أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عامر رسول - سلطة الثورة السورية تحت قيادة البرجوازية تبدأ حملة تسريح جماعي لآلاف العمال!














المزيد.....


سلطة الثورة السورية تحت قيادة البرجوازية تبدأ حملة تسريح جماعي لآلاف العمال!


عامر رسول

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 23:48
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أفادت مصادر عمالية باندلاع سلسلة من الاحتجاجات في عدة مدن سورية، في سياق تسريح الحكومة الجديدة لآلاف من عمال القطاع العام، بالإضافة إلى رفضها ومعارضتها لخطط خصخصة مؤسسات الدولة.
تسعى الحكومة السورية الى إعادة هيكلة الاقتصاد عبر الخصخصة وتسريح آلاف من العمال والموظفين، مما يترك اثارا وتبعات عميقة على نمط معيشتهم. صرح وزير الاقتصاد السوري لوكالة "رويترز" في بداية العام الجاري، إنّ الحكومة ستبدأ في خصخصة 107 شركات صناعية تابعة للدولة، مع الاحتفاظ بالقطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والنقل تحت إدارة الدولة، وتشير الخطط الحكومية الى خفض عدد موظفي وعمال القطاع العام بنحو الثلث، مما يعني أن أكثر من ربع مليون عامل وموظف سيخسرون وظائفهم، وهو ما يعكس حجم التأثير الكبير على حياتهم وحياة اسرهم.
مع هذه الخطوة، بدأت الحكومة الجديدة في التحول الى تبني نموذج اقتصاد السوق الحر ودمج سوريا بالاقتصاد العالمي، ما يعني تقليص سيطرة الدولة على الاقتصاد. وبهذا التغيير، تنتهي أكثر من 54 عامًا من النظام الاقتصادي القائم على إدارة الدولة، وهو ما شكل جزءًا كبيرًا من حياة السوريين لعدة عقود.
فتح سوريا أبوابها أمام نموذج السوق الحر ومحاولة الحاقها بالاقتصاد العالمي، كانت خطوة متأخرة مقارنة بالتغييرات التي حدثت في العديد من الدول العربية وذلك في إطار ما سمي بالربيع العربي قبل 14 عاما، وتعود اسباب التأخير الى عوامل عدة، أهمها تمركز وشدة الصراع الإقليمي والعالمي، مما ادى إلى ما نشهدها الآن من تغييرات في بنية النظام الاقتصادي السوري وتحوله من نموذج رأسمالية الدولة الى نموذج اقتصاد السوق الحر بما يتوافق مع شروط الصندوق النقد والبنك الدوليين، وخضوعه لقوانين الدول الرأسمالية والأوروبية ومؤسساتها تحت غطاء إعادة هيكلة الاقتصاد.
من جانب اخر، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم منح ومساعدات مالية تصل إلى 2.5 مليار يورو، وهي في الحقيقة تهدف الى دعم هذا التوجه الاقتصادي، من خلال تسريع عملية الاندماج الاقتصادي وزيادة الاستثمارات لتحقيق تراكم الأرباح. وبينما يروج الإعلام بأن هذه المساعدات موجهة لدعم الشعب السوري، إلا أن الواقع يظهر أن هذا الادعاء ليس سوى غطاء لمصالح اقتصادية وسياسية تتجاوز مصلحة الحقيقية للسوريين.
إن الوضع الراهن في سوريا يخلق ظروفًا موضوعية وذاتية تمهد الطريق لفتح آفاق جديدة أمام الطبقة العاملة في صراع طبقي لا محالة، خصوصًا في ظل السياسات الحالية التي تستهدف قطع أرزاق الآلاف من العمال والموظفين. هذه السياسات تنعكس بشكل سلبي على أوضاعهم المعيشية، مما يهدد استقرار عائلاتهم ويدفعهم للبحث عن طرق نضالية بديلة لتحسين ظروفهم المعيشية. ومع ذلك، فإن هذه الظروف الاقتصادية الصعبة قد أدى إلى تنشيط حركة احتجاجية ونضال طبقي كبير، حيث تجمع العمال في مختلف القطاعات، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو القومية، من أجل مطالبهم المشتركة.
وقد شهدنا هذا التحرك بشكل واقعي من خلال تأسيس تجمعات عمالية في قطاعات متعددة، مثل قطاع الصحة، شركة الاتصالات، ورجال الإطفاء في دمشق العاصمة، حيث تحركت هذه التجمعات في ست مدن سورية مطالبة بوقف الخصخصة وحماية حقوق العمال. هذه الاحتجاجات تعكس تطورًا جديدًا في الواقع السوري، حيث يسعى العمال والموظفون إلى تحقيق مستوى معيشة أفضل والحفاظ على حقوقهم الإنسانية في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها بلدهم.
شهدت الاحتجاجات التي نظمت في 6 محافظات مشاركة واسعة، حيث جذب بعضها نحو 400 شخص. هذه المبادرة تمثل بداية لصراع طويل وأكثر استقطابًا في المرحلة القادمة، يعكس معاناة العمال والموظفين وتطلعاتهم الانسانية في ظل الظروف الحالية.
بناءً على موقفنا الطبقي، نؤيد جميع المبادرات والتجمعات العمالية بغض النظر عن الاختلافات والتوجهات، لأننا نؤمن بأن وحدة الطبقة العاملة هي السبيل الوحيد لتحقيق حقوقها.
القضية الجوهرية للبروليتاريا السورية في هذا التحدي تكمن في تبني رؤية فكرية مستقلة تتجاوز الإيديولوجيات القومية والدينية التي تسعى البرجوازية لفرضها عليهم.



