رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 14:57
المحور:
المجتمع المدني
في كل وزارة او دائرة هناك أشخاص يكرسون حياتهم لوظيفتهم، يبذلون الجهد ويؤدون واجبهم بكل أمانة وإخلاص ، بعضهم يضحي بوقته وصحته لأجل تقديم الخدمة المثلى، دون انتظار مقابل سوى الاحترام والتقدير، ومع ذلك عندما يحين موعد تقاعدهم يجدون أنفسهم مغيبين عن دائرة الاهتمام، دون حفلة تكريم، دون كلمة شكر، وكأن سنوات العطاء الطويلة لم تكن سوى مرحلة انتهت بلا أثر.
تخيل موظفًا قضى ثلاثين أو أربعين عامًا في خدمة مؤسسة ما، كان حاضرًا في كل صغيرة وكبيرة، لم يبخل بجهده، وكان مثالًا يُحتذى به بين زملائه. لكنه عندما يُحال إلى التقاعد، يُعامل وكأنه لم يكن، يُسحب اسمه من قوائم الموظفين، ويُطوى ملفه دون أي تقدير يُذكر، ألا يستحق هذا الإنسان لفتة تقدير؟ ألا يجدر بالوزارة أن تكرّم من خدموها بإخلاص؟
يشعر الكثير من المتقاعدين بالخذلان حينما لا يُحظَون بتكريم يليق بهم، فالتقدير ليس مجرد مكافأة مادية أو درع تذكاري، بل هو رسالة معنوية تُشعرهم بأن جهدهم لم يذهب سدى، وأنهم كانوا جزءًا مهمًا من الوزارة ، عدم تكريمهم يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا، حيث يشعرون بأنهم مجرد أرقام انتهت صلاحيتها، بدلاً من أن يُنظر إليهم باعتبارهم أعمدة أسهمت في بناء المؤسسة ونجاحها.
جحود الوزارات تجاه متقاعديها بغياب ثقافة التقدير
إن التقدير هو أحد أهم أسس العمل المؤسسي الناجح، فهو ليس مجرد مكافآت مادية أو امتيازات، بل هو قيمة معنوية تعزز الولاء وتحفز العطاء. ومع ذلك، فإن بعض المؤسسات تفتقر إلى هذه الثقافة، فلا تعطي أهمية لتكريم من أفنوا أعمارهم في خدمتها، وكأن العلاقة بين الموظف والمؤسسة هي مجرد عقد ينتهي بمجرد انتهاء سنوات الخدمة، دون أدنى التزام أخلاقي أو معنوي تجاهه.
عدم إدراك أهمية التكريم
بعض الإدارات لا تدرك أن التقدير له تأثير كبير على بيئة العمل، فهو لا ينعكس فقط على المتقاعد، بل يؤثر على زملائه أيضًا، حيث يدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد عندما يشعرون بأن عطاءهم سيُكرَّم في النهاية.
الخاتمة
تكريم المتقاعدين ليس مجرد تقليد قديم، بل هو واجب أخلاقي وإنساني يجب أن تحرص عليه الوزارات والهيئات والدوائر ، هؤلاء الأشخاص أفنوا أعمارهم في خدمة أعمالهم، وكانوا جزءًا من نجاحاتها، إعادة إحياء هذه العادات ليس مجرد إكرام لهم، بل هو رسالة تقدير تعزز الانتماء والوفاء في بيئة العمل، وتجعل الجميع يدركون أن العطاء لا يضيع، بل يُقدَّر ويُحتفى به.
تكريم المتقاعدين يعكس صورة إيجابية عن المؤسسة، ويحفز الموظفين الحاليين على العطاء، لأنه يجعلهم يشعرون بأن عملهم سيُقدَّر يومًا ما.
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