أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - عندما تنقلب المقاومة على أصولها وتخرج عن سياقها الوطني















المزيد.....


عندما تنقلب المقاومة على أصولها وتخرج عن سياقها الوطني


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 21:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس كل من يدافع عن المقاومة في فلسطين مخطئ أو أنه بالضرورة حمساوي أو جهادي أو معادياً لمنظمة التحرير وحركة فتح.
صحيح، إن الماكينة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين وحماس وقناة الجزيرة تلاعبوا بعقول الناس وأوهموهم أن المقاومة هي حماس ومن ينتقد حركة وحكومة حماس هو ضد المقاومة بل وحتى ضد الإسلام.
في حقيقة الأمر فإن مقاومة الاحتلال مبدأ وحق تقره كل الشرائع والقوانين السماوية والوضعية ،كما أن فكر وثقافة المقاومة في فلسطين وما ارتبط بها من مفاهيم وتصورات مثل كراهية إسرائيل وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال والحق بمقاومته بكل الوسائل المتاحة الخ لم تبدأ مع حركة حماس بل متواصلة منذ أكثر من مئة عام مع بداية المشروع الصهيوني عملياً ،وكان الفضل الأكبر لنشر وترويج فكر المقاومة مصحوباً بمقاومة وطنية حقيقية مع حركة فتح وبقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منتصف الستينيات من القرن الماضي وكان لحركة فتح الفضل في تعزيز فكر وثقافة مقاومة الاحتلال عند الجماهير العربية وحتى الأجنبية من خلال تقديمها النموذج العملي لمقاومة الاحتلال من خلال العمل الفدائي وفتح معسكرات حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الأبواب أمام المقاتلين وقوى التحرر في العالم ليتدربوا على السلاح والمقاومة وتعلم مبادئ السلوك الثوري كما كان لحركة فتح وبقية الفصائل الوطنية الفضل في نشر ثقافة المقاومة من خلال الأفلام السينمائية والاذاعات ودور النشر والأغاني الثورية التي تتغنى بالمقاومة والسلاح وقتال العدو دون أن ننسى ما تم تدوينه في الميثاق الوطني للمنظمة وأدبيات حركة فتح التي رفعت شعار (هويتي بندقيتي) .
الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية ما زالت تتذكر أغاني الثورة الفلسطينية قبل ظهور حركة حماس.
مناسبة التطرق لهذا الموضوع مجددا ما لاحظناه من جدل وتراشق بالاتهامات في وسائط التواصل الاجتماعي بين فلسطينيين ينتقدون حركة حماس وطريقة ممارستها للمقاومة المسلحة وارتباطاتها الخارجية مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين ودور قطر المالي والاعلامي في تعزيز الانقسام ودعم حماس وسلطتها في غزة ، هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ناشطون فلسطينيون من خارج القطاع وجمهور من العرب يدافعون عن حماس والمقاومة في غزة بتعصب ويتهمون كل من يعارضها بالخيانة .
في اعتقادنا أن الخلل ليس في الجماهير العربية التي ما زالت تؤمن بالمقاومة ضد إسرائيل، حتى وإن كان فيهم من يؤيد المقاومة للتغطية على تقصيره وفساده أو كنوع من كسب الوجاهة السياسية أو سعياً للارتزاق من وراء القضية أو ممن ينتمون لجماعات الإسلام السياسي، ولكن الغالبية تؤيد المقاومة لأنها ما زالت مشبعة ومقتنعة بعدالة القضية وبشرعية المقاومة وبفكر وثقافة المقاومة التي زرعتها فيهم الثورة الفلسطينية منذ منتصف الستينيات وتوارثوا هذه الثقافة عن آبائهم ومن الثقافة الشعبية والدينية.
المطلوب من حركة فتح ومن تبقى في منظمة التحرير من فصائل وطنية ومن المثقفين الوطنيين أن يستعيدوا المقاومة فكرا وثقافة ونهجا عقلانيا من حركة حماس التي صادرتها وحرفتها عن سياقها الوطني ،وطرح تصور واضح لمفهومهم للمقاومة وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية والشعب وطبيعة العلاقة مع اسرائيل، وتجاوز عدم الوضوح واللغة المبهمة أو ترديد الشعارات حول التمسك بالثوابت والأسبقية في النضال والمقاومة ...، الخطاب التقليدي الخشبي لم يعد يجدي وإن أقنع بعض أبناء فتح والمنظمة فلن يقنع بقية الشعب أو الجماهير العربية والإسلامية إلا إذا كانت فتح والمنظمة لا يحتاجون لهذه الجماهير.
