أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الدين كسياسة باسم المقدس














المزيد.....


الدين كسياسة باسم المقدس


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 13:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين هو أصل السياسة والسلطة والأيديولوجيا بلبوس المقدس وله آليات للتحكم في الناس وحكم فئوي نافي للآخر المختلف عضوض وقاهر للإرادة الحرة وضابط للمجتمع ولا ينتج إلا مجتمعا عبوديا ثنائيا للحاكم والمقدس والرعية قطيع يعبد الحاكم كإله ينوب إله السماء ليفعل ما يشاء في ملكه طبقا للتفويض الإلاهي.فالحكم السلطوي على أساس الدين عن طريق حكم الفقهاء وشيوخ الشريعة ولو من خلف الستار كخدم لسلاطين القبائل المهتمين حصريا بدنيا المال والثروة ومتع الحريم وتدوير الرجال في المناصب للقيام بالأعمال التنفيذية ضمن توازنات عشائرية دقيقة والتصرف في شؤون العائلة الممتدة. فالسلاطين والأمراء والرؤساء يحكمون من خلال الأوامر وأغلبها شفاهية وغير مكتوبة وليس لها ضوابط قانونية أما السلطة الدينية الخارجة من جلباب السلطة القائمة التنفيذية ذات الشرعية العائلية الوراثية أو الآتية عن طريق الغلبة والإنقلابات العسكرية أو عن طريق المخابرات والتدخل الخارجي أو الإنتخابات الصورية المفبركة فهي تتحكم في عقول الناس وجوارحهم وأفئدتهم من خلال منظومة العصف الذهني بالمساجد والكتاتيب المدعومة بسخاء من جيوب المواطنين ودافعي الضرائب دون حسيب ورقيب ولهم وسيلة الإفتاء وتأويل النصوص كقوانين ربانية مقدسة تسري على الجميع وكل ذلك بأمر من السلطان والرئيس. فالسلطة في العالم العربي هي سلطة تفاعلية بين السياسي والديني حسب تبادل المصالح والمنافع وكل ذلك هدفه التحكم والسيطرة والضبط الإجتماعي واستتباب الأمن وهذا يؤسس لنظام هجين غير ديمقراطي يتحكم في دواليبه فرد واحد دكتاتوري أو جماعة أروستقراطية أو جماعة مصالح ضيقة من أصحاب الثروات والجاه والنفوذ ولذلك تجد طبقة عليا مرفهة تتحكم في كامل الثروة والبقية الأكثرية رعية تعيش البؤس وقلة ذات اليد والحرمان كخدم وحشم وأجراء على الكفاف وبجانب ذلك جيش عرمرم من شيوخ تجار الدين كل عملهم بيع وهم المقدس وتجديده وتطويره للأغبياء والجهلة كأيديولو جيا للتحكم والسيطرة على الناس ليبقوا قانعين وصابرين وحامدين لما هم فيه من تعاسة و ظلم لأن الخالق أراد ذلك وهو قدر مكتوب في لوح محفوظ. وهذا النظام الثنائي الأبعاد كان سائدا في القرون الوسطى وتطور حسب تفاعل القوى الإجتماعية الموجودة على الأرض من نظام ديني غالب في فترة الرسل والأنبياء بحيث كل شيء يأتي من السماء إلى فترة ظهور الثورات الإجتماعية والفكرية خاصة بأوروبا حيث أصبح النظام السياسى هو المسيطر والتدين شأن خاص بالفرد بعد سقوط سلطة الكنيسة ونهاية عصر الكهنوت مرورا بفترة الملوك وتحالفها بالكنيسة واضطهاد العلماء والمفكرين والفلاسفة. وهذا الصراع بين الفكر العلمي والفلسفي الحر والفكر الديني الغيبي أنتج أنظمة سياسية متنورة وتقدمية جعلت من الإنسان والحرية والحقوق والمدنية محور أولوياتها وغادرت نهائيا منطق الدولة الدينية حتى وصلت إلى تخوم العلمانية والديمقراطية كأرقى نظام وصلت له البشرية في العصر الحديث. لكن مع الأسف الشديد وبحكم سطوة الدين والتراث الفقهي على المجمتع بقي العالم العربي غارقا في وحل الأفكار الرجعية والتي سادت في القرون الوسطى ولم تتأثر كثيرا بما وقع من تحديث فكري وسياسي في الغرب إلا على مستوى السطح والمظاهر والطقوس والكلام أما العقول فمازالت تحت سلطة الشيوخ والمقبورين والغوغائيين والجهلة.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدنة لتجنب الهزيمة والإستسلام
- عندما يتدخل الإله لتبرئة القتلة والمجرمين
- الإعجاز العلمي في القرآن كذب وتدليس
- لماذا فشل مشروع العلمانية في الوطن العربي ؟
- المتطرفون وعمى المقدس
- الوحش في غابة الياسمين السورية
- هل تحولت أوروبا إلى قزم سياسي؟
- بورقيبة كان على صواب
- ترامب يعيد زيلنسكي لحجمه الحقيقي
- ترامب وسياسة ضرب القطوسة
- القرآن والكتب السماوية الأخرى
- القزم الأوروبي يستجدي عطف ترامب
- زمن الامبراطورية والدمى
- الإله في خدمة المؤمنين
- التكفير كفر بالإله
- أوروبا تبكي غباء قادتها
- هل يمكن للوجود أن يأتي من العدم؟
- هل كرم الإسلام المرأة حقا؟
- الفكر الديني و سلوك السلطة عند العرب
- كيف يمكن الخروج من سلطة الأموات ؟


المزيد.....




- مفتي مصر يشعل ضجة بما قاله عن تسمية عبد النبي وعبد الرسول وس ...
- بث مباشر لخطاب قائد الثورة الإسلامية بمناسبة عيد النوروز صبا ...
- -عندما تسمع الأذان في سوق دمشق-.. قصة لم تُروَ من قبل
- آلاف المصلين يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- أفغانستان تحذف كل ما يتعارض مع الإسلام من المناهج الدراسية
- أجواء الاعتكاف في باحات المسجد الأقصى
- زيارة أمريكية غير مسبوقة إلى أفغانستان واجتماع مع حركة طالبا ...
- سيف الإسلام القذافي يستذكر مقولة لوالده عن العرب والحيوانات ...
- الاحتلال يعتقل 60 فلسطينيا من الضفة أثناء توجههم إلى المسجد ...
- الشعب الايراني يختار أهم جملة لقائد الثورة الاسلامية هذا الع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الدين كسياسة باسم المقدس