#عامر_رسول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم الديمقراطية الحالمة وجوهرها البرجوازي: رؤية نقدية للعق ...
- البروليتاريا الفرنسية -هبّوا لاقتحام السماء- (1)
- أزمة الدينار العراقي قرار سياسي بامتياز!
- 19 يناير بداية لمعركة حاسمة ومفتوحة للبروليتاريا الفرنسية في ...
- حركة التيار الصدري الأخيرة زوبعة فاشله لبناء الدولة المنشودة ...
- النضال الطبقي في الأول من أيار، و موقع يسار كردستان نموذجا!
- حرق القرآن وأحداث عمليات الشغب في السويد
- لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جم ...
- التغيرات في السياسة الامريكية وانعكاساتها على العراق
- الورقة البيضاء، وثيقة إفقار وحرمان الأكثرية و إثراء الأقلية ...
- رد على الرفيق عبدالحسين سلمان حول نقد اطروحات الاتجاه المارك ...
- الأزمة الاقتصادية و فيروس كورونا!
- شرطة حكومة أقليم كردستان ترد بالرصاص على مطالب المتظاهرين
- محطات من حياة الرفاق شابور وقابيل قادة المنظمات الجماهيرية و ...
- سيبقى ذكراكم خالداً كلمة في ذكرى السنوية السادسة للإغتيال ال ...
- لاتشوه الحقائق
- هلوسات عبد الجبار الى أين؟


المزيد.....




- ورشة تكوينية لفائدة أجيرات مصنع ستيلانتيس القنيطرة
- الطبقة العاملة والقضية الفلسطينية تحت شعار: (لا للتهجير. نعم ...
- عاجل.. تخفيض الغرامات المرورية في العراق بسبب رواتب الموظفين ...
- بعد مقتل موظف دولي في غزة.. ما هي أشهر الهجمات الإسرائيلية ع ...
- الصليب الأحمر: العاملون في المجال الطبي يكافحون للتعامل مع ع ...
- حكومة غزة تنشر أسماء 6 عمال أجانب قصفهم الاحتلال
- خطوات الإستعلام رواتب المتقاعدين لشهر أبريل 2025
- السوداني يوجه بمنح عمال النظافة مكافأة 100 ألف دينار مع كتاب ...
- وكالة البيئة الأميركية تخطط لتسريحات وإغلاق مكتب الأبحاث
- جموع من الإسرائيليين تتجه نحو منزل نتنياهو احتجاجا على مواصل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عامر رسول - سلطة الثورة السورية تحت قيادة البرجوازية تبدأ حملة تسريح جماعي لآلاف العمال!