مع أهمية الجدل النظري وضبط المفاهيم إلا أن الواقع الحالي وخصوصا في قطاع غزة ينطلب مواقف عملية جريئة للخروج من مأزق المقاومة ومأزق القضية الوطنية بشكل عام وخصوصا من حركة حماس التي أخرجت المقاومة عن سياقها الوطني وأنفاذ ما يمكن انقاذه من حق وسمعة المقاومة ومن القضية بشكل عام.
نعرف ويعرف كل العالم أن دولة الاحتلال اليهودي الصهيوني تمارس حرب إبادة وتطهير عرقي وقادتها مجرمو حرب باعتراف منظمات حقوقية دولية وانهم مطلوبون للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية ،ونعلم كما يعلم العالم أن جيش الاحتلال دمر ٨٠% من قطاع غزة بالإضافة الى حوالي ربع مليون ما بين شهيد وجريح ومفقود وأسير ،وما زال يواصل جرائمه على مرأى ومسمع العالم حيث قتل في أقل من ١٢ ساعة من فجر الثلاثاء الماضي حوالي ٤٥٠ فلسطيني ثلثهم من الأطفال والنساء وهو أكبر عدد من الضحايا يسقط في حرب في أقل من 12 ساعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية....
ومع ذلك لم يحدث أي حراك دولي أو إقليمي أو عربي جاد لوقف هذه الجرائم حتى قرارات الأمم المتحدة والقمم العربية والإسلامية بقيت حبراً على ورق، كما لم نسمع صوتاً لإيران أو تركيا حتى لم تفكر أية دولة عربية مُطبعة بقطع علاقاتها مع اسرائيل أو مجرد التهديد بذلك، هذا ناهيك عن استمرار الانقسام الفلسطيني وفشل النظام السياسي الرسمي وكل محاولات التفاهم على موقف موحد لمواجهة الخطر الوجودي الذي يواجه شعبنا وكل القضية في غزة والضفة.
هذه الحالة التي وصلت اليها القضية الوطنية بدلا من أن تدفع الأحزاب وفصائل المقاومة لمراجعة سياساتها وخصوصا حركة حماس التي تصدرت المشهد في الحرب الحالية، بدلا من ذلك يستمر القادة وتحديدا المقيمون خارج قطاع غزة على نفس النهج ونفس التصريحات وكأن الحرب تجري في عالم آخر.
بالرغم من كل ما سبق يستمر من يصفون أنفسهم قادة حركة حماس في تصريحاتهم الاستفزازية وغير العقلانية والبعيدة عن الوقع والتي لا تًعير أي اهتمام بحياة الناس المعذبين في القطاع ولا حتى بما يخطط له العدو بدعم واشنطن لتهجير أهالي غزة طواعية أو قسراً، وكأنهم بهذه التصريحات يستدعون العدو لمواصلة حربه واستكمال مخطط التهجير.
عندما نقول إنها تصريحات مستفزة فحتى نتجنب توجيه اتهامات أخرى يرددها أهالي غزة وكثير من شعبنا والمتابعين للشأن الفلسطيني في الخارج وهي اتهامات تصل لدرجة اتهام الحركة بالتواطؤ مع العدو بقصد أو بدون قصد.
فما الجديد عندما يكرر قادة حماس القول طوال أكثر من 17 شهرا أن العدو يتحمل مسؤولية ما يجري من موت ودمار واستهداف المدنيين ويطالبون دول العالم بالتدخل لوقف العدوان، وفي نفس الوقت يطلقون الصواريخ ويتحدثون عن الانتصارات التي تحققها المقاومة ويستعرضون قواتهم أمام الفضائيات اثناء تسليم المخطوفين الإسرائيليين؟ ! وأي غباء واستخفاف بالعقول عندما يقولون إن العدو نكث بوعوده وأخل باتفاق الدوحة! ولا نعرف متى كان اليهود يلتزمون بعهودهم منذ بداية التاريخ وكما ورد في القرآن الى تجربة اتفاق أوسلو واتفاقات الهدنة بين حماس وإسرائيل خلال الحروب السابقة؟ كما لا نعرف ماذا يقصد قادة حماس و(منحليها السياسيين) عندما يصرحون إن حماس ستقاتل حتى آخر طفل في غزة! بينما قادة الدول والجيوش وحركات التحرر الوطني يصرحون عادة إنهم سيقاتلون حتى آخر قائد وجندي ومقاتل دفاعاً عن الوطن والمواطنين والأطفال والنساء، وجيش الاحتلال يقوم بحرب شرسة ويخسر جنودا وعتادا حتى يحرر الأطفال والنساء المختطفين عند حماس!!! ولا نعرف ما قيمة النصر الذي سيتحقق ومعناه وهدفه إن قاتلت حماس حتى آخر طفل فلسطيني، إلا إذا كانت تقصد انتصار الحزب والحركة وبقاء قادتهم أحياء، أو ستهدي النصر الى قادة إيران ومحور المقاومة الشيعي!
وأي استهتار بعقول الشعب عندما تصرح بعض قيادات حماس بعد لقاء مسؤول أمريكي ببعض قادتهم في الدوحة، إن الحركة أجبرت واشنطن على الاعتراف بها والتفاوض معها ليس فقط على قضية المخطوفين بل حول قضايا إستراتيجية تخص مستقبل القضية الفلسطينية والشرق الأوسط ويعتبرون هذا إنجازا ونصرا لهم، فيما سلاح واشنطن من طائرات وصواريخ هو الذي دمر غزة وقتل عشرات الآلاف وواشنطن تهدد بل وتشتغل بجد لتهجير أهالي غزة ؟!
في ظل هذه الأوضاع الميدانية حيث الموت والجوع والبرد والمرض يفتك بشعب فلسطين في غزة، وفي ظل هكذا تصريحات وارتباك في مواقف وتصريحات لقادة حماس تجمع ما بين الغباء والاستهتار بأرواح الشعب ومستقبل القضية... أليس من الأجدر والأقل ضرراً أن تسلم حركة حماس سلاحها وتسلم كل المخطوفين ما دامت تعلم إنها ستسلمهم في النهاية ولكن بثمن أفدح من دماء ابناء شعبنا؟
نكرر ما قلناه مراراً إن حركة حماس مجرد حزب أو حركة سياسية ولا تمثل كل الشعب الفلسطيني كما لم يفوضها الشعب بخوض هذه الحرب والقيام بطوفان الأقصى، وحتى إن كانت حركة مقاومة فهي ليست المقاومة بالإجمال، وبالتالي غيابها من المشهد أو استسلام ما تبقى من مقاتليها سيكون الأقل ضررا على الشعب والقضية إن كان سيوقف حرب الإبادة ويمنع التهجير، كما أن استسلام مقاتليها وخروجها من المشهد لا يعني استسلام الشعب الفلسطيني أو نهاية مقاومة الاحتلال.
هذا مقترح لحل مؤقت للخروج من المأزق الراهن المترتب عن الطوفان وحرب الإبادة وبعد وقف الحرب يجب التفكير بحل أشمل لأزمة النظام السياسي برمته لأن الخلل ليس عند حماس فقط بل أيضا في وعند منظمة التحرير ونهجها كما ذكرنا أعلاه، من خلال عملية تغيير وتطهير شاملة، قبل البحث عن حل لمشكلتنا مع العدو.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد الاعتبار للمقاومة الوطنية الحقيقية
- الإسلام والمسلمون: بين التماهي والافتراق
- القمة العربية ما بين ابو عمار و(الجولاني)
- قمم رفع عتب وقرارات مع وقف التنفيذ
- استمرار الغموض حول لجنة ادارة غزة
- أين أهالي قطاع غزة ممايخطط لهم ؟
- حركة حماس في مفترق طرق
- لماذا تُصر حماس على الاستمرار في حُكم غزة؟
- الجولاني في قمة القاهرة!!
- لا تتوقعوا الكثير من قمة القاهرة
- حضور فلسطين عالميا وتراجعها عربياَ واسلامياَ
- عدالة قضية وصمود شعب وبؤس النخب السياسية
- المشروع الصهيوني ومئة عام من الفشل
- ما بين قرار طوفان الأقصى وقرار حرب الإبادة الإسرائيلي
- مرة أخرى حول تمايز دور المثقف عن دور رجل الدولة
- القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخا ...
- أما آن لفلسطينيي غزة أن يستريحوا؟
- حماس والخروج المشرف من المشهد
- مخطط التهجير يكشف الهدف الحقيقي من الحرب على غزة
- قطر ليست مصر وتميم ليس عبد الناصر


المزيد.....




- إسرائيل: قرار بتوسيع مستوطنات الضفة الغربية وتسهيل الهجرة -ا ...
- -يبلها ويشرب ميتها-.. هجوم مصري على ويتكوف بسبب تصريحاته عن ...
- اجتماع عربي إسلامي بالقاهرة بشأن غزة
- رئيس الوزراء الكندي يدعو لإجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل
- لماذا يشيب شعرنا؟
- خان يونس تُشيّع أبناءها: جنازات تلو الأخرى وسط حرب مستعرة
- ثلاثة أمور تتسبب في أغلب الخلافات مع شريك الحياة
- كيف يتحدى الحوثيون الضربات الأمريكية؟
- مراسل RT: غارات جوية تستهدف العاصمة اليمنية صنعاء
- الجزائر تباشر أولى خطوات سن قانون تجريم الاستعمار


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - عندما تنقلب المقاومة على أصولها وتخرج عن سياقها الوطني