الحوسبة الكمومية: تحليل شامل للمبادئ والتطور التاريخي والتطبيقات المستقبلية

أحمد الجوهري
مهندس مدني *مهندس تصميم انشائي* ماركسي-تشومسكي|اشتراكي تحرري
(Ahmed El Gohary)

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 11:29
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

الملخص
-------
تمثل الحوسبة الكمومية تحولاً جذرياً عن الحوسبة التقليدية، إذ تعتمد على مبادئ الميكانيكا الكمومية لأداء العمليات الحسابية بطرق لا تستطيع الأنظمة الكلاسيكية مجاراتها. يستعرض هذا المقال المفاهيم الأساسية للميكانيكا الكمومية—مثل التراكب والتشابك والتداخل الكمومي—ويظهر كيف تشكل هذه الظواهر الأساس في الحوسبة الكمومية. نقوم بتحليل المبادئ التشغيلية لأجهزة الحوسبة الكمومية مقارنة بالأنظمة الكلاسيكية، ونسلط الضوء على التطور التاريخي للمجال منذ نشأته النظرية حتى عام 2025، مع مناقشة إنجاز التفوق الكمومي. بالإضافة إلى ذلك، نقدم نظرة معمقة على الحواسيب العملاقة، مع استعراض معمارياتها وحالات استخدامها المختلفة مقارنةً بكل من الحوسبة التقليدية والكمومية. واستناداً إلى مصادر موثوقة مثل مجلة Science Magazine ومجلة Nature Magazine، يوفر هذا العمل تحليلات تفصيلية للتطبيقات والصناعات المتأثرة بهذه النظم الحسابية المختلفة. ويختتم المقال بنقاش حول الآفاق المستقبلية والتأثير التحولي المتوقع للتكنولوجيات الكمومية والعملاقة على المجتمع.

------------------------------------------------------------
1. المقدمة
------------------------------------------------------------
تُعدّ الحوسبة الكمومية واحدة من أكثر المجالات التكنولوجية الواعدة في القرن الحادي والعشرين. وعلى عكس الحواسيب الكلاسيكية التي تستخدم البتات لتمثيل البيانات في حالتين ثنائيتين (0 و1)، تستفيد الحواسيب الكمومية من الخصائص الغريبة للبتات الكمومية، أو الكيوبتات، التي يمكن أن تتواجد في حالات متعددة في آن واحد. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة أكاديمية شاملة على الحوسبة الكمومية، مع تحليل للأسس النظرية والتطبيقات العملية.

يبدأ النقاش بمفاهيم الميكانيكا الكمومية التي تُشكل أساس الحوسبة الكمومية، ثم يتم استعراض الآليات التشغيلية التي تميز الحوسبة الكمومية عن نظيرتها الكلاسيكية. وبعد ذلك، نستعرض التطور التاريخي للمجال، بدءًا من المقترحات النظرية المبكرة وصولاً إلى الإنجازات التجريبية الحديثة، مع التركيز على اللحظة الحاسمة التي تمثل تحقيق التفوق الكمومي. أخيرًا، نقوم بتحليل تطور الحواسيب العملاقة، مع توضيح معمارياتها وحالات استخدامها الخاصة، مقارنةً بالحوسبة التقليدية والكمومية.

وتستند تحليلاتنا إلى مصادر موثوقة مثل مجلة Science Magazine ومجلة Nature Magazine، حيث تم تسليط الضوء على الاكتشافات العلمية والإنجازات البحثية التي ساهمت في تشكيل المشهد الحالي للحوسبة. ومن خلال نقاش أكاديمي دقيق وتحليل تقني عميق، يسعى هذا المقال لأن يكون مرجعًا قيمًا للباحثين والممارسين والطلاب المهتمين بفهم عمق وتأثير الحوسبة الكمومية وعلاقتها بالحوسبة الكلاسيكية والحوسبة العملاقة.

