لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟

محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 19:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية

ظهر مصطلح الهلال الشيعي بعد فترة من التغيير السياسي في العراق عام 2003 , وكان اول من تحدث عن هذا الهلال هو جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن والرئيس المصري حسني مبارك . كلا القائدين اعتبرا ان عودة العلاقات العراقية – الإيرانية الى حالتها الطبيعية بعد التغيير سهل على ايران من التحرك نحو حزب الله اللبناني عن طريق العراق ثم سورية بشار الأسد , مما اعدوه خطرا على المنطقة وعلى توازنها . والحقيقة ان هذا الهلال , ان وجد فانه لم يشكل أي خطر على المنطقة او أي دولة عربية , وانما كان خطرا على الكيان الصهيوني , حيث كانت ايران المورد الأكبر لسلاح حزب الله والذي كان يدافع عن الحدود اللبنانية .
محاولات العرب , وبالطبع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أيضا, من تقطيع اوصال هذا الهلال لم تنقطع , و نجحوا أخيرا من تقطيعه بعد انهيار حزب الله وقتل قائده السيد حسن نصر الله في لبنان على يد الكيان الصهيوني , ومن ثم انهيار النظام السوري على يد قوات هيئة تحرير الشام الذي كان يقودها احمد الشرع , وبذلك اصبح موضوع توصيل السلاح الإيراني الى حزب الله قضية خطرة , ومن يلقى القبض عليه وهو متلبس " بالجريمة", سيكون عقابه اقسى من الذي يتاجر بالمخدرات التي تقتل الكبير والصغير في بيوتهم .
ولا انسى الصور التي خرجت من بعض الدول العربية وهي تحتفل وتوزع الجكليت و الشرابت احتفلا بقتل السيد حسن نصر الله على يد القوات الصهيونية , وتعليقات المحتفلين بأسقاط نظام بشار الأسد والذي بسقوطه سيمهد خلاص البشرية من " شر " حزب الله وايران , والذي يعدهما بعض المعلقين العدو الأول للإسلام والأمة العربية .
ذهب السيد حسن نصر الله وذهب بشار الأسد , ولكن الامة بقيت على سباتها , فيما تحررت إسرائيل باللعب في مصير المنطقة على قول المثل العراقي " شاطي شباطي" . استولت على خمسة مواقع لبنانية ولا تريد التخلي عنها , استولت على أراضي جديدة من سوريا حتى أصبحت العاصمة , دمشق على مرمى من الدبابات الإسرائيلية , تهديدات متبادلة بين مصر وإسرائيل , وهجمات جوية أمريكية – بريطانية ليل نهار على اليمن .
طيب , من فرح وهلهل بوفاة السيد حسن نصر الله وهز الاكتاف والورك بسقوط بشار الأسد , اليس من المفروض ان يطالبوا بالبديل ل " الهلال الشيعي " بعد تقطع اوصاله حتى يحفظوا على كرمتهم ؟ لقد كانوا يخافون من التمدد الإيراني ويخافون من ان يغيروا دينهم , اليس من مصلحة الامة الى تشكيل قمرا عربيا يردع عربدة الكيان الصهيوني في المنطقة ؟ هل اصبح هناك تمدد مقبول وتمدد غير مقبول ؟
ان عدم تشكيل هذا القمر يؤكد ما ذهب اليه الكثير من المحللين بان هناك تواطئ عربي – إسرائيلي لأنهاء القضية الفلسطينية حتى ولو كانت على حساب الكرامة العربية , وما خروج تقارير صحفية تؤكد دعم عربي لاقتصاد الكيان وهم يقتلون أبناء غزة و لبنان الا احد نتائج هذا التواطئ الذي دعم بفتوى رجال دين من السعودية والبحرين ومصر .
الكرامة العربية تستصرخكم بوقف العدوان على المنطقة , والا ستكونون هدفا سهلا ما بعد الهلال .

#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات