أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان














المزيد.....


لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 02:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من انه يتم تحضير " كمين قذر لبلدنا , من خلال تصريحات الكراهية , التي يراد منها احداث فوضى في تركيا" . وشبه " الفتنة" في سوريا الى تلك الفتنة التي مرت بتركيا سابقا , بالقول " منذ سنوات قاموا ببث الفتنة الطائفية و المذهبية والعرقية ما بين الأتراك والاكراد والعلويين والسنة وما الى ذلك من هذه الفتن , ويحاول البعض الان في سوريا اشعال نار الفتنة و تدبير المخططات الخبيثة من اجل بث فتنة التفرقة بين ايناء الشعب السوري". و ربط الرئيس التركي تأثير الفتنة في سوريا على المجتمع التركي , بالقول " اننا نمر بمرحلة يتصارع فيها الاخوة في المنطقة .. ويتم تحضير كمين قذر لبلدنا , ومن خلال تصريحات بث الكراهية , يراد احداث فوضى في تركيا , خاصة من فلول وانصار النظام السوري السابق".
من حق الرئيس اردوغان ان يحذر من وقوع فتنة في بلده على صدى الجريمة الشنعاء ضد ابناء المكون العلوي في سوريا . المجتمع التركي هو امتداد للمجتمعات العربية في سورية و العراق وإيران و لبنان و السعودية . مكونات المجتمع التركي هم سنة و شيعة و علويين و اكراد و مكونات تركية أخرى , وكل هذه المكونات لها امتدادات في داخل الدول المجاورة لتركيا , وان أي استهداف لمكون في دول عربية سيجد صداه في تركيا . ففي أيام الحرب الاهلية بالعراق ما بين الشيعة والسنة احتمى قادة سنة العراق في تركيا , والحقيقة لحد هذه اليوم يعتقد المكون السني في العراق ان الدولة التركية هي عمقه المذهبي , إضافة للدول ذات الأكثرية السنية . وكذألك فان الشيعة في العراق يعتقدون ان ايران هي عمقهم المذهبي . العلويون في سوريا أيضا يعتقدون ان العلويون في تركيا هم اخوان لهم , وان ما يصيب هذه الطائفة في سوريا سوف يعم على العلويين في تركيا وفي كل مكان فيه تواجد لهم.
انها ليست حالة غريبة على الحالة البشرية .الناس تنجذب الى من يشبههم في الدين والمذهب والقومية , وهذا موجود تقريبا في كل دول العالم. في مزار شريف في أفغانستان يتجمع المكون الشيعي فيه , غرب العراق يتجمع فيه المكون السني , الساحل في سوريا يتجمع فيه العلويين , في شمال لبنان يتجمع فيه المسيحيون . في أمريكا هناك مدن يتجمع فيه المواطنون الامريكان من أصول إيطالية , ومدن يتجمع فيها امريكان من أصول المانية , ومدن يتجمع فيها امريكان من أصول افريقية , وأخرى فرنسية , وأخرى إيطالية , وأخرى عربية . هذه المكونات تتفاعل مع كل حدث يصيب إخوانهم في أي نقطة في العالم , الأمثلة كثيرة لا يمكن سردها.
ولهذا السبب تجد مدينة ديربورن من ولاية ميشيغان الامريكية ذات الأكثرية العربية من اشد المناصرين للقضية الفلسطينية.
ولهذا السبب كان على اردغان الانتباه الى هذه الحالة قبل ان يطيح الفأس بالراس على قول المثل العراقي . لان من الطبيعي ان يتفاعل علويي تركيا على ما جرى لإخوانهم العلويين في سورية . وكان من المفروض بالرئيس التركي ان يرسل وحدات عسكرية محمولة جوا , وعلى وجه السرعة لعمل جدار ناري يحيط بمناطق الساحل ولا يسمح لأي قوة دخولها بعد ان سمعت أجهزة الامن التركية أصوات المؤذنين وهم يصرخون ب " الجهاد" ضد العلويين وليس ضد فلول بشار الأسد . الرئيس التركي بفعلته هذه كان سيكسب ود العلويين في بلده والعلويين في سوريا , ويصبح الزعيم المخلص . لقد فاته