أسامة الأطلسي
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 07:58
المحور:
القضية الفلسطينية
في كل مرة تتجدد فيها الحرب على غزة، يجد السكان أنفسهم محاصرين بين نار العدوان الإسرائيلي وقرارات قيادة حماس التي تجرّهم نحو المزيد من الكوارث والمآسي. بدلًا من أن تتحمّل الحركة مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها، وتبدأ بإعادة إعمار ما دُمّر بفعل الحرب والدمار، تصرّ على المضي في طريق المواجهة والتصعيد، وكأن الدم والدمار هو الخيار الوحيد المتاح، وكأن معاناة الناس وقود لاستمرار سلطتها.
اليوم، تقف غزة على أطلالها، لا صوت فيها يعلو فوق صوت الموت والدمار. الجوع والحصار والموت يحاصر الجميع، والمستقبل يبدو أكثر قتامة وسوادًا. البنية التحتية مدمرة بالكامل، آلاف العائلات بلا مأوى، والمستشفيات عاجزة عن استيعاب هذا الكم الهائل من الجرحى والمرضى. ومع ذلك، لا تزال حماس ترفض مراجعة حساباتها أو حتى التفكير في حلول سياسية تنقذ ما تبقى من هذا القطاع المنهك.
اختارت الحركة أن تبقي غزة رهينة لصراعاتها ومصالحها الضيقة، ضاربة بعرض الحائط كل نداءات العقل والمنطق، وكل الأصوات المطالبة بإعلاء مصلحة السكان على أي حسابات سياسية أو عسكرية. وبينما يعاني أكثر من مليوني إنسان من ويلات الفقر والدمار والجوع، تواصل حماس سياساتها التصعيدية غير آبهة بمصيرهم ومستقبلهم.
الدول العربية، التي لطالما كانت سندًا لغزة ووقفت إلى جانبها في كل المحن، باتت اليوم تشترط تغيير الواقع السياسي ووجود قيادة مسؤولة قبل أي محاولة للمساهمة في إعادة الإعمار أو ضخ أي مساعدات. الجميع بات يدرك أن استمرار سيطرة حماس على المشهد يعني بقاء القطاع في حالة دائمة من الدمار والمعاناة.
ومع استمرار تعنّت حماس ورفضها تقديم أي تنازل لصالح شعبها، يصبح واضحًا أن الهدف الحقيقي لم يعد حماية غزة أو الدفاع عنها، بل إبقاء القطاع في دائرة الدم والدمار والخراب، ولو على حساب حياة ومستقبل ملايين الأبرياء. غزة اليوم لا تحتاج لمعارك جديدة، بل إلى مسؤولية حقيقية، إلى قيادة تختار الحياة بدلًا من الموت، وتضع مصلحة الناس فوق كل اعتبار.
#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