------------------------------------------------------------
2. الأسس الكمومية التي تُشكل الحوسبة الكمومية
------------------------------------------------------------
تُعد الميكانيكا الكمومية، التي تتحكم في سلوك المادة والطاقة على أصغر المستويات، الأساس الذي تُبنى عليه الحوسبة الكمومية. وعلى عكس الميكانيكا الكلاسيكية التي تتعامل مع الحالات الحتمية، تُدخل الميكانيكا الكمومية سلوكًا احتماليًا فطريًا. يستعرض هذا القسم المبادئ الكمومية الرئيسية التي تمكّن الحوسبة الكمومية.

2.1 التراكب
-----------
يُعتبر مبدأ التراكب من أهم المبادئ في الميكانيكا الكمومية. ففي حين توجد البتات الكلاسيكية في حالتين محددتين (0 أو 1)، يمكن للكيوبت أن يتواجد في تراكب من الحالتين، أي أنه يمثل مزيجًا خطيًا من الحالتين. وتتيح هذه الخاصية للحواسيب الكمومية تمثيل كميات هائلة من المعلومات باستخدام عدد محدود من الكيوبتات. رياضيًا، يمكن التعبير عن حالة الكيوبت بالمعادلة:

|ψ⟩ = α|0⟩ + β|1⟩

حيث تُعبر α وβ عن معاملات احتمالية مركبة يجب أن يكون مجموع مربعات مقاديرها مساويًا للواحد. يُساهم مبدأ التراكب في زيادة القدرة الحسابية ويسمح بتوازي العمليات الحسابية، كما أكدت العديد من الدراسات المنشورة في مجلة Nature Magazine على أهميته في تصميم الخوارزميات الكمومية.

2.2 التشابك
-----------
يُعد التشابك ظاهرة كمومية فريدة تربط بين الكيوبتات بطريقة لا مثيل لها في الأنظمة الكلاسيكية. عند تشابك اثنين أو أكثر من الكيوبتات، تصبح حالة أحدها مرتبطة فورياً بحالة الآخر، بغض النظر عن المسافة بينهما. تُعدّ هذه الظاهرة، التي وصفها أينشتاين بأنها “تصرف غريب عن بعد”، من الركائز الأساسية في نظرية المعلومات الكمومية وتُستخدم في بروتوكولات الحوسبة الكمومية المختلفة. يتيح التشابك تحقيق التوازي في العمليات الحسابية ويُستخدم في تقنيات تصحيح الأخطاء لضمان دقة العمليات الحسابية على الرغم من التداخل البيئي.

2.3 التداخل الكمومي
-----------------
ينتج التداخل الكمومي عن التراكب المتماسك للحالات الكمومية. عندما تتداخل المعاملات المرتبطة بمسارات حسابية مختلفة، يمكن أن يحدث تداخل بناء يُعزز النتائج الصحيحة، أو تداخل هادم يُلغي النتائج الخاطئة. تُستخدم هذه الآلية في خوارزميات مثل خوارزمية البحث لغروفير وخوارزمية شور لتفكيك الأعداد، والتي أثبتت أنها تتفوق على الخوارزميات الكلاسيكية في بعض الحالات. ويُضمن التداخل أن يُعزز احتمال الحصول على الإجابة الصحيحة، مما يجعل الحوسبة الكمومية ذات كفاءة عالية في مهام محددة.

2.4 القياس وفقدان التماسك
-------------------------
عند قياس نظام كمومي، ينهار التراكب إلى إحدى الحالات الأساسية، مما يُدخل عنصر الاحتمالية في النتيجة. وتُعتبر هذه العملية غير قابلة للعكس، مما يتطلب تطوير أساليب متقدمة لتصحيح الأخطاء وتقليل فقدان التماسك. ويُعد فقدان التماسك – نتيجة التفاعل مع البيئة – أحد التحديات الرئيسية في بناء حواسيب كمومية قابلة للتوسع. وقد بُذلت جهود مكثفة، كما تناولتها مراجعات مجلة Science Magazine، لعزل الأنظمة الكمومية وضمان بقاء التماسك الكمي لفترة كافية لأداء العمليات الحسابية بدقة.

تُشكل هذه المبادئ الأساس الذي تقوم عليه الحوسبة الكمومية، مما يتيح نمطًا حسابيًا مختلفًا جذريًا عن الحوسبة التقليدية. يُبرز التفاعل بين التراكب والتشابك والتداخل، إلى جانب التحديات المتعلقة بالقياس وفقدان التماسك، ديناميات تشغيل الأنظمة الكمومية.

------------------------------------------------------------
3. كيفية عمل الحوسبة الكمومية: البنية والمقارنة مع الحوسبة الكلاسيكية
------------------------------------------------------------
تستفيد الحواسيب الكمومية من المبادئ الكمومية لمعالجة المعلومات بطرق تتجاوز قدرات الأنظمة الكلاسيكية في بعض الحالات. يستعرض هذا القسم الإطار التشغيلي للحوسبة الكمومية ويقدم مقارنة مفصلة مع الحوسبة الكلاسيكية.

3.1 بنية الحوسبة الكمومية
--------------------------
تُبنى الحواسيب الكمومية على الكيوبتات، التي تُطبق باستخدام أنظمة فيزيائية متنوعة مثل الأيونات المحاصرة، والدوائر فائقة التوصيل، والأنظمة الفوتونية. تشمل البنية الأساسية:
- **سجلات الكيوبت:** تُعدّ مماثلة للبتات في الحواسيب الكلاسيكية، ولكنها تتمتع بقدرة التواجد في حالات التراكب.
- **البوابات الكمومية:** وهي عمليات موحدة (يونيترية) تُستخدم للتلاعب بحالة الكيوبتات، وتشكل اللبنات الأساسية للخوارزميات الكمومية.
- **الدارات الكمومية:** وهي تسلسلات من البوابات الكمومية المصممة لتنفيذ مهام حسابية محددة.
- **بروتوكولات تصحيح الأخطاء:** نظرًا لطبيعة الحالات الكمومية الهشة، فإن تصحيح الأخطاء ضروري لضمان دقة العمليات الحسابية. وقد تم تطوير تقنيات متقدمة لاكتشاف وتصحيح الأخطاء دون قياس مباشر للكيوبتات، مما يحافظ على التماسك الكمومي.

تعتمد بنية الحواسيب الكمومية على الحفاظ على التماسك وإدارة الأخطاء. وقد أدت الابتكارات في تقنيات التبريد الفائق وتصنيع النانو إلى تحسين كبير في استقرار الكيوبتات ودقة البوابات، كما أشار عدد من المنشورات في مجلة Nature Magazine.

3.2 أسس الحوسبة الكلاسيكية
--------------------------
على النقيض من ذلك، تعتمد الحوسبة الكلاسيكية على البتات الثنائية المعالجة عبر دوائر إلكترونية تستخدم منطق بوولي. تقوم الحواسيب الكلاسيكية بتنفيذ الخوارزميات بشكل تسلسلي أو متوازي باستخدام هياكل معمارية معروفة مثل معماريات فون نيومان أو هارفارد. وقد تطورت هذه الأنظمة لتشمل معالجات متعددة النواة ومسرعات متخصصة لمعالجة مهام مثل المحاكاة العددية، ومعالجة البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

3.3 التحليل المقارن
--------------------
**تمثيل المعلومات:**
تقتصر البتات الكلاسيكية على التمثيل الثنائي، مما يقيد كمية المعلومات التي يمكن معالجتها في وقت واحد. بينما يمكن للكيوبتات أن تُشفّر كميات هائلة من المعلومات بفضل خاصية التراكب؛ إذ يمكن لنظام مكون من n كيوبت تمثيل 2^n حالات في وقت واحد.

**تسريع الخوارزميات:**
تستغل الخوارزميات الكمومية التداخل والتشابك لتحقيق تسريع ملحوظ في مهام حسابية معينة. تُعدّ خوارزمية شور لتفكيك الأعداد، التي تُفكك الأعداد الكبيرة بشكل أسرع بكثير من أفضل الخوارزميات الكلاسيكية المعروفة، مثالاً بارزاً. كما تقدم خوارزمية Grover تسريعًا تربيعيًا في عمليات البحث ضمن قواعد البيانات غير المرتبة.

**تصحيح الأخطاء والاستقرار:**
تستفيد الحواسيب الكلاسيكية من آليات تصحيح أخطاء معروفة وتصميمات مادية متينة. وعلى النقيض، تعد الحواسيب الكمومية حساسة للغاية للتداخل البيئي وفقدان التماسك، مما يتطلب تقنيات متطورة لتصحيح الأخطاء وضمان دقة الحسابات.

