أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟















المزيد.....


هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 13:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلنا خرجنا لشوارع المدن العراقية نصفق ونهلهل لاتفاقية 11 اذار عام1970 , التي وقعها قادة كردستان العراق مع صدام حسين , وشعر أبناء العراق الراحة من قتال طال 25 عاما قتل فيها خيرة شباب العراق من العرب والاكراد , إضافة الى تدمير مدن إقليم كردستان عدى كلفة العمليات العسكرية التي كانت تنخر في ميزانية الدولة . ماذا حدث بعدها ؟ بمجرد مطالبة الاكراد بتطبيقها , ارسل ناظم كزار, مدير الامن العام المعروف بشراسته , وبعده عن فصيلة البشر سيارة ملغومة فيها من خيار علماء النجف الاشراف كان سابقا قد طلب منهم مقابلة الراحل مصطفى البارزاني وتقديم الشكر والامتنان لتعاونه مع سلطة بغداد . استقبل الوفد بحفاوة من قادة الحركة الكردية وركنت السيارة بجانب مقر الاجتماع , وبعد دقائق من دخول الوفد انفجرت السيارة , قتل جميع من كان فيها , وبعض المسؤولين الاكراد , واتذكر ان الراحل مصطفى البارزاني قد أصيب إصابات طفيفة في الحادث.
النظام رمى التفجير برقبة أعداء العراق , ولكن الاكراد استلموا الرسالة انهم يتعاملون مع ناس لا عهد لهم , انهار اتفاق 11 اذار ورجع الاكراد برفع السلاح بوجه بغداد , ولكن هذه المرة استخدم النظام معهم السلاح الكيمياوي والتهجير القسري والقتل الجماعي , وجدت عظام المئات منهم في قبور جماعية في نكرة السلمان وتل شيخة .
هل سيكون اتفاق قسد مع احمد الشرع اكثر احتراما ؟ اشك بذلك , على الرغم من ان الاخبار تقول ان الاتفاق تم بمباركة أمريكية . قادة أمريكا يتغيرون وتتغير سياسة البلد معهم , والكل لاحظ كيف تغيرت السياسة الامريكية تجاه أوكرانيا بعد مغادرة جو بايدن البيت الأبيض.
النظام في دمشق , مهما زوق له الاعلام العربي , يبقى نظام إسلامي متطرف , اتخذ من القوة القاهرة سياسة له , وهذه هي طريقة الإسلام السياسي , لا توجد منطقة رمادية في سياسته فأما اسود او ابيض . لقد دخلت قوات هيئة تحرير الشام دمشق وسط ترحاب كبير من قبل جميع مكونات الشعب السوري , بما فيهم الطائفة العلوية , ولكن النظام الجديد رجع الى وحشيته بمجرد عملية عسكرية واحدة ليقتل من صفق له بالأمس . هذا النظام غير قادر على تبني الأفكار العصرية في قيادة البلد , من حيث ان زمن" الحكم " يجب ان لا يكون مثل زمن " المقاومة" . رجال " المقاومة" ربما كانوا متجانسين في أفكارهم على قول " شبيه الشيء منجذب اليه ", ولكن عندما تكون السلطة بيد هذه "المقاومة" فأنها سوف تتعامل مع مكونات مختلفة في ثقافات ودين ومذاهب وكل فرد من أعضاءها فخورا بها , ولا يقبل التعدي عليه بسبب هويته . وهذا ما جرى في العراق يوم انقلاب حزب البعث على نظام عبد الرحمن عارف في 17 تموز من 1968.
عندما جاء حزب البعث مرة ثانية الى السلطة في العراق عام 1968 غير جلده الذي عرفه العراقيون من وحشية بعد انقلاب 1963 , ففي الأيام الأولى من استلامه السلطة بدء يبث أفكار يحبها العراقيون مثل الوطنية والحرية والازدهار الاقتصادي واحترام المرأة والتواصل مع القوى الوطنية . لقد كنا نشعر ان الانقلابين الجدد هم شيوعيون وليس غير ذلك . ماذا جرى بعد ذلك , الكل يعرف .
شلة احمد الشرع لم يمهلوا السوريين طويلا لكشف توجهاتهم ومعدنهم الحقيقي , فمن اول اختبار انكشفت امام العالم طبيعتهم الدموية و تلذذهم بدماء بني البشر . لقد كانت تعامل القوات الداعمة لأحمد الشرع مع أبناء الطائفة العلوية تشبه الى حدا بعيد أفلام رعب هوليود من قتل وحرق وسرقات . هذه الغلظة لم تأتي في غضبة ساعة , وانما من قام بهذه الجرائم قد تدرب عليها ومارسها قبل التوجه الى الساحل .
العلويون لم يشكلوا حزبا خاصا بهم وليس لهم تنظيم عسكري مثلما يتمتع به المكون الكردي السوري , الامر الذي اضطر احمد الشرع توقيع معاهدة سلام بينهم الان , ولكن هذا لا يضمن بقاء الاتفاق قائما عندما يقوى عود قادة دمشق الجدد . تذكر ان قرار اوجلان بنزع سلاح حزب العمال الكردستاني لا يشمل اكراد سوريا , وانما يشمل الاكراد في تركيا , وبذلك سوف لن تستقر سوريا حتى تفرض تركيا ارادتها على اكراد سوريا أيضا , والذي يرفض يكون مصيره مثل مصير أبناء المكون العلوي , وهذه هي سنة الطغاة وجلبابهم الذي لا ينزعوه الا بقوة السلاح . ففي تصريح مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز , قال فيه " من غير المقبول ان تنضم هذه القوات ( وحدات حماية الشعب) الى مؤسسات السورية دون تفكيك هيكلها القيادي . هناك حاجة الى دمجهم بشكل كامل , وليس السماح لهم بالبقاء ككيان مستقل".
مسودة الاتفاق كانت جاهزة , ولكن كان يرفضها الجانب الحكومي , وان احداث الساحل هي التي اضطرت احمد الشرع قبولها . تذكر ان هذه الاتفاقية قد قبلت من قبل رئيس بلاد مؤقت , ولا يوجد هناك دستور ولا برلمان ليناقشها وتبنيها , وبذلك ستبقى هذه الوثيقة مجرد أوراق سفطت بشكل جميل . واكثر من ذلك فان القوى المحيطة بأحمد الشرع غير متجانسة وما يقبله الشرع ريما لا تقبله بعض التنظيمات المسلحة تحت عبط الرئيس المؤقت . كما وان هناك عامل خارجي يتحكم بمصير الاتفاقية وهو رجب طيب اوردغان , حيث ليس من الغريب ان يرفضها كما جاء في تصريح المسؤول الكردي .
مسؤول كردي ذكر بعض شروط الاتفاق ومنها عدم التدخل التركي في الشؤون السورية , إزالة الاحتلال التركي , و عدم مشاركة العناصر المتطرفة المحلية والأجنبية في إدارة الدولة السورية , وهذا مالا يقبله رجب طيب اردوغان ولا احمد الشرع .
وعليه , فان للأكراد في سوريا وظيفتين مهمتين , تقوية جبهتهم الداخلية و انفتاحهم على المكون العربي أولا , وثانيا الإصرار على ان تكون سورية ديمقراطية حرة , وبهذه الطريقتين يقل مخاطر الإسلام السياسي المتشدد ويعطي الامل لبقية المكونات السورية بمستقبل احسن. انا متأكد ان العالم بأجمعه سيكون خلفهم اذا ما التزموا بالهدفين , لان العالم اصبح لا يمكنه التقدم والازدهار بدون لمشاركة واحتضان العلوم الحديثة وهي لكبيرة على من يحلم بإرجاع المنطقة الى عصر الملاحم والفتن .
واذا رفض الشعب العراقي بسنته و شيعته معاملة نظام صدام حسين لأكراد العراق , فان المدرسة الإسلامية في سورية ستكون هي المعين على تدمير اكرادها . لقد تزوجت المدرسة الدينية مع النظام الحاكم في دمشق , وبذلك سيكون عند النظام بدلا من يدا واحدة , اثنتين تضرب بها كل من يعارض النظام . ان من وقف يصرخ " حي على الجهاد " في احداث الساحل سيكون نفسه من يصرخ " حي على الجهاد " ضد الاكراد هذه المرة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