|
(عري القناديل مجموعة شعرية تتحدث عن عشق واحزان الانسان العراقي )
علي الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 10:25
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
(عري القناديل مجموعة شعرية تتحدث عن عشق واحزان الانسان العراقي ) اذا اردنا ان نكتب عن أي عمل ادبي علينا ان نقف عند ظروف كتابتة وماهى بيئة كاتبة لكي نستطيع ان نعطي النص قدرة وحقة في مجموعتة الشعرية (عري القناديل ) للشاعر عبد الكريم الكيلاني تعتبر نموذجا لهذة الحالة فلا يمكننا ان ندرس هذة النصوص الشعرية دون ان نرى ظروف كتابتها وما يحيط بكاتبها وبلدة من ازمات فشاعرنا يعبر في كل مقطوعة عن اماني وماسي العراق اولا وقوميتة ثانيا ففي ظل ايام الكبت والخوف التي عاشها العراق كان الشعر هو المتنفس الوحيد لشاعرنا للتعبير عن ما يجول في نفسة ولكن كان لة ان يخفي ما لا يرضى عنة النظام فكم من واحد من الشعراء او الكتاب او البسطاء من ابناء هذا الشعب سيق الى التهلكة بسبب بيت من الشعر او كلمة تفوهة بها من اجل ان يعبر عن خلجات نفسة فكانت المرأة هى هذا المتنفس الشعري لة ان اماني الشعب الكردي الذي ينتمي الية شاعرنا كانت حبيسة النفوس في ذلك الزمن الصعب ان تكون عراقيا فانت تحت عيون العسس ان تكون كرديا فانت تحت عيون عسس البعث هذا الواقع عراقنا في ظل النظام السابق حتى بعد ان سقط النظام وجد الكثير فسحة من الامل والزمن ليعبر بصدق عن حبة لقومة لشعبة لانتمائة الى هذة الارض فكان ان جاء الارهاب الاعمى ليحرق الاخضر واليابس في ارض الرافدين فاصبح من لا يتعاون معهم خارجا عن الدين ويستحق الموت اما الاكراد فقد اصبح السواد الاعظم منهم في عرف الارهاب خونة ومرتدين لم يعد يشفع لهم دينهم او مذهبهم فكان ان منعوا شاعرنا من التجوال في مدينتة في مرابع صباة وشبابة في احياء وازقة مدينتة التي عشقها منعوا من اللقاء مع اصحاب الصبا لان الارهاب يهددة لا لشئ ارتكبة سوى انتمائة لقوميتة لتغنية بامي شعبة لحبة لجبال كوردستان وسهول دجلة لاهوار العمارة اهو الخوف من الكلمة هل تحولت الكلمة الى سلاح اشد فتكا من الرصاص فكانت تلك الاحزان والماسي ان صقلت وفجرت ينابيع الشعر من شفاة شاعرنا هنا نقف عند دور الماسي والاحزان والظلم التي تفجر الشعر كمعبر عنها منذ الازل منذ ان عرف الانسان الشعر كان هو المعبر عن الماسي والاحزان والحب ففي تاريخنا نقف عند امرؤ القيس الذي كتب اروع القصائد قفا نبكي من ذكرى حبيبا ومنزل فلو لا ما تعرض لة من ماسي وظلم ربما لم يسطر لنا اروع الكلمات التي حفظها الزمن وعنتر بن شداد تعرض لظلم العبودية والكبت والحرمان من الحبيبة وانكار النسب فسطر لنا اروع الكلمات والسياب شاعر الماء والمطر كتب بروحة اروع واجمل القصائد في عري القناديل كتب شاعرنا 35 قصيدة او مقطوعة موسيقية تعبر عن خلجات نفسة التواقة للحب والحرية والسلام لحب كوردستان وجبالها وسهولها لحب مدينتة الحدباء التي ولد وترعرع فيها مستخدما المرأه كمدخل ليعبر عن نفسة وروحة كتب لنا ليس شعرا بل متنفسا لروحة التواقة للحياة لؤلؤة العالم انت ص 12 وهواك يحرق اجنحتي والصرخة صمت اعمى لازالت احلامي تبكي أي هوى وعشق يحرق اجنحتك ايها العاشق وتحول الصراخ الى صمت والاحلام لتبكي ان تعبر عن هذا الزمن الارعن الذي يجعل الاحلام تبكي انة زمن الموت الارعن في الناعور ص 17 يقول السنة من لهب النار تجرحني نحو موانئ مهجورة تخترق الازمنة الجديدة ===== وتحيل حضوري خرابا وترقص رقصتها السادية ====== فمتى يحترق الليل في عتمتة قلبي كي ياتي الفجر نديا وتورد فية الازهار هنا نرى نقيضان لا يلتقيان ابدا الخراب والتدمير والسلام والحياة نرى اصحاب العقول المريضة يحولون القصور خرابا ويدفعون الاخرين للبحث عن موطن الهجرة وقد عبر عنة بصدق خير تعبير ولكنة رغم ذلك يبقى متمسكا بالامل بنبلاج الفجر والضوء لانة دليل المحبة والسلام حتى تنبت الازهار لانة ذلك ايذانا ببدء حياة جديدة
