|
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية(3من3) معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مثالا
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 11:06
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
في نهاية المطاف من يرعى الأبحاث العلمية
كريس هيدجز: هل لك ان تخبرني، ريتشارد، بالنظر لكونك طالب دكتوراه في العلوم السياسية، ربما لا يعرف الكثيرون أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لديه برنامج في العلوم السياسية. ذكرتَ عن ألعاب حرب قبل ان نبدأ البث . أعني، تحدث قليلاً عن مدى تجذّر صناعة الحرب حتى في العلوم الإنسانية. ريتشارد سولومون: أجل، كما تعلم، لا أريد أن أتورط في مشاكل كثيرة مع مستشاريّ من أعضاء هيئة التدريس، فأنا في وضع حرج نوعًا ما. لكنني سأقول إن برنامج الدراسات الأمنية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو جزء من قسم العلوم السياسية، يستدعي كل عام عددًا من العسكريين كزملاء تدريس. يجلسون بالمكاتب بالمعنى الحرفي للكلمة صباح كل يوم السبت ويتمظهرون الدخول في حرب مع بعضهم البعض في غرف مختلفة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين والعلماء، يرون فائدة في هذه الألعاب ، يفهمون كيف تندلع الحروب وما إلى ذلك. ما يقلقني في هذا كله، وهو موضوعٌ راسخٌ في علاقات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع البنتاغون، أنهم يحاولون مساعدة الجيش الأمريكي على إتقان أدوات العنف المصنوع والمنظم ضد الناس. هذه ليست أدواتٍ مصممة لمساعدة دولةٍ على الدفاع عن نفسها ضد غزو. تلك ليست الولايات المتحدة، اليس ذلك؟ أنا لا أعرف ما يكفي عن هذه البرامج بالتحديد ؛ لكنني أقول إنها غالبًا ما تُسمى حروبًا تقليدية، كما هو الحال بين الدول عندما يجلسون هناك في ألعابهم الحربية، غير انه يوجد حركات التمرد كذلك. يوجد أيضًا أمورٌ مثل الوسيلة الفضلى لتفكيك حزب الله أو أي جماعةٍ أخرى غير حكومية وتلك أيضا مسألة سياسية . باعتقادي إذا لم نمعن النظر في الطبيعة السياسية لما نقوم به، وكذلك الجانب الأخلاقي، فإنني ارى ان هذه الأنشطة ستزيد حتمًا من قدرة أكبر قوة عظمى في العالم، وهي دولة نووية ذات قواعد عسكرية في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك؟ هذا ليس سؤالًا علميًا محايدًا.
وأعتقد أن الكثير مما نحاول فعله أنا وبراهلاد وزملاؤنا الذين يمثلون غالبية الأصوات في الحرم الجامعي هو تسييس الناس ودفعهم إلى اعتبار أبحاثهم غير محايدة أخلاقيًا. لا يمكنك الاكتفاء بصناعة مسيرات دون الحديث عمن تخدم ومن تساعدهم.
أعني، الكثير منا هنا لأننا نؤمن بأن لعلمنا قوة تحررية للإصلاح والإشفاء والمساعدة في ازدهار البشرية. وللأسف، هذا ليس ما نراه في أنواع الأبحاث التي تُجرى. وأعتقد أن هذا مرتبط بمن يرعى البحث، أليس كذلك؟ أعني، الجميع بات يدرك أن صناعة التبغ حين ترعى الأبحاث حول سرطان الرئة فإنها تتحيز، أليس كذلك؟ وينطبق الأمر نفسه على صناعة الأدوية أو صناعة السكر أو صناعة النفط وأبحاث المناخ، وهو أمرٌ آخر...
