركة الشيوعية الوطنية والعالمية
-
احتجاجات جلال الطالباني على تقرير بيكر هاملتون بعضها حق يراد
...
-
تقرير بيكر هاملتن يضع الصيغة القانونية لتحويل العراق الى محم
...
-
رد على رسالة الرفيق ابو ذر ياسر
-
تعتبر الادارة الامريكية اليوم ان الحرب الاهلية في العراق الو
...
-
رسالة شكر لكل من قدم ويقدم لي النقد
-
بقاء دولة العراق ووحدته هو التحدي الاكبر والاول اليوم امام ك
...
-
مستلزمات المرحلة الراهنة
-
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
-
تطور نوعي للحركة النقابية العالمية وللعولمة الانسانية CSIتكو
...
المزيد.....
-
تشاد تعلن إلغاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع فرنسا
-
بستاني يفاجئ بوريل بسؤال غير متوقع حول أوكرانيا
-
عمرو موسى: القضية الفلسطينية لن تحل بالتطبيع والنسيان و7 أكت
...
-
قطر تجري مفاوضات لتوسيع الوساطة بين روسيا وأوكرانيا
-
أسر مرتزق بريطاني في محافظة كورسك (فيديو)
-
-روس كونغرس- تكشف عن نفقات الولايات المتحدة المتوقعة من أجل
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: صافرات الإنذار تدوّي في 8 مقاطعات أوكر
...
-
بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لمساعدة الدول منخفضة ا
...
-
رئيس السنغال: وجود قواعد عسكرية فرنسية يتعارض مع السيادة
-
عامان على شغور المنصب.. تحرك في لبنان لانتخاب رئيس للبلاد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|