الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية
(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 02:49
المحور:
القضية الفلسطينية
تشن الولايات المتحدة الأمريكية منذ 15 مارس الجاري ضربات جوية وبحرية على ما تدعي أنها أهداف عسكرية لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن. ووفقًا لوزارة الصحة اليمنية، فقد أوقعت الغارات حتى الآن 53 شهيدًا وأكثر من 100 جريح، من بينهم أطفال ونساء. تأتي تلك الضربات في سياق محاولة الحلف الاستعماري الصهيوني الأمريكي إسكات آخر مصدر تهديد عسكري لإسرائيل من دولة عربية. فمنذ شن الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في أكتوبر 2023، يشن الحوثيون هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، كما يهاجمون ناقلات الاحتلال الإسرائيلية وناقلات الدول الحليفة له في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر.
تزامنت تلك الضربات على اليمن مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي في ساعات الليل الأولى من يوم 18 مارس، مواصلة حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن مئات الشهداء. بعد أن استفاد جيش الاحتلال من فترة الهدنة ووقف إطلاق النار في إعادة تعبئة صفوفه والتزود بشحنات جديدة من الأسلحة والذخائر، كما تستفيد إسرائيل من الضربات التي تشنها الآن الولايات المتحدة الأمريكية على الحوثيين، لمحاولة الحد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تطلقها الحركة، والتي تشكل ضغطًا على الرأي العام الإسرائيلي، وأيضا محاولة إنهاء الحصار البحري المفروض على حركة الملاحة للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في مضيق باب المندب، والذي دفع إسرائيل لتحويل خطوط إمدادها إلى طرق بديلة، مما أدى إلى زيادة التكلفة الاقتصادية لوصول البضائع إليها.
كما يؤثر غلق مضيق باب المندب على حركة الملاحة الدولية التي تنعكس على عوائد مرور السفن عبر قناة السويس في مصر، ما يشكل ضغطًا اقتصاديًا على النظام المصري حليف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، واللذان يعملان على دفعة لاستقبال الفلسطينيين الذين يسعون إلى تهجيرهم من قطاع غزة إلى سيناء أو إلى مناطق أخرى بوادي النيل.
وبرغم أن حركة أنصار الله الحوثي جماعة طائفية ذات طابع قمعي تصطف في صف الثورة المضادة وتستخدمها إيران كوكيل لمد نفوذها في اليمن في مواجهة النفوذ السعودي والإماراتي، والذي أدى مجتمعا إلى إجهاض ثورة الشباب اليمني في 2011، التي كانت جزءًا من ثورات الربيع العربي، هذا الربيع العربي الذي نجح مثلث الرجعية السعودي الإماراتي الإيراني بمعاونة القوة العسكرية والطائفية المحلية وبدعم القوى الامبريالية العالمية في هزيمته وتدميره في كل من تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا ولبنان والسودان وليبيا. وذلك لصالح ترسيخ استمرار تلك النماذج الرجعية الحاكمة التي تغيّب الديمقراطية والحقوق السياسية عن مواطنيها تمامًا ولصالح استمرار هيمنة الإمبريالية العالمية على شعوب المنطقة، ومنع ظهور نماذج حكم ديمقراطية تقدمية. لأن ذلك كان كفيلًا بأن يجعل أنظمة وقلاع الرجعية في السعودية والإمارات وإيران تتداعى وتنهار كقلاع الرمل التي تكسحها الأمواج على شاطئ البحر، أمام مد الثورات، والتي كانت لا شك ستقطع وتحييد نفوذ وهيمنة القوى الإمبريالية على شعوب المنطقة.
إننا نتخذ موقفًا مركبًا إزاء حركة أنصار الله الحوثي؛ إذ، ومع رفض وإدانة الطائفية والرجعية والاستبدادية التي تصم الحركة وتبعيتها لنظام الملالي في إيران، فإننا في الوقت نفسه نثمن انحيازها الصحيح للشعب الفلسطيني المكلوم ودفاعها عنه، هذا الانحياز الذي أظهر للشعوب العربية خسة وعمالة حكوماتها المحلية وتعاونها مع الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، فقد استهدفت الحركة أهدافًا إسرائيلية عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتفرض حصار على حركة الملاحة للاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له عبر استهداف السفن والناقلات التابعة لهم في مضيق باب المندب -مع تحفظنا على بعض تكتيكات الحركة- فرغم دعمنا الحصار الاقتصادي المفروض على الاحتلال الإسرائيلي ومنع ملاحة العدو من العبور بمضيق باب المندب فإننا نرفض استهداف ناقلات مدنية بالصواريخ وإحتجاز اطقم العمالة المدنية على تلك الناقلات كرهائن، كما نرفض الهجمات الصاروخية العشوائية على المدنيين، إن انحياز حركة الحوثيين للشعب الفلسطيني ودفاعها عنه منذ بداية حرب الإبادة جعلها عرضة لضربات جوية شنتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاحتلال الإسرائيلي.
وتتعرض الآن العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها الحركة الحوثية لضربات جوية وبحرية أمريكية موسعة قد تستمر لأسابيع، بحسب تصريحات أدلى بها مسؤولون عسكريون أمريكيون. كما يتعرض الشعب الفلسطيني للإبادة الجماعية والتطهير العرقي من قبل جيش وحكومة مدعومين من مجتمع إسرائيلي فاشي. والشعوب العربية مهزومة وخاضعة ومغيبة جراء الهزائم المتلاحقة التي منيت بها وحملات القمع الطويلة التي شنتها عليها حكوماتها. فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ليست أولى الحكومات التي ترتكب إبادة جماعية في الشرق الأوسط، فقد سبقها نظام ملعونين الروح والذكر حافظ وبشار الأسد في حق الشعب السوري.
إن الشعوب العربية تدفع اليوم فاتورة هزائم تراكمت طويلاً لم تُمنى بها على يد محتل غازي فقط بل على يد حكوماتها وجيوشها المحلية التي تساهم اليوم في حصار الفلسطينيين ومساعدة الصهاينة في إنهاء الإبادة والتطهير العرقي بحقهم، كما هو حال موقف الحكومة والجيش المصري من قطاع غزة، والجيش الاردني الذي يدافع عن الصهاينة عبر اعتراض منظومات الدفاع الجوي الخاصة به صواريخ ومسيرات أطلقها سابقًا الحوثيون وإيران. أيضًا الإمارات والسعودية والأردن ومصر الذين يفتحون موانئهم وطرقهم البرية من أجل كسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على حركة ملاحة الصهاينة في مضيق باب المندب.
نحن نمر بفترة حالكة السواد من تاريخنا، ولن يقف الأمر عند الحد الذي نواجهه اليوم، لأن أطماع الصهيونية لا تحدها حدود، وهي تجد دعمًا وغطاءً سياسيًا لها من التيار الأنجلو-مسيحي الذي تمثله إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنزعتها التفوقية البيضاء العنصرية اليمينية المتطرفة، والتي تعبر عن تلاقي مصالح الاقتصاد الرأسمالي الأخذ في التحلل مع شعوذات دينية مغرقة في الرجعية والكراهية والتطرف.
لا تعويل بتاتًا على أي تغيير في المواقف الرسمية للحكومات العربية، وكل طنطنات البيانات والإدانات هي لذر الرماد في العيون ليس أكثر. إن التعويل الوحيد هو على صحوة شعبية عربية وثورات تواجه الحكومات المجرمة للطبقات العربية الحاكمة ومؤسساتها العسكرية والأمنية أولًا، وتسقطها نهائيًا. وتؤسس أنظمة ديمقراطية على أنقاضها. فقط حينها سنتمكن من أن نحد ونطوق الطموح الاستعماري الصهيوني تمهيدًا للقضاء عليه.
تحرير فلسطين يبدأ بثورات تطيح بالحكام والأنظمة العربية الحاكمة العميلة.
وحدها الثورة الاشتراكية تستطيع تحرير الشعوب العربية والفلسطينيين.
تسقط الصهيونية، أداة الإمبريالية في إخضاع شعوب الشرق الأوسط واستعبادها.
ثورة العمال والمضطهدين قادرة على اقتلاع الطبقات العربية الحاكمة من الخليج إلى المحيط.
إنضموا إلينا وناضلوا معنا كي نبني ونعبد طريقنا سويا للحرية عبر إسقاط المؤسسات العسكرية والأمنية الإجرامية الحاكمة في بلداننا العربية وبناء أنظمة ديمقراطية تقدمية بدءا في بلداننا العربية وانتهائا بفلسطين.
تواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني : [email protected]
https://soc-rev-egy.org/2025/03/19/%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%BA%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84/
#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)
Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