القطار . أصداء المجزرة التي احلت على أبناء المكون العلوي في سوريا اوجعت قلوب الاحرار في العالم , وبالأخص المكون العلوي في تركيا , الذي يشكل بين 10% و 15% من نفوس سكان تركيا . هذا المكون , اصبح يرى ان عدم استطاعة رئيسه وقف المجزرة انما مشاركة غير مباشرة فيها , خاصة وانه الاب الروحي او الرجل الحقيقي الذي يدير شؤون سوريا الجديدة . تركيا وبمساعدة أمريكا وإسرائيل اسقطت نظام بشار الأسد, وهي اول الدول التي اعترفت بالنظام الجديد , وهي التي حددت السياسة الداخلية والخارجية للنظام الجديد .
ومن حق الرئيس التركي ان يقلق على مستقبل بلاده بعد مجزرة العلويين في سوريا من الفتنة الطائفية , لان حجم الكارثة التي وقعت على المكون العلوي وكشفها امام انظار العالم من خلال الفيديوهات التي انتشرت مثل النار في الهشيم , جلبت موجة من التنديدات الشعبية والحكومية المحلية والعالمية , وكلها كانت تطالب بالقصاص العادل من المجرمين , ولكن بنفس الوقت اشعلت نار الطائفية في منطقة الشرق الأوسط وما بعده . يكفي القول , ان موجة خرجت في العراق تحذر من كل جهة تطالب بالسيطرة على السلاح الذي بيد المجاميع المسلحة العراقية , محذرين انه بدون هذا السلاح ستكون المجازر ضد شيعة العراق لا تقل بشاعة من المجزرة التي حدثت في الساحل السوري . وفي لبنان خرجت أصوات تدعوا الى دعم قوات حزب الله , والا سيكون مصير الشيعي و المسيحي و الدرزي في لبنان ليس احسن من مصير العلويين في سوريا .
واكثر من ذلك في مناطق تواجد الشيعة الاثني عشرية والعلوية , خرجت تظاهرات تطالب بحماية المكونات في سوريا . ففي مدينة الكاظمية من بغداد , ذات الأكثرية الشيعية , خرجت تظاهرة تندد بالجرائم التي شهدتها سورية و تطالب المنظمات الدولية حماية المسلمين والمسيحيين من المتشددين .
هذا وان توفر التكنلوجية الحديثة شاركت بتوصيل الخبر والصورة الى اقصى بقاع العالم وولدت ردود أفعال عنيفة ضد قادة سوريا الجديدة وضد داعميهم . وبالطبع سيتمدد هذا التنديد داخل المجتمع التركي الذي هو في اشد حاجة الى الوحدة الوطنية , وان تجاهل القيادة التركية لهذا الشرخ في مجتمعها سيؤدي الى الفرقة و الفتنة بين مكوناته وسوف لن ينفع الندم . بدلا من ان يخرج الرئيس التركي محذرا من الفته , عليه ان يخرج الشعب التركي بكل طوائفه الى شوارع المدن تنديدا بما جرى في سوريا , وبهذا العمل يكون الرئيس رجب طيب اردوغان قد ضمن الوحدة الوطنية لبلده , وأعطى الإشارة الى المتشددين في سوريا ان أعمالهم ضد المكون العلوي مرفوضة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟


المزيد.....




- آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل -قلبي ومفتاحه-
- حميدتي: -الدعم السريع- لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري ...
- صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السب ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاص ...
- للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكر ...
- بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدر ...
- ترامب يطلق سلسلة ضربات ويهدد الحوثيين بـ-جحيم لم يروه من قبل ...
- مصر.. جنوح مركب سياحي في نيل أسوان والسلطات تتحرك وتكشف السب ...
- لحظات رعب داخل مسجد برفح: مسيّرة إسرائيلية تطلق النار بكثافة ...
- ما الذي يحفز الحركة النشطة ضد روح الوحدة الأفريقية ولماذا تس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان