أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3














المزيد.....


الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 17:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا بأس إذا كان العقل هو المعيار في وزن جميع الأشياء، لكن ثمة قضايا ماورائية أحيانا يحتاجها الإنسان (لكن ليس كل إنسان) وتميل لها نفسه، وهو حائر وربما سيضيع، لولاها، في هذا الكون الشاسع، المترامي الأطراف، فهو بحاجة إلى حوافز، كي يعيش هذه الحياة، المفروضة عليه، وهو مُجبر أن يعيشها؛ والحوافز هذه تجعل منه أن يتحمّل آلام الحياة، ومن دونها – أي الحوافز - قد ينتحر، ودائما ما نسمع هنا وهناك من يقول: ما الجدوى من الحياة؟، طالما نهايتها الموت، وهو الشيء الرهيب المقدّر علينا؟، بمعنى أن الحياة أمر رهيب هي الأخرى، والانسان يجب أن يعيشها بحلاوتها ومرارتها؛ وتشبثه بأوهام هي خير حافز يعينه على الصبر وإن كان على مضض. والحوافز التي نتحدث عنها كثيرة ومتشعبة، ولعل أهمها هي كل أمر أو قضية خارج أطار العقل، أي أمر غيبي وقضية ينفرها العقل ولا تستقيم مع أفقه الشاسع، الرحب المنسجم والوعي والمصداقية العينية الواقعية، ولا داعي أن نذكر أمثلة فالأمثلة كثيرة ولا تخفى على لبيب، وخير ما عبّر عنها الفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون بقوله"أصنام العقل"، فهو يفرض أشياء ويتخايل أخرى، ثم يصدقها، ويطبقها على واقعه، ويعدها حقائق ساطعة.
فما هي أصنام العقل هذه"
"(١) النوع الأول: «أوهام القبيلة» itribus وهي ناشئة من طبيعة الإنسان؛ لذا كانت مشتركة بين جميع أفراده: فنحن ميالون بالطبع إلى تعميم بعض الحالات دون التفات إلى الحالات المعارضة لها، وإلى تحويل المماثلة إلى تشابه وتواطؤ، وإلى أن نفرض في الطبيعة من النظام والاطِّراد أكثر ممَّا هو متحقق فيها، وإلى أن نتصور فعل الطبيعة على مثال الفعل الإنساني، فتتوهم لها غايات وعللًا غائية.
(٢) النوع الثاني: «أوهام الكهف» sbecus وهي ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منَّا، فإن الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني، منه ننظر إلى العالم، وعليه ينعكس نور الطبيعة فيتخذ لونًا خاًّصا، هذه الأوهام صادرة إذن عن الاستعدادات الأصلية وعن التربية والعلاقات الاجتماعية والمطالعات، فمثلًا من الناس من هم أكثر ميلًا إلى الانتباه إلى ما بين الأشياء من تنوع، بينما آخرون أكثر ميلًا إلى البحث عن وجوه الشبه، إلى غير ذلك من الاتجاهات.
(٣) النوع الثالث: «أوهام السوق» fori وهي الناشئة من الألفاظ، فإن الألفاظ تتكون طبقًا للحاجات العملية والتصورات العامية، فتسيطر على تصوُّرنا للأشياء، فتوضع ألفاظ لأشياء غير موجودة، أو الأشياء غامضة أو متناقضة، وهذا أصل كثير من المناقشات، تدور كلها على مجرد ألفاظ.
(٤) النوع الرابع «أوهام المسرح» theatri وهي الآتية ممَّا تتخذه النظريات المتوارثة من مقام ونفوذ، وهنا يحمل بيكون على أرسطو وأفلاطون وغيرهما من الذين يفسرون الأشياء بألفاظ مجردة كما يقول، ولكن يصعب تمييز هذه الطائفة الرابعة من الطائفة الثالثة، فإن بيكون يذكر من بين أسبابها تكوين الطبيعة الفردية والمطالعة والعرف والسلطة.
فليست «الأصنام» أغاليط استدلالية كالتي يذكرها أرسطو، ولكنها عيوب في تركيب العقل تجعلنا نخطئ فهم الحقيقة، ويجب التحرر منها لكي يعود العقل «لوحا مصقولًا» تنطبع عليه الأشياء دون تشويه من جانبنا، وهذه محاولة ضعيفة من بيكون في نقد العقل والتمييز بين ما له وما للأشياء، وهي تمهيد سلبي للمنطق الفطري الذي يصبح في غنى عن المنطق الصناعي ما دامت أسباب الخطأ قد استبعدت، وهكذا سيصنع ديكارت ومالبرانش وسبينوزا للاستغناء عن المنطق القديم". (راجع: يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الحديثة ص 47- 48، منشورات دار القلم بيروت – لبنان من دون ذكر سنة الطبع)
ويؤكد فرانسيس بيكون في مكان آخر، وهو خير ما نتعزى به في هذا الاطار مقولته الشهيرة القائلة "قليل من الفلسفة قد يؤدّي بك إلى الإلحاد، لكنّ التعمق الشّديد في الفلسفة يرمي بك في أحضان الدين".



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية2/ 3
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية1/ 3
- نيتشة.. الانسان السوبرمان
- القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني
- عدنان الفضلي الشاعر الذي أغوته الساعات
- المنحى الصوفي في قصيدة (خمرةُ اليقين) للشاعر كريم القيسي
- ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر ...
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ...
- الشعر بوصفه لعبة الابداع قراءة في نص (كَسَاحِرٍ يُرَوِّضُ عَ ...
- الخيال في (أحزانٌ بلا مراكب) للشاعر حسين السياب
- تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي
- اغتصاب الجدال
- انتصار الفكر الحُرّ على التاريخ في سردية (القبر الأبيض المتو ...
- سياحة قصيرة في (كفُّ تلوَّح لكلماتٍ في الدّخان) لأمير الحلاج
- حكايات من بحر السراب
- لها.. وهيَّ على فراش الغياب
- أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب


المزيد.....




- عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- أزمة بيض في فرنسا بسبب رمضان؟ المسلمون يردّون بسخرية على الا ...
- طر يقة تثبيت تردد طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سا ...
- بابا الفاتيكان يطالب بالوقف الفوري للقصف الصهيوني على غزة
- البابا فرنسيس يعود إلى الفاتيكان بعد خمسة أسابيع من العلاج
- السعودية .. تفاعل واسع حول فاتورة كهرباء -المسجد الحرام-
- مسيحيو سوريا: خوف من القادم و-حرج- من مواقف الكنائس من الأسد ...
- البندورة الحمراء..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعر ...
- كيف تستخدم إسرائيل السياح في اقتحامات المسجد الأقصى؟
- دار الإفتاء الليبية تجيز إرسال زكاة الفطر إلى غزة وتدعو المو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3