أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالرحمن محمد محمد - محمد شيخو… فنان ثورة وعاشق وطن














المزيد.....


محمد شيخو… فنان ثورة وعاشق وطن


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 09:56
المحور: سيرة ذاتية
    


لعب الفن والأدب في التاريخ الكردي دورا رياديا منذ وجودهم على ظهر البسيطة، وكان للفن الكردي والغناء بشكل خاص دوره البارز، فالموسيقا الكردية والغناء كانا سمة بارزة في هوية الكردي، وأركان ثقافته، التي حافظ بها على الكثير من أدبه وفنه وشفاهيا حتى عقود قريبة، ليصار فيما بعد إلى توثيق ما أمكن حفاظا على الإرث الكردي من الضياع والزوال.
في هذا المجتمع العاشق للأصالة وكل ما يمت للعراقة والأصالة والأخلاق الفاضلة، والأنفة والشموخ الكردي العنيد، والثائر رغم الظروف المتداخلة فيه، فكان الغناء الكردي يحفظ أسماء مغنين، وفنانين عمالقة بقدر ما يحفظ أسماء قادة ورجالات سياسة، وعظماء في المجتمع.
محمد شيخو، اسم ما يزال يحرك وترا في الوجدان، ويعزف له القلب لحن وفاء كما كان هو، ويردد المرء في سره آيات العرفان، لرجل أفنى سنين عمره في سبيل إعلاء شأن قومه، وإيجاد السبل لينال قسطا أكبر من الحرية.
قد لا تختلف ولادته ونشأته عن بدايات الكثير من المطربين، وهو المولود في قرية خجوكة بريف قامشلو عام 1948، وكثير منا يعلم تفاصيل نشأته، وما كان يعانيه من مشاكل في العينين، وعمله في الزراعة، والحالة المادية للأسرة، لكن شيخو لم يكن طفلاً عاديا، كان موهوباً، اتجه إلى الموسيقا، والغناء، وبقي هذا الشغف لديه، وهو ما جعله يكمل دراسته للموسيقا حينما سنحت له الفرصة ببيروت لاحقاً، فوجد لنفسه طريقا نحو التميز والتفرد، فكان محمد شيخو الفنان الثائر، والكردي المتمرد على الخنوع، في أوقات كانت “الكردية” أشبه ما تكون بالجريمة، ما جعله فنانا من الطراز الأول بفنه الأصيل، ومدرسة في الفن الثوري والالتزام الأخلاقي بالمبادئ، والمثل العليا، ليخلد اسمه وفنه بين أسماء العظماء في الساحة الكردية ، بل والعالمية.
محمد شيخو وبعد أن أطلق أغنياته التي كانت صرخات تدعو للاستيقاظ من غفوة الاستكانة، والثورة على الواقع المرير، هو صاحب أغنيات قل أن تجد مثيلات لها من قبل، كأغنيات (eman dilo – hebs û zindan- rabe ji xew) التي رددتها آلاف الحناجر، وغنتها القلوب.
وقد انتشرت كالنار في الهشيم بأسلوبها المميز، وبكلماتها المنتقاة بعناية وبصوته العذب، الذي استحق لاحقا لقب “البلبل الحزين”.
لم يستكن محمد شيخو، ولم تفتر عزيمته، فسافر من قامشلو إلى لبنان، ثم إلى العراق فإقليم كردستان، ومنها إلى روجهلات كردستان، ومن مسارح بيروت إلى راديو بغداد، مرورا بحضوره الآسر في جبال كردستان وغنائه للبيشمركة.
الأطفال كانت لهم حصة في فنه واهتمامه، فقام بتشكيل فرقة فنية للأطفال ليعلمهم الأناشيد الوطنية ما يدل على وفائه لوطنه، فكان بحق من المخلصين والحريصين جدا على تطوير الأغنية والموسيقا الكردية، والاهتمام بالقضايا القومية والوطنية والإنسانية.
القضايا النبيلة، التي حملها محمد شيخو على عاتقه، وسخر لها حياته وفنه جعلته ملاحقاً من الظلاميين والشوفونيين، لأنه أراد لشعبه أن يبصر الحقيقة، وأن يتلمس طريقه للنور، فلاحقته واعتقلته ونال الكثير من الاعتقالات والتعذيب والنفي، ناهيك عن محاولات الترغيب والترهيب، لكن الفنان الأصيل والملتزم بقضايا أمته بقي على عهده.
لعب محمد شيخو ومن خلال أغنياته الرائعة وفنه الملتزم الثوري دورا رياديا في نمو الوعي الوطني، حيث كان يسمعه كل شعبه، ومن النخب والفئات، والشرائح العمرية والمجتمعية، فقد غنى للورد، والحب، والعشق كما غنى للوطن، والجمال، والإنسانية، فملك قلوب الملايين بصوته الشجي، والثائر في الوقت ذاته.
الميزة الأخرى، التي كانت ظاهرة وخلدت محمد شيخو في القلوب إضافة لفنه الثوري الملتزم، أنه كان فنانا شاملا، وبارعا في انتقاء قصائد لكبار الشعراء، وألحان لملحنين عباقرة، رغم حساسية الفترة وتناقضاتها، حيث كان تقسيم الوطن الكردي والتناحر الحزبي والسياسي سائدا والحس الوطني والقومي شبه غائب.
محمد شيخو، جمع بين رقة الفنان، وصلابة الثوري، وبلاغة الشعر واللحن، وقد صاغ من آلام شعبه ومجتمعه أغنيات رددتها وما تزال حناجر الكرد، وترددها شفاه الثائر والعاشق، وترسم البسمة على شفاه المحبين وتشد اليد على بنادق الثوار والمدافعين عن الحق والحرية.
رحل الفنان محمد شيخو عن محبيه وعن كردستان التي طالما تجول في وديانها وسهولها وجبالها، يوم التاسع من آذار عام 1989، وخلف الكثير من الأعمال والآمال، ليبقى الراحل أسطورة الأغنية الكردية، وأيقونة مضيئة في تاريخ النضال الوطني، ونغمة خالدة في تاريخ الفن الموسيقي.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحسين طه.. فنان ملتزم وفن خالد
- أمير العود… إلى عالم الخلود
- إبداعات نسوية سورية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
- جمعة خليل “بافي طيار”…يا صانع الابتسامة لم تبكينا؟
- محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب
- الكفرون.. سحر الطبيعة ومعانقة الجمال
- كتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية -نثارات إبداع بأل ...
- الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية
- محمد علي حسو.. شاعر الكفاح والنضال
- سيفار… مدينة الألغاز الجزائرية وآثار الجن والكائنات الفضائية
- أديبة الرقة وشاعرة الفرات… وداعا
- نوروز ثورة الربيع والانسان في كل زمان ومكان
- فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور


المزيد.....




- ملاعق طعام وآلات موسيقية..مصممة أزياء تصنع الملابس من أغرب ا ...
- خامنئي يرفض دعوة ترامب لإجراء محادثات نووية ويعتبرها -خداعا ...
- -فايننشال تايمز- تسلط الضوء على مشكلة كبيرة تواجه نظام كييف ...
- أولى اللقطات من مدينة سودجا المحررة في مقاطعة كورسك
- روسيا تطور قمرا صناعيا عالي الدقة لرصد الأرض
- فيديو دراماتيكي: لحظة مقتل صحفي عراقي بالرصاص في بغداد.. وال ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير مدينة سودجا الاستراتيجية بالكامل ( ...
- المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف يصل مطار -فنوكوفو- ...
- هجوم صاروخي روسي على مدينة وسط أوكرانيا
- باريس تستضيف اجتماعا بشأن أوكرانيا وتعزيز القدرات العسكرية ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالرحمن محمد محمد - محمد شيخو… فنان ثورة وعاشق وطن