أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية















المزيد.....


عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لن تتنحى البتي بورجوازية يا صديقي، فهي ضرورة تاريخية لتجديد الرأسمال،يجددها خدمة لمصالح البورجوازية، ولن تتنحى عندما ينتصر تحالف العمال والفلاحين على البورجوازية، إنما استخدامها لصالح التحالف ضرورة تاريخية.
وهذا الواقع الذي تعيشه كطبقة، يجعلها تقوم بالسيطرة على الحركات الاحتجاجية المطلبية للجماهير، خوفا من أن تفقد موقعها الطبقي، وسعيا منها إلى السيطرة على السلطة، وهي لا تعي أنها إنما تجدد سيطرة الرأسمال.
هكذا تعيش في تذبذب دائم، لكونها لم تدرك بعد أين توجد مصلحتها الحقيقية، محاولة فرض سيطرتها على الحركات الاحتجاجية للجماهير، جاعلة نفسها فوق الجماهير بدل تثقيفها بالثقافة الثورية لما تلتحم بالعمال والفلاحين، حتى تتعلم منها مباديء الممارسة البروليتارية، وتتنظم في أوساطها أكثر فأكثر لما يرتفع وعي الجماهير.

عن أزمة البتي برجوازية في ظل الثورة

إن ثورة 1905 وهي ثورة بورجوازية التي شارك فيها الحزب البلشفي بقوة، وهي فاشلة وأحدثت أزمة في التنظيمات السياسية المتواجد آنذاك ومنها الحزب البلشفي، وهو الحزب الوحيد الذي استفاد منها فيما سماه لينين "الهجوم الصحيح والتراجع الصحيح"، وراجع الحزب مساره النضالي من جديد نحو الثورة، واستطاع الحصول على قوة عمالية برلمانية في البرلمان الرجعي الدوما، تمت فيه مواجهة سياسة الحرب الامبريالية الأولى، وتم نفي البرلمانيين البلشفيين إلى سيبيريا.
واجه الحزب البلشفي الماشفة والثوريين المناصرين للحرب باسم القومية، وأنجز ثورة أكتوبر العظيمة، وانتصر في الحرب الأهلية ضذ الامبريالية والبورجوازية والكولاك، ومعهم الانتهازية المنشفية والثورية، بفضل التحاف العمالي الفلاحي، وبنى الدولة الاشتراكية.
أما شطحات البتي برجوازية البهلوانية بشوارع المدن بدون بوصلة، ولا تصور سياسي واضح، فلا مكان لها في تاريخ القوى الثورية.
القوة الثورية تبنى في ظل الأزمة وليس عند الرخاء كما يقول لينين "الصديق وقت الشدة"، أما وأن البتي بورجوازية وهي تعبث بمصير الجماهير، في عفوية أقل ما يمكن أن يقال عنها هو عمل سياسي صبياني، على غرار ما قال لينين عن الانتهازية في الأممية الثانية، فيما سماه المرض الطفولي في الحركة الشيوعية.

والفضيع أننا في عصر تطورت فيه وسائل الإنتاج، وأثرت على الإعلام، الذي يفضح كل بهلوانية البتي بورجوازية التي تكتب صفحات من انتصارات وهمية، تجعلها في سبات عميق خارج حركة التاريخ، تجد فيه ملادا لها في أوساط الجماهير، هروبا من أزمتها مستنجدة بها سيعيا للوصول من خلال حركتها إلى السلطة، وتقولها علنا بدون خجل، وهي على وعي تام وعلى كامل الاستعداد لخدمة البورجوازية.

سارتر البتي برجوا يضرب به المثل في الثورية بفرنسا

لم يكن يوما ماركسيا، ظل يبحث عن نفسه ولذاتها ولم يجدها في المجتمع الشيوعي، حيث المجتمع دون سلطة الدولة، فرجع إلى أصله، حيث لذات الرأسمالية وأنانية الفردانية، التي تشبع بها لن تسمح له أن يشعر بإنسانية الآخرين، ولا يستطيع أن يقتسم مع الفقراء معاناتهم، لذلك ناصر الرأسمالية في أعلى مراحلها الإمبريالية المتسمة بالحروب والاستعمار، وهو ضحية دولة إمبريالية استعمارية التي ناهضها ماركس منذ منعه من التدريس بالجامعة في 1848، قبل ولادة سارتر ب57 سنة.
لم يستطع قراءة الماركسية، وقراءات ليبين حول الإمبريالية وعصر الاحتكارية واستعمار الشعوب المضطهدة، ولم يستطع إدراك ما قاله لينين عن مصير الإمبريالية، المتسمة بالاستعمار والحروب، وقراءت لينين الحرب الإمبريالية العالمية الأولى، وإخراج روسيا من هذه الحر وتحرير الشعوب التي استعمرتها، وبناء نواة المجتمعات الاشتراكية، التي حاربتها الإمبريالية فيما يسمى الحرب الأهلية بروسيا.

ولم يستطع سارتر إدراك معنى الوعي بذاته والوعي لذاته، معنى التضحية من أجل المجتمع التي تدعو إليها الماركية، لإنقاذ المجتمعات البشرية من طغيان فردانية الرأسمالية.