في الخيط ص 25 هاهم سراق الومضات يساقون اليوم لمحرقة الموت كقطيع اواه الليل بعيدا ارى هنا روح الامل بان ياتي يوم ينتال المجرمون والقتلة جزاءهم ويعود الفرح الحالم الى الارض في الطل ص 42 نرى الحبة ودرجة عشقة فقد اصبح ظل المحبوبة يطاردة من مكان الى اخر يتبعني ظلك مولاتي اين اولي وجهي ويقول ايضا يتسلل تحت لحاف نصوصي ويعانق وجة ملاءاتي كيف لا والهوى والحب الصادق الذي يتسامى عن الشهوات هذا يذكرنا بشعر وهيام العذريون من شعراءنا القدامي مجنون ليلى وكثير عزه وغيرهم ممن سقطوا صرعى الحب والوجد شوقا وحبا بالحبيبة ولكن لا يمكننا ان ننسى حب شاعرنا للعراق وحزنة عندما سقط بيد الارهاب كما حزن كل عراقي على ما وصل الية حال البلاد اليوم الطوفان ص 44 اغرق الطوفان بلادي وغزت كل جيوش الكون ارضي اغتصبت قلبي تشظت في صباحاي لهيبا بل اعاصيرا وبركانا عري القناديل ص 60 هذة القطوعة التي احسن عندما سمى مجموعتة باسمها كم هو الحزن وحرارة الالم في نفس شاعر فقد ذكر فيها مفردات مثل الصبار والعلقم ومعروف ان الصبار نبات شوكي والعلقم هو الطعم المر الذي لا يستسيغة الانسان ولا يتجرعة الا مرغما ثم يعرج على ذكر مفردة السادية نعم السادية التي تجعل البعض من اشباة البشر يتلذذون بالم واحزان الاخرين لابد لنم يقرء هذة القصيدة ان يتذكر ويحس بما كان يعاني منة ابناء العراق ليستطيع ان يستمتع بكل مفردة فيها فقد مر زمن كانت البسمة حلم يراود البعض حتى الان مازال البعض يستكثر على العراقيين البسمة والفرح والحب مازال البعض منا يتسلى في ا ليالي الطوال بحكايات سمعها من ابية او جدة عن الماضي وايام كانت الفرس هى وسيلة النقل ويوم كان من يملك البرنو يعد من الوجهاء في ماضي تليد وجميل رغم بساطة وفقر الناس في ذلك الوقت لو اردنا ان ندرس كل قصائد المجموعة لاحتجنا الى عشرات الصفحات علنا نفي المجموعة والشاعر حقهما ولكن ما استوقفني هو هذا الحب في قلب الشاعر للعراق اولا ولكوردستان ثانيا والذي تجلى ي كل كلمة من المجموعة عسى ان ياتي يوم يعود للعراق شمسة المشرقة وتعود جبال كوردستان كما كانت زاهية ونسمع منك قصائد تخلو من الحزن والالم فكل قصيدة في عري القناديل هى عبارة عن مأساة وحزن والالم وشوق لغد لم ياتي بعد رغم كل الاحزن والالم والموت الذي عاشة العراق ماضيا ويعيشة حاضرا لابد ان ياتي اليوم الذي يقوم بة من تحت الرماد لبنتفض وتعيد الحياة الى ارض الرافديم من اعلى قمة جبل الى ابعد نقطة في الاهوار
هنا اود ان اقف عندة نقطة ذات مغزى عميق هو هذا التواضع الكبير الذي تتحلى بة نفسية الشاعر وبعدة عن الانا
هذة الانا التي اصبحت اليوم عند البعض مرضا وجعل البعض ينسى نفسة فيغوص في الانا حتى الثمالة وهذا التواضع يحسب لك ايها الشاعر العاشق المحب لارضك ووطنك وشعبك
عري القناديل مجموعة شعرية للشاعر العراقي عبد الكريم الكيلاني صدرت في دهوك 2006 عدد الصفحات 88 من الحجم الوسط الناشر رمزي عقراوي
24/12/2006
#علي_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مئات العوائل تسكن تحت الانقاض
-
واقع التعليم في العراق عموما والموصل خاصة
-
الموصل بين الواقع والتصريحات
-
زمن المخبرين
-
لا نزاهة لمفوضية النزاهة النائمة
-
عقدة الظهور من على الفضائيات
-
مدينة الموصل ومشاريع اعمار الاقاليم
-
سدة ترابية
-
شهادة الجنسية العراقية حبر على ورق
-
دروس في الدين او في الارهاب والتكفير
-
صدام وايامة المقيتة بين الرفض والرعب من القادم
-
الجامع النوري ومنارتة الشامخة في الموصل
-
عمليات التهجير ستؤدي الى خلخلة النسيج الاجتماعي للموصل
-
غابات الموصل السياحية
-
المهجرين من العرب الى الموصل
-
لن نبكي مثل الاطفال دولة لم نصنها مثل الرجال
-
اقوى لا واوحدها
-
سجلات التسجيل العقاري تتجول في البيوت
-
الحس الانساني والحياتي لدى الكاتب
-
مجلس المصفقين ام مجلس الفاعلين
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|