أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - الشاعرة حسينة بنيان.. تنوع في الاداء والأسلوب














المزيد.....


الشاعرة حسينة بنيان.. تنوع في الاداء والأسلوب


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 09:57
المحور: سيرة ذاتية
    


حسينة عباس بنيان، شاعرة ومهندسة عراقية، وُلدت في بغداد عام 1956 وانتقلت مع عائلتها إلى مدينة الحلة في عام 1960 بسبب عمل والدها العسكري. نشأت في بيئة أدبية، حيث كان أفراد عائلتها مهتمين بالأدب والشعر، مما أسهم في تنمية موهبتها الأدبية منذ الصغر. بدأت بكتابة الخواطر في سن مبكرة، ونُشرت بعض كتاباتها في مجلة "المتفرّج" البغدادية. وفي المرحلة المتوسطة، بدأت بكتابة الشعر وشاركت في المهرجانات الأدبية المدرسية، حيث لفتت الأنظار بموهبتها الواعدة. أكملت دراستها الجامعية في كلية الهندسة بجامعة بغداد وتخرجت عام 1979، لتعمل بعدها في وزارة الإسكان والتعمير.
تأثرت بنيان بالظروف السياسية والاجتماعية في العراق، وانعكس ذلك في توجهاتها الشعرية. تناولت في قصائدها قضايا الوطن والإنسان، معبرة عن هموم المجتمع وتطلعاته. تميز شعرها بالجمع بين الذاتي والموضوعي، حيث استخدمت تجاربها الشخصية للتعبير عن قضايا أعمق تتعلق بالإنسانية والعدالة. بعد استشهاد ابنها عام 2002، طغى الحزن على قصائدها، وبرزت موضوعات الرثاء والفقدان في أعمالها.
أصدرت بنيان(8) مجاميع شعرية، ومجموعة قصص، وكتبت عدد من القصائد الشعبية.
تُظهر هذه الأعمال تنوعًا في الأسلوب والمضمون، حيث كتبت القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، مما يعكس مرونتها الإبداعية.
فيما يتعلق بمكانة شعرها ضمن الشعر النسوي، تُعد حسينة بنيان من الشاعرات اللواتي قدمن إسهامات بارزة في الأدب النسوي العراقي. تناولت في قصائدها قضايا المرأة ومشكلاتها، معبرة عن تجاربها الشخصية وتجارب النساء في مجتمعها. رغم ذلك، يرى بعض النقاد أن شعرها يتجاوز التصنيفات الجندرية، حيث يعبر عن قضايا إنسانية عامة، مما يجعلها صوتًا أدبيًا يعبر عن هموم الإنسان بغض النظر عن جنسه.
بالإضافة إلى نشاطها الأدبي، شاركت بنيان في تأسيس تجمع "نازكات الأدب" في بابل، وهو تجمع يهدف إلى دعم الأديبات وتسليط الضوء على نتاجاتهن الأدبية. يأتي هذا التجمع تماشيًا مع الاحتفال بمئوية الشاعرة نازك الملائكة، ويهدف إلى تعزيز دور المرأة في المشهد الأدبي العراقي.
تُعد حسينة بنيان مثالًا للشاعرة التي استطاعت أن تعبر عن قضايا مجتمعها من خلال تجربة شخصية غنية، مما جعل شعرها يجمع بين الذاتي والموضوعي، ويعكس هموم الإنسان وتطلعاته نحو مستقبل أفضل. وتتميز تجربة الشعرية بعدة خصائص فنية تجعلها متميزة ضمن المشهد الشعري العراقي والعربي. يمكن تلخيص أهم هذه الخصائص فيما يلي:
1-التنوع في الشكل الشعري: كتبت القصيدة العمودية، مما يعكس تأثرها بالتراث الشعري العربي الكلاسيكي. و برعت في قصيدة التفعيلة، حيث استفادت من إمكانيات الإيقاع الموسيقي الداخلي وتحررت جزئيًا من قيود القافية التقليدية، ولقد استخدمت قصيدة النثر في بعض أعمالها، حيث منحتها هذه الصيغة حرية أكبر في التعبير، معتمدة على الصورة الشعرية المكثفة والتدفق الشعوري العفوي.
2- الموضوعية والذاتية في آنٍ واحد: فقد تمتزج في شعرها التجربة الشخصية بالهموم العامة، حيث تناولت قضايا الوطن والمجتمع من خلال تجاربها الحياتية الخاصة. وبعد استشهاد ابنها، ظهرت في شعرها نبرة وجدانية عميقة تمزج بين الحزن الشخصي والأسى الجمعي.
3-التوظيف الرمزي والأسطوري: واعتمدت الرموز والأساطير في كثير من قصائدها، وخاصة الرموز البابلية والسومرية التي تعكس عمق ارتباطها بالهوية العراقية، كما استخدمت رموزًا مثل (إنانا) و(تموز) للدلالة على الصراع بين الحياة والموت، الفرح والفقدان.
4-التصوير الفني واللغة المكثفة: وتمتاز لغتها بالقوة والاقتصاد في التعبير، إذ تعتمد على التكثيف اللغوي بعيدًا عن الحشو الزائد، ووظفت الصور الشعرية المدهشة التي تمزج بين الواقع والحلم، فتخلق عوالم شعرية ذات طابع خاص.
5-الإيقاع الموسيقي الداخلي: ونجدها في قصائدها النثرية، تحافظ على إيقاع داخلي نابع من التكرار، التوازي، والتركيب الصوتي للكلمات، واستعملت الجناس والسجع أحيانًا لتقوية الأثر الموسيقي للنص.
6-القضايا النسوية والبعد الإنساني: ورغم عدم تصنيف نفسها كشاعرة نسوية بحتة، إلا أن شعرها تناول قضايا المرأة ومشكلاتها في المجتمع العراقي، فلم يكن شعرها محصورًا في الإطار النسوي، بل تناول قضايا الوطن، الحرية، والإنسانية بعمق وجداني مؤثر.
7-الحس الدرامي في القصيدة: واتسمت بعض قصائدها ببناء درامي واضح، حيث تتحرك الأفكار والصور تدريجيًا لتصل إلى ذروة انفعالية قوية، وتمكنت من توظيف الحوار الداخلي والمونولوج لإبراز مشاعرها وأفكارها في والقصائد.
أخيراً يمكننا القول أن شعر حسينة بنيان يجمع بين الحداثة والأصالة، حيث تحافظ على روح الشعر العربي التقليدي مع توظيف تقنيات معاصرة مثل الرمز، التكثيف، والإيقاع الداخلي. وهو شعر يعكس هموم الإنسان بصدق، سواء كان في سياق التجربة الذاتية أو القضايا المجتمعية والإنسانية الكبرى.
المصادر
-محمد علي محيي الدين- اتحاد أدباء بابل، نشأته أعضاؤه- منشورات مؤسسة العطار- قم-النجف-2024.
- حسينة بنيان.. الشعر حين يكتوي بحرارة الحزن- أحمد الناجي_ الطريق الثقافي24-2-2021.
- بعد شظايا العمر- لحسينة بنيان أنموذجاً.. لقاء الذاتي بالموضوعي.. رؤيا ورؤية -جبار الكواز -الطريق الثقافي-5-4-2023.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات من مسيرة الفقيد سامي عبد الرزاق (ابو عادل)
- انطلوجيا القصة البابلية
- الدارمي والصراع الطبقي
- ذكريات عن قادة الحزب الخالدين
- ناهض الخياط تجربة شعرية متألقة
- زهير ناهي رحلة طويلة في طريق النضال
- فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص
- كفاح الظاهر
- عبد الرزاق كميل شاعــــرا ومنـــاضـــــلا
- وقفية مملكة أودة
- مطالعة لمرويات ذياب آل غلام
- نظرات في مذكرات الدكتور مكرم الطالباني الحياة لا تجري دوماً ...
- الاسكندر المقدوني في بابل عرض وتحليل
- قراءة في رواية (لقد قصدها يوما)
- قراءة في كتاب المعلم حازم سليمان الحلي
- عدنان الجزائري الواله الغارق بالحنين
- مشاهدات للدكتور عبد الرضا عوض
- نقد الفكر والممارسة الدينية لدى المسلمين
- باسم عبد الحميد حمودي وأثره في تدوين الموروث الشعبي العراقي
- الشيخ البهائي وكتابه الكشكول: بين الزهد والتناقضات الأدبية


المزيد.....




- غزة والحوثيون وترامب.. كاتب إسرائيلي كبير يشرح ماذا حدث؟
- مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمر ...
- الكرملين: كييف تحاول تقويض جهود السلام
- ترامب يعرض تملّك منشآت طاقة أوكرانيا
- ملتقى الإمارات الرمضاني.. تسامح وتعايش
- الجيش اللبناني ينتشر في حوش السيد علي
- لامي يتراجع عن تصريحاته بشأن إسرائيل
- شويغو: هناك عقبات تعقد التسوية السلمية في أوكرانيا
- -أ ب- عن مصدر: كندا بصدد إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي ل ...
- السلطات الأمريكية الاتحادية تبحث عن زعيم عصابة في لوس أنجلوس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - الشاعرة حسينة بنيان.. تنوع في الاداء والأسلوب