كريس هيدجز: صحيح، شركة بريتيش بتروليوم (بي بي ) ترعى برامج علوم المناخ؟
ريتشارد سولومون: صحيح! لذا، ينبغي تطبيق المبدأ نفسه على الجيوش عند رعايتها للأبحاث في المؤسسات الأكاديمية. وللأسف، تجاهلت قيادة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) هذا النوع من الصوت الجماعي للجامعة والبلاد والعالم بقولها إننا نريد أن ننأى بأنفسنا عن الجيش، وأن تؤكد أبحاثنا على الحياة البشرية، لا على الموت والعنف المنظم.
هل بمقدور النشاط العلمي الحفاظ على استقلاليته؟
كريس هيدجز: كنت ستقول شيئًا يا براهلاد، ثم كان لدي سؤال. تفضل.
براهلاد إيينجار: نعم، كنت سأضيف ملاحظتين إضافيتين حول شركة إلبيت سيستمز وتواطؤ دانييلا روس هناك. هناك أمرٌ آخر جديرٌ بالملاحظة حول شركة إلبيت سيستمز وطريقة تعامل دانييلا روس معهم. كما تعلمون، فقد حاولت الضغط على صحيفة "ذا تيك"، وهي صحيفة تابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عندما ضغطت عليهم لإجبارهم على سحب المقال الذي نشره التحالف حول علاقاتها، وحاولت أن تجعل الأمر يبدو وكأن بحثها رياضي بحت، وأنه ليس له تطبيق عسكري، وأنه لا يمكن تطبيقه في السياق العسكري بالطريقة التي نشرناها عنها.
ولكن في الحقيقة والواقع، قدّم دان فيلدمان، المشرف عليها سابقا وباحث ما بعد الدكتوراه ، وهو الآن أستاذ في جامعة حيفا، عرضًا قدم فيه للعنوان الدقيق لمشروعها، والذي يُسمى "خوارزميات كومبريشين كورسيت" . اعطى البرنامج لشركة إلبيت سيستمز. هذه الشركة ليست تكتلاً يضم أنواعًا متعددة من الأبحاث وسبل الإنتاجية البشرية، بل هي شركة مقاولات دفاعية بحتة. هذه هي وظيفتها بالحتة.
لذا، فإن عرض هذه الخوارزميات أمام شركة إلبيت سيستمز يعني أن الباحثين في الشركة يرونها مثيرة للاهتمام لاستخداماتهم الخاصة، وأن الباحثين في جامعة حيفا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يرون فرصة في العمل مع شركة إلبيت سيستمز. كما ذكر ريتشارد، فإن شركة إلبيت سيستمز متواطئة ليس فقط في الإبادة الجماعية في غزة، بل أيضًا في الاحتلال المستمر لكشمير. كما تُستخدم تقنيات شركة إلبيت سيستمز على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للمراقبة. لذا، هناك الكثير من التواطؤ . آخر ما سأذكره هو أن ريتشارد ذكر هذه الرواية المهمة والمدمرة الصادرة عن هذه الجامعات في مجال المضايقات. وهذه هي الرواية التي استخدمتها دانييلا روس، بالطبع، للادعاء بأن هذه الانتقادات لممارساتها البحثية وشراكاتها البحثية تُضايقها كعضو مستقل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أليس كذلك؟ كمواطنة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وليست مسؤولة عامة أو شخصًا في منصب عام مثل الرئيس أو المستشار.
حسنًا، في الحقيقة أمضت دانييلا روس بعضًا من وقتها خلال السنوات الخمس الماضية عضو هيئة ابتكارات الدفاع تُقدم ملخصات للبنتاغون. شغلت مناصب حكومية تعتبر من حيث قدراتها حكومية، أليس كذلك؟
أعني، هذه أدوار تُقدم إحاطات مباشرة للبنتاغون، أليس كذلك؟ تلقت اتصالات من عدد من القادة العسكريين الذين يُقدمون تقاريرهم مباشرة إلى البنتاغون. لذا، فمن المثير للسخرية على الإطلاق أن يحاول أي شخص، خاصة مجالس التأديب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الادعاء بأن هذا يشكل إزعاجا لفرد مستقل . بالتأكيد تغتنم كل فرصة سانحة لتكون شخصية عامة، قدر الإمكان، سواءً عند الترويج لشركتها الناشئة، أو لدى التواصل مع وزارة الدفاع، أو سعيها لاغتنام هذه الفرص لتعزيز صورتها وأهميتها الذاتية.
لكن عندما يتعلق الأمر بالانتقادات الموجهة إليها، فإنها تحاول الاختباء وراء اسم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتظاهر بأنها ليست شخصية عامة. مرة أخرى، هي مديرة مختبر كامل، مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، الذي يضم العديد من الأساتذة والعديد من المشاريع المختلفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
من الواضح أنها شخصية عامة، وتخضع، ويجب أن تخضع، للنقد بسبب ممارساتها البحثية، وبسبب اختيارها للتفاعل مع من تتعاون معهم في شراكاتها البحثية.
التحدي شجاعة أخلاقية
كريس هيدجز: لذا عليّ أن أسألك يا براهلاد، أنت بلا شك المثال الأبرز. مهما تصرف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تجاهك فأنت الرسالة. انت تقف حيث [غير مسموع] وقف، وأن تخسر منحتك، ستُطرد. مسيرتك المهنية تدمر. لا يمكنك الحصول على وظيفة في شركة لوكهيد مارتن؛ لا أعتقد أنك ترغب في واحدة من وظائفها. إذن، إلى أين نمضي من هنا؟ أعني، أجد هذه اللحظة مُخيفة للغاية لأنهم لن يتراجعوا عن فرض هذه الإجراءات القاسية. الإبادة الجماعية، مسؤولون إسرائيليون تحدثوا الأسبوع الماضي عن أشهر وسنوات أخرى من الإبادة الجماعية، وهو بالطبع ما يوصل عملية الإبادة لنهاية مثمرة . أنت محق بشأن الستينات. كنتُ صبيًا. كان والدي ناشطًا مناهضًا للحرب، وناشطًا في مجال الحقوق المدنية. دانيال، الكاهن الكاثوليكي الراديكالي العظيم، دانيال بيريجان، الذي كان صديقًا لي، عمّد ابنتي، ابنتي الصغرى. أعني، اخترقوا أ منظومات التسلح ، وسكبوا الدماء على الصواريخ، وأحرقوا سجلات التجنيد. ونحن ، إذ نفكر في تلك اللحطة ، علينا ان ننهض توصلت الى الإيمان بأن مختلف الإدارات شرعت التملق لإدارة ترمب . سأسألك أولًا، ثم سأسأل ريتشارد، كما تعلم، ما هو ذلك السطر الرائع من لينين، "ما العمل" ؟
براهلاد إيينجار: أعني، إنه سؤالٌ جوهري. وأعتقد، كما تعلم، أنني كفرد لا أستطيع بالضرورة الادعاء بالإجابة على ما يجب فعله برمته. لكن من وجهة نظري، مهما حاولوا مهاجمتنا، كما هو الحال عندما يكون قمعهم في أشد حالاته وعندما يصل إلى هذه النقطة المتناقضة، فهذه هي اللحظة التي يكونون فيها الأكثر عرضة للخطر. أعتقد أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أدنى حالات الضعف، ضعيف للغاية لأننا في هذه المرحلة كشفنا أنه الحلقة الأضعف في الدرع الصهيوني. يوجد تباين بين مطالبة العديد من الجامعات والعديد من الطلاب اعضاء حركة من أجل العدالة في فلسطين وسحب الاستثمارات من الكيان الإسرائيلي، والشراكات التجارية معه ألخ وبين الشروع بإدراك أن هذه الجامعات تُجري أبحاثًا مباشرة لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية. وكما كنا نتحدث قبل بدء البث ، تواصلت معنا جامعات أخرى حول إمكانية إجراء هذا النوع من الأبحاث في جامعاتها، أليس كذلك؟ نحاول معرفة أين نحن متواطئون؛ هل نجري أبحاثًا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية؟ هل الأمر يتجاوز مجرد سحب الاستثمارات؟ وبشكل عام، أعتقد أن الجواب نعم. ستجدون أن العديد من الأماكن غارقة في هذا النمط من التواطؤ، فهي لا تتعاون فقط مع شركات مثل لوكهيد مارتن، بل تُجري أبحاثًا مباشرة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، إما من خلال علاقاتها التجارية أو من خلال أبحاثها الخاصة. هذا هو الحال في العديد من الجامعات التي ظهرت مؤخرًا بعد أن اطلعت على الأبحاث التي أجريناها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
لذا، في رأيي، هذه هي اللحظة التي نضرب فيها بقوة. نواصل المثابرة ونحرص على قول الحقيقة للسلطة. القمع الذي تمارسونه ليس نهاية المطاف بالتأكيد. أعني أنه قد يكون مخيفًا في بعض الأحيان، ولكن هناك الكثير من الناس الذين واجهوا القمع وما زالوا قادرين على التعبير عن آرائهم.
بالطبع، واجه العديد من هؤلاء الأشخاص في الستينيات قمعًا كبيرًا من الدولة ومن مؤسساتهم، واليوم لا يعيشون حياة جيدة فحسب، بل وضعوا خارطة طريق لكيفية البقاء في ظل هذا المستوى من التدقيق وكيفية كسب عيشهم تحت هذا المستوى من التدقيق. أعتقد أن المهم أن يعي الناس أنه يجب علينا بذل قصارى جهدنا لدعم شعب غزة، وشعب لبنان، وشعب اليمن، والسودان، وبالطبع جمهورية الكونغو الديمقراطية، والكونغو؛ علينا ان نهب ونضمن ألا يُهمل صوت المظلومين على صعيد العالم في ظل هذه الأنظمة الاستعمارية، أليس كذلك؟ أن يوجد من يمثلهم ، وأن تُسمع أصواتهم. أحيانًا، أصواتهم، أجل، تطالب بتفكيك هذه الأنظمة. في الواقع، في جميع الأوقات تقريبًا، تطالب أصواتهم بتفكيك هذه الأنظمة الاستعمارية. كما تعي بقدر ما نمضي قدما فيما يتعلق بمصيرنا التالي بالتحديد ، أعتقد أن ذلك يتطلب تنوعًا في التكتيكات.
الناس بحاجة للتهيؤ لأن يتخذوا تكتيكات أكثر حزما؛ لكن بجانب ذلك أساليب تثقيف وتوعية عامة على نطاق واسع، كي نثق أن الناس يدركون أننا قادرون على بناء الحضن الشعبي للتغيير الضروري لوضع حد للإبادة الجماعية الجارية . باعتقادي ان هذا يتطلب منا قدرا من الشجاعة. يتطلب الأمر منا التصدي للاضطهاد وجها لوجه، بإنشاء شبكات مساعدة متبادلة تضمن قدرتنا على رعاية الأشخاص الذين يواجهون هذا المستوى من القمع، وكذلك التأكد من أننا لا ننتهي بإطلاق النار على أنفسنا حين نجعل أنفسنا معتمدين على هذه المؤسسات مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، التي لا تقدرنا في الواقع لرأينا، بل لعملنا فقط. لذا أعتقد أن إنشاء هذه الشبكات، والتأكد من قدرتنا على خلق هذا الحضن الشعبي سيكون مهمًا للغاية حتى نتمكن من تنويع تكتيكاتنا في المستقبل ونقلها إلى آلة الحرب حقًا.
كريس هيدجز: ما فعلته، كان عدد قليل جدًا من الطلاب في المؤسسات النخبوية على استعداد للقيام به، وهو تعريض شهادتك للخطر، أعني تقدمك داخل تلك المؤسسة، ماذا تقول لهم وما هو شعورك وأنت في هذا الوضع؟
براهلاد إيينجار: فكرت كثيرا في هذا الأمر بصدد شعورك وأنت في هذا الوضع. أعني، في معظمه، يبدو الأمر سرياليًا؛ لكن سأقول إنه قبل بضعة أسابيع، أرسل لي صديق مقطع فيديو لهؤلاء الأطفال الفلسطينيين في المدارس وهم يتلقون زوجًا من سماعات الرأس، تشبه إلى حد كبير تلك التي أرتديها. وفوق تلك السماعات، سمعوا صوت جرس المدرسة. وهو صوت لم يسمعوه منذ أكثر من عام. اغرورقت عيونهم بالدموع. انهاروا وشرعوا البكاء، متذكرين بهجة التواجد بالمدرسة، وبهجة التواجد مع أقرانهم ومعلميهم وزملائهم في الفصل، والذين ربما قُتل الكثير منهم بهذه الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي، وربما نزحوا جميعًا عن منازلهم. قد يكون نزوحهم هذا هو الثاني أو الثالث أو الرابع لعائلاتهم عبر الأجيال منذ نكبة عام ١٩٤٨. ما زالوا صامدين. أما بالنسبة لأطفال غزة، فلا تتاح لهم حتى فرصة الحداد على عدم حضورهم الفصول الدراسية أو عدم رؤية أصدقائهم في المدرسة. عليهم أن ينجوا من إبادة جماعية.
مشاهدة هذا الفيديو ذكّرتني بأنه مهما كان ما نواجهه هنا، فهو أبعد ما يكون عن مواجهة إبادة جماعية فعلية ضد شعبكم. ومن واجبنا، من نواحٍ عديدة، أن نخاطر بأنفسنا بهذه الطريقة بغض النظر عن القمع الذي نواجهه، لضمان سماع أصواتهم، ولضمان أن يتمكن الأطفال الفلسطينيون في مرحلة ما في المستقبل من العودة إلى مدارسهم، وأن يتمكن المجتمع الفلسطيني من تحقيق نموه، وأن يحصل الفلسطينيون على الدولة التي يستحقونها، وأن يتمكنوا من إنهاء احتلال المستوطنين المستمر لأراضيهم.
أعتقد أنه من المهم جدًا أن نحافظ على هذا التركيز عندما نفكر في الإجراءات التي نتخذها هنا.
كريس هيدجز: ريتشارد، تفضل
ريتشارد سولومون: أجل، أتفق مع براهلاد في أن دورنا كطلاب في هذه الجامعات ذو شقين. الأول هو رفع تكاليف الحرب حتى يُنهيها أسيادها. هذا اقتباس من مايك ألبرت، وهو ناشط وقيادي طلابي من حقبة الستينات، طُرد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا واستمرت علاقاته مع نعوم تشومسكي. وأعتقد أن الشيء الآخر الذي يمكننا فعله كطلاب هو رقم واحد، لفت انتباه العالم إلى أن مشاريع الصهيونية، من فصل عنصري، واحتلال، تفقد شرعيتها ودعم أجيال متعلمة من البشر. وهذا يتطلب مثابرة.
استغرق الأمر حوالي ١٢ أو ١٣ شهرًا حتى أعلنت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية رسميًا أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، بإصرار وذات تأثير . استغرق الأمر وقتًا، ولكن هناك إجماع متزايد، إجماع أخلاقي، على أن هذا يمكن أن لا يستمر. بصفتي طالب علوم سياسية، عندما أستعيد الماضي، أستمد إلهامًا كبيرًا من نضال الأيرلنديين من أجل الوحدة ومن نضال السود في جنوب إفريقيا ضد نظام الأبلرتهايد . في كلتا الحالتين، أعني، استغرق نضالهم سنوات وسنوات حتى أعطي ثماره.
أعني، أيرلندا قصة قرون من النضال ضد الاستعمار الاستيطاني. وما يحدث ليس بالضرورة أنهم هزموا قوات الدولة هزيمةً نكراء في ساحة المعركة، أليس كذلك؟ لكنهم يُرهقون عدوهم ويصمدون طويلًا بما يكفي ليُقرر الرأي العام، سواءً داخل البلاد، على سبيل المثال، داخل الإمبراطورية البريطانية أو في جنوب أفريقيا، أو الرأي العام العالمي، أنه لم يعد بإمكاننا تحمل هذا. فيما يتعلق بإسرائيل تحديدًا، أعتقد أنها كيان سياسي أكثر هشاشة مما نعتقد. ويرجع ذلك، أولًا، إلى اعتمادها الشديد على التمويل العام الأمريكي، والأسلحة، والمساعدات الحكومية، والأعمال الخيرية. هذه روابط يمكن قطعها بسرعة.
ثانيًا، هشاشتها الديموغرافية. أعتقد، أعني، أن الاقتصاد الإنتاجي الإسرائيلي، إن أردنا استخدام هذه العبارة بين علامتي اقتباس، يعتمد على قاعدة ضئيلة جدًا من المتعلمين.
وإذا قرر هؤلاء أنه ليس من مصلحتهم تربية عائلاتهم في منطقة حرب بعد الآن، وإذا استطاع الفلسطينيون رفع تكاليف الحياة العامة تحت الاحتلال إلى مستويات باهظة لدرجة أن لا أحد يرغب في العيش هناك بعد الآن، ويفضلون الهجرة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، فإن جزءًا كبيرًا من هذا الاقتصاد سينهار.
لذا أعتقد أن من مصلحتنا، وجزء من رؤيتنا، أن نرى مستقبلًا للأرض المقدسة أكثر عدلًا ومساواة وديمقراطية. ولتحقيق هذه الغاية، سنواصل العمل. أعني، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ورغم كل القمع، نواصل النمو. أعني، نضيف المزيد من المجموعات الطلابية. انضمّ إلى تحالفنا المركز الثقافي اللاتيني وقسم المتحولين جنسيًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. مررنا قرارًا في مجلس طلاب الدراسات العليا بقطع جميع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي. هناك بعض الشائعات بأن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد يُعيد جدولة بعض عقود تمويل الأبحاث التي أبرمها مع الجيش الإسرائيلي. سيكون ذلك فوزًا كبيرًا لنا على الصعيد العام. لذا أعتقد في نظري، عندما أُجد إغراءًأ بالاستسلام، أفكر كما فعل براهلاد بشأن الفلسطينيين الذين أعرفهم.
أعني، أخي المُضيف في غزة، محمد مصباح، مكث في منزل عائلتي بولاية جورجيا لعدة أشهر لتركيب طرف اصطناعي. فقد ساقه خلال مسيرات العودة الكبرى عامي ٢٠١٨٢٠١٩ عندما أطلق قناص إسرائيلي النار على ساقه. كنا سعداء بمنحه فرصة للمشي مرة أخرى من خلال صندوق إغاثة أطفال فلسطين (PCRF). عاد إلى غزة، تزوج، أنجب طفلًا صغيرًا، وفي أغسطس، قُتل هو والعديد من أفراد عائلته ووالديه وشقيقه في غارات جوية إسرائيلية. عندما أفكر في الاستسلام، أفكر في طفلته التي لا تزال على قيد الحياة، عمرها سنتان. لا أعتقد أن لدي أي عذر للاستسلام أو القول، كما تعلمون، هذا حار جدًا، وهذا محفوف بالمخاطر بالنسبة لمسيرتي المهنية. أعني، أعتقد، بالنسبة لي كمسيحي، أن الهدف من الحياة هو حب الناس والسعي من أجل عالم أفضل؛ وأعتقد، فيما أرى ، في هذه اللحظة بالذات من تاريخ العالم، النضال الفلسطيني من أجل التحرر. من المرجح أن تتطور وتمد فروعها ؛ لكنني أعتقد أن هذه هي حرب فيتنام بالنسبة لجميع شعوب العالم الآن، إنها كفاحنا ضد الفصل العنصري. ستنظر أجيال من الناس إلى من كانوا على قيد الحياة وتسألهم: ماذا فعلتم لوقف إبادة جماعية؟ هل التزمتَم الصمتَ للتو؟ هل كان انحيازكم بجانب قوى العنف والموت أم تكلمتَم كمعارضين؟ أعتقد أن هذا قد يكون صعبًا للغاية وقد يُكلفك سمعتك، لكن في النهاية ستجد أن روحك أصبحت أكثر حريةً وسلامًا مع نفسك لأنك تعلم أنك على الجانب الصحيح من التاريخ ومن الإنسانية .
