أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيام الحزن العلوي














المزيد.....


هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيام الحزن العلوي


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 00:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟
قراءة في رحاب أيام الحزن العلوي
ونحن نعيش أيام الحزن العلوي بذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي (ع) ، لابد من التفكر في مسيرته طيلة عمره الشريف، منذ ان كان صبياً في كنف الرسول (ص) وحتى استشهاده (ع) على يد الظالم ابن مرجانة (لع)، سنجد انه كان في موقع القوة وثبات البأس في كل أحوال الدينا واهوالها، ولم يتراجع عن رأي تبناه او قول جاهر به، وحتى في فترة خلافته لرسول الله (ص) وكان رئيس الدولة واميرها وسلطانها وتحت يده كل مقدراتها، مع ما يملك من قوة ذوالفقار وباس المغوار، الا اننا لم نجد في كل هذه المسيرة ما يدل على انه كان مستبداً قامعاً لرأي من يخالفه، بل كان يسمع منهم قولهم ،وان عارضهم فانه يعارضهم بالحجة والموعظة الحسنة، ولم نجد في هذه المسيرة دليلاً على انه امر بحبس شخصاً مهما كان لأنه اختلف معه بالرأي، او انه اصدر امر القبض بحق من اعلن عن معارضته له، بل انه يرى الحلم مع كل مخالف معتدي وليس مخالف في الرأي فقط، وذلك بقوله (ع) (اكْظِمِ الْغَيْظَ، وتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ، واحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ، واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ، تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ) ويقول ابن ابي الحديد ان عبارة (الصفح مع الدولة) بمعنى ان تكون مالكا للقوة والسلطة فعليك الصفح ويضيف ابن ابي الحديد ايضاً، بان هذه من شيم الرسول (ص) عندما ظفر بمشركي مكة وغفر لهم ومن شيم الامام علي عندما ظفر باهل الجمل وعفا عنهم،وهذه الوقائع والحوادث التاريخية تدلنا على ان الامام علي كان متسامحاً مع خصومه ويحترم الرأي المخالف، طالما لا يدخل في باب الحرابة او الشرك،
وحيث ان هذه الأيام هي أيام الامام علي (ع) ستجد الكثير من أصحاب السلطة والمتمترسين خلف اسوارها والساعين الى توظيفها لحماية مصالحهم ومكاسبهم الغلول، من خلال إيقاع اشد الأذى بمخالفيهم ومن لم يتبع اهوائهم عبر سلطانهم، فهؤلاء ستجدهم يتقدمون صفوف المعزين باستشهاد الامام علي (ع) ولربما ينسجون قول النعي والاستذكار ويدبجوها بالعبارات الفخمة للتعبير عن حزنهم،
الا انهم عند الامام لا مقام لهم لأنه حارب الظلم وكان اماما للتسامح، فكيف يقبل عزاءً من الظالم الطاغي المستبد القول الزائف، ويرضى بعمل المستبد الباغي الذي لم يترك عملا الا واتى به من اجل تحصين موقعه والبقاء في كرسي السلطة بغياً واغتصاباً،
فاذا ما كان هؤلاء يقولون حقاً عن حزنهم فالاجدر بهم ان يتبعوا نهجه بالتسامح وعدم توظيف سلطانهم لمصالحهم وان يكونوا مثله متسامحاً مخاصماً بشرف، وان يتواضعوا بمثل تواضعه عندما وقف اما القضاء مبجلاً له وهو كان رئيساً واميرا على القاضي ومنصباً له في مكانه، في الحادثة الشهيرة بمطالبته لدرعه من النصراني وهو احد رعايا دولته، الا انه ابى الا ان يجسد التسامح واحترام القانون،
لذلك لم يكن علياً (ع) مستبداً، وانه لن يقبل ان يواسيه في مصابه من كان مستبداً وظالماً، لان الامام (ع) لم يكن ممثلاً لنا بشخصه فحسب، بل هو منهج حق مصدره علم النبي (ص) الذي هو علم القران الكريم وهو قول الله تعالى، بل انه قد أوصى هؤلاء بقوله (ع) (فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ، وقراضة الجلم. واتعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتعظ بكم من بعدكم، وارفضوها ذميمة، فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم) ، كما قد خص من يحمي الحقوق ويثبتها ومن يقضي بين الناس فيرشده الى سبيل نجاته في عمله بقوله (ع) (استعمل العدل، واحذر العسف والحيف، فإن العسف يعود بالجلاء والحيف يدعو الى السيف)
لذلك ونحن نستذكر أيام الحزن العلوي فان عرفنا ان اهل الحق هم الخالدون، واما الباغون والطغاة فان منزلهم في الدنيا مزبلة التاريخ وفي الاخرة قعر جهنم، ومن سعى لقتل الامام فانه وان قتل جسماً الا انه بقى خالداً في العقول والقلوب الى ان تقوم الساعة، ومن كان يظن انه قد ازاله من كرسي الخلافة، وهو في اصله زاهداً فيه، فان استشهاده قد ابقاه متربعاً على عرش القلوب حتى يقوم القائم (عج).
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتداء الأمريكي على اليمن وموقف البعض المسؤول عن أمور البل ...
- من الجهة التي تتولى إدارة نقابة المحامين عند حل مجلس النقابة ...
- هل جميع دعاوى البداءة التي تنظر بدرجة أولى قابلة للطعن استئن ...
- عدم تنفيذ حجة التخارج بعد مضي خمسة عشر سنة، أمرً نسبي وليس ب ...
- انعدام الاحكام استثناءٌ اقره العرف القضائي ولا يجوز التوسع ف ...
- لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالم ...
- هل يعتبر قانون التعديل قانوناً مستقلا عن القانون المُعدَل؟
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ع ...
- من هو المدعي الذي تتوفر فيه المصلحة عند إقامة دعاوى حماية ال ...
- تعليق على ما كتبه الدكتور عطاف صليبا عن تداعيات الامر الولائ ...
- الحجية المؤقتة للأمر الولائي (الامر على العرائض)
- القرآن الكريم ومنطق الرياضيات والواقع السياسي الراهن
- ما هو النص الرسمي للقانون الذي يعول عليه عند التطبيق والتنفي ...
- هل أسهم مجلس النواب بتعزيز التقارير الخارجية التي تزعم وجود ...
- القضاء الدستوري يرجح وجود النص القانوني المخالف للدستور على ...
- لا يجوز تمديد فترة عمل مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، ت ...
- هل احكام قانون مفوضية الانتخابات النافذ تتفق واحكام الدستور؟


المزيد.....




- محامية الدكتور أبو صفية: موكلي يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون ال ...
- احتجاجات في بروكسل ضد العنصرية المتزايدة في بلجيكا والاتحاد ...
- رئيس بلدية أنقرة يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد اعتقال إ ...
- اعتقالات وتعزيزات بالضفة والكابنيت يصادق على مخطط استيطاني ج ...
- الاحتلال يواصل إبادة العائلات والتهجير القسري إمعانًا في الإ ...
- الشاباك يعلن اعتقال إسرائيلي بتهمة تنفيذ مهام تجسس لصالح إير ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل أقامت 849 حاجزا وبوابة في الضفة الغرب ...
- تصعيد إسرائيلي شمال الضفة الغربية وسط تهجير قسري واعتقالات و ...
- -حان الوقت لاستبدال الأونروا- – ذا جيروزاليم بوست
- الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 65 معتقلا


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيام الحزن العلوي