أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالناصرعليوي العبيدي - **أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل الوطن في ظل -المقاومة- الزائفة**














المزيد.....


**أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل الوطن في ظل -المقاومة- الزائفة**


عبدالناصرعليوي العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 07:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


---------

ما يجري على الحدود اللبنانية السورية ليس مجرد اشتباكات عابرة أو صدامات حدودية، بل هو انعكاسٌ لمرضٍ مزمنٍ أصاب الدولة اللبنانية منذ عقود: تغوّل حزب الله على مؤسساتها، وتحويلها إلى كيانٍ هشٍّ يُدار من خلف الستار وفق أجنداتٍ خارجية. هذا الحزب، الذي نشأ تحت شعار "المقاومة"، تحوّل إلى دولةٍ داخل الدولة، بل إلى دولةٍ فوق الدولة، يُملي إرادته على الجميع، ويستخدم سلاحه لا لتحرير الأرض، بل لفرض الهيمنة وإلغاء الآخر.



بدأت القصة في الجنوب اللبناني، حيث كانت مغامرة حزب الله مع الكيان الصهيوني عام 2006 ذريعةً لتدمير البنية التحتية للجنوب، وتقديم لبنان قرباناً لمصالح إقليمية. واليوم، يعيد الحزب الكرّة على الحدود الشرقية مع سوريا، مستغلاً الفوضى لتعزيز أنشطته المشبوهة: تهريب السلاح، تجارة المخدرات، وتكريس منطق الميليشيا بدل منطق الدولة. بات حزب الله كطفلٍ مدللٍ يفتعل المشاكل مع الجيران، ثم يختبئ خلف الدولة اللبنانية عندما يتلقى الصفعات، مطالباً إياها بأن "تأخذ دورها" الذي سلبه منها منذ عقود.



تحت غطاء "سلاح المقاومة"، حوّل حزب الله هذا السلاح إلى أداةٍ لقمع المكونات اللبنانية، وإلغاء دور المؤسسات، وتنفيذ أجندات إيران. أصبح السلاح وسيلةً لفرض الإرادة، لا لتحرير الأرض، وأداةً لتعميق الانقسام، لا لتوحيد الصف. وفي ظل هذا الواقع، باتت الدولة اللبنانية مجرد ستارٍ يُستخدم لتبرير العربدة، بينما يُترك الجيش اللبناني في موقفٍ حرج، يُطلب منه الرد على مصادر نيرانٍ أشعلها حزب الله نفسه.



المفارقة المؤلمة هي أن الحزب يُسمي عناصره على الحدود "عشائر"، في محاولةٍ لتضليل الرأي العام. لكن الحقيقة أن هذه "العشائر" ليست سوى مجموعاتٍ صغيرةٍ من عناصر حزب الله، تعمل بعكس مصالح الدولة، وتكرس منطق الميليشيا. وفي المقابل، تتصرف الدولة السورية بمنطق الدولة الحقيقية: تنشر الجيش العربي السوري على الحدود، تمنع الأنشطة غير القانونية، وتحمي سيادتها دون اللجوء إلى استغلال العشائر، رغم أن أصغر عشيرة سورية يفوق تعداد رجالها عدد الجيش اللبناني.



هنا يبرز السؤال: أين دور الرئيس اللبناني، وأين دور المؤسسات؟ لماذا لا يمارس الرئيس جوزيف عون صلاحياته لاستعادة الدولة من براثن حزب الله؟ لماذا لا يُنشر الجيش اللبناني على الحدود لفرض السيادة، ونزع السلاح من يد الميليشيات التي تعبث بأمن الوطن؟ لماذا يُترك لبنان رهينةً لمغامرات حزب الله، التي لا تخدم إلا مصالح إيران، وتُغرق لبنان في الفوضى والانهيار الاقتصادي؟



إن استمرار هذا الوضع لا يهدد فقط العلاقات مع الجوار، بل يهدد وجود لبنان كدولة. فالدولة التي تفقد سيادتها على حدودها، تفقد شرعيتها في أعين شعبها والعالم. وعلى الرئيس اللبناني أن يختار: إما أن يكون رئيساً لدولةٍ حقيقية، أو أن يبقى شاهد زورٍ على تحوّل لبنان إلى مجرد ساحةٍ خلفية لمشاريع إقليمية.



لبنان يستحق أكثر من هذا. يستحق دولةً تحميه، لا ميليشيا تُغرقه في الفوضى. يستحق جيشاً يدافع عن حدوده، لا سلاحاً يُستخدم لفرض الهيمنة. يستحق رئيساً يُعيد إليه كرامته، لا أن يكون صدىً لأصواتٍ تأتي من خارج الحدود. وإلا، فإن لبنان سيستمر في دفع ثمن مغامراتٍ لا ناقة له فيها ولا جمل، بينما يبقى شعبه أسيراً لحلم دولةٍ لم تكتمل بعد.

------

عبدالناصر عليوي العبيدي



#عبدالناصرعليوي_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الجديدة: الواقع يفرض نفسه، والحكمة تقتضي التعايش


المزيد.....




- ترامب ينشر سجلات اغتيال كينيدي.. إليك ما يجب معرفته
- ما هو الاتفاق الذي تهدد فرنسا بإلغائه مع الجزائر؟
- اليمن: الحوثيون ينفذون هجوما رابعا على حاملة طائرات أمريكية ...
- محمود خليل الطالب الفلسطيني بجامعة كولومبيا: أنا سجين سياسي ...
- خلال إفطار رمضاني في مسجد باريس الكبير.. وزير الخارجية الفرن ...
- اجتماع ثلاثي بالدوحة بين قطر ورواندا والكونغو الديمقراطية
- ترامب: استمرار النزاع في أوكرانيا كان سيؤدي إلى الحرب العالم ...
- أنصار الله يعلنون عن استهداف جديد لحاملة الطائرات الأمريكية ...
- الولايات المتحدة تكشف عن المجموعة الأخيرة من الملفات السرية ...
- كانت -رائعة- وناقشنا عدة قضايا بمافيها الطريق نحو السلام.. ت ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالناصرعليوي العبيدي - **أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل الوطن في ظل -المقاومة- الزائفة**