كريس هيدجز: حسنًا، أوافقك . عندما تواجه الشر الراديكالي، يكون لذلك ثمنٌ دائمًا، حتى لو كان ثمنه حياتك أحيانًا. قد يسلبونك شهادات الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكنهم لا يستطيعون سلب شجاعتك الأخلاقية ونزاهتك، وكلاهما لديك وأنا معجبٌ بهما. شكرًا جزيلًا لك.
أود أن أشكر صوفيا [مينيمنليس]، ودييغو [راموس]، وماكس [جونز]، وتوماس [هيدجز] الذين أنتجوا هذا العرض ، يمكنكم التواصل معي على ChrisHedges.Substack.com. كريس هيدجز صحفي حائز على جائزة بوليتزر، عمل مراسلًا أجنبيًا لمدة 15 عامًا لصحيفة نيويورك تايمز، حيث شغل منصب رئيس مكتب الشرق الأوسط ومكتب البلقان. وهو مقدم برنامج "تقرير كريس هيدجز".
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التطهير العرقي جار جنوب الضفة الغربية
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(3من3)
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(2من3)
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(حلقة 1من3)
-
الأبارتهايد أصل الداء وتصفيته هي الدواء
-
مرتزقة امريكيون في ممر نبتساريم بغزة
-
إدارة ترامب تستثمر الليبرالية الجديدة فاشية جديدة
-
ترمب يرى غزة عقارا للاستثمار وليس ضحية إبادة جماعية
-
هذه فاتشية، يجب إيقافها
-
بالإرادة الصلبة المتماسكة تُفشل مخططات التهجير ويدحر الاحتلا
...
-
سياسات سوقية تنتهجها إدارة ترامب
-
ثقافة استسلمت لأسوأ غرائزها في مجتمع يعول على النسيان
-
الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال تزيف الوقائع وتحتفي بقتل ال
...
-
الاستعمار الاستيطاني سينتهي في فلسطين وإسرائيل
-
نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام
-
ذئاب ترامب شرعت العواء على فلسطين
-
تنديد بتجار الموت – التحذير النبوئي للدكتور مارتن لوثر كينغ
-
ألكابوس لن ينتهي، حتى لو توقف قصف القنابل.
المزيد.....
-
لابيد وغانتس يدينان عنف الشرطة بحق المتظاهرين المناهضين لنتن
...
-
وثائق كينيدي كشفت عمليات ضد كوبا واليساريين العرب
-
تنسيقة التعاقد المفروض: بعد سبع سنوات من النضال: (حوارات مع
...
-
تنسيقة التعاقد المفروض: بعد سبع سنوات من النضال (حوار مع رجا
...
-
صحفيو الصحف القومية المؤقتين يطالبون الوطنية للصحافة بإنهاء
...
-
الشرطة الإسرائيلية تغلق شارع غزة في القدس تزامنا مع انطلاق م
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
آلاف المتظاهرين في لندن ينددون باستئناف حرب الإبادة في غزة
...
-
عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: إغلاق الطريق السريع بين تل أب
...
-
كل الدعم لعمال “الوطنية للزراعة”.. النظام يحبس عاملات وذوي ه
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|