انغمس في فردانيته، واعتقد أن الإشكالية تدور حول الفرد وسلوكه خارج المجتمع محاولا عزله عن مجاله، فانغمس في ملذات أنانيته، بعيدا عن معاناة الشعوب التي تضطهدها فرسيا الإمبريالية بإفريقيا، ولم يرتق سارتر إلى فيلسوف القرن 20 وتحدياته، واختار خدمة استعمار الرأسمالية بالجامعات البرجوازية الفرنسية والأوروبية، واستغنى عن الفلسفة التي رفع ماركس سقفها من الفرد إلى المجتمع، حيث لم يستطع مجاراة إقاعها التقدمي، سقف المادية التاريخية نقيض التأمل المثالي السائد في فرنسا وأوروبا منذ عصر أرسطو.
وظل يعيد إنتاج ما بدأه دلتاي بالجامعات الألمانية، ومجموعته التي كرست جهودها في محاربة الفلسفة المادية، التي أسسها هيغل وفصل عنها ماركس ما تبقى فيها من المثالية، فأصبح أحد خدام أنانية البرجوازية، وسيطرتها عبر الرأسمالية على إنتاج البشرية المادي واللاماتي، تبيع وتشتري جهد البشرية بدعوى أن كل شيء يباع ويشترى، حتى ما يسميه سارتر سلوك الإنسان يباع ويشترى.
وهو لا يفهم أو يتجاها صناعة سلوكات الإنسان بآلات الرأسمالية، ووجد في النيوكنتية التي أسسها دلتائ وريكرت وسميل وفيبر بالجامعات البرجوازية الرجعية بألمانية وأوروبا لذته في تركيز أنانية الفرد، واعتبار الفرد هو كل شيء استجابة لطلبات الرأسمالية، التي ترتكز على الفرد لهضم حقوق الجماعة، التي دافع عنها ماركس.
ولا غرابة أن نجده يناصر علم النفس والاجتماع البرجوازيين ضد الفلسفة النقدية للرأسمالية، وفي عصر الإمبريالية عصر الاستعمار والحروب، حيث ليس من السهل على المفكر أن يكون فيلسوفا دون أن يكون اجتماعيا، وحيث الماركسية حطمت سقف الفلسفة المثالية السائد في المجتمعات البرجوازية، وحاكمتها وأعطت حلا جذريا لمعاناة الإنسان في المجتمعات الرأسمالية، ترجع إليها البرجوازية كلما تعمقت أزمة الرأسمالية باعتبارها نظاما تناحريا.
وحيث سارتر البتي برجوا كغيره من المفكريين المنحازين لطغيان الرأسمالية يعتبر أن أنانية الفرد قدرا لا يمكن تجاوزه، حيث تسود أنانية البرجوازية في ظل الإمبريالية، لذلك يناهض الماركسية التي تجعل الإنسان فوق حاجياته المادية والمعنوية، فيقلب هذه المعادلة التي لم يفهم معناها الفلسفي.
وحيث أعمته أنانية الفردانية الرأسمالية، التي جردت الإنسان من إنسانيته باسم احترام سلوك الإنسان، الذي صنعته الرأسمالية، متهما الشيوعية بالجرائم التي ارتكبتها الرأسمالية في أوروبا، وهو أحد ضحاياها في الحرب الإمبريالية العالمية الثانية، إن لم يكن أحد أدواتها، في حرب إبادة جماعية قادتها النازية والفاشية ضد الإنسانية والاشتراكية، وسقط ضحيتها ستون مليون إنسان ومئات الملايين من الأرامل والأيتام والمعاقين.
وحاول سارتر تلفيق هذه الجرائم للاتحاد السوفييتي، متجاهلا جرائم النازية والفاشية في حق روسيا الاشتراكية، محاولا التنصل من مسؤوليات المفكريين البتي برجوازيين المناهضين للماركسية، المنخرطين في كل جرائم الإمبريالية، التي حذر لينين من عواقبا في كتابه "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية".
وهو يتجاهل مناهضة ستالين للحرب الإمبريالية ورفض المشاركة فيها، ولما وصلت النازية إلى ضواحي موسكو وقتلت الأبرياء ودمرت العمران، بعد بسط سيطرتها على كافة بلدان أوروبا، قاومها ستالين بكل شراسة المقاتل الشيوعي، ولولاه لما تحررت أوروبا الشرقية والغربية على السواء، وضمنهم ساتر نفسه.
انتصرت الاشتراكية على جرافة ألة التدمير النازية والفاشية، وأسست شعوب أوروبا الشرقية، بعد تحريرها من الاستعمار النازي، دولا اشتراكية نموذجية، أنتجت الفكر والثقافة والفلسفة والفنون الجميلة وأرقى ما تم إنتاجه في أوروبا في الأدب والفن وفي جميع العلوم، حيث يعمل الجميع لصالح الجميع دون أن يتجرد من إنسانيته، التي جردتها منه الرأسمالية.

وعادت الإمبريالية لمحاربة الاشتركية وعاد معها سارتر البتي برجوا، هكذا حال البتي برجوازية خادمة الرأسمالية في عصر الإمبريالية,



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية سقوط عروش العرب
- كيف تسود فكر القاهر ويسيطر..؟
- ماذا يربط بوتين بترمب..؟
- إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة
- ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
- ماذا يجري في العالم..؟
- قائد ثورة الريف والماركسية ممارسة
- عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
- النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة
- في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
- عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ


المزيد.....




- دولة موبيليس- ديف
- محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ...
- أمهات فلسطين يغيرن مفاهيم الأمومة
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تطالب بالتنفيذ التام لالتزام ...
- المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال الإسرائيلي يسارع لفرض التهجير ...
- مئات المتظاهرين في القدس يطالبون نتنياهو بوقف الحرب على غزة ...
- المغرب.. ارتفاع مرتقب في أسعار -سجائر الفقراء- ابتداء من الش ...
- العراق.. بارزاني يأمل بإطلاق سراح أوجلان ويجدد دعمه لعملية ...
- حزب الشعب الجمهوري يعتزم ترشيح إمام أوغلو لانتخابات الرئاسة ...
- لقاء دراسي حول “الذكاء الاصطناعي بين الفرص والمخاطر: مستقبل ...


المزيد.....

- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية