أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - اسعد عبدالله عبدعلي - العقارات في بغداد اغلى من باريس















المزيد.....


العقارات في بغداد اغلى من باريس


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حجي عبد تجاوز عمره السبعون ومازال يحلم ببيت ملك, مر العمر سريعا وهو يحاول ويحاول, لكن الحياة أنهكته, وبقي يتنقل في بيوت الإيجار تحت رحمة ملاك البيوت, وهو الآن مطمئن أنه سيموت وهو في بيت ايجار, فلا يملك القدرة المالية على شراء بيت, ان مشكلة السكن ازلية في العراق, وقد فشلت الحكومات المتعاقبة في حلها, لتتضخم وتتراكم, لتجعل الحياة صعبة على محدودي الدخل والفقراء.
حيث تتجاوز أسعار العقارات في بغداد أسعار المدن الأوروبية، في حين أن البنية التحتية لا تواكب ارتفاع التكاليف, حيث يصل سعر المتر المربع للمنازل في المناطق السكنية الراقية بالعاصمة العراقية بغداد إلى 22 مليون دينار عراقي (حوالي 15,000 دولار أمريكي), وتصل أسعار المناطق التجارية إلى ضعف هذا الرقم، وهي زيادة هائلة تضع سوق العقارات في بغداد بين أعلى مستويات أسعار العقارات العالمية, ويتجاوز هذا السعر حتى الأسعار المسجلة في المدن الأوروبية، مما يعزز مكانة بغداد كموطن لبعض أغلى العقارات في العالم.
وقد أدى قانون الاستثمار العراقي، إلى جانب التفاوت بين العرض والطلب، إلى تحويل السلطة بشكل مباشر إلى أيدي المستثمرين, واستجابةً لذلك، يسعى البرلمان إلى تعديل القانون كإجراء لتهدئة قطاع الإسكان المتضخم في بغداد.

• أزمة السكن تخنق المجتمع
لم ترتفع الأسعار في المناطق الرسمية المخصصة، والمعروفة باسم "سندات التخصيص"، فحسب، بل شهدت أيضًا ارتفاعًا طفيفًا في الأراضي المصنفة على أنها زراعية بدلًا من سكنية, وغالبًا ما تُمارس أعمال البناء بشكل مخالف للأنظمة، حيث يسعى السكان إلى تحويل هذه المناطق إلى أحياء سكنية متطورة بالكامل, وتتعلق آمالهم بتغيير تصنيف استخدام الأراضي من زراعية إلى سكنية، وهو تغيير يأملون أن تُسهّله الحكومة لحل جزء من المشكلة.
عندما تجوّل في شوارع العاصمة بغداد, أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي, ستشاهدون إعلاناتٍ تعرض مجمعاتٍ سكنيةً حديثةً بأسعارٍ خيالية. هي متاحة فقط للأغنياء و ميسورين الحال والطبقة السياسية والمشاهير, اما الفقراء فليس في قدرتهم الوصول لها.
يبلغ متوسط الدخل الشهري للمواطن العراقي 544 دولارًا أمريكيًا (800 ألف دينار عراقي)، وفقًا لموقع "نومبيو"، الذي يُقيّم مستويات المعيشة العالمية.
ما يُثير الحيرة في ارتفاع أسعار العقارات هو أن بغداد تُعاني من ازدحامٍ مروريٍّ شديد، وفيضاناتٍ عقب هطول الأمطار، ووفرةٍ في المولدات الكهربائية، مما يُبرز عدم التوافق بين البنية التحتية والأسعار الباهظة.

• عقارات المنصور اغلى من باريس
يقول هيثم الجنابي وهو وسيط عقاري يعمل في قضاء الكرخ: أسعار العقارات في بغداد غير متساوية, مثلا سعر المتر المربع في مختلف مناطق المدينة لا تتجاوز الاف دولار, لكن في قضاء المنصور الراقي قد تتجاوز الأسعار 5000 دولار أمريكي، أي حوالي 7 ملايين دينار عراقي, وهنا يجب الالتفات الى ان التنظيم غائب، وهناك غياب للمساءلة في تسعير العقارات، فكل مستثمر يُحدد الأسعار حسب تقديره دون رقابة, وقد أدى ذلك إلى أن أصبحت مناطق مثل المنصور واليرموك أغلى من باريس.

ويضيف علاء محمد (صاحب مكتب عقاري): سكان العاصمة يتجهون الآن نحو الأراضي الزراعية وأطراف بغداد بحثًا عن خيارات سكنية أكثر بأسعار معقولة، متجنبين مركز المدينة, وقد امتد ارتفاع أسعار العقارات إلى جانب الرصافة للكثير من احيائها, حتى مدينة الصدر اصبحت اسعارها مرتفعة جدا, لذلك اصبح التوجه للأرض الزراعية, وبسبب كثرة الطلب عليها ارتفعت أسعارها, فقد ارتفع سعر المتر المربع في الأراضي الزراعية إلى مليون دينار عراقي، وغالبًا ما يتم ذلك دون توثيق رسمي.

وقال الأستاذ غالب سعيد (وهو من سكنة شارع فلسطين): تُباع بعض المناطق في جانب الرصافة بأسعار تُقارب أسعار الكرخ، مثل البنوك، وزيونة، والأعظمية، وشارع فلسطين، والكرادة, ففي منطقة زيونة التجارية، يتراوح سعر المتر المربع حول 10,000 دولار، بينما يبلغ سعر المتر المربع للوحدات السكنية حوالي 3,500 دولار، حسب موقعها, في شارع فلسطين المجاور لمدينة الصدر، تتراوح أسعار العقارات السكنية بين 2,500 و3,000 دولار، بينما تتراوح أسعار الوحدات التجارية بين 8,000 و10,000 دولار.

• قانون الاستثمار يُفاقم الأزمة
أن العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار العقارات في بغداد ينبع من قانون الاستثمار نفسه، الذي منح المستثمرين هامشًا كبيرًا من الحرية دون تحديد سعر ثابت للعقارات, حيث ترك الامر هكذا من دون محددات بضر فئات واسعة من المجتمع.
لقد وسّع قانون الاستثمار الفجوة بين العرض والطلب، متجاوزًا بذلك الهدف الأصلي للقانون، ومُمكّنًا المستثمرين من تحديد ديناميكيات السوق والأسعار، مما أدى فعليًا إلى تهميش الرقابة الحكومية.
وتناقلت المواقع الخبرية إلى نية البرلمان مراجعة قانون الاستثمار وإصدار لوائح جديدة تهدف إلى تنظيم أسعار العقارات السكنية، ليس فقط في بغداد، بل في جميع المحافظات العراقية الأخرى.
ان تفاقم الازمة ادى الى انتشار المستوطنات العشوائية داخل المراكز الحضرية وعلى أطراف المدن, حيث تضخمت هذه الظاهرة لتشمل أكثر من 4000 مستوطنة عشوائية منتشرة في جميع أنحاء العراق، تضم أكثر من 3 ملايين نسمة, هذه الشريحة السكانية الآن يُمثل سكان العراق 12% من سكان البلاد، وفقًا لتقارير وزارة التخطيط.

• يحتاج العراق إلى ٥ ملايين وحدة سكنية
أن ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية في العاصمة هو عامل رئيسي وراء ارتفاع أسعار العقارات, حيث أدى هذا الأمر إلى حالة من تفوق الطلب على العرض، وهي حالة تختلف عن تلك التي شهدتها المحافظات والدول الأخرى, والحقيقة ان الأمر يبعث للدهشة من الأسعار الباهظة لبعض العقارات في العاصمة بغداد، والتي تجاوزت 15 ألف دولار (حوالي 22 مليون دينار عراقي) للمتر المربع.
تأكد ان أسعار العقارات في بغداد لا مثيل لها عالميًا، مما يجعل العقارات في العاصمة الاغلى سعرا من أي مكان آخر في العالم.
وهذا لا يشمل المناطق التجارية، حيث يبلغ سعر المتر المربع أربعة أضعاف سعره في المناطق السكنية.
أن الطلب على العقارات في بغداد يتزايد باطراد، ولا توجد مشاريع كبيرة قيد التنفيذ لتلبية هذا الطلب، الحقيقة أن العراق يحتاج إلى 5 ملايين وحدة سكنية، مع حاجة إضافية إلى 2-3 ملايين وحدة سنويًا لمواكبة الطلب المتزايد في السوق.
والحل الامثل لهذه المشكلة هو بناء مجمعات سكنية على أطراف بغداد، ذات بنية تحتية قوية متصلة بمركز المدينة،, حيث ان الاعتماد فقط على مركز بغداد لن يعالج أزمة الأسعار, والاهم ان تكون بأسعار مناسبة لأصحاب الدخل المحدود.
-----------------------------------------
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
موبايل/07702767005
ايميل/ [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
- سوريا الجديدة بين الاحتراق ومخاطر التقسيم
- مشاكل التعليم المحاسبي في العراق
- البنك المركزي العراقي والضغط على الشعب العراقي
- الكيان الصهيوني وإشعال نار الحرب السيبرانية
- العراقيون بحاجة لمخصصات بدل ايجار
- السفر الى الماضي: العالم قبل 26 عاما
- العراق والتحديات الكبيرة مع عودة ترامب
- ارتفاع اسعار ايجار السكن وغياب الدور الحكومي
- أسباب تركيز -إسرائيل- المتجدد على سوريا
- توقعات حول ماذا سيفعل ترامب بشأن إيران؟
- عجلة التكتوك وغياب الرقابة الحكومية
- مكاسب تركيا من التغيير في سوريا
- تأثير سوريا الجديدة على إيران وروسيا وباقي المنطقة
- احداث سوريا والدور التركي الخبيث
- سقوط حلب بين هجوم مفاجئ والمؤامرة
- هلع دول الخليج وقضية الأمن القومي
- مذبحة ميدان رابعة ونظام السيسي
- الإمارات تحرق السودان
- ترامب ولعبة الدولار ضد العراق


المزيد.....




- الصين تطلب من الولايات المتحدة الكف عن التدخل في التعاون الا ...
- برلماني مصري يتقدم ببيان عاجل لوقف صفقة بيع بنك القاهرة: -تث ...
- البيت الأبيض: الإمارات ملتزمة باستثمار 1.4 تريليون دولار في ...
- الاقتصاد الإيراني في عامه الجديد بين الأزمات والفرص المشروطة ...
- ترامب يعلن عن إنتاج أول طائرة مقاتلة في العالم من الجيل السا ...
- الإمارات تتعهد باستثمار 1.4 تريليون دولار في أميركا
- تركيا الأولى أوروبيا والثامنة عالميا في الإنتاج الزراعي
- حريق يعطل مطار هيثرو ويشعل الأسواق.. اضطرابات بالملاحة وتراج ...
- الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا: الدين العالمي الحكومي ارتفع ...
- المركزي الروسي: لا مناقشات ملموسة حول رفع العقوبات أو الإفرا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - اسعد عبدالله عبدعلي - العقارات في بغداد اغلى من باريس