صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 17:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"الآن، ينبغي، أكثر من أي وقت مضى، اخضاع الشعب بوسائل معنوية. وأول وسيلة وأهم وسيلة معنوية للتأثير في الجماهير كانت وما تزال الدين".. فردريك انجلس.
في كل مناسبة دينية أو حدث ديني -وهذا البلد لا يملك غيرها- يخرج على الناس رجل دين محدد من قبل المؤسسة الدينية الرسمية، ليوجه البوصلة بالاتجاه التي تريده تلك المؤسسة، أو لتبقي الجمهور منقادا وخاضعا لها، فهي لا تتساهل مطلقا بتهميش هذه المناسبة او ذاك الحدث الديني، لأنها تدرك جيدا انها تعتاش عليها، وتستمد بقائها وديمومتها منها، بل ان سيطرتها على الناس لا تستمر الا بتلك المناسبات والاحداث الدينية.
لكل طائفة دينية في العالم هناك "طوطم" معين، تعبده وتقدسه جماهير تلك الطائفة، رجل الدين يضع في هذا "الطوطم" كل الخصال الكلية والشمولية فيه، فهو "سيد العلماء والفلاسفة والمتكلمين والأطباء والحكماء ووووو"، ولا يكتفي رجل الدين بهذه الاسطرة، لكنه يضيف دائما مستجدات على تلك "الطواطم"، أنه يوظف هذه "الطواطم" لتأبيد سيطرته واستمرارها، لهذا فهو يقف بالضد من أية مناسبة أو حدث يتزامن مع حدثه أو مناسبته الدينية. أي تهميش ل "طوطمه" معناها نفي له.
رجل الدين "س" والمكلف من قبل المؤسسة الدينية الرسمية "لا ينطق عن الهوى"، انه يتبع إرشادات وتعليمات مؤسسته؛ هي لا تخرج الى العلن بشكل مباشر، لكنها تعطي اوامرها لرجال الدين المعتمدين لديها، فعندما يحسوا ان مناسبتهم او حدثهم الديني في تراجع او سيتم تهميشه ولا يأخذ الحيز المناسب من فكر الناس، يسارعوا الى اصدار أوامرهم بأحداث خلخلة ولغط في الواقع الاجتماعي، حتى يردعوا أكبر قسم من الناس لإلغاء او تهميش تلك المناسبة المضادة.
المشكلة لا تقف عند هذا الحد، فالمؤسسة الدينية المدعومة من السلطة السياسية، لا تكتفي فقط برجل الدين التابع لها، ف "طوطمها" بحاجة لجمع من "المثقفين" من كتاب وأساتذة جامعات وعلماء وفنانين وادباء ممن يعملون لديها بوعي أو بدون وعي، هؤلاء يستذكرون المناسبة الدينية بمثل رجال الدين، لكن بلغة "مثقفة" غير اللغة الدينية، هؤلاء هي تدعمهم بشتى الطرق والوسائل، خصوصا وأن هذه المؤسسة الدينية تشكل الايديولوجية الرسمية للسلطة السياسية، بالتالي في بحاجة ماسة لمثل هؤلاء "المثقفين".
لا غرابة ابدا ولا اندهاش من أحاديث رجال الدين، فهم يحافظون على مكانتهم الاجتماعية السلطوية، يحافظون على سيادتهم على المجتمع من خلال هذه المناسبات والاحداث الدينية؛ قيل ان رجل الدين طفيلي، أي انه لا ينتج بل يعتاش على دماء الناس، عبر ترسيخ الجهل والتخلف والامية.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