أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مسعود عكو - يتامى الطاغوت














المزيد.....

يتامى الطاغوت


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 12:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليل أرخى سدوله، ستار انسدل عن مسرحية دكتاتورية، كان بطلها طاغوت في عصرنا الجديد، هذا الظالم الذي سفك من الدماء تملئ بحاراً، ودفن جماجم، وعظام تعلو الجودي، حمرين، وطوروس، ويتم أطفالاً بعدد نخيل أرض الرافدين، وثكل نساء بعدد زهور، وورود كردستان، وملئ أرض السواد بجثث ما فعل طاعون قبل ذلك في الإنسان.

مهما كتبت الكلمات، وعبرت الحروف لن تفي هؤلاء الشهداء حقهم، ولن تبرد قلوب الثكالى واليتامى، وما تراح أرواح الشهداء في السماء هذه الأرواح التي ما برحت الأرض رغبة في ذلك، ولكن! زبانية الموت الصدامي هي التي غدرت بهم، واقتلعوا أرواحهم كما يقتلع النخل من الأرض هذه الأرواح الطاهرة صعدت إلى بارئها، وهي تبكي أطفالاً يتامى، ونساء أرامل، وأمهات ثكالى تزغرد لولدانها الذين ماتوا، وهم في أمهادها.

زبانية الموت الصدامي تفتك بأرواح البشر، وكلابهم تنهش أجسادهم، ورمال الصحراء تحتضن بقاياها التي شهدت على قاتليها، ومصاصي دمائها الكثر في هذا العالم الغريب المليء بيتامى الطاغوت هذا الطاغوت الذي خر ذليلاً متوسلاً يريد إنقاذ حياته تلك الحياة التي اغتصبها من عشرات الآلاف من أبناء الرافدين.

يقرأون الفاتحة على الطاغوت، وهو الذي منع قراءتها حتى على أرواح ضحاياه تلك الأرواح الطاهرة التي شهدت على طغيانه، وجبروته العقيم وقوته التي خذلت كيانه المهترئ العفن بكل جراثيم القومية، والإنسانية هذا الكيان الأشبه بطاعون كريه حل بشعب العراق الذي لم يهنئ بيوم جميل منذ مئات السنين، ولكن أن الأوان لترتاح تلك الأمهات من الدموع، والأرامل من العبرات التي ذرفنها في فراق الأحبة التي دفنت رمال الرافدين أجسادهم تحت حباتها المباركة، والتي ما لبثت أن وارت الميتة التي تباكى عليها يتامى الطاغوت.

مدعو الإسلام يدعون أن إعدام الطاغية في يوم مبارك هو استهتار، واستهزاء بمشاعر المسلمين في العالم، يتباكون على الطاغوت، وكأنه زعيم العرب الأوحد، يذرفون دموع التماسيح على مرجعية السنة في العالم الإسلامي. أي ذنب يقترفون؟ وأي عمل ينافقون؟ وأي مجرم يقدسون؟؟؟

أين كانوا عندما أعدم الطاغوت الآلاف؟
لماذا لم تهتز مشاعرهم في ضرب أناس مدنيين عزل بأسلحة كيماوية محرمة حتى في قوانين الكفار كما يسمون؟
لماذا لم تهتز مشاعر المسلمين في العالم عندما سمعوا بأنفلة /182الفاً/ من العراقيين لا ذنب لهم سوى أنهم بشر، ولكن ليس من عرق صدام الطاغوت.
لماذا لم تهتز مشاعر العرب، والسنة، والمسلمين في العالم كله عندما قتل، وسفك دماء الشيعة العراقيين؟
أليس هؤلاء بمسلمين؟ أم الإسلام لصدام، وأيتامه، ومن ماثله من الطواغيت.
نعم في هذا الكون، وعند هؤلاء المقدسين للطواغيت... يجوز!!!

عن أي عيد يتحدثون؟ عندما يقولون أن الطاغية سقط يوم العيد، أين كانوا عندما مرت على ملايين العراقيين أعياد، وأيام مباركة؟ ولم تهتز مشاعر يتامى الطاغوت على هتك الطاغية أعراض الكرد في الشمال، والشيعة في الجنوب، والكويت ذلك البلد العربي الشقيق، أو المليون قتيل الذي تسبب الطاغية في تصفيتهم في حربه المقدسة مع الجارة إيران؟
أين كان هؤلاء المؤمنين، والمقدسين للعيد. آهٍ... يا عيد بأي حال قد عدت يا عيد.

أبكوا يا يتامى الطاغوت فلا عودة لرسولكم، ونبيكم، وملهمكم غادر الكون إلى مزبلة التاريخ، ذلك الصنم الذي صنعتموه بأيديكم، ودفن تحت تراب دفن الكثيرين تحته، ولكن هم دفنوا بكبرياء، وعزة، وكرامة، وهو وري الثرى في ذل، وخنوع، وإهانة، ولن يخرج بعد اليوم طاغوت جديد فقد، ولا زمن الطواغيت أيها العراق الجديد.

أيَّ شَيءٍ فيْ العِيدِ أَهديْ إِليك يا عراق
وَكلُّ شيءٍ لَدَيك
أشهداء أم أرامل أم يتامى؟؟؟
أم ثكالى وأنت الذي في كل بيت لديك
أهديك نهاية طاغوت سفك الدماء
وما عاد للطواغيت في العراق مكان
طوبى للشهداء والصديقين
طوبى لعراق جديد عراق الرافدين



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم
- حروب استباقية, وإسقاطات إقليمية, هل تكرر تركيا السيناريو الإ ...
- لبنان الأخضر... لبنان
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟
- معشوق الله
- الأمم تحتل قامشلو
- محكومون بالأمل - إلى محمد غانم وفاتح جاموس وآخرين...
- إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مسعود عكو - يتامى الطاغوت