**منهجية المعالجة:**
تعالج المعالجات الكلاسيكية العمليات بشكل متتابع أو متوازي محدود، بينما يمكن للمعالجات الكمومية تنفيذ العديد من العمليات في آن واحد من خلال التراكب. ومع ذلك، تكمن التحديات في استخراج النتيجة المرغوبة عبر القياس، وهو ما يُشكّل نقطة قوة وضعف في آن واحد.

------------------------------------------------------------
4. التفوق الكمومي: النظرية والشروط والإنجازات التجريبية
------------------------------------------------------------
يُعرف التفوق الكمومي بأنه المرحلة التي تصبح فيها الحواسيب الكمومية قادرة على حل المشكلات التي لا تستطيع الحواسيب الكلاسيكية حلها عمليًا، بغض النظر عن التطبيق المحدد. يناقش هذا القسم الأسس النظرية، والشروط الضرورية لتحقيق التفوق، والأدلة التجريبية التي تدعمه.

4.1 الإطار النظري
-----------------
لا يُعد التفوق الكمومي مجرد إنجاز تجريبي، بل هو دليل على تغيير نوعي في القوة الحسابية. يعتمد الإطار النظري على تحديد مشكلات معينة—غالبًا ما تُصمم خصيصًا لهذا الغرض—حيث يسمح التداخل والتراكب الكمومي للحواسيب بأداء العمليات الحسابية بشكل أسرع بكثير من أي خوارزمية كلاسيكية معروفة.

4.2 الشروط التجريبية للتفوق
---------------------------
يتطلب تحقيق التفوق الكمومي التغلب على عدد من التحديات التقنية:
- **عدد كبير من الكيوبتات:** يجب أن يحتوي النظام على عدد كافٍ من الكيوبتات لتنفيذ عمليات حسابية غير تافهة.
- **تصحيح الأخطاء والحفاظ على التماسك:** يجب تنفيذ العمليات الكمومية بمعدلات أخطاء منخفضة والحفاظ على تماسك الكيوبتات خلال مدة الحساب.
- **خوارزميات محسنة:** تُصمم خوارزميات متخصصة لاستغلال الخصائص الكمومية الفريدة، مما يضمن بقاء التعقيد الحسابي أقل بكثير مقارنة بالنهج الكلاسيكي.

4.3 الإنجازات التجريبية البارزة
--------------------------------
في عام 2019، أعلن أحد الشركات الرائدة عن تحقيق التفوق الكمومي من خلال تنفيذ مهمة معقدة تعتمد على عينة دوائر عشوائية باستخدام معالج كمومي فائق التوصيل، تحت ظروف تحكم دقيق لضمان الحفاظ على التماسك. وأظهرت النتائج أن الوقت المطلوب لمحاكاة هذه المهمة على أنظمة كلاسيكية سيكون غير عملي. وقد لاقى هذا الإنجاز استحساناً وانتقادات من المجتمع العلمي، مما دفع إلى مزيد من التحقيق في مصادر الأخطاء وقابلية التوسع.

4.4 التداعيات والآفاق المستقبلية
----------------------------------
يمثل تحقيق التفوق الكمومي مرحلة تحولية في علوم الحوسبة، وله آثار كبيرة على مجالات مثل التشفير وعلوم المواد والتحسين. تسعى الأبحاث المستقبلية إلى توسيع فوائد هذه التقنية لتشمل تطبيقات عملية مثل اكتشاف الأدوية، ونمذجة المناخ، والذكاء الاصطناعي، حيث قد توفر الخوارزميات الكمومية رؤى غير مسبوقة.

------------------------------------------------------------
5. الحواسيب العملاقة: التطور المعماري وحالات الاستخدام المتميزة
------------------------------------------------------------
لطالما كانت الحواسيب العملاقة في طليعة الحوسبة عالية الأداء، إذ تم تصميمها لحل المشكلات المعقدة التي تتطلب قوة حسابية هائلة. في هذا القسم، نستعرض تطور الحواسيب العملاقة، والمعمارية الأساسية التي تقوم عليها، وكيف تختلف استخداماتها عن الحوسبة التقليدية والكمومية.

