قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن العربي 2026-2035م الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 00:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

صدر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن العربي 2026-2035م، في حوالي 337 صفحة، أعدها فريق من الخبراء من الدول العربية. وتضمنت الخطة سبعة فصول وهي:
1.السياق العام للتعليم على المستويين العالمي والعربي
2.التعليم ما قبل المدرسة (الطفولة المبكرة)
3.التعليم العام في المنطقة العربية
4.التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار
5.التعليم المهني والفني
6.التعليم في حالات الطوارئ والأزمات
7.تعليم وتعلم الكبار والتعلم مدى الحياة في المنطقة العربية
وقبل الشروع في التفاصيل، أود التأكيد على أن الملاحظات أو التوصيات المطروحة لا تنتقص من قيمة العمل المنجز، فهو بلا شك عمل جيد في ظل ظروف قد تكون صعبة، حيث يعاني التعاون والتنسيق العربي من مجموعة من التحديات، معظمها مرتبط بالأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة. لذا، من المهم أن نتقدم بالشكر إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على هذا العمل المتميز، الذي يتطلب آليات تعاون فعالة لضمان تنفيذ ما تم التخطيط له. ونظراً لأن الخطة تشمل جميع مراحل التعليم، إنه يصعب مناقشة جميع فصولها في مقالة واحدة بشكل كافٍ. لذلك، سيتم تناول هذه الخطة في عدة مقالات، حيث سأحرص على أن تتناول كل مقالة جزئية معينة من الخطة.

بادئ ذي بدء، يجب أن نشير إلى ضرورة تضمين أعضاء من الدول التي تعاني من صراعات ونزاعات، مثل ليبيا والسودان واليمن وسوريا. حيث إن غياب هذه الدول قد يؤدي إلى فقدان بُعد حيوي في الخطة، فهذه الدول تواجه تحديات فريدة في مجالات التعليم، مما يتطلب إدماج وجهات نظرها وتجاربها. بالتالي من المفيد وجود ممثلين عن هذه الدول يمكن أن يساهموا في تقديم حلول مبتكرة وملائمة لتحدياتهم الخاصة.
كما اعتمدت الخطة في مقدمتها وعلى معظم تصوراتها على الثورة الصناعية الرابعة، وهي مرحلة حاسمة في تطور التكنولوجيا. ومع ذلك، تشير الاتجاهات الحالية إلى أننا على أعتاب المرحلة الصناعية الخامسة، التي تركز على الدمج المتقدم بين الإنسان والتكنولوجيا. بالتالي فأنني أعتقد بأنه من الضروري أن تتكيف الخطط التعليمية مع هذه التطورات لضمان إعداد الطلبة لمستقبل يتطلب مهارات رقمية متقدمة، بالإضافة إلى تعزيز الابتكار المجتمعي. ينبغي أن تتضمن الخطة استراتيجيات لتعليم مهارات الابتكار والتفكير النقدي، مما يسهم في تطوير مشاريع تخدم المجتمع وتعزز من روح ريادة الأعمال.
أما بالنسبة للجزء الخاص بالأهداف، فإنه بحاجة إلى مراجعة؛ حيث إن كل فقرة من الأهداف تتضمن أكثر من هدف، مما قد يسبب تشويشًا للمسؤولين عن اتخاذ القرار حول الأولويات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف. لمزيد من الوضوح والتبسيط، أرى من المهم أن تكون الأهداف مرقمة بدلاً من تقديمها كنقاط قائمة. وذلك أسوةً بأهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة. كذلك من الأفضل تقسيم هذه الأهداف إلى نقاط منفصلة، حيث سيكون من الأسهل تتبعها وتحديد أولويات التنفيذ. ومعني هذا ببساطة بأنه سيعزز الفهم ويقلل من احتمال حدوث أي تشويش. وللحديث بقية.

#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات