أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز - علاء














المزيد.....


الى والدي العزيز - علاء


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 17:20
المحور: سيرة ذاتية
    


رزقك الله علاء او سلطان كما يحلو لك ان تناديه وقتها في السابع من نيسان 1962 اي قبل وصول قوى قومية عنيفة (البعث) الى السلطة في شباط 1963 الاسود بقطار امريكي، فاودعك البعث الجهلة سجن البصرة، ثم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي سيء الصيت.
وغيابك في السجن في المراحل الدقيقة لنمو الجسمي والنفسي (تطور) علاء اثرا سلبا على صحته العقلية. فقد فقد الاحساس بالامان وقتها حيث يلاحظ غيابك من الدار مع غياب البهجة. وتاثرت سلبا امكانياته نطق للكلمات بالشكل الصحيح، بعد ما اصبح قادرا على ذلك. وقتها اثار ذلك استهجان الاقارب والجيران! بل كانت سببا في ظهور وصمة عار لاشكاليات التلفظ لديه. لم تكن ما يعرف بيرتل لتكون جميلة! ولم يكن التلعثم في الكلام (والاخير نتيجة توتر ولكنه نتيجة خلل في الادراك) وضاعفت هذه حالته، فانعكست على حالة الوالدة رحمها الله ويوترها، ثم سرت لكل افراد العائلة. ولم نكن على هذا المستوى من العلم والتفكير لنجد التفسير العلمي، لم يكن الاطباء في المؤسسات الصحية وقتها بهذا الادراك بل وهذا العلم، فقد كان اهتمامهم بالصحة البدنية فقط. ولم يعوض غيابك رجلا من الاقرباء، فكنا نسكن في المربد (حي يسكنه عمال شركة نفط البصرة) ويبعد عن الزبير كيلومترات، الذي يبعد 20 كم عن البصرة. ووقتها السيارات قليلة والطرق صعبة، ويتخوف الناس من الاتصال بمعتقل لاسباب سياسية! وخصوصا بعد التحالف الديني البعثي. ولا اتذكر سوى زيارتين للجد احمد سلطان يرحمه الله والعم يحيى لنا في المربد. و انقطاع التواصل العائلي، وما يصلنا من انتقادات لاذعة يضيف اعباء على الوالدة رحمها الله.
اشكاليات النطق لدى علاء اثر سلبا على امكانيات تواصله مع افراد العائلة وكذلك مع اقرانه من الاطفال ومع اقرانه في المدرسة. فاصبح اللعب صعبا عليه، انها اشكالية للنمو العاطفي له. وهذه اثرت سلبا على ادراكه ومن معالمها ضعف الاداء الاكاديمي في المدرسة لاحقا! وضعف القابلية على اكتساب اللغة فقد واجه علاء اشكاليات كبيرة في تعلم اللغة العربية والانجليزية معا، وان كانت صعوباته مع الانجليزية اكبر. كما واجه صعوبات كثيرة في التفكير النقدي وابسطها في درس الانشاء، وهذا درس يظهر مهارات الطالب في التعبير او وصف تفاصيل حياته او عواطفه. ومن المؤكد لم اتناول التفكير المنطقي حيث هو ضعيف لدى الغالبية من العراق.
صعوبات التعلم اثرت على مستقبله المهني، فاتجه الى اعدادية مهنية (الكيمياوية) بدلا من الاعداديات الكلاسيكية. يا والدي ليس هذا انتقاص من التعليم المهني ابدا، فقد ظهرت هذه الاعداديات لدراسة الكيمياويات بشكل طاريء غير مخطط له، وتجد حكومة الجهلة فيها انجازا للاهتمام بالتعليم المهني لا غير، ولم يكن هناك مقترحات او خطط لاستيعاب خريجيها. وفي العراق بفضل الحكام الجهلة يخضع كل شيء للمصادفة فكانت الحرب لتؤجل اي تخطيط في هذا الجانب، المهم يمتلك الحكام محرقة للشباب.
والدي العزيز، مسكين علاء فقد اثر البعث سلبا على نموه وتطوره، واثر سلبا على فرص التعليم وفرص العمل لديه. فقد ظهر الفكر القومي وقتها لكسب المسلمين للتخلص من الحكم العثماني المسلم! واساء تقدير اوضاع العرب، واصبح السبب الذي دمر العراق وسوريا البلدان التي حكمها بعد ان ظهر البعث منه.
مع اشكاليات 1963 الاسود، كانت قرار 13 من الحاكم العسكري العام رشيد مصلح (قرقوش) لابادة الشيوعيين وفصلكم من الوظائف! فينعكس ذلك على نمو علاء الجسمي. وفي مراهقته ظهرت علامات كساح منها عظم قص الحمامة pigeon chest ومسبحة على جانبي الاضلاع rosary beads وانحناء الساقين bowed legs وغيرها. وهذه من علامات الكساح rickets وهذه علامات كساح قديم لم تتم معالجته لاسباب شتى، وضيق ذات اليد اولها.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى والدي العزيز 3
- الى والدي العزيز 2
- الى والدي العزيز 1
- الصحة العقلية للشباب العراقي: ملاحظات خاصة
- مناقشة سياسة صحية للرئيس ترامب 1 داء السكر 2
- الشرق الاوسط الجديد
- نشر البحوث الطبية
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البيولوجية الحديثة) 3
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 1
- تكريم اساتذة اطباء
- د. فوتشي وجائحة كورونا 2
- الدكتور فوتشي وجائحة كورونا 1
- الكابتاكون في الشرق الاوسط
- وحرب اسقاط صدام 1
- في ذكرى بدايات حرب اسقاط صدام حسين
- ممارسة النشاط البدني (الرياضة) اثناء الحمل
- وتفسيرات لزيادة نسب الاصابة بالادمان وامراض القلب وداء السكر ...
- الى والدي مع الحب
- التقييم النفسي للقادة السياسيين عن بعد في العالم- علم حديث


المزيد.....




- -إنه بخير-.. بروس ويليس يحتفل بعيد ميلاده الـ 70
- نتنياهو يواجه غضبا شديدا مع تفاقم الانقسامات في إسرائيل جراء ...
- اليوم العالمي للسعادة: هل يختلف مفهومها بين الشعوب؟
- سلسلة غارات جوية مكثفة تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في العاصم ...
- وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت: نرفض -أي احتلال إسرائيلي ...
- سوريا.. اللجنة الأمنية في اللاذقية تجتمع مع وجهاء وأعيان الد ...
- روبيو: تاريخ القرن الـ 21 سيتمحور حول الولايات المتحدة والصي ...
- البيت الأبيض يتهم إدارة بايدن بقتل 8 ملايين دجاجة
- فيدان يلتقي حسين الشيخ في أنقرة
- قائد فرقة غزة السابق: الجيش وصل لأقصى حدود قدرته على إجبار ح ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز - علاء