5.1 التطور والتصميم المعماري
----------------------------
تعتمد الحواسيب العملاقة على معماريات تُعطي الأولوية للتوازي العالي والإنتاجية الكبيرة. فقد اعتمدت الحواسيب العملاقة في بداياتها على معالجات متجهية وروابط اتصال مخصصة لتحقيق مكاسب كبيرة في الأداء. ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت الحواسيب العملاقة تعتمد على عناقيد من المعالجات متعددة النواة ومعالجات الرسوميات (GPU) والمسرعات المتخصصة لمعالجة المحاكاة المعقدة وتحليل البيانات الضخمة.

تشمل مبادئ التصميم:
- **التوازي الهائل:** تُصمم الحواسيب العملاقة لتشغيل آلاف أو ملايين العمليات الحسابية في وقت واحد.
- **روابط اتصال عالية السرعة:** القدرة على تبادل البيانات بسرعة بين عقد المعالجة في بيئات الحوسبة الموزعة.
- **قابلية التوسع:** تصميم الأنظمة بحيث يمكن ترقيتها لتلبية المتطلبات الحسابية المتزايدة.

5.2 حالات الاستخدام المقارنة بين الحواسيب العملاقة والحوسبة الكلاسيكية والكمومية
------------------------------------------------------------------------------------
**الحواسيب العملاقة:**
- *المحاكاة العلمية:* نمذجة المناخ، وفيزياء الفضاء، والديناميكا الجزيئية.
- *الهندسة والتصميم:* التحليلات الهيكلية، وديناميكا الموائع في صناعات السيارات والطيران والطاقة.
- *البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي:* تدريب نماذج تعلم الآلة وتحليل مجموعات البيانات الضخمة.

**الحوسبة الكلاسيكية:**
- *التطبيقات اليومية:* معالجة النصوص، وتصفح الإنترنت، واستهلاك الوسائط المتعددة.
- *النظم المؤسسية:* إدارة قواعد البيانات، وتحليل النماذج المالية، وتشغيل التطبيقات المؤسسية.
- *البرمجيات المتخصصة:* تطبيقات علمية وصناعية معتمدة على أنظمة الحوسبة الكلاسيكية.

**الحوسبة الكمومية:**
- *مشكلات التحسين:* معالجة تحديات اللوجستيات والمالية عبر تقنيات مثل التلدين الكمومي.
- *التشفير:* إمكانيات كسر أنظمة التشفير التقليدية.
- *محاكاة الأنظمة الكمومية:* توفير رؤى حول التفاعلات الكيميائية وخصائص المواد.

5.3 التكامل والنهج الهجينة
--------------------------
نظرًا للميزات الفريدة لكل من الحوسبة الكمومية والكلاسيكية والعملاقة، يزداد الاهتمام بتطوير أنظمة هجينة تدمج هذه التقنيات. تهدف هذه الأنظمة إلى استغلال الكفاءة الفائقة للمعالجات الكمومية في مهام معينة مع الاعتماد على الموارد التقليدية والعملاقة للتطبيقات العامة. تشير الدراسات الحديثة إلى أن البحث في هذا المجال يعد ديناميكيًا وقد يؤدي إلى اكتشاف حلول جديدة للمشكلات المعقدة.

------------------------------------------------------------
6. حالات الاستخدام المقارنة وتأثيرها على الصناعة والمجتمع
------------------------------------------------------------
تُظهر الإمكانات التحولية للأنظمة الحسابية المتقدمة تنوع تطبيقاتها عبر الصناعات المختلفة. يقدم هذا القسم تحليلاً تفصيلياً لحالات الاستخدام الخاصة بالحوسبة الكمومية، والكلاسيكية، والعملاقة، مع تسليط الضوء على المزايا والتأثيرات الفريدة لكل تقنية.

6.1 حالات الاستخدام في الحوسبة الكمومية
-----------------------------------------
- **التشفير والأمن:** خوارزميات مثل خوارزمية شور قد تكسر أساليب التشفير التقليدية، مما يدفع العالم نحو تقنيات التشفير المقاومة للكم.
- **التحسين واللوجستيات:** خوارزميات تحسين متقدمة لمعالجة سلاسل الإمداد وتخصيص الموارد وتحليل المحافظ المالية.
- **محاكاة التفاعلات الكيميائية والمواد:** تمكين محاكاة التفاعلات على المستوى الجزيئي لدعم اكتشاف الأدوية وتطوير مواد جديدة.
- **الذكاء الاصطناعي:** البحث في دمج الخوارزميات الكمومية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التقليدية لتسريع عمليات التعلم وتحليل البيانات.

6.2 حالات الاستخدام في الحوسبة الكلاسيكية
-------------------------------------------
- **الحوسبة العامة:** تُعد الأجهزة الكلاسيكية العمود الفقري للبنى التحتية التكنولوجية.
- **النظم المؤسسية:** إدارة تطبيقات تحليل البيانات والمعاملات المالية.
- **التطبيقات العلمية:** اعتماد العديد من المشاريع البحثية على محاكاة الحوسبة الكلاسيكية.
- **الخدمات المالية:** دعم عمليات التداول وتحليل المخاطر في الزمن الحقيقي.

6.3 تطبيقات الحواسيب العملاقة
-----------------------------
- **نمذجة المناخ والطقس:** تنفيذ نماذج دقيقة للمناخ والتنبؤات الجوية.
- **فيزياء الفضاء والكونيات:** دراسة ديناميكيات الأجرام السماوية والظواهر الكونية.
- **البحث البيولوجي والطبي:** تحليل البيانات الجينومية ومحاكاة العمليات البيولوجية المعقدة.
- **الأمن القومي والدفاع:** تطبيقات النمذجة الاستراتيجية والتشفير والمحاكاة الدفاعية.

6.4 التأثير المجتمعي والآفاق المستقبلية
------------------------------------------
من المتوقع أن يؤدي التكامل بين تقنيات الحوسبة الكمومية، والكلاسيكية، والعملاقة إلى تأثيرات مجتمعية واسعة. قد تسهم الأنظمة الهجينة في تسريع دورات الابتكار، وتحسين إدارة الموارد، وتحقيق تقدمات علمية وتكنولوجية في معالجة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والرعاية الصحية. سيكون التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية ضروريًا للتعامل مع الجوانب الأخلاقية والأمنية والاقتصادية لهذا التكامل.

------------------------------------------------------------
7. الخاتمة
------------------------------------------------------------
يمثل تطور الحوسبة الكمومية—from المبادئ الكمومية الأساسية إلى الجهود التجريبية والتجارية الحالية—فتح آفاقًا جديدة في علوم الحوسبة. يتيح التفاعل بين التراكب والتشابك والتداخل الكمومي نهجًا حسابيًا مبتكرًا لا يعد فقط بتسريع العمليات الحسابية لمهام معينة، بل يتحدى أيضًا المفاهيم التقليدية لمعالجة المعلومات. إلى جانب الحوسبة الكلاسيكية والعملاقة، يُتوقع أن تُحدث الحواسيب الكمومية ثورة في مجالات متنوعة مثل التشفير والتحسين والمحاكاة الكيميائية والذكاء الاصطناعي.

إن الرحلة التاريخية—from الأفكار المبكرة لدى فينمان ودويتش إلى إنجاز التفوق الكمومي—تُظهر التعاون بين مختلف التخصصات والابتكار المستمر. وبينما تظل التحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق بالحوسبة الكمومية المقاومة للأخطاء، فإن التقدم خلال العقود الماضية يشير إلى أن هذا المجال لا يزال ينمو بقوة.

وفي المستقبل، من المحتمل أن يؤدي التكامل بين الحوسبة الكمومية والكلاسيكية والعملاقة إلى ظهور معماريات هجينة جديدة. سيتطلب هذا التكامل ابتكارًا تقنيًا بالإضافة إلى وضع أطر تنظيمية وبحثية متكاملة. ومع استمرار تطوير الخوارزميات وتقنيات تصحيح الأخطاء، يُتوقع أن يؤثر هذا التطور بشكل متصاعد على العلوم والتكنولوجيا والمجتمع.

#أحمد_الجوهري (هاشتاغ)       Ahmed_El_Gohary#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات