أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟















المزيد.....


بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 08:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


في سياق عملية التفاوض، أو عقد الصفقات السياسية بين القوى التي تقر بالوجود الموضوعي إلى بعضها البعض ولو كانوا أعداء، وإنما كأشخاص معنوية قانونية معترف بها دوليا، يكون مستوى موازين القوى الإيجابية بينها، هو العامل المقرر في ذلك، ولكن بين الدول كأشخاص قانونية مع قوى لا تتمتع بذلك، تلعب بعض مفردات ميزان القوة السلبية دورا رئيسيا، ولكن ليس دائما، وفي كل الأوقات، مثال ذلك ورقة المختطفين في يد حركة حماس، مقارنة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الانقسام الفلسطيني، وبعد انفجار فقاعة محور المقاومة ووحدة الساحات التي أكدت أنها لم تكن قيمة مضافة أصيلة، في حساب ميزان القوى في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وأنها لم تكن سوى شعارا شعبويا انتهى مفعوله.
ويجب أن تكون هذه المقاربة في ذهن حماس، وهي تدير مفاوضات الصفقة مع الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، بعد أن عاد جيش الاحتلال لممارسة عدوانيته ضد أهل غزة العزل، حيث شهدت الأيام الأخيرة تكثيفا للغارات الجوية الإسرائيلية في غزة، بالإضافة إلى زيادة حالات إطلاق النار باتجاه المواطنين الفلسطينيين، ليرتفع عدد الشهداء منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي إلى 151 شهيدا. ولترتفع حصيلة الشهداء في قطاع غزة حتى يوم الأحد 16 مارس إلى 48,572، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023. فيما بلغت ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 112,032، في حين لا يزال الكثير من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ومع أن حماس أعلنت استئناف المفاوضات مع الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، مع الكيان الصهيوني، في حين أنه هو الذي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة من خلال عدم بدء المرحلة الثانية من الاتفاق كما هو متفق عليه، ووقفه البروتوكول الإنساني وحصار غزة للأسبوع الثاني، وردها بمقترح آخر بديل، وهو أنها مستعدة، للتفاوض من خلال الموافقة على مقترح الوسطاء الإفراج عن جندي يهودي ـــــ أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى. عوض المقترح الأمريكي، الذي يتضمن الإفراج عن 5 محتجزين أحياء، بينهم الأمريكي ــــ اليهودي عيدان ألكسندر، وجثث 10 قتلى، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف العمليات العسكرية لمدة تتراوح بين 42 و50 يوما، يتم خلالها التفاوض على إنهاء الحرب.
لكن هذا الموقف الحمساوي الذي قدمته من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، اعتبره مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف أنه "غير مقبول على الإطلاق"، ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض مشيرًا إلى أن المقترح الأميركي يتضمن إطلاق سراح 5 رهائن أحياء، بينهم مواطن أميركي.
وذهب ويتكوف إلى حد تحذير حماس بكل الغطرسة والاستقواء من دور أمريكي جديد وبشكل مباشر هذه المرة، بالقول: "أنصح حماس بأن تشاهد ما الذي نفعله بالحوثيين". عندما قال إن الفرصة لا تزال قائمة أمام حماس لكنها "تتلاشى بسرعة"، داعيًا الحركة إلى أن تكون "أكثر عقلانية" في تعاطيها مع المفاوضات.
وقد وافق الكيان الصهيوني على المقترح الأمريكي، لكن هذه الموافقة تترافق مع استعداد لبدء عمليات عسكرية واسعة في القطاع من أجل زيادة الضغط على حماس، فقد أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو قد توافق على شن عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة إذا لم يتم تحقيق تقدم في اتفاق تبادل الرهائن.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الأحد 16 مارس، فإن جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك" والقيادة الجنوبية يعملون على توسيع بنك الأهداف المحتملة لحركة "حماس" في جميع أنحاء القطاع، بالتزامن مع فترة وقف إطلاق النار الحالية.
وأوضحت المصادر أن هذا التوسع في بنك الأهداف يهدف إلى تمكين الحكومة من تصعيد العمليات العسكرية بشكل تدريجي لممارسة ضغوط على قيادة "حماس"، في حال تعثرت المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن.
ومن بين الخيارات المطروحة كأدوات ضغط محتملة، إعادة احتلال بعض المناطق في شمال غزة، والتوجه يأتي في ظل دعم أمريكي لمثل هذا الخيار العدواني، وفق ما ذكرت هيئة البث العبري.
ومع أن مخاطر التصعيد ورادة بقوة، كون الكيان لم يتوقف عن استهداف أهل غزة طوال الفترة الماضية، يكشف ذلك عدد الشهداء والمصابين، وعودة سياسة التجويع عبر الحصار الإنساني، بعد منع المساعدات من الدخول إلى القطاع منذ أسبوعين، اجتمع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، الأربعاء 12 مارس، في الدوحة مع المبعوث الأميركي للشرق الوسط ستيف ويتكوف. للتأكيد على "أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
وبجث وزراء خارجية الدول الخمس مع ويتكوف الخطة العربية لإعمار غزة، وكذلك اللجنة الإدارية الخاصة بإدارة قطاع غزة. فيما وعدت الولايات المتحدة أنها ستعطي ردا كاملا ومفصلا على الخطة العربية التي تم إقرارها في قمة القاهرة الطارئة حول إعادة إعمار قطاع غزة نهاية مارس، وأنها طلبت من القاهرة الاطلاع على أسماء من سيديرون غزة مستقبلا.
كما كشفت المصادر، أن الولايات المتحدة طلبت من مصر إبعاد أي أسماء مرتبطة بحماس عن حكم غزة، كما تريد إدخال نقاط على خطة إعمار غزة بعد اجتماعات ثنائية.
نخلص من كل ذلك إلى، أن وعي ميزان القوى الموضوعي هو شرط مهم في إدارة الصراع، لأنه كفيل بمنح من يعيه القدرة على توظيف نقاط قوته الإيجابية والسلبية لصالحه، فهل تعي حماس حقا ذلك؟ وهل أدركت أن كل الأطراف العربية وغيرها تنظر إلى مستقبل غزة كشعب، وليس إلى إنقاذ حماس؟ وأن هناك اتفاق على أنه لن يكون هناك إعادة إعمار، أو مانحين في وجود سياسي أو عسكري إلى حماس في غزة، وأن أقدامها على خطوتين للخلف في هذه اللحظة، في سياق وعي لشرطها المفارق، هو مصلحة وطنية؟ ومتى تدرك حماس وغيرها، أن قطاع غزة حتى الآن محتل بالمعنى القانوني، حتى لو انسحب منه جيش الاحتلال؟ وأن أمريكا باتت عاملا مقررا في مستقبل غزة، وبالطبع إضافة للكيان الصهيوني كنتيجة إلى 7 أكتوبر، وأنه لا يوجد طرف عربي أو فلسطيني يستطيع مواجهة ذلك عبر ميزان قوة موضوعي يعبر عن إرادة عربية جامعة، وبالفعل وليس المناشدة والتوسل.. وحتى ذلك الحين ألا يجب على حماس أن تدرك أنها لن تكون مستقبل غزة ليس لموقف من حماس الفكرة، أو من مفهوم المقاومة الذي هو أوسع مما مثلته حماس، ولكن لأن نتائج 7 أكتوبر هي التي أدت إلى ذلك في المدى الراهن على الأقل..؟ وأن وعي ذلك، وهي تدير المفاوضات مهم جدا من أجلها هي، ومن أجل أهل غزة والقضية الفلسطينية.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم
- في بؤس مقولة.. -هذا مش وقته-
- شكرا.. الحوار المتمدن
- سوريا .. مؤشرات مفارقة حول هوية الحكم الجديد..!


المزيد.....




- -فاشي ونازي-.. ما الذي يدفع الناس لـ-مقاطعة- إيلون ماسك وشرك ...
- مصر تُعلن عن اكتشاف مقبرة ملكية وورشة فخار من العصر الروماني ...
- السعودية تطلق خريطة للعمارة بـ19 طرازًا مستوحى من تنوعها الث ...
- التوتر يعود إلى الحدود.. الجيش اللبناني يرد على مصادر النيرا ...
- كيف تتم زراعة الشعر وما هي أضرارها؟
- واشنطن تواصل غاراتها ضد الحوثيين والجماعة تعلن استهداف حاملة ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 300 مليون يورو مساعدة إضافية لسوريا
- للمرة 18.. نتنياهو يمثل أمام المحكمة المركزية في تهم الفساد ...
- ألواح حجرية من بلاد الرافدين تكشف أن الأنظمة البيروقراطية كا ...
- المفوضية الأوروبية: قررنا تخفيف العقوبات على سوريا ومستعدون ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